الفصل الثاني عشر

سالته وفاء بصدمه وخوف:
_لماذا! لا تفعل هذا أرجوك فأنت تقلقني عليك.

نظر إبراهيم لوفاء بغضب وعصبيه مفرطة:
_ لا تقلقي على وضعي، أهدئي ولا تخافي علي أرجوكي لا، أنا لا أستحق كل هذا منكِ

تركها وتحرك للغرفة التي كانت تجلس بها أخته، وبدون أي كلمة أمسك بحقيبتها وأخذها وخرج من المنزل.

همست رشا وهي تمر بجانب وفاء مودعه إياها وتعانقها بحب:
_تحملية، هو يحبك.

هتفت وفاء بثقه كبيرة:
_أنا متأكدة من هذا الأمر، ولولا أنني أعلم أنه يحبني لما صبرت عليه كل تلك الفترة.

مرت نصف ساعه ووصلوا لفيلا رأفت، هبطت رشات من السيارة كما هبط إبراهيم يحمل حقيبتها ويناولها إياها..

بينما كان الجميع يجلس بحديقة الفيلا كل من رأفت وأمه وأخوته وحازم أيضًا، أول أن رائهم رأفت توجهه نحوها بترحيب يستقبلهم ليقف أمام زوجته وحبيبت قلبه رشا، يقبل جبينها وهمس بإرتياح:

_حبيبتي

همست له رشا بمشاكسة يتخللها بعض العتاب:

_ أراك بالمنزل الأن!؟

أبتسم رأفت بخبث ومال على أذنها قائلًا بهمس:
_كلامك سيف على رقبتي، وهذا كان طلبك، وكلامك أوامر يا جميلتي، أنرتِ بيتك من جديد.

_المهم أنت تنيره أيضًا.

ضحك رأفت بصوت عالي:
_حسنًا، سأنيره أنا أيضًا.

رشا بغيظ مصتنع همست لنفسها:
_لا أعتقد أنني قلت نكته أو شيء يستدعي كل هذا الضحك، بااارد

أمال رأفت على أذنها وهمس:
‏_سمعتك عزيزتي

كان بهذا الوقت إبراهيم يخرج الحقائب من سيارته وبعدما أنهى الأمر أغلق حقيبة سيارته، توجهه رأفت له وسلم عليه بكل ذوق ومحبه مرحبًا به، عرض عليه أن يدخل ليضيفه ويشربوا شيء معًا، بعد إلحاح وافق إبراهيم وعندما لمح حازم يجلس بالحديقه نظر لرأفت وقال متحججًا:

_أعتذر ولكن لن أستطيع أن أترك وفاء وحدها بالبيت.

نظر رأفت حيث نظر إبراهيم ووجد حازم يقابلهم بجلسته، تعجب وشعر بالحيرة فما وضعهم معًا، لما رفض وتعذر إبراهيم أن يدخل البيت بعدما كان موافق، ولما بالأساس يغضب عندما يُذكر أسم حازم أمامه!!

قرر رأفت أن يسأل ويفهم ما الأمر، سال بحيرة وتعجب:
_أريد أن أعرف ما المشكله التي بينك وبين حازم؟ ما سر غضبك منه بهذا الشكل، توترك وعصبيتك منه ما سببها؟!

نظر إبراهيم بعيدًا وتنهد بضيق وظل صامت ليكمل رأفت كلامه، يوضح له سبب حضور حازم ببيته:

_رأفت لم يعد غريب، فهو طلب يد مهتاب الأن مني وخطبها وكان هنا ليحدد موعد عقد القران


نظر كل من إبراهيم ورشا بأتجاة رأفت بصدمة ولم ينطق أي أحد ببنت شفه.

هتف رأفت بتعجب:
_لهذة الدرجة؟ ما القصة بالضبط! ما به حازم، ألهذة الدرجة حازم سيء، وتجدونه غير مناسب!

تنهد إبراهيم بضيق:
_لم يقل أحد هذا أبدًا، مبارك والله يتمم عليهم بخير، بعد أذنكم.. ثم نظر لرشا وقال بهدوء:

_إنتبهي لنفسك عزيزتي، مع السلامة.

تركهم وتحرك بإتجاه سيارته ليركبها ويقود بعصبية وإنفعال.

نظر رأفت لرشا بتعجب :
_ماذا هناك بالضبط؟ هل من الممكن أن أفهم الأمر.

تنهدت رشا بضيق:
‏_ موضوع لا يخصني بالمره، صاحب الشان لم يتحدث أن كان يريد أخبارك لفعل، أسفة لا أستطيع إخبارك أو التفوة بأي كلمه ولكن أحب أن أقول لك، كل ما صدر من إبراهيم الفترة الأخير كان دون إرادته وله أسبابه وأسباب قوية بعد.

فضلًا منك أن تعذره، أخي طوال عمره يحبك ويحترمك ويقدرك طوال الوقت، من وقت إرتباطنا وعرفتني وعرفتك هو دائمًا بصفك وأنا لا...

لما لا تفكر وتتسأل ما السبب وراء تغيرة بهذا الشكل؟

منذُ متى وإبراهيم يقف أمامك، متى أحزنك وحضوره لك عند بيتك كانت أكبر دليل على حديثِ..

عندما هدأ وعرف خطأه أتى لك، أتمنى ألا تحزن منه وتعذره، الموضوع حساس وبيوم من الأيام بالتأكيد سيحكي لك.. بعد إذنك.

تركته لتدخل وبطريقها هتف ليوقفها قائلًا بهتمام:

_إنتظري، ألن تلقي التحية لأمي وأخواتي وترحبي بحازم؟ مهما كان ضيف فى بيتك.


رشا تنهدت :
_حاضر يا رأفت

تحركوا بأتجاههم ليقابلوها كل من جيسي ووالدته دولت هانم ببرود ولا مبالاه، أما مهتاب وقفت ورحبت بها وحازم بكل تلقائيه وقف ومد يدة يسلم عليها ونسى تمامًا أنها لا تسلم على الرجال باليد..

وقفت رشا عاقدة يديها أمام صدرها ليتءكر حازم الأمر وحك رأسه بحرج:

_أسف جدًا مدام رشا، نسيت الأمر وتأه عن بالي أعذرين...

قاطعته دولت هانم بغضب وهي تنظر لرشا بعصبية وقرف:

_هذة تعد قلة ذوق منكِ أنتِ...

قطع كلامها رأفت بحزم:
_ أمي.. زوجتى ليست قليلة الذوق هي لا تصافح الرجال ولها كامل الحرية بهذا الأمر.

تحركت رشا بدون أي كلمة ولكن قبل ان تتحرك من امامهم نظرت لحازم قائلة بأمتنان وشكر:

_شكرًا لك سيد حازم، أشكرك لتفهمك الوضع وتقبله بصدر رحب، شكرًا لذوقك وكرم أخلاقك.

تركتهم وصعدت لغرفتها..

بالأسفل الجو أصبح متوتر وكان رأفت يجلس على أعصابة، غاضب من تصرف والدته، وكذلك دولت هانم غاضبه لتصرف أبنها وصوته العالي عليها أمام حازم الكل..

أقتربت چيسي من مهتاب وهمست بغيظ:

_لم تجد يوم غير هذا اليوم لتأتي به، سليطت اللسان، لا أعلم لما أتت، لم يذهب احد لأخذها ليس عندها أي كرامة.

سمعها رأفت فصرخ بوجهها بصوت عالي:

_چسيى أحترمي نفسك وتوقفي عن حديثك هذا.

بكت چيسي قائلة:
_وماذا قلت أنا لتصرخ علي؟!

أضطر حازم لإستأذان منهم فالوضع أصبح مشحون ومتوتر لتذهب مهيتاب معه لتودعه وبمجرد أن أبتعد عنهم ضرخت دولت هانم بكل غضب كالبركان الثائر:
_ماذا يحدث لك بالضبط! بالبداية أنا ومن ثم أختك؟! ماذا دهاك يا رأفت كل هذا لأن المدام شرفت البيت؟ ماذا حدث لك، نساء جميع الأشكال والألوان مروا عليك وانوا يتمنوا لك الرضى لترضى..

لم تعجبك او تلفت نظرك غير تلك الرشا!! هل سحرت لك، سأجن منك حقًا، تصرخ على أختك وأمك لما هااا!؟

لا أذكر أنني أخطأت بحقها كل ما قلته تعليق على الموقف نفسة فتصرفها كان غير لائق، لكن أنت.. لا تستحمل عليها أي كلمة حتى أنك لم تتركني أنهي حديثي.

رأفت صرخ بصوت كله بغضب :
_ أمي كلامك كان واضحًا وأنا لن أسمح بالإهانة لزوجتي فكرامتها من كرامتي، وإحترامها قبل إحترامي.

نظر لهم وبصوت قوي جدًا وحازم:
_هل سمعتم؟ إحترام زوجتي بهذا البيت قبل إحترامكم لي، هذا البيت بيتها هي! الفيلا كتبتها بأسمها وجميعنا هنا ضيوف عندها وليس العكس.

ثم نظر لچسي نظرة ثاقبة وقال:
_لنجلس بأدب وهدوء كالضيوف المهذبة

وقعت دولت هانم فكلام رأفت كان كبير جدًا بالنسبه لها وأحزنها ووجع قلبها بقوة، والسناريو السابق تكرر بحذافيره..

ترك رأفت عملة وزوجته ثلاثة أيام حتى أصبحت والدته بعافيتها، ثم صعد لزوجته التي كانت واقفة أمام النافذة وعندما دخل عليها، رأته فضحكت بسخرية..

عادت تنظر للنافذة مرة أخرى بعدما تنهدت تنهيدة طويلة بغيظ، بشىء من الكبرياء والقوة رفعت رأسها وعادت تنظر من نافذتها مرة أخرى.

أقترب رأفت منها يعتذر ويبرر سبب غيابه عنها:

_أعذريني عزيزتي لم أستطع تركها وحدها قبل ان تسترد عافيتها.

_للمرة الثانية يا رأفت تختارها هي وتفضلها علي وتتركني أنا، فقط تمرض والدتك تنسى العالم والدنيا بأكملها وتجلس عند قدمها ولا كأن لديك زوجة كانت غائبة عنك، جلست عند والدتك وتركتني مثل كل مرة.. الأمر عادي جدًا.

تنرفز رأفت:
_قلت لكِ الأمر بغير إرادتي لم أستطع تركها فهي أمي!!

_هذا يعني أن والدتك أهم من زوجتك؟!

نظر لها رأفت قايلًا بدون أن تفكير:
_بكل تأكيد أمي أهم...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي