الفصل5

الفصل 5

بعد. وقت كانت سيلڤا تنزيل مع صديقتها روڤان، من مبنى العيادة الفاخرة، التي ما كانت تحلم روڤان أن تمر من امامها، لكن سيلڤا حققت لها المستحيل، ايقظت حلم لم تستطيع روڤان أن تحلم به من قبل، فهي تعرف حدود احلامها فمن اين يأتي المال لتفكر في عملية مثل تلك

روڤان "شكراً لك حبيبتي على كل شيء تفعليه من أجلي ان ما فعلتيه لم اقدر أن أحلم به من قبل"

" أن ما أفعله لا شيء بالنسبة إلى صداقتنا، لا تكرري ذلك الكلام مرة أخرى، هيا بنا الآن"

" إلى أين ؟ "

"مرة أخيرة نتناول الطعام الفاخر معا، سأسمح لك بأن تطلبي ما تريدين، قبل أن يلدأ الطبيب بحرمانك من الطعام، ولا تهتمي بالحساب"

"عن أي حساب تتكلمين سيلڤا؟ أنت ستدفعين عدة آلاف من أجل تلك العملية، لا أعرف كيف أرد لك ذلك الدين يوما"

نظرت لها سيلڤا بنفاذ صبر، وهي تحرك رأسها بيأس من كلام روڤان عن نفس الأمر، تحركت إلى السيارة، جلست صديقتها بجوارها

بينما هم يتحركون توقفت سيلڤا في إشارة مرور، أشعلت سيجار رفيعة ونفثت دخانها من النافذة، نظرت لتلك السيارة المتوقفة بجوارها، تبدو فاخرة ولكنها تشبهه إلى حد كبير لتلك التي راتها من قبل أمام المطعم هل حقا هي؟

هناك الآلف من هذه السيارة الحديثة في السوق ربما يوجد القليل منها في تيخوانا، لكنها منتشرة

لكن لما تنظر إلى السيارة كأنها تعرفها، أم هو كان ينظر لها عبر الزجاج المعتم، يلتهم تفصيلها العذبة يمني نفسه بأن تكون له، لكن ليس الآن، بعد ان يهذب أخلاقها وتتوقف عن نفث الدخان في وجهه، وعن فعل أشياء أخرى قد تكون أخطر من التدخين نفسه.

في هذه اللحظه أنزل أليخاندرو زجاج السيارة لتلتقي عينه بعينها، وهو ينظر لها منتظرا أن تدير وجهها أو تتكلم، لكن أصابتها الدهشة فلم تفعل شيء كما توقع

بينما هو ابتسم لها وقال:

" التقينا مرة أخرى سيلڤا"

أشارت إلى نفسها، وهي تسأل في داخلها، كيف تنسى نفسها؟ ولا تستطيع الرد عليه، أبتسم وسأل:

" في ماذا انت شارده يا فتاتي"

" انا لست فتاتك "

"حقا؟"

" ماذا تعني بكلمه حقا؟ "

"يعني انني سمعتك تنطقين اسمي في المره الماضيه؛ وقفت خلف السياره ولكني لم استطيع العوده"

" هل يعني ذلك لانك اليخاندرو؟ هل عدت إلى المدينة ومنذ متى وهل تعمل على هذه السياره؟ "

"كل هذه الأسئلة مرة واحدة، هل تريدين أجابة عليها أم تتوقعين الاجابة سيلڤا، وهل تظن انني بعد تلك السنين ساعمل في نفس العمل الذي عمل فيه والدي؟"

"لم اقصد ذلك، ان كنت تظن اني اتعمد اهانتك فانت مخطئ، فانا احب العم ريكاردو، لكن اين هو؟"

" لما هل تحتاجين الى سائق؟ "

"لا تتكلم معي بتعالي"

"لما هل هو من حقك انت فقط ان تتعالي علينا؟"

"انا لا اتكلم معك بتعالي أليخاندرو "

"ربما اصدقك في المستقبل سيلڤا الجميلة، سنرى حينما نتقابل مرة اخرى طفلتي"

"وهل سأقابلك مرة أخر؟"

"أسرع مما تتخيلي"

نظرت له بدهشة، وهي لا تعرف ماذا يعني بكلامه، لكن تحرك السيارات، من حولها، استمعت إلى تنبيه ممن خلفها، سبة تخرج من بعض السائقين، الذين تعطلوا بسببها، مما دفع لتتحرك هي الأخرى.

في اللحظة التي حاولت ان تحرك سيارتها وتتحرك، كانت السيارة التي يقودها أليخاندرو اختفت، من جوارها ومن المكان بأكمله، وهي تلتفت إالى روڤان بصدمة، وتسأل:

"هل رأيته؟ هل كان هنا؟"

"أجل حبيبتي، يبدوا انه معجب بك"

"ماذا؟"

"ماذا دهاكي سيلڤا، هل أصابك الغباء؟"

"لما؟"

"الفتى ينظر لك باعجاب مغلف بالعشق! ماذا دهاني أنا الأخرى عن أي فتى أتكلم، انه شاب وسيم يختلف كثيرا عن هؤلاء الذين يحمون حولك مثل الذباب، يبدو انه جادا فيما يريد إلى حد اللعنة"

" هل تعرفين من هو؟ "

"وهل تفكرين بتلك الطريقة سيلڤا؟ نحن صديقتان رغم انني من الحي الفقير، وانت من اثرياء المدينة، هل سيفرق معك أن والده كان سائق؟ "

نظرت لها مطولا، ثم انتبهت الى الطريق، وهي لا تعرف بماذا ترد عليها، هل تخبرها انه لا يفرق معها؟ لكن هل تكن شيء إلى أليخاندرو؟ لقد شعرت بالسعادة ما انا علمت أنه هو.

لكن هل هذه السعادة مبنية على أنها رأته؟ أم لأنه أحد من ماضي بعيد كانت فيه تعيش في سعادة، دون أن تعلم شيء عن ما حدث، دفئ رحل برحيل والدها، لكنه رجع إلى الحياة أمام عينيها.

"فيما أنت شاردة يا فتاة؟"

" اغربي عن وجهي روڤان، لا تتحدثي في ذلك الامر مرة أخرى، هيا لنتناول طعامنا في صمت"

" هل كلمة صمت هذه تعني شرط مقابل الطعام "

"فكري كما تريدين، لكن لا أريدك أن تتكلمي بأمر أليخاندرو مرة أخرى، فأنا أشعر أن هناك شيء يدور في رأسه، ماذا يعني بأنه سيراني أقرب مما أتخيل؟"

" هل سيسكن بالقرب منكم؟"

" عليك أن تسأليه هو وليس أنا، فأنا لا أعلم شيء"

" كفي عن الغضب يا سيلڤا، وأطفئي تلك السيجارة قبل أن تحرق يدك"

ألقتها من يدها وهي تتحرك بالسيارة إلى المطعم، تناولوا الطعام وتحركوا إلى الخارج، وبعدها أوصلت روڤان إلى بيتها، ورجعت الى المنزل.

تقابلت مع أمها وهي تدخل مونيكا نظرت لها بتسأل وهي تقول:

" أين كنت؟ "

نظرت لها سيلڤا بدهشة، وهي تقول:

" هل تمزحين؟ منذ متى تسألين أين كنت؟ أو إلى أين ذهبت؟ ما الذي تغير أمي؟ هل تشعرين بالسأم لعدم وجود خوسيه"

نظرت لها مونيكا بصدمة، الا أن سيلڤا لم تهتم، تحركت إلى غرفتها لتبدل ملابسها، وتجلس هناك تقلب في الهاتف المحمول الخاص بها، تتابع أخر الأخبار.

لا تدري لما أخذت تبحث عن أسم أليخاندرو ريكاردو علي صفحات التواصل الإجتماعي، ظهر لها الكثير بنفس الإسم، بحثت بين الصور عن وجهه، إلى أن وجدته يبتسم برسمية وينظر نظرة ثاقبة.

وسامته التي تعرفها جيداً، شيء في وجهه جعل قلبها يرتجف، لكنها أغلقت الهاتف قبل أن ترسل له طلب صداقة، فما الذي تفعله؟ هل هي حمقاء؟ هل تريد أن تخبره أنها مهتمة به؟

وقفت أمها بباب الغرفة، وهي تقول:

" ماذا تفعلين سيلڤا؟ "

"وما شأنك؟"

تغير وجه مونيكا من رد أبنتها الذي لم تتوقعه، وهي تقول:

"هل هذا ما تعلمتيه في الدراستك؟ أن تردي علي بتلك الطريقة"

"هذا ما تعلمته في هذا البيت، هذا ما تعلمته من أهمالك وعدم أهتمامك بي، تفكيرك الأول والأخير في نفسك ونزواتك؛ لذا لا تسأليني عن ما تعلمته فأنا لم أتعلم منك شيء، ولو كان الأمر مقتصر على تعليمك لكنت رددت لك ما فعلته في أبي، إذا أشكري الرب لانني لم اتعلم منك شيء الآن يمكنك أن تذهبي، لأني أريد أن أرتاح بعض الوقت، قبل أن أنزل من أجل الذهاب إلى الشركة"

" هل رأيت المشتري؟ "

" ليس بعد"

" هل تريدي أن أكون معك حينما يأتي "
"هل تظني إنك ستكونين سند لي؟ لقد كنت سبب في دخوله إلى الشركة، لقد أعطيتي الحبل إلى خوسيه الذي علقه حول رقبتي"

" منذ متى تتكلمي بهذه الطريقة؟ "

"منذ أن أستطعت أن أخرج من ذلك الصمت، الذي دفعت ثمنه غاليا"

"هل تتكلمين عن ما حدث لإدواردو؟"

"لما أنت بهذه الوقاحة أمي؟ هل الأمر هين عليك أن تتحدثي في أمر رجل قتلتيه بيدك؟"

" أنا لم أقتله بيدي"

"صحيح لقد قتلته أفعالك المنفرة، وخيانتك المتعددة، وإن يراك بعينه وفي النهاية تركته يموت أمام عينك دون أن يرف لك جفن، حملتيه لتضعيه في الفراش، تركتي الموت يعتصر قلبه أمام عيني، لم تهتمي حتى أن كنت في الجوار أم لا"

" لقد كنت صغيرة في السن، ولم أعي ما أفعله "

"هل تمزحين؟ كنت في نهاية العشرين من عمرك، تعرفين الخطا من الصواب، لا تفتحي باب الماضي لنتناقش فيه، لأني لن اتعاطف معك، قد أثور وإن حدث لن أستطيع الصمت، لذا اتركيني لشأني وأفعلي ما تريدينه، أو ما كنت تفعلينه من قبل، لكن كما طلبت منك خارج هذا البيت"

" انا لا اريد انا افعل شيئا"

" لما هل لا زلت متعلقه بخوسيه؟ ذلك اللص الذي سرقنا، سأحضر لك الملف الذي قام المحامي بأحضاره لي لحظة واحدة"

نهضت من الفراش تتحرك إلى المكتب، الذي تراجع دروسها عليه، وهي تخرج الملف لتعطيه لامها

" ما هذا؟"

" لما تسالينني؟ عليك ان تقرئي بنفسك، لتعرفي مقدار الثقه التي اعطيتها لخوسيه إلى ماذا أوصلته وصلتنا معه؟ "

"لم افهم!"

"ذلك الملف سيجعلك تفهمين سيدة مونيكا، تستطيعين أخذه معك إلى غرفتك، لتتأكدي جيداً أنه ليس الرجل الذي تقيمين حدادا لرحيله، من يستحق الحداد كان أبي، والآن أذهب يا أمي لا اريد ان اراكي"

شعرت مونيكا أن فمها جاف، لا تستطيع ان تبتلع ما في فمها، لذا اخذت الملف وتحركت بكبرياء وهمية، وهي تشعر بالخوف من كل أفعال سيلڤا، لان ابنتها الخائفة الخانعة تحولت إلى شخص متوحش، رغم صغر سنها.

شعرت سيلڤا بما تفكر فيه أمها فقالت:

" اطمئني فانا اختلف كثيرا عنك، لن افعل فيك ما فعلتيه في أبي فلقد ورثت جزءا من طيبة إدواردو، لم أرث كل الخبث الذي يملا قلبك أمي"

" بعد كل هذا الكلام ترددين كلمة أمي، كأنك تتبجحين بإهانتي"

" صدقيني أنت تستحقي بالفعل ما افعله، تستحقين اكثر بكثير مما أقول، لكن سجنك أو إعدامك لن يعيد إلي والدي، لذا اقرئي الملف واخبريني ما رأيك في حبيب القلب خوسيه، أخبريني كيف استغل ثقتك لصالحه، وأخبريني كيف بدلتي أبي بحثالة مثله؟ "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي