الفصل الثالث عشر

عند مراد...
كان يجلس بمكتبه، دخلت عليه سلمى بملامح جامدة وحادة، بيدها ورق قذفته أمامه بقلة ذوق وعدم إحترام متحدثة بنبرة غاضبه بها بعض السخرية:
_أتسأل هل الدكتور مراد بذاته غير مجاله؟!

تعجب مراد لطريقتها وأسلوبها بالكلام معه، لكنه لم يعلق أو يتفوه ببنت شفة، بالعكس أمسك الورق من على المكتب ينظر له ليرى ما السبب لتغضب وتتصرف بهذا الشكل، عندما نظر للورق وفهم ما تومي إليه نفخ بضيق بعدما تبدلت ملامح وجهه، نظر لها وتحدث بجدية:

_ممكن أن تجلسي وترتاحي لنستطيع أن نتحدث بهدوء 

صاحت سلمي بنرفزة ملوحه براسها بعلافة لا:
_لا يا مراد، لن أجلسن ولن أهدى إلا بعدما أعرف وأفهم الدكتور الجراح العظيم غير مجاله من الطب والجراحه للتصميم و فساتين الموضة والازياء!!

تحدث مراد بهدوء فهو كان قاصد أن يمتص غضبها وعصبيتها :
_حبيبتي إهدي وسأقص لكي كل شيء وعندما تستمعي لي ستتضح كل الأمور أمامك 

عندما إستبمت سلمي الأوراب من العامل وكل شيء وأضح لسلمي بالتأكيد زوجها مراد إشترى أتيلية لسها ولكن الغريب أن المكان والعقود بأسم زوجها وليست يها؟

تنهدت وجلست أمامه:
_ها أخررني يا مراد ما نهاية هذا النقاش!

نظر لها نراد بهدوء وتريث، ليتنهد ويقص عليها كل شيء عندما قابل سها، بعرض البتيناج وعرف منها ظروفها كيف إنقلبت بين ليلة وضحاها خسرت كل نقود، وليست النقود فقط ما خسرتها بل وأمها الونس الوحيد لها بهذة الدنيا فقدتها بعدما أخذ الله أمانته..

أصبحت وحيدة مقطوعة من شجرة بدون أي أحد يساندها، بدون أهل أو مصدر دخل، وصل بيها الحال أن تشارك بمسابقات البتيناج وغيرها فقط لتستطيع العيش..

قص عليها عندما علم بأمر ظروف سها لم يهن عليه العشرة فبينهم عشرو عمر، رفيقة دربه منذ الصغر.. قرر أن يحضرها لمصر، يشتري لها بيتًا تسكن به ومكان لتفتحه للأزياء، يكون هو مدخل رزق لها تعيش منه..

لانت ملامح سلمى بعض الشيء، تنهدت براحه كأن جبل يكتم على أنفاسها لفترة طويلة وسقط من على صدرها... حُملًُ ثقيل وتمت إزالته 

حمدت ربها أنه لم بخبئ عليها شيء، كان بإمكانه الإنكار فالورق الذي بيدها لم يذكر به إسم سها نهائيًا،  هوية سها هنا غير موجودة كان من الممكن وبكل بساطة يقول أنه أشتراه ليساعد به أحدًا ما بدون إخبارها بهوية هذا الشخص .

لو أنكر هي لن تعلم لمن هذا الأتيلية فهو بالأسكندرية والأمر سيسير بكل سرية دون علمها، وبكل بساطه لكنه إعترف لها وأخبرها بكل شيء.. لقد خالف كل توقعاتها.

بعدما إستمعت له قررت التحدث معه بهدوء لإكمال المناقشه:

_حسناً يا مراد أموالك وأنت حر بها، لكن أنت لست حُرًا أبدًا بنفسك، فنفسك هذة ملكي، ملكًا لي أنا وأبنكِ..

لا أفضل أن يكون هذا المكان حجه لحبيبتك القديمة، الأمر غير مريح بالنسبة لي.

سند مراد ظهرة على المقعد بإرياحيه قائلًا ببرود:

_حسنًا هذة المرة سأقدر إنكِ تغارين ولن أعلق على حبيبتك القديمة هذة ...

سلمى هنا قاطعته بعصبية وصوت عالي:

_لماذا؟ أليست هذة الحقيقة؟

مراد بنفس البرود:
_سلمى صوتك كان عاليًا أم أنها تهيؤات وهلاوس سمعية!؟

قالت بأرتباك:
_ أس.. أسفه يا مراد ولكن أليست هذة الحقيقة؟

نظر لها بحدة وقال بحزم:

_ لاااا..

صمت قليلًا ثم إستطرد كلامه:
_لا يا سلمى لا، ولن أكررها مرة أخرى، لأن هذا أن دل يدل على أننا لا نتعلم من أخطاءنا!.

تنهدت سلمى بتعب:

_حسنًا يا مراد، معك حق، يجب أن يكون بيننا ثقة أكثر، صدقني أنا أثق بك أكثر مما تتصور، متأكدة أنك لم تعد تحبها.. وتحبني أنا، لكن بالنهاية أنا إمرأه تحب زوجها وتغار عليه..

لا أحب أن يكون لك أي صله بينكم... لا أحب هذا الأمر أبدًا، وجودها بحياتك يضايقني، لن أتحمل فكرة وجودها جوارك وحولك بحجة البيت والعمل.

مراد بستغراب:
_حجة!!
وقف مكانه ونظره لها قائلًا بأنفعال:

_وجودها جانبي يقلقك!! ما بكِ يا سلمى أنتِ بنفسك قلتي أنكِ تثقين بي فماذا هناك الأن، لما الخوف إذا!

سلمى بدموع:
_واثقة بك يا مراد ولكني لا أثق بها هي.

هتف مراد بحزم وهو يزفر:
_سلمى، هكذا تجرحيني فكلامك يوصح عدم ثقتك بي، وندور بنفس الدائرة ثم نعود لنفس النقطه ذاتها، أنا... قلة ثقتك بي أنا!، لأنها مهما فعلت بالأخير خوفك وقلقك مني أنا لأنجذب لها وأهاودها بما تريده، هذا وأن كانت تريد شيء من الأساس..

سلمي سها عادت مكسورة وضعيفة لا تريد سوى أن تعيش وتربي إبنتها بهدوء وسلام فقط.

سلمى بصدمه:
_إبنتها؟!

تنهد مراد بحزن:
_نعم، ما علمته أن سها معها طفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات.

سلمى بفضول:
_إبنة من؟

مراد بحيرة:
_مازلت لا أعرف أي تفاصيل، لم تخبرني من هو والد الطفلة للأسف.

بهذا الوقت دخلت الخادمة لتخبرهم عن بكاء الطفل ياسين وإحتياجه لجلوس والدته بجوارة..

نظرت سلمى لمراد، داخلها مزيج من المشاعر حيرة أن تذهب لإبنها أم تكمل معه النقاش لتنهي به قلقها ومخاوفها.

تنهد مراد وأقترب منها فهو قد فهمى ما يدور داخلها، لف ذراعيه حول أكتافها قائلًا بصدق:
_إذهبِ لياسين عزيزتي ولا تقلقي ليس هناك بحياتي أغلى منكم، ولا أريدك أن تخافي من ظهورها مرة أخرى بحياتي ليس هناك ما يستدعي للخوف منها أو من غيرها، عيني لا ترى سواكي حبيبتي.

تنهدت وهي تهز رأسها:

_حسنًا يا مراد لأرى ما نهاية هذا الموضوع.

إبتسم مراد غامزًا:
_نهايتها فُل وورد سأفرشه بيدي لكِ تحت قدميكِ ولأجل عيناكِ الساحرتان.


تاهت سلمي ببحر كلماتها الخلابة وبحة صوته الصادقة، صدر صوت بُكاء ياسين مرة أخرى..

هتف مراد بغيظ مصتنع:
_إذهبي لطفلك هذا وإجعلية يصمت بدل أن أذهب إليه أنا وأسكته بطريقتي، لا أعلم ما به هذا الولد لا يحلو له البكاء دائمًا إلا وأنتِ معي، إقتربت على حافة الجنونه بسببه وبسبب ما يفعله.

شاكسته سلمي بضحك:
_يبدو أنه ليس معي ولد واحد بل أثنان.

مراد بتزمر:
_حسنًا يا عزيزتي، إذهبي قبل أن يعلو صوته ويصل للجيران.

هزت سلمى راسها وهي تتحرك بخطوات متغنجة لتخرج وقبل أن تتخطى الباب إلتفتت له قائلة:
_سأجن بسببكم أنتم الإثنان ولكني أحبكم أنتم الإثنان أيضًا، ربنا يحفظكم لي.

مراد بنظرة كلها عشق رد عليها :
_ويحفظك لنا يا سبب وجودنا.

. . . .

بالأسكندرية..

ترك إبراهيم وفاء نائمه ونزل ليتمشى قليلًا أمام البحر، لم تهن عليه أن يوقظها بالأخص أنها لم تنم طوال الليل.

إستيقظت وفاء على صوت رنين هاتفها لتفتح عينيها وتنظر لهوية المتصل وتجدها رشا، أجابت بنوم:
_مرحبا.

_مرحبا!! يبدو أنكِ أجبتي على الهاتف وأنتِ لازلتِ نائمة.

وفاء بنفس الطريقة:
_اممممم

رشا بضحك :
_ لا أستيقظي، نحن بطريقنا إليكِ يا عروس.

إنتفضت وفاء من نومها:

_ماذاا هل هذا معقول؟

رشا بسخرية :
_نعم معقول فالساعه الثالثة عصرًا وأنتِ لا زلتِ نائمة يا عرو..

وفاء هنا قطعت كلامها بخجل وتذمر مصتنع :
_كفا، إحترمي نفسك قليلًا الله .

رشا ضحكت بصوت عالي:
_حسنًا، حسنًا، توقفت رشا عن الضحك ودعت لهم بالسعادة وهدوء الحال بصدق ومحبه عارمه..
أدعو الله ان يسعد أيامكم ويبعد عنك كل سوء، أنتِ تستحقين كل خير يا وفاء.

وفاء بمحبه:
_ تسلمي حبيبتي، ما أخبارك مع رأفت؟


_ بخير الحمد لله حبيبتي، المهم كيف تتركين زوجك ينزل البحر وسط الكثير والكثير من الفتيات وأنتِ بغرفتك نائمة! هيا هيا أستيقطي وأذهبي لزوجك فمن الممكن أن تأني حرباء متلونة وتخطفه منكِ.

أنهت حديثها وهي تضحك بقوة لتنظر وفاء بجانبها وتجد مكانه فارغًا، وقعت عينيها على المرأة لتجده كتب عليها بقلم الحمرا خاصتها " صباح الخير يا حبيبتي وملهمتي الوحيد ويا من ترسم البسمه على وجهي، حظي الحلو بهذة الدنيا، أنا بالأسفل عندما تستيقظي إلحقي بي فأنا أنتظرك بكل حب وشوق".

إبتسمت بحب وأجابت بهمس:
_ صباح كل شيء حلو بوجودك جانبي.

رشا بتعجب:
_ إلى أين ذهبتِ يا وفاء؟

تحدث وفاء بإنتباه:
_هنا معك يا رشا.

رشا بمشاكسة :
_هناك خبر سعيد أريد أخبارك به، وهو بالأساس سبب مهاتفتي لكِ.

وفاء بقلق وفضول:
_خير يا رشا؟

رشا بجديه :
_حضرة الضابط حازم...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي