الفصل 3

الفصل 3

نهر الذكريات على وجهها جعل أليخاندرو يبتسم، فهي تفكر في تلك الحقبة الزمنية القديمة، يريد في هذه اللحظة أن ينهض ليضمها ليقبل شفتيها بعنف،أن يأخذها معه إلى فراشه ليغرق جسدها في بحور العشق، حتى تتذكر من هو وتناديه بأسمه

 أتاه إتصال بدد أفكاره الجامحة وافكارها، وهي تنظر بدهشة لوجهه الوسيم، هي لم تأتي لتسأله لما ينظر لها إلا لأنه وسيم إلى حد اللعنة وجهه منحوت، كمن لا أكل كثيرا من الطعام، جسده عضلي بعض الشيء شعره طويل ينزل على وجهه، يرفعه عدة مرات وهو يقول:

" عذرا سيلڤا مضطر للرد على هاتفي"

تكلم بعملية كرجل أعمال مخضرم في نهاية الخمسين من عمره، ليس كما يبدو عليه اخذ يتكلم وهي تنظر له،  نهض مرة واحدة بعد أن أشار للنادل ليأتي، ليدفع حسابه وحسابه وهو يقول:
" هذه المرة على حسابي سيلفا قد نلتقي مرة أخرى وقتها قد تكوني عرفتي من أنا او تذكرتي شيئا من الماضي طفلتي"

  كلمته جعل الدنيا تدور من حولها، تحرك إلى حيث السيارة الفاخرة التي تقف أمام المطعم، وهي تنظر له بدهشة، إلى أن جلس في مقعد السائق، يتحرك وهنا مرت ذكرى من نفس المقعد الذي جلس فيه، لقد كان في بعض الأحيان يقوم بإيصالها إلى المدرسة، ذلك قبل ان يرحل، هل هو أليخاندرو؟ خرجت خلفه وهي تقول: 
"هل هذا انت؟ هل انت أليخاندرو؟"

 لكنه لم يسمع كلامها، وحتى لو سمع لن يستطيع الرجوع مرة أخرى، كان ينظر أمامه ويبتسم، أدرك أن كلمة طفلتي هي مفتاح السر، لكن ماذا يقول لها؟ انا ذاهب لأشتري أسهم شركتك! التي بددتها امك على نزواتها؛ وإن عليك أن تكوني حذرة أكثر، حتى لا تصبحين معدمة في يوم ما، بسبب ذلك التهور والوقاحة التي تتعامل بها أمك، ابتسم وهو يقول:

" يوما ما ستكون ملكي حبيبتي، لقد انتظرت تلك اللحظة التي أراك فيها طويلا، لم ارجع كل هذه السنين من اجل ان اكون لائقا بك، تمنيت أن أعود لأجدك بذلك الجمال والنقاء الذي كان في قلبك، ولكن السنين غيرتك وسوف أعيد تأهيلك، لأني أنوي أن أكمل حياتي بجوارك سيلڤا"

 لكن هل تبادله نفس المشاعر، لقد اتت الى المائدة فقط لانه وسيم، وإلا ما كانت كلفت نفسها ونهضت من مائدتها، خرجت روڤان تنظر لها وتقول:
" يبدو أنكم تعرفون بعض من فتره"

" هل تصدقين؟ هو قد يكون هو! "
"من؟"
"لا أظن هل من الممكن أن يكون أليخاندرو؟ " 
"ومن هذا اليخاندرو بحق الجحيم؟"
" ابن السائق؟ "
"هل جننتي؟ وهل ابن سائق يستطيع أن يمر من أمام هذا المطعم؟ وليس أن يتناول طعامه فيه! يستطيع ان يدفع حسابنا الضخم لقد اكلت كميات وفيرة، مع ذلك ترك الحساب كأنه شيء عادي، أين كان؟ وماذا يعمل؟"

" لا أعلم ولكن الآن هيا بنا لنذهب، هل تريدين بعض التحلية؟"

" لا حبيبتي لم أعد أستطيع أن أكل أكثر شكرا لك، أو علي ان اشكر صديقك"

 ضرباتها سيلڤا على كتفيها، وتحركت معها الى السيارة، حيث جلست بجوارها وهي تحركها في شوارع «تيخوانا» إلى أن وصلت روڤان إلى منزلها، الكائن في الجهة المقابلة من المدينة، بعيد لحد كبير عن بيت سيلڤا، فهي تعيش في بيت الفقراء، بينما سيلڤا تعيش في فيلا تخص الأغنياء وهم قليلين في ذلك الحي.. 

أوقفت السيارة أمام البيت، نظرت الى صديقتها وابتسمت وهي تقول:

" سوف أمر لأصحابك غدا"
" لا ادري كيف اشكرك حبيبتي"
" ان تتوقفي عن شكري؛ ماذا هناك روڤان نحن اصدقاء، ولا تسأليني كيف أصبحنا أصدقاء فانت تعلمين إنك جميلة وأنا أحبك" 
ابتسمت لها وهي تخرج من السيارة تتحرك إلى البيت، بينما سيلڤا حرك سيارتها لترجع إلى بيتها، كانت تدخل حينما سمعت أمها تتكلم مع خوسية بصوت مرتفع، وهي تقول:

" ماذا تعني أنك عرضت الأسهم للبيع؟"

 توقفت سيلڤا عن السير، وهي تنتظر أن يكملها كلامهم، وهم لا يرونها من الأساس، اقترب خوسية من مونيكا بابتسامة ومداهنة

"ماذا دهاك حبيبتي؟ لم افعل شيء يزعجك انا أتولى إدارة الشركة بموجب ذلك التوكيل الذي اعطيتني اياه" 
"وهل بهذا تكافئني؟ لقد منحتك حرية التصرف في مالي! فتقوم ببيع بعض الأسهم من شركة"

" الشركة ستظل باسمك، تلك الصفقة سوف توفر الكثير من المال للشركة؛ هو لن يحصل على أسهم كثيرة تجعله ندا لنا "

"ومن قال لك انني احتاج مالا من الشركة؟!"

"لم تقولي شئ، لقد عرض الكثير من المال"

"من هو؟"
"لا أعلم من هو أن الصفقة تتم عن طريق محامي، لذا لم يفصح عن أسمه بعد" 

"لما هذا التخفي؟ أياك أن تكون تعرف شخصيته الحقيقية، قد يكون من المافيا أم يعمل في تجارة الأسلحة في المكسيك"

" هل تمزحين؟ وهل يهتم تجار الأسلحة في المكسيك بشراء أسهم في شركات خاصة بالاستيراد والتصدير؟ "

" لما لا؟ قد يفكر فيه اخراج بضائع عن طريقنا، وهذا قد يضر بسمعة الشركة وقد يكون سببا في سجني وسجنك انت ايضا "
"سجني أنا، لما ما شأني؟ أنا فقط أدير هذه الأسهم"
" وماذا بعد أن تديرها؟ "
" لا شئ لكن أريد أن أخبرك شيئا، أن لم تفعلي ما اريد سوف أرحل"
" إلى أين؟"
" الى الجحيم نفسه، هل تريدين ان تجعليني صغيرا في عيني من اتفقت معه؟ من أجل أسهم لا تزيد عن حصة ابنتك"
" هل يعني ذلك انك تبيع 25% من قيمة الأسهم الخاصة بالشركة؟ تخبرني إنك قد ترحل"
 تدخلت سيلڤا وهي تقول:
" لترحل الى الجحيم نفسه"
" ما الذي تقولين؟ "
" ايها اللعين! وأنت بأي حق تصدرين له توكيل يحق له البيع والشراء؟ هل جننت امي؟"
" ماذا تقولين؟ "
"اقول انني املك نصف هذا المال وربما اكثر، لقد بددت الكثير والكثير طيلة حياتك، لذا عليك ان توقفي هذه المهزلة، وإلا سوف أتوجه إلى المحامي اطالبه بأن ينهي وصيتك علي، لانك غير أمينة على مالي"
 أقتربت مونيكا من سيلڤا، كادت ان تضربها على وجهها، ولكن سيلڤا مسكت كفيها، وتقول: 

"كفى امي، انا اعلم الكثير ربما اكثر مما يعلمه خوسيه نفسه، ان كنت لا تريدين مني أن أفتح فمي عليك ان تنهي علاقتك بذلك الحقير المخنث"
" انا مخنث أيتها القذرة"
" القذر هو انت، من يعيش على عرق نساء ينفق من مالها، ويدعي انه ذو شأن ومكانة، تلك السيارة التي تركبها امي من اشترتها لك، تلك الشركه التي تتباهى بأنك تعمل فيها، ما كنت لتحلم بالمرور من أمامها، هل تظنني لازلت صغيرة؟  لأتحمل ما يحدث الآن ساتصل بالمحامي أطالبه بالتحفظ على كل شيء"

" لكن الصفقة قد تمت بالفعل"
" ما الذي تم؟ باي حق تبيع اسهم لا تملكها؟"
" لم أحصل على شيء من الأسهم، أن هذا المال موجود في الحقيبة، ها هو كل هذا المال لكم، لم أحصل على شيء"

" لما بعت من الأساس؟ من أجل العمولة، التي أعطاك أياها في السر، هل تظن أنني غبية؟ الا يكفي ما أختلسته من الشركة؛ لتشتري تلك الشقة الفاخرة؟"

" ماذا؟! "

"كما سمعت خوسيه، هل تظن أني لازلت طفلة؟ أنا أعلم جيداً ما يحدث خلف أذني، لكني لا اتكلم من اجلها، أما ان بددت كل شيء من اجل عشاقك الذين لا ينتهوا، سوف اتكلم واثور وأطالب برفع وصيتك من علي، وبالاضافه إلى أنك الآن ستتصلين بالمحامي، حتى يلغي ذلك التوكيل الخاص بخوسيه، فهو لا يعد امينا على إدارة ممتلكاتك، أن بقى لك ممتلكات أمي"

"ماذا تعني؟"

" أعني أن كل ما في الشركة الآن ملكي، ولا تستطيعين ان تفرطي في جزءا منه، هذه النقود التي اعطاها لك تساوي نقطة في بحر مما انفقه، ومع ذلك انت تصدقينه كبهلاء اما أنا فلا أظن أنني سأستمر في تلك المهزلة، لن انتظر حتى تتبدد كل ما املك بسبب نزواتك، مع كل من كان"
نظرت إلى خوسيه بقرف وهي تقول: 

"هل تظن أنك الأول؟ او ربما تكون الأخير، ستذهب وسيأتي غيرك، هناك الكثير من الرجال يتمنون ان يصادقونها، هي تغدق عليهم العطاء، يكفي تلك السيارة التي اهدتك اياها في عيد مولدك، لكنك طمعت أكثر وردت قطعة أكبر من الكعكة؛ لذا سأتصل الآن بالمحامي وعليك ان تطالبيه بأن يلغي ذلك التوكيل"

 مونيكا وهي تشعر بالخوف من ثورة أبنتها، التي تعلم كل شيء، وقد تستطيع ان تتكلم وتودي بها إلى السجن مدى الحياة، ان لم يكن اعداما، فلقد كانت شريكة في قتل زوجها، رأته وهو ينازع النزع الأخير، وانتظرت حتى فرق الحياة لذا هزت رأسها بموافقة
 مونيكا "حسنا سأفعل" 
"وليس هذا فقط من الآن أنت لست مسؤولة عن اي شيء يخصني، انا لا أستطيع أن أثق فيك بعد كل ما حدث، منذ كنت طفلة إلى الآن، تلك الأمواج المتتالية من الرجال، الذين لم يكفوا عن مصادقتك ومعاشرتك، كانوا ياخذون من مال أبي، الذي ما كنت لتحلمي بان تحصلي عليه، ولولا انه لم يترك الوصية لي انا، ما كنت لتملكيه، لذا أستمتعي بما أعطيه لك امي وكفي عن بعثرت ما نملك على الحثالة"

 نظرت إلى خوسيه وهي تقول:
" هل هذا هو المال الذي بعت به الاسهم؟"

 نظر لها بقلق، فهي تبدو اقوى مما كانت، هي التي كانت تخشى منه وتبتعد عن طريقه، لكنها لا تخشى من ان يضربها، بل من ان يتحرش بها، فلقد حاول من قبل وهو تحت تاثير الخمر، هو الآن يخشى أن تتكلم وتخبر مونيكا، أنه حاول الإعتداء عليها، لذا همس:

" اجل سيلفا انه المبلغ الذي اتفقت عليه، والذي كتب في العقد "
"حسنا اعطني اياه"
" ولكنه لامك "
"عليك ان لا تتدخل أيها المخنث؛ وإلا سأتكلم أخبرها ما الذي حاولت ان تفعله معي؟"

نظرت لها مونيكا بصدمة، وهي تستجمع الخيوط، خوف سيلفا منه بعدها عن المكان الذي يوجد فيه، محاولتها ان تتجنب لقائه، بقائها خارج البيت عدة ساعات، كل شيء يقوله ان هناك أمر في الخفاء حدث.

 مونيكا: "ما الذي حدث؟ ما الذي حاول ان يفعله؟"
" لقد حاول التحرش بي، وكاد ان يفلح لولا ان تدخلت الخادمة"
" ماذا؟"
" كما سمعت أمي، عليك أن تقرر الآن أما أن تنضمي إلي أم تبقي معه، لكن في تلك الحالة لا تنسي ان هذا البيت ملكي، يمكنك أن تذهبي معه إلى شقته، ان كان لازال يريدك، بعد ان اخذ تلك القطعة الكبيرة من الكعكة، وأشك انه سيفعل ان اخذت منك المال قبل ان تذهبي، فهو يعلم جيدا انني استطيع ان اخرجك من هنا دون شيء "
نظر لها خوسيه بحقد وهو يقول: 

"ما الذي تريدين سيلڤا؟ هل تحاولي زعزعة الثقة بيني وبين أمك؟"
" عن أي ثقة تتكلم أيها المخنث؟ لقد حاولت الاعتداء علي، الآن اغرب عن وجهي واخرج من البيت، لا تعود إليه مرة أخرى وإلا ساقوم بالابلاغ عنك وسأبحث في تلك الاختلاسات التي حدثت في الشركة، إن أردت أن تبقى في هذه المدينة ستبقى في السجن بالإضافة لأنني سوف أستعيد كل شيء تملكه حتى السيارة، ولذا يمكنك ان تغرب عن وجهي الآن"

 نظر إلى أمها هو ينتظر ان تقول شيئا، ولكن يبدو أن سيلڤا ثائرة تفكر في كل شيء مرة واحدة، عقلها اكبر من سنها بكثير، إستطاعت ان تضعه في الركن، وتضغط عليه بكل الطرق سيخرج من هذه الحياة الرغدة، التي يعيشها بسبب تهور حدث منه، اثناء ما كان تحت تاثير الخمر. 
نظرت له سيلڤا وهي تشير إلى الباب، تخبره أن يترك مفاتيحه
" ماذا؟ "
"كما سمعت؛ اترك المفاتيح وكل شيء يخص شركة هنا، اظن إنك تستطيع الذهاب بالسيارة التي أعطيتك أياها، وهي مكافاه كبيرة بالنسبة لتلك الشهور البسيطة التي قضيتها معها"

" تتكلمين معي وكانني داعر"

 ردت سيلڤا بجرأة، لا تعرف امها من اين تملكها، وهي تقول:

"هل تنكر أنك داعر. لقد اشتريتك ببعض المال، لقد بعت نفسك  إلى المرأة اكبر منك بعشر سنوات، لمجرد انها تملك الكثير من المال وتغدق به عليك، انت هنا لمتعتها فقط، ولقد سأمت، يمكنك الرحيل قبل ان اتصل بالشرطة، ويكون مصيرك السجن، وان بقيت في المدينة صدقني سوف اسعى إلى أيداعك السجن ساسحب كل شيء من تحت قدميك، لا تنسى أنني تحت السن، أنا افكر من تلك المرة التي حاولت ان تتحرش بي فيها"

"لقد.كنت تحت تاثير الخمر"
"لا شأن لي بحالتك،انا أفكر من وقتها في طريقة لتخرج من بيتنا دون خسائر، ولكن الخسائر حدثت بالفعل الآن اتصل بالمحامي، اخبريه إنك لست مسؤولة  عن اي شيء يخصني و انك لغيت التوكيل الخاص بخوسيه وأنه لا يحق له ان يبيع اي شيء من هذه اللحظة"

 هزت موينكا رأسها بموافقة، وهي تتجه إلى الهاتف أتصلت بالمحامي، تعطي تعليمات جديدة من ضمنها قول أبنتها، أنها لا يحق لها أن تبيع أي شيء يخص سيلڤا

" أحسنت أمي ولولا أنك أمي لكنت خرجت معه "
قالت كلمتها وصعدت إلى الجناح الذي تعيش فيه، وهي تقول:
" لا تنسي انني اريد تغيير فرش البيت، الذي لمسه هذا القذر، ومن هذه اللحظة أي رجل تريدين ان تقيم علاقة معه، لن يكون داخل بيتي"

" ماذا؟ "

"كما سمعت أمي، عليك أن تتعرفي على الحثالة في الخارج وليس هنا"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي