الفصل11

11

في اليوم التالي كانت سيلڤا تقف أمام مرآتها تمشط شعرها الطويل، تنظر إلى وجهها وتضع بعض اللمسات الجمالية عليه، تنظر إلى ما ترتديه بابتسامة، ملابسها بسيطة وملفتة في نفس الوقت، سروالا من الجلد الاسود عليه قميص أبيض، يبدو أكبر من قياسها ولكن هذه هي الموضة هذه الأيام

 أخذت متعلقاتها وضعت حقيبة ظهرها على كتفيها، ونزلت درجات السلم في هدوء، نظرت لها أمها وهي تقول: 
"إلى أين أنت ذاهبة؟"

" يا إلهي! لن ننتهي من هذا الموال بعد! سآخذ روڤان إلى العيادة ثم قد نذهب إلى المدرسة، أو أخذها ونذهب إلى الشركة "
"حسنا لا تتركي له كل شيء، وإن لم تكوني متفرغة سأذهب انا"

" بالطبع لا، لن يحدث لا تنسي إنك تنازلت عن ذلك الحق، حينما سلمت كل شيء إلى خوسيه، الذي لم يتوانى عن أن يسرقنا، فلا تدعي اهتمامك بمصلحة الشركة، فأنت من بددت كل شيء، وأنا أثق جيدا في السيد خوان، واعرف أنه سيفعل ما أريد، وقد يكون أكثر مما أريد لا تنسي انه محامي أبي يعرف جيدا ما يفعله"

"حسنا سيلڤا افعلي ما تراه مناسباً، ولا تتبجحي بالكلام معي، بهذه الطريقة مرة أخرى"

" وإلا "

"ماذا تعني بإلا"

" أعني أن عليك أن تكملي التهديد أمي أن تخبريني ماذا بعد؟"

" لم أقصد شيء"

" أنا أعلم أنك لا تقصدين شيء لكن طفح الكيل أمي، لم أعد أتحمل كل ما يدور في عقلي، لذا اتركيني لما انا فيه، حتى لا اثور في وجهك ووجه الجميع "

"حسنا اهدئي، هل حاول ان يزعجك بالأمس؟"

" لقد تاخر سؤالك أمي تسألين عن ما حدث بالأمس، بعد ان انتهي الليل وأتي النهار وها أنا أذهب أقابله مرة أخرى "

تحركت الى السيارة دون أن تنتظر رد من أحد، وهي تفكر لما انا متوترة؟ لن يستطيع ان يفعل لي شيئا، لن اسمح له بأن يتكلم معي حتى في العمل نفسه..

 بعد وقت كانت تقف امام بيت روڤان، التي نزلت من المنزل تتهادي في خطواتها، وهي تشعر بالخجل والترقب، تنتظر اللحظة التي تؤتي ثمار العملية، وتحصل على جسد مثالي، ان تتخلص من ارطال الشحم التي تحيط بجسدها.

 نظرت لها سيلڤا بابتسامة تشجيع وهي تقول: 

"هل أنت مستعدة لخوض التجربة؟" 

هزت رزڤان رأسها دون ان تقوى على الرد 

ابتسمت سيلڤا وهي تقول: 
"هيا بنا صديقتي" 

وما ان دخلت إلى السيارة حتى أربت سيلڤا على يدها، وهي تقول:
" اهدئي اليوم يوم مميز بالنسبة لكي، أن كرر الطبيب إجراء العملية اليوم، ستكون نقطة تحول في حياتك المستقبلية، عليك ان تعديني بأن تحافظي على تعليماته، ليس من اجلي بل من اجلك انت"

" سأفعل سيلڤا كل ما يقوله، من اجل ان احصل على جسد مثالي، وان لا أصبح بذلك الحجم مرة أخرى، وإن أستطيع أن أكمل دراستي واعيش حياتي كباقي الفتيات، احلم بحياة مستقبلية جميلة و اسرة صغيرة ورجل يحبني لذاتي وشخصي "

"هذه هي صديقتي، لا تنسي اننا سنذهب إلى الجامعة معا" 

"كيف ذلك؟ أنت تفكرين في الدراسة في امريكا وانا بالكاد قد أصل إلى جامعة المكسيك"

" لا تخافي سأكون معك في اي مكان"

" حقا "

"اجل ولكن سأدرس إدارة أعمال"

 "هذا جيد لأنني أنوي دراسة نفس الشيء، حتى أكون معك في نفس الشركة"

 أبتسمت سيلڤا وهي تقول:
" بالفعل انا احتاجك معي"

 لم تشعر بنفسها وهي تنطق تلك الكلمة، ولكنها زرعت الشك في قلب روڤان، هل حدث شيء بينها وبين أليخاندرو؟ يجعلها تشعر انها بحاجة لمن يحميها منه، وهل وجودي أنا قد يحميها من ذلك الذي ينظر لها بعشق؟ وعينه تاكلها تفاصيل وجهها! 

 بالفعل قررت طبيب أن يجري العملية الى روڤان، التي شعرت بالخوف وتشبثت بيدى سيلڤا، وهي تقول:

" ارجوك لا تتركني بمفردي، انت تعلمين جيدا أنه لا أحد من العائلة يعلم أنني سأجري هذه العملية اليوم"

" أعلم حبيبتي، لا تخافي قد اخذك إلى البيت عندي، ان لزم الأمر ولكن اطمئني لن نخرج من هنا، إلا بعد أن تتحسن حالتك، تستطيعين السير بطريقة جيدة، وقتها سوف اتواصل مع والدتك وأخبرها بما حدث، وقد استأذنها في أن تبقي معي في البيت "

"وهل ستوافق امك بوجودي معك؟"

" وما دخل أمي في صداقتنا؟ هل تظني أنها قد تأمرني بأن اتركك فاتركك؟ يبدو انك لا تعلمين عني شيئا"

 "انا اعلم انك تعاندها، ولكن ليس في كل الأحوال العند قد يصل الأمر إلى التحدي"

" اعلم ذلك ولكنها هذه الأيام تتجاوز عن اشياء كثيرة"

" حقا؛ وأنت تستغل الوضع"

" ليس تماما ولكن وجودك معي سيكون سببا لسعادتي، بالإضافة لأنك ستشعرين بالراحة، حينما يخدمك الجميع"

" كلامك صحيح، لكني قد اتمرد على حياتي التي اعيشها "

ابتسمت لها سيلڤا وهي تربت على كتفها، في الوقت الذي اتت فيهم ممرضة، تخبر روڤان أنها يجب أن يستعدوا للذهاب إلى حجرة العمليات، نظرت إلى سيلڤا بخوف فأمسكت كفها وضمتها بين ذراعيها، وهي تقول:

" اهدئي ايتها الجميلة، سوف تخرجين من غرفة العمليات بسرعة وبالاضافة لانك ستخرجين من العمليات دون أن تشعري بالجوع، سوف تنحفين كل يوم عما قبله وسيصبح جسدك جميل ومثير"

بعد وقت كان الطبيب يخرج من غرفة العمليات نظرت له سيلڤا باستفسار وهي تقول:

" أخبرني هل هي بخير؟"

" اطمئني أنها بخير، لكنها لا زالت تحت تأثير المخدر"

" هل نجحت العملية؟"

" أن سؤالك يعد إهانة لي، لا تنسي مع من تتكلمي"
 نظرت له بحدة وهي تقول:

" أنا أعلم مع من اتكلم، وإلا ما كنت أتيت من أجلك، ودفعت كل تلك الأموال من أجل أن تصبح هي بخير، وصحتها جيدة ولا تلهث حينما تمشي، عليك أن تفعل ما اتفقنا عليه من أجلها، ليس فقط أن تنحف عليك ان تقوم بشد كل ترهلات من على جسدها "

"اطمئني هذه الأشياء ستنتهي مع النظام الغذائي الذي تستمر عليه لفترة، بالإضافة إلى تلك الأدوية التي نعطيها لها، وان حدث ترهل بصورة مبالغة، سنقوم بإجراء عملية شد الجلد وقطع الزيادات فيه"

" متى ستستيقظ؟ "

"ربما ساعة او اثنين" 

"حسنا"

" يمكنك ان تنتظرها في الغرفة التي ستنقل إليها سأطلب من الممرضة أن توصلك إلى هناك، اطمئني  نحن في مستشفى كبير له اسم ومكانة، نخشى عليها ولسنا في عيادة صغيرة"

 نظرت له ولم ترد، ولكنها تحركت مع الممرضة، الى تلك الغرفة جلست هناك تشعر بالقلق والتوتر، تتحرك في المكان دون هدى، إلى أن دخلت إحدى الممرضات تدفع هي وغيرها ذلك الفراش، الذي تنام عليه صديقتها بينما الجميع يحاول نقلها إلى الفراش الآخر

 سيلڤا تنظر لها بقلق، وهي تقول:

" هل ستظل نائمة فترة طويلة؟"

 ردت عليها الممرضة:
" اطمئني ساعة على الأكثر وقتها تستيقظ "
"حسنا" 

بعد وقت شعرت روڤان بانسحاب المخدر من جسدها، ولكنها لم تكن تعلم أين هي بالتحديد؟ اخذت تفتح عينيها عدة مرات، ربما لأن الاضاءة تتعبها أدركت سيلڤا أنها تستيقظ. 

أقتربت منها تمسك يدها، وتقول:

" روڤان صديقتي؛ هل أنت بخير؟"

" سيلڤا أين نحن؟"

" في المستشفى، ولقد تم اجراء العمليه لك"

" حقا سيلڤا؟ هل سأصبح جميلة ومثيرة كما كنت تقولين؟"

" اجل حبيبتي ستصبحين أجمل مني بكثير"

" لا تبالغي سيلڤا لا يوجد  في المدينة بأكملها من هي أجمل منك، هل تعلمين يا فتاة أنني أحبك كثيراً "

"أعلم صديقتي ولكن أريحي نفسك، لا تتكلمي كثيرا، حتى لا تشعرين بالإرهاق" 

بعد وقت اتاها اتصال منه، ولكنها ترددت في ان ترفع هاتفها، اعاد الإتصال مرة أخرى فنظرت لها روڤان، التي استعدت وعيها وهي تقول:

" هل هذا هو؟ "

"اجل انه أليخاندرو"

" لما لا تردين عليه؟"

" وماذا أقول له وماذا يريد مني اساسا! "

"ردي عليه اعرفي ما الذي يريده منك؟ ولما اتصل؟ وقتها ‌ستعرفين ماذا يريد؟" 

هزت رأسها بموافقة وما إن رن مرة أخرى حتى رفعت الهاتف، وهي تقول:

" نعم "

"ماذا تعني بكلمات نعم؟ هل هذا هو رد جديد على الاتصال الهاتفي؟ "

 "ما الذي تريده؟"

" أين أنت؟"

" وما شأنك أنت؟"

" لم تذهبي الى المدرسة، لم تاتي الى الشركة فاين انت؟ "

"لا شان لك بالمكان الذي أنا فيه" 

"هل انت ثملة يا فتاة؟ ما الذي تقولينه لا شأن لي، هناك اوراق اريدك ان تقرأيها قبل ان اعتمدها"

" هل تعني إنك اعتمدت الأوراق وما عليك إلا أن تأخذ رأي، فقط استشاري"

"الأمر ليس كذلك ولكن ذلك الشرطة الذي وضعته يلزمني بأخبارك كل شئ"
 
 "ارسلها لي على الهاتف"

" هل تمزحين سيلڤا؟ لا استطيع ان ارسل لك هذه الأوراق على الهاتف"

" ماذا تريد  الآن لن أستطيع أن آتي إلى الشركة الآن  "

"أين أنت سوف آتي إليك"

 نظرت إلى صديقتها التي  قالت:

" اعطي  له العنوان ليأتى، او تستطيع ان تتركيني لقد اصبحت بخير، واذهبي اليه انهي عملك "

"لن أتركك روڤان وأنت في هذه الحالة" 

"بها حالتي سيلڤا اني نائمة أنا فقط أخشى ان أكون بمفردي"

 همس اليخاندرو بصوت رقيق:

" ماذا هناك سيلڤا  حبيبتي ماذا بها صديقتك  هل حدث لها او لك شئ"

لقد أجرت عملية تكميم معدة ونحن في مستشفى  ال.. "
"حسنا حبيبتي سأكون عندك في اقرب وقت ولكن هل انت بخير هل أكلتي شئ" 

"ماذا؟" 

"حسنا لن اتأخر" 

أجري اتصال بأحد المطاعم طلب لها طعام فاخر، وهو يجمع الأوراق التى تحتاج إلى توقيع، ليأخذ رأيها في سير العمل، رغم أنه ذاهب إلى هناك من أجل أن يراه ويشبع عينه منها.. 
بعد وقت كان يصل إلى تلك المستشفى الفاحرة، هو يعلم جيدا مقدار كرم سيلڤا، وفي الطريق ادرك أن صديقتها لا تستطيع ان تجري تلك العملية، وتدفع ثمنها يبدو ان سيلڤا كريمة مع البعض، لكن هل يحصل على جزء من كرمها؟ 

 هو لا يريد ان تكرمه ماديا، بل ان ترفق بقلبه الملتاع، الذي لا يريد في هذه اللحظة إلا أن يتذوق شهد شفتيها مرة أخرى، عله يهدأ هو الذي أخذ يعمل طيلة اليوم، يشعر بأن هناك شيء ناقص، كأنه لا يتخيل الشركة دون ان تكون فيها.

همس وهو يوقف السيارة:
" اشتقت اليك "
لكن هل تقابله بلهفة كما يتمنى هل تتقبل وجوده بالقرب منها؟ هل سيقف يدعمها وتضع رأسها على كتفه؟ أم أن كل ذلك في خياله هو؟ كانت تقف أمام الغرفة، حينما نادى عليها بهمس:

" سيلڤا حبيبتي هل انت بخير؟"

 نظرت له ولما يحمل، اوراق في حقيبة جلدية، وتلك الأكياس التي تفوح منها رائحة الطعام في حقيبة أخرى، هو يقترب منها نظرت له بدهشة وهي تقول:

" أنا بخير"

" لما لم تخبريني؟ كنت أتيت معك"

" هل كنت لتترك الشركة في أول يوم عمل لك من اجل ان تبقى معي؟"

" انا قد أترك الدنيا من اجل ان اكون معك حبيبتي"

 ترك الاكياس من يده ومد كفه، يحيط به وجهها يحرك إبهامه على شفتيها المنتفخة، وكأنه يرسم معالمها، أو يشتهي مذاقها الذي يعد أجمل من العسل، تحركت خطوة للخلف وهي تقول:

" ماذا تريد؟"

 اقترب خطوة وهو يهمس امام شفتيها، دون ان يلمسها: 
"اريدك؛ وانت تعلمين ذلك جيدا"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي