الفصل 20

الفصل 20


في اللحظة التي  أقتربت فيها روڤان من المكتب الخاص به، تطرقه عليه وهي ترسم أبتسامة على وجهها، ما أن أستمع الىح طرق الباب، حتى شعر بأنه يجب أن يتوقف تلك الحركة، التي اخرجت  منه الضغط الذي يشعر به منها، بينما هي لا تعني شيء، هو فقط يحاول إخراج الغضب من داخله، لكن  هدا من اجل أن يرد على من يطرق الباب. 

ارتكز على طرف المكتب، وهو يقول: 

"أدخل "

 ما أن رأى روڤان وابتسامتها العذبة، حتى همس:
 "مرحبا أيتها الجميلة؛ ما الذي أتى بك الى مكتبي؟"

"انت تعلم، قد ارسلتني  سيلڤا إليك، تريد ان تتكلم معك في أمر هام"

 نظر لها وهو لا يعرف ما الذي عليها أن يقول، هل عليه أن يخبرها أن تأتي هي إليه أنت كانت تريده فعلا، لكنها أدركت ما يفكر فيه، لهذا ابتسمت بخجل، وهي تقول:

"هي مشغولة في بعض العمل، وتشعر ببعض التردد لهذا تريدك في مكتبها"

"حسنا روڤان من اجل ابتسامتك الجميلة فقط سأذهب لها، رغم إني عزمت على أن أوقف التعامل معها إلا للضرورة، فصديقك سليطة اللسان، لا تعرف كيف تفكر؟ لا تعرف كيف تحكم على البشر بطريقة صحيحة؟"

"ربما تستطيع، ولكنها تكابر"

 نظر في عينها أدرك أنها تريد أن تقول شيء ما، لكنها توقفت في آخر لحظة، فهي لا تريد ان تفشي سر صديقتها، التي تدرك جيدا أنها تعاني من تلك الحالة التي هم فيها، هو يحاول قدر الأمكان، ان يبتعد عن طريقها، لا يرى وجهها أو هكذا تظن، بينما هي تحاول ان تجد شيء تفتح به الكلام معه، رغم انها لا تعرف السبب، ربما تريد قربه هي الأخرى، لكنها تكبر! ابتسم لها وهو يقول:

"لست بحاجة لتوضحية، أنا اعرف سيلڤا مثلما أعرف  كف يدي، لقد تربت عليه كانت طفلتي الصغيرة، ولم تكن امها لتهتم بها" 

هزت رأسها وهي تقول:

 "حتى الآن لا تعرف كيف تهتم بها، رغم محاولتها أن تساعدها في العمل، إلا أن احتوائها كأم كانت فيه فاشلة على الإطلاق" 

ربت على كتفها، وهو يقول:

"حسنا روڤان لنذهب إلى صديقتك، التي يبدو إنك تعرفين عنها الكثير" 

كان يتحرك بخطوات واثقة، يخفي بها شوقه ولهفته، في اللحظة التي فتح فيها الباب، نظرت له بدهشة ولهفة، وهي لا تعرف ماذا عليها ان تفعل؟ ارتبكت وهي تقول:

 "لقد كنت اريد ان اتكلم معك سيد أليخاندرو في.."

 لكنها توقفت حينما ضحك بصوت مرتفع، إرتباكها لهفتها كان واضحين، حتى أنه لم يعد يصدق، أنها تريده من اجل العمل، هل تفكر فيه كما يفكر فيها؟ هل ما يشعر بها متبادل؟ ابتسم وهو يقول:

"قلب السيد أليخاندرو، أنت تامري فقط حبيبتي"

 ابتلعت روڤان ما في فمها، وهي تشعر بالخجل مما يحدث، فلقد كان يأكل المسافة الفاصلة بينهم، لهذا تحركت إلى الباب، وهي تقول: 

"ساحضر قهوة؛ هل تريد منها سيد أليخاندرو؟"

 "لا روڤان لا أريد، يمكنك أن تشربيها في مكتبك أن أحببتي، فهناك أمر يحتاج المناقشة بيني وبين رئيس مجلس الإدارة، الذي استدعاني إلى مكتبه" 

نظرت له  سيلڤا بخجل وهي تقول:

"انه امر طارء" 

"أعلم، بالطبع هناك امر هام طارء يخص العمل، وإلا ما كنت أستدعيتني إلى مكتبك"

 ما أن خرجت روڤان، حتى نظرت له بحدة مفتعلة، وهي تقول:

 "هل تسخر مني أليخاندرو؟"

 "ألم اكن سيد منذ لحظات!" 

"ماذا؟"

 جلس في المقعد القريب من مكتبها يضغط على نفسه، وهو يحاول تقوية ذلك القلب الذي يرتجف بين ضلوعه، يريد أن يقترب منها أكثر، إلا أنه تمالك نفسه، وهو يقول:

"ما الأمر الذي تريديني فيه؟ انسة سيلڤا!"

 كان يضغط على كلمه انسة، يذكرها بالحدود التي وضعتها، لكنها ابتلعت الأمر وهي تقول:

"عدة أمور ليس أمر واحد، انت غير مهتم هذه الأيام بالشركة، لا تحضر أغلب الوقت"

"هذا لأن لدي عمل آخر"

"هل لي أن أعرف ما هو؟ هل انت ايضا تقوم باجراء صفقات بعيدا عن الشركة؟"

"لما هل أنا مثل خطيب أمك السابق؟"

"كلكم مثل بعض"

"ربما يكون كلامك صحيح في بعض الأحيان، لكن لا ينطبق علي هذا الامر أنا لا اتشابه مع غيري"

 "يبدو إنك مغرور أليخاندرو، تختلف عن والدك"

 "ان كنت تذكرين والدي؛ لتذكريني أنه كان السائق الخاص بوالدك فأنا أذكر ذلك جيدا، لقد حاولتي أكثر من مرة أن توضحي لي الأمر، ربما اكون اخطأت ولم انتبه انك تشددي على فرق الطبقات بيننا"

 "ماذا تقول؟  هل  تظن ذلك؟ انا لم أفعل شيء كهذا أليخاندرو، انا لم أشعر ولا مرة في حياتي، أن هناك فرق في الطبقات بيننا، لقد كنت في فترة زمنية اقرب الناس إليا"

"وما الذي حدث؟"

 "أنت تعلم ما حدث! لقد ابتعد تركتني اتخبط في تلك الحياة، ثم أتيت بعد زمن ليس لتقف معي، بل.."

 "اكملي لما توقفت، بل لتسرق شركتك، الشركة التي ساهمت في ان تقف على قدميها أن كنت تعلمت شيء مما تحشره أمك في رأسك، عليك ان تعلمي جيدا أن أسهم الشركة تضاعفت، وإن اسمها أنتشر أكثر إن ما افعله ليس إلا في مصلحتك أنت، أيتها الغبية"

 "لا تنعتني بالغبية مرة أخرى، فلن اسمح لك أو لغيرك ان يصفني بهذه الصفة" 

"حسنا سيلڤا لن اناديك بشيء، إلا أن اخبريني ما الذي تريدونه مني؟"

"لقد سألتك سؤال، ولم تجب عليه بعد"

"هل تظني أنني أسرق من شركتك"

 "أنا لا اظن شيء أليخاندرو، أنا سألت سؤال، وأريد أجابته"

"أنا لا أفعل شيء حبيبتي، كل ما في الأمر أنني أمر على اعمالي الأخرى، ربما لا تعلمين إني أملك بعض الأسهم في شركات قد توازي شركتك واكبر"

 "ماذا؟" 

"كما سمعتي حبيبتي، لقد كنت اترك كل شيء من اجل ان اهتم بشركتك"

"هل أنت تقر أنها شركتي؟"

"بالطبع! وهل أستطيع أن أنكر ذلك؟ إنك الوريثة الأحق بمال إدواردو، بما إني رأيت إنك أستطعت في الفترة الأخيرة، ان تحجمين الجميع، وتوقفيهم عند حدهم، فانا سعيد من أجلك، لهذا اتركك لتكملي المسيرة، لكن لا تستمعي لاغلب كلام أمك، لو شعرت أن هناك بعض الخطأ، ما عليك إلا أن تلجأي لي"

" ماذا؟"

 "هل تظني اني اقتنعت انك انت من اخذت هذه القرارات؟ ربما أستطاعت مونيكا أن تساعدك، أن تشرح لك بطريقة اوضح، ان تفهمك كيف تتعاملين مع من حولك"

"هذا صحيح، هل هناك عيب في ان تقوم امي بالشرح الامر لي؟"

"لا يوجد عيب في ذلك، ولكن كان عليها ان تشرح لنفسها، وان لا تترك مالها في يد مخنث مثل خوسيه، أستطاع أن يفعل الكثير"

"حسنا هي لم تخطئ لقد احببته، لكنه استغل تلك المشاعر الراقية التي كانت تتكينها له"

"لما الآن تدافعين عنها هل وقعت في الحب؟ هل وجدتي زميل في الجامعة يستطيع ان يجعل قلبك يرتجف؟"

 نظرت له ولم ترد، شعر بالغيظ منها كان يريد ان يحطم المكتب فوق رأسها، لكنه تمالك نفسه، وهو يقول: 

"انا الان من يريد اجابة منك سيلڤا، هل ارتبطت باحدهم؟" 

"لا شأن لك"

"لا شأن لي ليست أجابة، أريد أجابة سيلڤا لن اخرج من مكتبك حتى أعرف، هل هناك حبيب يحوم حولك هذه الأيام، أنا اعرف جيدا إنك قطعتي علاقتك بهؤلاء الشباب"

 "ليس من اجلك"

 "اعلم انه ليس من اجلي، ربما من اجل نفسك، وهذا افضل شيء فعلتيه لنفسك سيلڤا، عليك ان تبتعدي عن هؤلاء الحثالة، فهم لا يليقون بك، أنت جميلة من الداخل، مثل ما أنت جميلة من الخارج"

"هل تريد مني ان اصدق انك تمدحني؟ ما الذي تريده مقابل هذا المديح؟"

"هل تدركين سيلڤا؟ أنني أن أردت شيئا سأفعله"

"لا؛ لا تستطيع ان تفعل كل ما تريد"

"حقا!  حسنا سأخبرك شئ، انا اريد الآن أن أقبلك"
 تنفست بصوت مرتفع، وهي ترفع أصبعها تشير له به، وتهدده رغم انها تشعر بشوق إليه، ولهفة في قربه ولكن يدها المرتجفة، وهي تقول:

 "أياك أن تفكر في فعل ما تقوله، لن اسمح لك، ان تقترب مني"

 اقترب خطوة كأنه لا يرى أصباعها المرتجف، بل يري ذلك البحر في عينيها، وهو يقول:

 "لما أشعر إنك كاذبة، أصبعك يرتجف عينك تحمل بريق اللهفة، قلبك ينتفض أشعر بأن كل ذرة في كيانك، تحتاجني كما احتاجك"

 "ابتعد عني اليخاندرو، حتى لا أصرخ بصوت مرتفع، وأنادي من يعملون في الخارج ليلقوا بك خارج الشركة"

 "عليك أن تدركي انه لا يستطيع أحد، أن يلقي بي خارج الشركة، انا هنا بمحض إرادتي، رضيت بذلك المكتب السخيف الذي وضعتني فيه، ليس لشيء إلا حتى اكون قربك، فهل تظن أن بعض العمال يستطيعون أن يلقو بي في الخارج؟ وقتها سوف آخذك معي إلى أن ينتهي العمر، لن تري النور لن تري اي شيء، إلا أنا"

" لما؟ "

"لانك غبية وإلى الآن لم تفهمي إني احبك، منذ زمن"

 "وما نهاية هذا الحب؟"

 "الحب لا نهاية له سيلڤا، الحب يكلل بزواج أبدي بعلاقة لا تنتهي إلا بالموت"

"هل معنى كلامك انك تريد ان تتزوجني؟"

"منذ أن كنت طفلة"

 "اي كذب هذا الذي تقوله؟" 

"ربما لو رجعت بالذاكرة لتذكرتي كلامنا معا"

"لم تتكلم يوما  وقلت أنني سأكون زوجتك"

"حقا؟ هل كنت تردين أن اتكلم في الزواج مع طفلة في السادسة، أيضا ألم اقل إنك حبيبتي الأولى، وستكونين الأخيرة"

 "انت كاذب، لقد اخبرتني ان هناك من ترحب بوجودك اكثر مني"

"لما انت متمسكة بالكلمة إلى هذه الدرجة؟" 

نظرت له بدهشة وهي تقول:
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي