SILVA

Fatemaahmad0`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-12-30ضع على الرف
  • 165.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل1

الفصل 1


الطمع أساس الشر، ولولا الطمع ما كانت تزوجته من الاساس، كيف لشابة في بداية عمرها؟ وريعان شبابها وجمالها الساحر، أن تتزوج برجل ضعف عمرها وأكثر، غزا الشيب رأسه، وظهرت تجاعيد خفيفة اسفل عينه…

لكنها كانت ترآه أوسم الرجال، فما يملكه يجعله أصغر منها سن واجمل منها شكلا لقد عاشت طول حياتها في فقر، ترعرعت في شوارع «تيخوانا»

كانت تعمل في «مونيكا» أحد البارات تقابلت مع «إدواردو» هناك  كان ينظر لها بإعجاب وهو يقول: " كأس من الڤودكا جميلتي وبعض المقبلات"
"لحظة واحدة سيدي" 
احضرت له  ما يريد نظر لها مقيما وهو يقول: "ما أسمك؟" 
"مونيكا" 
"أسم جميل مثلك هل أنت مرتبطة؟" 
هزت راسها بالنفي، ابتسم وهو يأكلها بعينه، وهو يقول
 " ما رأيك ان نتقابل بعد عملك؟"
"لما؟!" 
"حتى نتعرف بطريقة مناسبة" 
"آسفة، أنا لست من ذلك النوع" 
"أعرف، أنا لا أبحث عن ذلك النوع  لا أبحث عن غيرك مونيكا أنا اعرف كل شئ عنك أعرف أين تعيشين؟ وانك انفصلت عن صديقك من فترة:" 
نظرت له بدهشة وهي لا تصدق ماذا يقول هل يراقبها؟ 
" الأمر ليس كما تفكرين، أنا لا أعرف ما الذي حدث لي منذ رأيتك أول مرة،  وأعرف اني اكبر منك بكثير ولكني أستطيع ان اسعدك، أن اوفر لك ما تحلمي به، كل ما تريدن من مال ملابس حلي "

تبلو الطمع في عقلها، وظهر على وجهها التفكير  وهذا كان يكفيه ولكن هل يكفيها المال بعد سنوات،  لقد ضحت بالحب من أجل المال،  تزوجت إدواردو وأنجبت له ابنة في جمال القمر، ولكن هل موينكا  تستطيع ان تكون أُم لسيلڤا أم… 

بعد سنوات  كانت سيلڤيا تجلس جوار صديقتها روڤان،  شعرها الاسود الفاحم يتطاير حول وجهها ، شعرت كأن محيطها مشحون، والسبب ليس ثرثرة المراهقين من حولها، وانما شعورها العميق الذي يجعلها تشعر أن هناك عيون لا تفارقها. 

أين هي تلك العيون، مهما التفتت لا يمكن لها ان تجدها، ومع ذلك تشعر انها مراقبة.

لكن لما تهتم؟ هي منذ صغرها وهي محط الأنظار، الجميع، ينظر الى جمالها وعذوبتها تلك المدللة، التي لم تحرم من رغد الدنيا ونعيمها، لقد عاشت في فيلا كبيرة، مع ام لا تتقيد بالعادات، تتول إدارة الشركات الخاصة بهم، والتي ورثتها هي وابنتها بعد رحيل زوجها إدواردو..

لذا تعمل وتسافر تترك ابنتها مع الخدم، حتى انها لم تهتم بحالتها النفسية، ولانها لم تعيش شبابها بعد زواجها من إدواردو، لقد هاجمه المرض واصبحت حالته الصحية غير مستقرة يتحسن اسبوع ويمرض شهور…

وهي في البداية كانت تظهر محبة واخلاص له في العلن، وبعد فترة  قررت أن تعيش حياتها،  تستمتع بامواله  وتقيم علاقات مستترة، طيلة حياة  إدواردو لكن بعد موته.. 

ارتباط بشاب أصغر منها ببضع سنوات، لكن ماذا تفعل سيلڤا لا تستطيع الاعتراض، امها هي الممول الأساسي لكل شيء في حياتها، هل تحمل حقيبتها وتترك تلك الحياة التي تعيشها لتبدأ في مكان بعيد، فلقد تمت 16 ومن حقها ان ترحل..

 لكن السؤال إلى أين؟ روڤان صديقتها المقربة تعلم جيدا ما تعاني منه سيلڤا التي تحاول ان تواري كل ذلك خلف حياتها العبث، وتلك الصداقات المتعددة، هي تصادق العديد من الشباب، ولكن تضع حدود لهم، وربما تضع حدود لنفسها…

 قد تكون سيلڤا غير راضية عن ما تفعله ولكن لم تجد من يقوم أخلاقها، من يطالبها بتعديل سلوكها في ذلك الوسط، الذي تعيش فيه كل شيء عادي الأم منحلة والاب رحل والخدم مجرد. مأجورين. 

أخرجتها روڤان وهي تسأل" فيما أنت شاردة؟" 
"انا؟" 

ضحكت روفان بصوت مرتفع وهي تنظر لها، منتظرة أن تتكلم.

نفثت سيلفيا من سيجارها وقالت:

"اشعر بالملل، اريد أن أفعل شيئًا يخرجني من هذا الجو المزعج.."


"ما هو المزعج فيه؟"

برمت شفتيها بحيرة ثم اردفت: "مألوف، أشعر وكأنني عشته من قبل"

قلبت روفان عيناها "هل تمزحين؟.. هل هذا هو فقط؟ "مألوف" لا شيء في حياتك مألوف يا فتاة، ثم أنه لا يحق لك الحديث بهذا الشأن، دعي هذا الجانب من الحديث لشخص مثلي، لديها اب قاسي وأم تابعة له، بالإضافة للمعاملة الجافة والتي لا استطيع الاعتراض عليها حتى.


"هل تظني انني سعيدة بتلك الحياة التي اعيشها؟ " 

"ولما لا تكونين سعيدة سيلڤا، أمك توفر لك كل شيء، تحضر لك كل ما تريدينه، هناك سيارة تنتظرك لتوصلك، بينما انا يجب علي أن أسير أو تقومي انت بأيصالي" 

 "هل تصدقي انها المرة الاولى التي ألاحظ انك تفكري بتلك الطريقة؟ أنت تعيشين مع والديك" 

" وماذا عنك؟ أنت تعيشين في فيلا كبيرة بحجم منزلي عشرة مرات، بها كل ما احلم به ويحلم به أي أحد في البلدة"

 "هل تظني ذلك؟ هل تحلمين بأم مثل أمي ذات علاقات متعددة؟ لم يفرق معها رحيل زوجها! بسبب نزواتها لقد رآها بعينه مع رجل آخر مما تسبب في رحيله" 

"انا اعرف ولكنها كانت اصغر منه بكتير" 

"هل تبرري لها؟ انها لم يفرق معها انا خطيبها اصغر منها ببضع سنوات!" 

 "وما شانك انت؟! أنها حياتها دعيها تعيشها بالطريقة التي تريدها" 

 "هل هذا ما تقولينه روفان؟ هل هذا ما تعتقدينه؟ انا أخاف منه ومن نظرته، أعلم جيدا أنه يستطيع ان يغيرها من ناحيتي" 

 "وهل امك بهذه السذاجة؟! " 

"الذي لا تعرفيه وأنها تعشقه" 

كورت روڤان وجهها البيضاوي، وهي لا تعرف كيف ترد على صديقتها؟ التي كانت سببا في انقاذها من التنمر يوما.. 

 سيلڤا رغم كل ما يقال عنها، إلا ان هناك بذرة طيبة داخل قلبها، لقد ساعدت روڤان عندما نعتها الجميع بالسمينة، ذات الارداف الضخمة، كل هذا لانها تعاني اختلال في الغدد كان سبب في تضخم جسدها، وقبليتها على الطعام بشراهة 

مما جعل والدها يمل من كثرة ما تنفق على الأدوية والأطعمة، لم يفكر فيه أنها تعاني كان هو الآخر يناديها

"بالضخمة التي لا فائدة منها" 

 اما سيلڤا كانت تفكر في ذلك الموقف، الذي لن تنساه ابدا، لقد رأت بعينها كيف رحل والدها، حينما رأى والدتها مونيكا مع أحد الرجال في الفراش، اقترب منها يحاول أن يضربها، ولكنها دفعته مستغلة ضعف بنيته سنه المتقدم، الذي يعد أكثر من ضعف عمرها بكثير، وهي تقول لزوجها 

"ألا يكفي ما عشته معك؟ كل هذه السنوات لما لا ترحل لتريحني من ذلك العذاب الذي أنا فيه؟" 


إدواردو وعينها يملئها الدمع وهو ينظر لها بكره، لان ما تفعله يشعره بالعار والضعف يلوم نفسه لأنه أخرجها من صندوق النفايات، لتصبح سيدة وهي لا تزيد عن عاهرة، لقد سمع الكثير من الاشاعات عنها ولم يصدق، والآن يري بعينه..
" ايتها الحقيرة قد انتشلتك من التسول، الا ترى نفسك  وما تفعليه مع هذا الحقير،  ترجعين إلى أصلك القذر مع من مثلك " 

"هل تلوم علي انني اريد ان اعيش؟ انت قيد حول رقبتي سجن عشت فيه، والآن عليك ان ترحل قبل أن أموت، عليك ان تترك لي كل شيء حتى عوضني، عن تلك السنوات التي عشتها مع رجل بالإسم فقط" 

كلماتها القاسية كانت سببا في تلك الأزمة القلبية التي أصابت إدواردو أمسك  صدره وهو يطلب منها ان تناوله الدواء 

" اعطي الدواء،  لا اريد ان اموت  من اجل ابنتي؛ لان لا اثق في ترببتك لها، لا أثق في عاهرة مثلك" 
"لا تخاف  على سيلڤا سوف أدللها  وأجعلها تحصل على ما حرمت منه" 
"لتصبح عاهرة مثلك؟" 

"ما دمت عاهرة لماذا تزوجتني؟ " 
"لاني غبي" 

"اذا لا تتمسك بالبقاء لانك لو بقيت سوف يستمر غبائك لأني لن أوقع اوراق الطلاق وأنت لن تفضح نفسك وتخبر الجميع أني أخوانك" 

كانت تتكلم دون أن تدرك أن أبنتها الصغيرة ذات السبع سنوات تستمع لكل كلمة تقولها، حاول إدواردو أن يقبض على عنقها، لكنها دفعته بقدمها، وهي تطلب من عشيقها ان يساعدها، حتى تضعه على الفراش، و يرحل بعدها..
خوسية  نظر لها بصدمة توقع ان تعتءر من زوجها ان تدعي انها غلطة لن تتكرر،  لكنها تستعد لتجعله يرحل.. 

"ماذا ستفعلي ايتها الغبية لو علم احد أن زوجك رحل سوف يثار الشك حولك" 
"لما انها ذبحة صدرية سوف أتركه في الفراش حتى يرحل، وانت عليك أن تذهب ولا تأتى مرة اخرى حتى اتصل بك، هل تفهم ما اقوله خوسيه؟ " 
"بالطبع أفهم" 
وضع إدواردو في الفراش وهو يفكر،  هل تظنه غبى ليستمر في علاقته معها او يبقي في نفس المدينة مع تلك الكلب التي لم تهتم بما يراه زوجها لقد كاد خوسيه أن يبلل سروله الداخلى، بينما هي لم تهتم بشئ وكأنه لم يراها في  الفراش مع غيره.. 
لملم ملابسه يرتديها بسرعة وهو ينقل نظره بين عشيقته وزوجها الذي تنهمر دموعه وهو ينازع، خرج من الغرفة ليصدم عندما شاهد،  سيلڤا الطفلة الصغيرة، التي سالت دموعها وهي لا تقوى على أن تفعل شيء. 

 بعد ان تلاقت عين سيلڤا  بعين والدها لفظ أنفاسه الأخيرة، ورحل إدوارد في صمت، كل شيء ظهر على أنه ازمة قلبية، حدثت له وهو نائم، رحل بعد أن ترك لها كل شيء، لتنعم فيه لكنها كانت ترى في عين ابنتها نظرة خوف منها أدركت ان سيلڤا رأت ما حدث، لكنها لم تهتم

 فما دامت خائفة لن تتكلم، وان لم تتكلم ستظل هي في أمان، هي ليست الأم التي تخشى على مشاعر أبنتها، هي لم تخشى عليها من قبل، لم تفكر في الاهتمام بها كإنسانة، فقط اكتفت عن أعطتها الكثير من المال، حتى أفسدها كأنها تدفع ثمن سكوتها..

 بينما هي تفكر حركت روڤان يدها أمام وجه سيلڤا وهي تقول: 

"ها أين ذهبت افكارك هل نمتي؟ لقد كادت السيجارة أن تحرق يدك!" 

 نظرت لها سيلڤا كأنها تستيقظ من نوم عميق، وهي تنظر إلى السيجارة وألقتها من يدها قبل أن تحرقها، تتلفت حولها تبحث عن شيء لا وجود له، إلآ في خيالها..

 فمن هذا الذي يتبعها كما تشعر؟ وهل هناك بالفعل أحد في الجوار ينظر لها؟ ويفكر فيها بهذه الطريقة، أن كل من تعرفهم لا يوقفهم شيء ليقتربوا منها، فهم يعلمون جيداً كم هي منفتحة او هكذا يظن البعض. 


 هبت واقفة مرة واحدة وهي تنظر إلى روڤان وتقول:

 "هيا سوف أذهب هل ستأتي؟" 

"بالطبع سأتي لن أستطيع أن اسير كل هذه المسافة بمفردي، أنت تعلمين جيدا أن تلك الارداف المنتفخة تعيق حركتي" 

ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، ربما محاولة روڤان أن تخفيف عنها، بأن تسخر من نفسها جعلها بالفعل تضحك، لكنها اقتربت منها، وهي تربت عليها وتقول:

" لا تقولي ذلك مرة أخرى انت جميلة"

"قد أصدقك يوما يا صديقتي أنا سمينة"
 
قالت روڤان كلمتها وضحكت بصوت مرتفع، وشاركتها سيلڤا الضحك، وهي تخرج احد سجائرها، وتقرب العلبة من روڤان، التي هزت رأسها بالنفي، وهي تقول:

" انا لا استطيع ان اسير دون ان ادخن، فما بالك ان اصبحت شرها على التدخين مثلك؟ هل تطالبين من ابي ان يطردني خارج البيت؟"

" لما كل ذلك؟"

"هل انت من تسألين سيلڤا؟ أنت تعلمين جيدا أنه لا يريدني في البيت من الأساس؛ ولولا بكاء أمي ما كنت بقيت هناك، أتمنى أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه نحيفة، أن افقد شهيتي، لا اتناول كل ذلك الكم من الطعام، أن أستطيع  السير بضع خطوات دون ان الهث وكاني كلب "

"سيحدث ربما في عيد مولدك القادم قد تتحقق الأمنيات " 

نظرت لها روفان بحاجب مرفوع، هي لا تصدق ما تقوله سيلڤا، فهي لم تولد بالأمس وتعرف جيدا أنا بضع شهور، لن تحولها إلى جسد اخر، غير هذا المتضخم الذي يجعلها تتحرك كأنها كرة! 

ربما ما تفكر فيه روفان يظهر على وجهها، لذا شعرت سيلڤا بالشفقة من أجلها، هي تعلم مقدار معاناتها، والدها بخيل إلى حد اللعنة، يتكلم في كل شيء تفعله، أمها تابعة له، لا تستطيع ان تعترض على شئ.

 روفان نفسها تحاول ان لا تأكل أمامه حتى انها تكتفي بتلك الكميات القليلة، التي يضعها أمامها متعمداً، وهو يردد الكلام السامج على مسامعها

" كفى عن الأكل اصبحت مثل الفيل، سوف تهدين المكان  فوق رؤوسنا، تحركي ببطء "

كأنه ليس والدها، وهنا لمعت فكرة في عقل سيلڤا، هي تستطيع ان تساعد روڤان لما لا، ربما تسخر روڤان من أن الأمنيات قد تتحقق في عيد مولدها القادم، ولكن سيلڤا ستجعلها تتحقق، هي تأخذ الكثير من المال، وتستطيع أن تفعل به ما تريد.. 

روڤان حركت يدها أمام وجه صديقتها
"  لقد وصلنا إلى السيارة، وأنت واقفة أمامها منذ فترة، هل سنظل واقفين هنا؟ لقد تعبت من الوقوف، تعبت من الجلوس، تعبت من السير"

" ما الذي لا تتعبين منه صديقتي؟ "

"شيء واحد لا يتعبني" 

"ما هو؟" 

"الطعام"

" هيا سوف أقوم بدعوتك لتناول الغداء في أحد المطاعم الفاخرة"

" حقاً؟"

" لما هذه الدهشة؟ وكأنها المرة الأولى التي اقوم بدعوتك لتناول الطعام"

" هل تدركين سيلڤا أنه لولا أنت لكنت تضورت جوعاً"
" لا تقولي هذا الكلام السخيف نحن أصدقاء "

" أجل أصدقاء، أنا إلى الآن لا أعرف كيف اصبحنا أصدقاء؟ ربما أنا الوحيدة في المدرسة التي تعرف حقيقتك سيلڤا؛ تعرف مقدار طيبة قلبك وشفافية روحك" 

"لا تتملقيني من أجل وجبة الطعام أيتها الحمقاء هيا" 

"ساختار نوع الطعام، لن أقبل بأي شيء"

" يمكن طلب ما يعجبك، ماذا تريدين؟"

" نقانق الدم "

"ايتها المقززة" 

"أنا أحبها كثيراً "

" حسنا  قد أخذ نقانق البط "

"أنه ليس مجرد غداء أنه وليمة!"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي