الفصل 16

الفصل 16

بينما التشتت والضياع يدور في عقل روڤان، كانت  في نفس اللحظة التي كانت فيها سيلڤا تقلب في ذلك الملف، وهي تبتسم لمايكل، الذي سأل  بصراحة: 

"من أين عرفت أنني مايكل؟ هل اتصل والدي بك؟"

"أجل"

"حسنا انسة سيلڤا شكرا لكي لكن سأستاذن؛  اسمحي لي" 
مد يده ليأخذ الملف من أمامها عندما نظرت له بابتسامة وهي تقول: 

 "لما؟ لأني أخبرتك الحقيقة كنت أستطيع أن أقول لك بالطبع لا أعرف، ولكني لا أقرأ الغيب ولم أعرفك من قبل، لهذا علي أن أقول الحقيقة، لقد أخبرني إنك تريد أن تعمل في الشركة، لقد رحبت بك، ليس لأنك أبن السيد خوان، فأنا أختلف معه في بعض الآراء"

" ماذا؟"

"كما سمعت! أنا أريد من يقف معي في وجه أليخاندرو، هو يملك جزء خاص من أسهم الشركة بما يعادل الربع، وانا املك الباقي، هو يريد ان يتولى الادارة بينما أنا متشبثة بها"

" أن كان ما تقوليه حقيقي، عن انك تملكين النسبة الأكبر فأنت أحق بالادارة انت تستطيعين ان تدير الشركة، لأنك تملكين أسهم أكثر منه"

"هذا صحيح لان املك الأسهم،  لكن حتى أكون صريحة معك، أنا لا أستطيع ان ادير هذه الشركة بمفردي، وأعرف أن ما يقوله حقيقي وصحيح، في بعض الأحيان، أو ربما أغلب الأحيان، لكني لا أريد أن أوافق أغلب الوقت وإلا معنى ذلك ان وجودي كعدمه"

نظر له بابتسامة فهي تحمل الشجاعة لتعترف بضعفها أمام الجميع، فاشار لها لتكمل كلامها فقالت:

"لهذا علي أن أبحث عن من يكون بجواري، يساعدني في الادارة من الباطن، وفي نفس الوقت يأخذ المكان الظاهري لهذا انا بحاجة لك لتكون بجواري ضد.اليخاندرو ووالدك السيد خوان فهو يغضبني هذه الأيام"

"انا موافق، لقد انهيت دراسة التجارة الخارجية وإدارة الأعمال، ها أنا اقوم بالاعداد للماجستير سأناقش بعد فترة قريبة، ولكن لا اريد ان اعمل تحت عباءة أبي"

 "انا كذلك لا أريدك أن تعمل تحت عباءته، لانه مقتنع  بكلام أليخاندرو إلى حد يجعلني اريد طردهم معا"

  ابتسم وهو يقول:

 "رغم خلافى مع أبي، ربما يكون على حق" 

"هل تريد مني ان أكذب؟ ساقول لك الحقيقة، انه على حق في أغلب تصرفاته، كل شيء يقوله يصب في مصلحة الشركة، لكن أن أفهم من نفسي، خير من أن افهم منه، انا ابحث عن ثغرة بين السطور لا أعرفها، أم وجودك بجواري، أن تخبرني كل شيء" 

"هل يعني ذلك أنني سأكون قريبا منك في العمل؟"
 نظرت له وهي تقول:

 "سأخبرك شيء، اعلم جيدا إنك تقول في داخلك، أنها طفلة عابثة تريد أن تظهر قوة لا تملكها، وما كانت لتملكها، أنا الآن سأدخل الصف الأول من الجامعة، لكني لدي شركة لا يملكها من انهوا دراستهم الجامعية، ومع ذلك قررت أن أتعامل مع الجميع بهدوء، إلا من ويستهزئ بقدراتي"

نظر لها بهدوء لكن في عقله يفكر، هل هي صادقة أم غبية ام واثقة في نفسها؟ وفي قدرتها التي لا تملكها،  لكنه صدم حينما قالت: 

"حتى لو كنت لا أملك تلك القدرات، عليهم أن يحترم أنني أملك قوته، وانا من بيدي أستمراره في العمل أو تركه المكان لغيره، ولهذا أريد ان أفهم حتى لا أحكم جوزيف على الآخرين"

"حسناً  أنسة سيلڤا سأكون بجوارك"

 مدت يدها لتسلم عليه استبقاؤها في يده، وابتسم لها وهي تقول: 

" شكراً لك مايكل، انا سعيدة بوجودك معي"

 كانت تتكلم في اللحظة التي فتح فيها أليخاندرو الباب، نظر لها بحدة ، نظر ليدها التي لا زالت في كف مايكل، وهو يبتسم لها بلطف، بينما التفت ينظر إلى أليخاندرو بابتسامة ة، لكنه لم يترك يد سيلڤا، كأنه يعطيها أشارة بأنه سيكون معها. 

أن كانت الغيرة تقتل، لكانت سيلڤا الآن جثة،  فنظراته القاتلة ينقل عينه بين وجهها الفاتن، المحبب إلى قلبه وإلى يدها التي لا زالت في يدي ذلك الغريب، الذي لا يعرف عنه سوى اسمه، لكنه لم يجد حلا سواء ان يقترب من مايكل، يمد يده  له، يكون سببا في ان يترك يد. سيلڤا من الأساس، وهو يقول:

"لم اتعرف بك سيد مايكل"

 ابتسم مايكل وهو يقول:

"أنا مايكل خوان"
 
"أبن السيد خوان"

"هذا صحيح"

 "مرحبا بك، سررت بالتعرف عليك، يبدو إنك صديق قديم إلى العائلة، ربما تكون صديقا قديما لسيلڤا أنت الآخر"

"لا لست صديقا قديما، بل صديقا حديث لها أليس كذلك انسة سيلڤا؟"

هزت رأسها بموافقة، بينما أليخاندرو يصب نار الغضب من عينيه عليها، وهو يبتسم ويقول:

"حسنا سيلڤا، مرحبا بصديقك الحديث، أرى إنك تقرئين ملفا، هل من الممكن أن ألقي نظرة"

لم ينتظر رد منها، أخذ يقلب في الأوراق وهو يلاحظ، درجات مرتفعة تخرج بامتياز من جامعة، عمل في عدة شركات أثناء العطلات الصيفية، معه دورات في عدة مجالات: 

"رائع مايكل"

 ابتسم  مايكل فبادله أليخاندرو، وهو يقول:
 
"أن هذا الملف يجعلك تعمل في أي مكان، دون أن تذكر اسم والدك"

"لم اذكره"

"مع ذلك عرفته سيلڤا بمفردها، يبدو ان هناك معرفة سابقة بك، أو ربما رأت صورتك على هاتف والدك المحمول"

 نظرت له سيلڤا وهي تقول: 

"الأمر ليس كذلك، أنا لا أقرأ الغيب، كل ما في الأمر أن العم خوان اتصل بي بالأمس، أخبرني ان مايكل سياتي إلى الشركة، وهو لا يريد أن يتدخل والده من أجل أن يعمل هنا، ولكن كما أقررت أنت أن الملف التعريفي الخاص به، يغني عن وجود أحد له في الشركة، فأنا أرى أنه سيعمل معنا" 

"هذا جيد و أين تحبين أن توظف انسة سيلڤا؟ ما رأيك أن يعمل.."

 سكت وترك الكلام معلقا، بينما هي أدركت ماذا يعني؟ ذلك الوقح الحقير الذي يفكر في شيء واحد! كادت أن تصب غضبها عليه، إلا أنها صبته بطريقة أخرى وهي تقول:

 "سيكون مدير مكتبي"

" سكرتيرة خاصة ومدير مكتب مرة واحدة، يبدو ان هناك تطور في شخصيتك انسة سيلڤا، الا تريدين حراسة شخصية"

ضحكت بصوت مرتفع جعل أعصابه تتوتر وهي ترد عليه:

 "ربما أجعلك أنت تعمل حارس شخصي لي، فأنت تتعامل بنفس الطريقة التي يتعامل بها الحارس الشخصي، تحشر أنفك في كل شيء لا يعنيك"

 "من أجل سلامتك"

 كان ينظر في عينيها وهو يهمس بكلمة لم يسمعها احد، ولكنها قراتها على شفتيه
«حبيبتي»

 شعرت برجفة في قلبها جلست في مقعدها، وهي تقول:

"لما انت واقف تستطيع أن تجلس، او تذهب الى مكتبك"

"هناك أمر أريدك فيه، من اجل هذا لن اذهب حتى نتناقش انا وانت، لكن بهذا الملف مرحبا بك سيد مايكل معنا في الشركة، تستطيع أن تذهب إلى السكرتيرة القديمة ألكساندرا ستقوم بتعريفك على طريقة سير العمل" 

"حسنا شكرا لك. سيد أليخاندرو،  هل تريدين شى مني قبل أن أذهب انسة سيلڤا " 

"ليس الآن  مايكل، يمكنك أن تبدأ العمل ستخبرك أليكساندرا بطريقة سير العمل وسنتكلم أنا وأنت لاحقا"
 ما أن خرج مايكل من المكتب حتى اختفت ابتسامتها وهي تقول: 

"ما الذي تريد أليخاندرو على وجه التحديد؟ ماذا تريد مني؟ لا اعرف لما انت تتصرف بحدة مع من يعملون معنا وكأنك ملك الشركة الأساسي، انت هنا مجرد ضيف إلى أن أستطيع أن أشتري تلك الأسهم"

تحرك إلى الباب حتى  يتأكد من أن الباب مغلقا وهو يستمع لها وإلى كلامها السمج، هو يرجع الى حيث تجلس على المكتب، يضع يديه الإثنين على سطح المكتب، ينظر في عمق عينيها ويقول:

"أن اترك الشركة هذا معناه أن أترك الحياة، لكن اريد ان اسالك ماذا يوجد داخل رأسك سيلڤا حتى أفهم؟ ما الذي تريدينه من مايكل؟ لما تركت يدك في قبضته؟ كأنك سعيدة بأنه.."

" انت وقح وحقير؛ هل تظن ان الجميع مثلك؟ يستغل الفرص! ان مايكل رجل محترم"

"أنا رجل محترم صدقيني، أن لم أجد ترحيب منك، ما كنت اقتربت"

" انك لم تقترب مني"

 نظر الى الباب بطرف عينه، كأنه يقول هناك قمت بتقبيل شفتيك، نهضت مرة واحدة حاولت ان تصفعه على وجهه، ولكنه أمسك كفها وهو يقربه من شفتيه، يمسه أطراف أناملها يقربها من فمه ويقبل صفحة كفها، وهو يقول: 

"اياك ان تفعل او تحاولى فعله مرة أخرى، هل تدركين لماذا؟ لاني وقتها سأغلق ذلك الباب ولن تخرجي من تحت يدي، إلى أن اعاقبك، واكتفي  من شفتيك وجسدك المهلك لى وإلى رجولتي، وانا لن اكتفي بسهولة سيلڤا" 

حاولت سحب يدها من يده، لكنه كان يحرك فمه عليها، ثم تحولت المداعبة إلى تعنيف وهو  
يقوم بالضغط على كفها بحدة، وهو يقول: 

"هذا لأنك تركت يدك بين أصابع ذلك المخنث، عليك أن تفهمي شيء، كلما فهمته سريعا يكون هذا افضل لك ولي، انت ملكي أنا، لا تسمحي لأي رجل آخر بأن يطيل النظر لك، أو يقوم بسلام عليك بتلك الطريقة الفجة، فأنا لن أسمح بها، أن كررتها مره أخرى أقسم لك، بكل المقدسات انني لن أتوانى عن أن أقبلك أمام الجميع، حتى يعلمون إلى من تنتمي، ايتها الحمقاء الغبية، اذا حاولت ان تثيري غيرتي مرة أخرى، سأصب نار الغيره فوق قلبك"

" انا لا احاول شيء، وعن أي غيرة تتكلم؟ ألم تخبرني أن لديك حبيبة"

"لأنك حمقاء صدقتي"

"أنا لست حمقاء أليخاندرو، تكلم معي بطريقة أفضل من ذلك، حتى لا أصب غضبي فوق رأسك، وقتها أنت من ستندم" 

"حسنا وأنا أريد أن أندم على يدك، هيا افعلي ما تريدين، هل ستقيمين بطردي من الشركة"

"لقد أستطعت أن تمتلك بعض الأسهم، جعلتني أرك في كل مكان أذهب إليه، ما الذي تريده؟" 

"هل تسألين سيلڤا؟  أنا لا أريد شئ غيرك! اريدك أنت، أن تكوني حبيبتي"
 
نظرت له بصدمة  وهي تحاول أن تتمالك نفسها، تسيطر على تلك الرغبة التي تسير في عروقها، على قلبها الذي يرتجف في صدرها كأنه ورقة في مهب الريح .

أم هو تحرك إلى حيث تجلس، وهو يمد يده ليجعلها تنهض عن المكتب، تنظر له بقوة واهية تحاول إظهارها، بينما هو يقربها من حضنه  يضغطها على جسده، وهو يضع رأسه في تجويف عنقها، يقبلها قبلات خفيفة، جعلتها تشعر بالخوف يضرب روحها، وهو يهمس بجوار اذنها، التي يقبلها ويلعق شحمتها بلسانه  وهو يقول:
 
"اعشقك سيلڤا، اعشقك سيلڤا، أريدك صغيرتي منذ كنت طفلة،  وأنا أنتظر اللحظة التي تصيرين فيها ملك لي"
 
"كادت أن تعترض فاقترب يقبل شفتيها بلهفة وعشق، وهو يدخل لسانه بفمها، ويمتص لسانها وهو يضغط جسدها على جسده، بطريقة عابثة ويده تتحرك على جسدها، مضرمة فيه نار وهو يعبث في ازرار قميصها، ينظر إلى ما يظهر منها  بجنون يملأ عقله، وهو يقترب يقبل ما يظهر منها، أم هي شعرت أنها تائة في عالم آخر، لا تعرف كيف توقفه أو توقف هذه النار في شريتها، وهي تحاول التراجع، في اللحظة التي همس:

  " إياك أن تبتعدي عني"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي