الفصل٧

الفصل 7

تغلبت سيلڤا على الخجل الذي تشعر به، وهي تنظر إلى أليخاندرو، تساله لما هو هنا؟ نظر لها بابتسامة دافئة، وهو يقول:

" هل ممنوع أن أتي إلى هنا؟"

" لم اقصد، لكن هل كنت تعرف أنني موجودة أم إنك أتيت بالصدفة، انا لم أتولى إدارة الشركة إلا من فترة بسيطة "

" وهل توليت الإدارة؟ هل تستطيعين ان تديري الشركة ؟ "

"هل تشكك في قدراتي؟"

" مما أرى من حقي أن أشكك"

 أشار الى الأوراق المبعثرة على المكتب أمسك الورقة التي أخرجت فيها النواتج وابتسم وهو يقول:

" هذه الطريقة تقليدية، انا لا استعملها في العمل لو كنت مكانك"

" ماذا تعني هل استطيع أن تعمل في ادارة الأعمال؟ "

" بالطبع أستطيع، أن دراستي في هذا المجال تجعلني استطيع"

" هذا صحيح انا لم ادرس بعد إدارة الأعمال، ولكن ذلك المخنث الذي اشترى الأسهم يفكر في أن يأخذ هو دور المدير"

" المخنث "

"أجل أنه حقير أستطاع ان يستغل الفرصة، ويشتري جزء من الأسهم الخاصة بالشركة، لكنه يحلم أن يصل لأن أسلمه كل شيء"

"وأنت لا تنوي تسليمه؟"

" في أحلامه القذرة ذلك العاهر"

 تنفس بصوت مرتفع، وهو ينظر لها بدهشة كلامها لا يخرج من فم شاب طائش، وليس شابة جميلة، وهذا بالفعل ما قاله لها: 

"حينما انظر إلى شفتيك المطلية بلون الكرز اتخيلها بمذاق العسل، لا اتخيل ان هذا الكلام قد يخرج من بينها"

 "ما الذي تريده مني أليخاندرو؟ لماذا تقول هذا الكلام؟ انت تشعرني بالخجل"

 "يجب ان تخجلي من كلامك، حينما تتكلمين مع رجل يجب ان تهذبي كلامك، فالنساء عادة يتمتعون بالخجل، لا يتبجحون باهانات" 

كان يتكلم وهي تفكر، يتكلم عن النساء لقد عاش فترة طويلة بعيد عن المدينة، واتى بعد أن عاش حياته بين النساء، تصادق معهن وعاشر الكثير منهن، فهذه الثقة لا تأتي إلا من علاقات متعددة هل يتبجح بمن يعرفهم، أم أنا التي أشعر بكل شيء متضخم خاصة إن كان يخصه.

هل هو على علاقة بامرأة هذه الأيام؟ أم أن ذلك في الماضي، لكن ما شأنك سيلڤا إن كان على علاقة بامرأة أو لا، اهدئي سيلڤا فالامر لا يعنيك، لما تشعرين بالغضب؟ 

 رد عقلها ربما لأنه يشعرك بأنك طفلة مشاغبة نظر لها وهو يكمل الكلام فلم يدرك ما تفكر فيه: 

"ومن أين لك أن تعلمي إن كان مخنث أو عاهر؟ ربما يبحث عن فرصة"

" ولم يجد فرصة إلا في شركتي"

" ربما لأن شركتك تعد الأفضل "

"هذا صحيح ولهذا طمع فيها، وأعطى الكثير من المال لذلك الحقير المدعو خوسيه " 

"هل تعرفين من هو؟" 

"لا يهمني من يكون، سوف حجمه وأجعله يعرف مكانته جيدا"

شعر بالتسلية وهو ينقل نظره على وجهها وتستقر عينه على شفتيها وهو يقول:

" افعلي ما تستطيعين حبيبتي لا تقصري"

" هذا ما أنوي فعله؛ هل ستساعدني في ان أخرجه من هذه الشركة"

" أنا، بأي صفة أساعدك سيلڤا"

" بصفة صديق الست صديق ام تريد ان تعمل هنا؟ انا لن اعترض على عملك ان ارد سوف اوظفك بمرتب كبير"

" في الاداره "

"ليس تماما" 

"ماذا تعني؟"

" انا من يتولى الإدارة، رغم أن العم خوان يقوم باتخاذ بعض القرارات، إلى أن أستطيع أن أفعل أنا بنفسي، ولكنه لا يفعل شيء دون أن أوافق عليه "

"هل تعني أنني لو عملت في الادارة؟ يجب ان توافقي على كل شيء"

" ولما تتكلم كأني قمت بتوظيفك  في الإدارة، لازلت لم أوافق"

" هل تظني أنني بحاجة إلى العمل لديك؟"

" أنا لا أعرف ما الذي تفكر فيه؟ ولما تتلاعب بكلامي؟ ان كنت لا تريد العمل لما سألت عليه من الأساس؟"

" هل لو كنت بحاجة إلى العمل كنت ستساعدني سيلڤا؟"

" بالطبع أنت تعرف أنني أساعدك أن تطلب الأمر"
" وهل لو احتجت المال قد تعطيني اياه؟ "

"وهل انت بحاجه للمال؟"

" أنا أسالك سيلڤا، هل لو كنت محتاجا إلى المال تعطيني أياه؟ "

"بالطبع أليخاندرو أستطيع مساعدتك"

 نظر لها وابتسم وهو يقول:

" شكرا لك حبيبتي على تلك الثقة، شكرا لك سيلڤا لانك لم تخذليني وتشكي في"

" بالطبع لا أشك فيك أنت صديق من الماضي"

 نهض من مكانه، فوقفت هي الأخرى وهي تقول:
" الى اين؟ لم تشرب شيء!  لقد تحدثنا ونسيت أن أسألك أو أحضر لك شئ"

"سوف أعود مرة أخرى ان لم يكن لديك مانع"

" بالطبع لا يوجد مانع في وجودك هنا، مرحبا بك في اي وقت"

 ابتسم لها  فأخذت تتحرك معه إلى الباب، مد يده يسلم عليها يستحوذ على يدها فترة أطول وهو ينظر في عينيها بابتسامة، يعرف انه ان اتى في اليوم التالي، قد تكون المقابله مختلفة عن الآن، ابتسم وهو يقول:

" هل فقط ستسلمين بيدك؟"

" اجل أليس هذا ما يحدث في العادة؟ "

"مع الغرباء فقط، ليس الاصدقاء"

 اقترب يقبل خدها، ولكنه كان قريبا من طرف شفتيها، شعرت بالإرتباك كادت أن تتراجع فابتسم، وهو يقول:
" لا تخافي حبيبتي، انا لا افكر فيك بطريقة سيئة، انا فقط اشتاق إليك منذ تلك اللحظة التي سافرت فيها،  أفكر في وجهك من وقتها لذلك اردت أن أكون قريب منك "

كادت ان ترد  لكن أرتفع صوت هاتفها، بالنغمة التي تخصصها إلى صديقتها المقربة روڤان، نظرت له وهو يقول:

" حسنا سأتركك، ولكننا سنتقابل قريبا وارجو ان تذكري ما قلته لك "

هزت رأسها موافقة لكنها لا تعرف عن ماذا يتكلم؟ لكنه خرج بكل ثقة من المكتب كأنه يملك الشركة، وهو يملك جزءا منها، لكنها لم تعلم بعد.
 انها تعاملت معه كصديق، تطلب منه العون ضد المالك الجديد لتلك الأسهم، هو نفسه من يملكها،  هل تنتظر منه ان يعينها على نفسه؟ وينصرها عليه! ولكن ماذا سيحدث إن اتى في اليوم التالي يطالب بحقه؟ هل تثور فى وجهه أم عليها أن تخبره أنه مرحب به؟

 لقد عرضت عليه عمل ومال إن كان يحتاج، وفي النهاية سمحت له بأن يقبلها قبلة الوداع، فهل يكتفي بمجرد قبلة؟ وهل يكتفي بتلك الأسهم التي امتلكها؟ أم يطمع في أن يمتلك صاحبة الشركة والشركة بأكملها

اخذت ترد على صديقتها وهي تخبرها أنها في الشركة، ولم تذهب إلى المدرسة، أخذت تعتذر منها لانها لم تمر عليها، وتطالبها بالراحة لان العملية ستبدا في غضون عدة أيام، هنا تكلمت روڤان، وهي تقول: 

"هل يعني ذلك انني لن أذهب إلى المدرسة في تلك الفترة؟ ماذا سيقولون هناك؟ وماذا قد يحدث عندما لا استوعب بعض الدروس؟ وقد ينتهي الأمر بأن يثور والدي في وجهي، يصب علي غضبه بطريقة أخرى"

 ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، وهي تقول:

" عليك ان تهدئي، لن يستطيعوا ان يفعل لك شيئا، سأحصل لك على أجازة مرضي بالإضافة إلى إني سانقل لك المحاضرات، أو نستغل أحد هؤلاء الذين يستفيدون منا، دون ان يعطونا شيء في المقابل"

" هل تتكلمين عن اصدقائك الفتيان، هم لا يحضرون من الأساس"

" ربما عليهم ان يحضروا من أجلي لأني لدي المزيد من الأعمال، تتكدس فوق راسي"

" حسنا، لكن لما لم تردي علي مباشرة حينما اتصلت؟"

" لقد كان هنا "

"من هو؟ المالك الجديد"

" اي لعنة هذه التي تقوليها؟ بالطبع ليس هو انه أليخاندرو"

" الوسيم صاحب السيارة الفاخرة"

" اجل انه هو"

" ماذا يفعل عندك؟"

" لا أدري لقد أتى دون موعد، وجلس بعض الوقت ثم رحل دون ان يقول شيء، فقط انه كان يريد ان يكون قريبا مني

" لم افهم شيئا سيلڤا، كلامه يحمل أكثر من معنى"
"وتصرفاته ايضا، فقد كان يردد كلمة حبيبتي بالإضافة لأنه حينما سلم علي، قبل خدي"

" ماذا هل أخذ قبلة منك يا فتاة هل هى من خدك أم من شفتيك؟"

" صه، ما الذي تقولينه؟"

" اريد ان اعرف كل شيء، ما الذي حدث؟ ماذا فعلت بعد ان قبلك؟"

" كفى روڤان انك تتكلمي بطريقة سميجة، لم يقبلني قلت لك لقد سلم علي، وقبل خدي"

" غبيه تتركينه دون ان تاخذي قبلة من شفتيه"

" من فينا الغبي يا روڤان، منذ متى تفكرين بتلك الطريقة" 

"لا افكر لكنه وسيم الى حد اللعنة"

" هل تلك الأدوية التي يعطيها لك بها هرمونات او شيء من هذا القبيل؟ تبدين متغيرة كنت اظنك تثوري وتطالبني بالتعقل و تعطيني درس في الحياة، انت من تسأليني ان كان قبلتي من بين شفتيا ام لا "

"لا تغضبي انا امزح معك"

" أعلم ولكني إلى الآن لا أعرف كيف فعلها؟ كيف واتته الجرأة ليسلم علي بتلك الطريقة؟ حتى حينما تحرك ليذهب، قام بتقبيل خدي"

" حصلتي على قبلة منه مرتين، يا الهي لقد فعل ما لم يفعله غيره، بتلك السنوات "

"سأغلق الخط في وجهك، إن لم تصمتي وتغيري هذا الموضوع، فانا الى الان لا اصدق ما حدث" 

"سأصمت ولكن اخبريني متى ستريه مرة أخرى، أرجو أن يكون قريبا"

" قد قال أنه سيراني، ولكني لم أعرف كيف أتواصل معه؟ هل صدقيني انني لم احصل على رقم هاتفه؟ "

"ايتها الغبية كيف لم تفعلي؟"

" لا اعرف ربما نسيت"

 اما هناك كان يقود سيارته وابتسامة على شفتيه، وهو يتذكر موجة الخجل التي ضربت وجهها، ما ان قبلها من طرف شفتيها، الخوف الذي ظهر عليه، يؤكد انها لم تجرب ذلك من قبل، ان جنونها ظاهريا، لم تتنازل ولم تتغير.

 لكن ماذا سيحدث؟ ان علمت في الغد أنه اتى ليشاركها في كل شيء، واولهم الشركة

 اتصل به المحامي الخاص بالتعاقد، وهو يقول

" سيد أليخاندرو، كيف حالك؟"

" بخير "

"هل رأيت مالكة  الشركة، انت تعلم ان لقائنا الرسمي سيكون غدا" 

"هذا صحيح" 

"ولكنك تعرفت عليها على أي حال"

" لست بحاجة لأتعرف على سيلڤا، انا اعرفها جيداً، أنها صديقه من الماضي"

" حقا "

لم يجب أليخاندرو على السؤال، بل سأل 

"ماذا هناك سيد رودريغيز؟ هل تريد ان تخبرني شيئا معين؟"

" اجل اؤكد عليك ميعاد الغد، حتى لا نتأخر وانا ساتواصل مع السيد خوان اليوم"

" افعل ما تراه مناسبا، ولا تتكلم في موضوع الادارة مرة أخرى، فهي رافضة كل الرفض أن تتنازل عنها "

"وهل تستطيع تلك الطفلة أن تدير شركة بهذا الحجم؟"

" يبدو انها تثق في السيد خوان"

" ان كان خوان من سيدير الشركة، فلا احد يستطيع الاعتراض، فلقد كان يديرها في حياة والدها، ويستطيع أن يفعل الكثير "

"وانا اقول ذلك، ولكني لن أضع كل هذا المال لأجلس في المنزل، سوف اعمل في تلك الشركة على أي حال"..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي