الفصل2

الفصل 2

بعد وقت في ذلك المطعم الفاخر، كانت روڤان تجلس في ذلك المقعد. الوثير، تحرك يدها على بطنها المنتفخ، وهي تقول:

" لقد امتلئ حتى نهايته، هل تدركين سيلڤا أنك اليلة قد اكون سبب في سعادة أبي، او تعكير مزاجه، سوف أخبره أنني لا قابلية لي للطعام، وقتها لن يستطيع أن يسمعني كلام كل يوم ان يفجر شحنة غضبه من الدنيا فيا"

ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، وهي تدخن سيجارتها العاشرة، تخرج الدخان كضباب حول وجهها الجميل، وهي تنظر لصديقتها وتقول:

" ربما يكون كلامك صحيح، سوف يشعر بالدهشة لما لم تتناول طعامها؟ لما لم ينغص عليكي حياتك ويمنعك من تناول المزيد"

" هذا صحيح يبدو انك تشعرين بتلك الماساة التي أعيشها "
"ولهذا اريد منك شيئا، اريدك ان تحاولي قدر الامكان ان تتحكمي في معدتك، ليس لأنك قبيحة ولكن من اجل صحتك، أنت تتنفسين بصوت مرتفع، اذا مشيت بضع خطوات روڤان! ماذا ستفعلين في الجامعة كيف ستكملين دراستك؟"

" هل فقط تفكرين في الجامعة؟ لن أجد من يتزوجني! من الذي يتزوج فيل بهذا الحجم؟ "

" لا تقولي كلام سخيف؛ أنت جميلة، يوما سوف يأتي من يحبك لنفسك، وعلى هذا الوضع لا تتغيري من أجل أحد بل من اجل نفسك وصحتك"

"هل تظنين ذلك سيلڤا؟ هذا الكلام ترطبين به على قلبي، لكن في الحقيقة أنا أعرف جيدا انني ضخمة، إذا قرنت بك أو بمن معنا في المدرسة فانا اعتبر عمالقة، كرة منتفخة تتحرك على الأرض، الجميع يخشى مني"

"لقد التزموا الصمت هذه الايام ولم يعودوا يخبروكي شئ يضايقك"

"حقاً هل تظني ذلك؟ اصبحوا طيبين معي لا ينعتوني بذات الأرداف الضخمة، لكني اسمع همسهم في الخفاء"

"لا تركزي فيهم؛ هم يشعرون بالغضب لانك متفوقة عليهم، انت تستطيعين ان تفعلي الكثير"

"من حقي أن أنجح في شيء ما على الاقل، أريد أن أصل إلى حلمي، أن أكون شيء ذو مكانة"
" ستكونين صديقتي، ستكونين كما تريدين وسافاجئك بهديه ستشرح قلبك في عيد مولدك القادم"

" حقا حبيبتي ماذا هل ستشترين لي سوارا؟ ام ربما ثوب من تصميم حديث! ولكن أي مصمم هذا الذي يصمم لفيل مثلي؟ "

نظرت لها سيلڤا بغضب، وهي تحرك يدها على الطاولة تترك السيجار في المنفضة، وعينها تحاصر روڤان، وهي تقول:
"عليك ان تثقي بنفسك، يوما ما سيأتي من يحبك لشخصك، وعلى نفس الحال ومن لا يحبك على هذا الوضع، فإن حبه مزيف"

" لا تتكلمي عن الحب سيلفا انت اول من عانى منه"

" أنا لم أمر بتجربة من قبل"

" اعلم حبيبتي إنك عذراء؛ ولكنك عنايتي من مشاعر والدتك، تدركين جيدا ان الحب يجعلها ضعيفة أمام خوان، ولهذا اعلم جيدا انك لا تفكرين في الوقوع في الحب، رغم إنك جميلة والجميع ينظر لك بإعجاب "

"أنه إعجاب زائف، ينظرون إلى تلك الغنية التي تتعامل معهم على أنهم أصدقاء، يدركون أنه من السهل أن أتكلم معهم، ولكنهم لا يدركون أن هناك حاجز قوي يمنعهم من الاقتراب أكثر"

" هل تدركين؟ ان تلك النكبات التي مرت في حياتك جعلت عقلك أكبر"

" ربما يكون كلامك صحيح "

"أنه صحيح سيلڤا، هل ترين هذه الفتى؟"

" اي فتى؟ "

"ليس فتى أنه شاب، يبدو أكبر منا بعشر سنوات، لكنه ينظر لك وكأنه يعرفك"

" حقا؟"

" أجل عينه لم تنزل من عليك، ينظر لك باعجاب يشوبه بعض الغضب؛ هل تعرفيه؟"

" يبدو وجهه مألوف! ولكني لا أعرف أين رايته من قبل؛ لكن لا بأس سنتعرف"

تركت الماࢪدة وحملت سيجارتها، اتجهت إلى حيث يجلس بمفرده، وهي تقول:

" هل اعرفك؟ "

"ربما"

" ماذا تعني كلمة ربما؟ هناك إجابة واحدة اعرفك ام لا "

"ربما من كثرة ما مر عليك من رجال نسيتني"

"تتكلم وكأنني.."

صمتت لم تكمل الكلمة فماذا تقول؟ تتكلم كأنني عاهرة، نظر لها وعينه تسال لما لم تكملي؟ ألست كما أفكر، لقد نسيته في غمرة ما مرت بها من أحداث، آخر مرة رأته فيها..

كانت قبل وفاة والدها، أنه ليس غريب وفي نفس الوقت ليس قريب، أبن السائق الذي كان يعمل لديهم هو وعائلته يعيشون في منزل صغير بحديقة الفيلا، انه أليخاندرو الذي طالما لعب معها، ولاعبها على الأرجوحة..

هو من كان يتحمل غضب أمها، إن حدث لها شيء، يذكر جيدا تلك المرة التي وقعت فيها وجرحت قدمها، وقتها رغم أنه كان في 15 وهي في السادسة، ركع على قدمه لينظف لها الجرح، مما علق فيه غسل قدمها وقاموا بتضميد الجرح، وهو ينظر لها بمحبة صادقة ويقول:

" سيلڤا الجميلة، لما لا تحذرين حينما تتحركي؟ ملاك صغير مثلك يجب حمايته يا طفلتي"

" هل أنا طفلتك أليخاندرو؟"

" أنت أشياء كثيرة صغيرتي، أنت أجمل شئ في هذا البيت وهذه البلدة، لكن لا أعلم إن كان القدر سيرسم لنا طريق معا، أم أنه سيفرق بيننا كما يفرق بين الطبقات"

" ما الذي تقوله أليخاندرو أنا لا أفهم معنى كلامك "

كانت الأفكار التي اخذته من هذا اامكان الفاخر، الى زمن آخر 10 سنوات مضت، تحولت فيهم الطفلة إلى شابة، ليتها شابة جميلة فقط بل فاتنة، لكنها ايضا متهورة طائشة، لا تختلف كثيرا عن أمها، التي كان يعلم مقدار خيانتها لزوجها، يرى الكثير من الرجال يأتون بصحبتها، حينما يسافر العم إدواردو للعلاج، ولكنه عجز عن ان يبوح بالسر..

عجز ان يتكلم ويخبر الرجل الطيب، أنه يتعرض للخيانة، ربما أخطأ إدواردو في اختيار زوجته، ولكن أليخاندرو أخطأ في الصمت.

حينما ترى الشيطان يتجسد في صورة ملاك، عليك أن تتكلم، ولكنه لم يتكلم ربما يخشى على تلك الملاك التي لوستها يد امها، وافكارها المتهورة الطائشة، ربما لم تصبح سيلڤا كما كانت، تغيرت كما تغير كل شيء في المدينة..

لقد رجع بعد 10 سنوات من الدراسة في امريكا، حيث عمل وتعلم وحصل على الكثير من المال، ورجع الى مدينته «تيخوانا» ليفاجئ بأشياء كثيرة حدثت، زوجة العم إدواردو خطبت عدة مرات، وكل رجل يأخذ حصة من الكعكة ويهرب، بعد ان يقضي معها بضعة شهور، وهي لا تبالي..

فهي لم تتعب في ذلك المال، الذي تبده على الحثالة الذين يشبعون رغباتها، ابنتها التي بالكاد أكملت 17 من عمرها، تقود سيارة بثمن مبالغ فيه، بالنسبة لطفلة.

تجلس في ذلك المطعم، الذي ما كان يستطيع ان يمر من أمامه من قبل، ولكنه الآن يملك الكثير من المال، هو الآن ليس أبن السائق، هو الآن أليخاندرو رجل الأعمال، الذي نحت في الارض، حتى وصل الى ماوصل إليه..

اخرجته سيلڤا من شروده وهي تقول:

" لم تجبني على سؤالي؛ هل أعرفك؟"

" أكثر مما تتخيلي سيلفا"

" هل تعرف إسمي؟"

" منذ متى أصابك الغباء يا فتاة؟" لقد كنت ذكية طيلة عمرك!"

" ما الذي تقوله انك تتكلم وكأننا أصدقاء قدامى"

" قد يكونوا كلامك صحيح؛ ولكن لما انت غاضبه الى هذه الدرجه، هل ما أقوله يؤلمك، ام لأنك لا تعرفين احد مر في حياتك، ام انك لا تهتمين للأمر على أي حال"

" بحق الجحيم من أنت يا فتى؟!"

" لست فتى سيلفا، انا اكبر منك بكثير"

" هل يعني ذلك ان يجب علي ان اناديك بابي؟ "

"ربما انا من يناديك ابنتي"

شيء لاح في عقلها، ذكرى قديمه لأحد كان يقول لها «طفلتي» ولكن من هو؟ في غمرة ما مر عليها من أحداث كثيرة، أشياء عصيبة، لم تعد تعرف شيء من الماضي، كأنها مسحت كل شيء يذكرها بذلك الحادث المشؤوم، وذلك اليوم الذي رحل في والدها عن الدنيا، بعد أن فاجأ والدتها وهي تخونه في فراشه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي