الفصل 21

الفصل 21


"انا لست متمسكة بشي يخصك، عليك ان تجلس مكانك  حتى نتناقش في امور العمل، لقد كنت تقول"

 "اجل كنت اقول اني اريد ان اقبلك، الى ان آدمي شفتيك، اريد أن أزرعك داخل قلبي، اضمك بين ضلوعي، احتويك وأخذك إلى مكان لا يرانا فيه احد"

 "ماذا؟" 

كان يتكلم وهو يقترب منها، مد يده لها لم تدري ما الذي يحدث لها؟ هناك قوة اقوى منها تطالبها بعد تضع كفها بين يده، ساعدها لتقف ينظر في عمق عينها، يهمس بكلمات العشق والدفء، وهو يقول:
 
"ما أن تصلي إلى سن العشرين، لن يوقفني أحد على أن تكوني لي"

"لقد قلت لك من قبل.."

 "كاذبة"

" انا كاذبه"

" بالطبع كاذبة، أن عينك تقول الحقيقة قلبك الذي يرتجف تحت يدي يقول الحقيقة، شفتيك التي ترتعش محملة بالشوق، تقول الحقيقة ولكن لسانك الوحيد من يكذب، أنت بكل ما تملكين من دفء تحتاجيني"

" أنت مغرور"

"انا عاشق"

 قال كلمته وهو يقتحم شفتيها، ولكن هذه المرة لم يكن هناك قسوة، لم يكن هناك عنف لن يكون يحاول توبيخها او تعنيفها، بل كان يبثها ما يشعر به، لم تدري متى ارتفعت يدها تطوق عنقه، كانها تريد ان تقربه منها أكثر.

 كان ذائبين في دنيا أخرى وهو يهمس، بين قبلاته باسمها بدفء وعشق: 
"سيلڤا حبيبتي، هذا ما كنت أحلم به في الأيام الماضية"

 كانت تنظر في عينه، ترى فيها نيران من العشق تشتعل، رغبة لا تعرف إن كانت تستطيع أن تحتويها أم لا، هي ليست طفلة وتعلم جيدا ما الذي يدور، هي تتورط في حبه كل يوم أكثر من اليوم السابق له، ولكن ماذا في يدها لتفعل؟ هل تسقط بين يديه للأبد؟ أم عليها ان تستمروا في العناد؟ 

لكن أي عناد هذا؟ وهي تقربه منها كلما حاول أن يبتعد، بينما هو يتحرك بها الى تلك الأريكة الموجودة في الركن، هنا أدركت ما الذي ينوي فعله، وضعت يدها على صدره لتوقفه، وهي تقول:

"ماذا تفعل أليخاندرو، بالطبع لن يحدث هذا الآن، او هنا" 

همس بالقرب من أذنها: 

"ولكنه قد يحدث"

 لم تدري ما الذي تقوله؟ لكن عينها كانت تقول اجل! بينما هي تحاول دفعه كأنها تقول لا! تلك اللحظات التي تحمل السحر والدفء والعشق، كانت سببا يجعله يجذبها إليه يقربها منه، يضمها بدفء وهو يهمس، بكلمات لم تكن تتخيل ان تخرج من بين شفتيه، يغلق تلك الازرار التي عبث فيها منذ دقائق. 

يقبل كل ما تقع عليه عيناه، وهو يقول:

 "هل ما فهمته صحيح؟ هل يعني ذلك أنك لا تنظرين لي بدنية؟ ولا تتعاملي معي على اني كنت خادم في بيتكم؟" 

"انت لم تكن يوما خادم في بيتنا"

 "أقصد أبن السائق"

 "انا لم افكر يوما في هذا الأمر"

 "هل يعني ذلك انك تبادلينني ما اشعر به؟" 

نظرت له ولا تعرف ماذا عليها أن تقول؟ هل تعترف؟

" لما انت مترددة سيلڤا؟ هل هناك شيء تريد ان تخبريني به؟"

 "انا لا اعرف ما الذي علي ان اقوله لك؟ لكن انت تتعجل الأمور، نحن نعرف بعضنا منذ بضعة شهور قليلة"

 وضع جبهته على جبهتها، وهو يقول: 

"نحن نعرف بعضنا منذ زمن، لقد كبرت على يدي"

 ابتسمت فقبل طرف شفتيها، في اللحظة التي كانت روڤان تطرق الباب، فلقد مر وقت طويل، هو لا زال بالداخل، شعرت بالخوف على صديقتها، نظر لها وهو يقول: 

"الدرع الخاص بك قد أتى"

"ماذا؟"

"ألم تأتي بها تحميكي مني؟ "

" ليس تماما"

 ضحك بصوت مرتفع، وهو يقول: 

"هل هذا اعتراف ضمني بأنك تشعرين بالخوف من قربي؟ تخافين من نفسك لانك تبادليني نفس المشاعر!"

"لن تحصل على اعتراف مني، ليس الآن"

 "وأنا على استعداد لانتظار إلى باقي العمر سيلڤا، لا يوجد ما يجعلني أتعجل الأمور، كل ما اريده أن تكوني معي، إلى الأبد"

 هنا فتحت روڤان الباب، لتنظر له وهو يحتويها بذراعي، ينظر في عينها بعشق وهي ترفع وجهها وكأن الدنيا مرسومة في عينيه، هنا تراجعت روڤان، وهي تقول:

" نسيت أن أحضر شيئا سأحضره الآن" 

ابتسم لها أليخاندرو وهو يقول: 

"يمكنك ان تدخلي لقد تحدثنا بما فيه الكفاية، أليس كذلك سيلڤا؟" 

نظرت له سيلڤا وهي تقول:
 "كذلك"
 همس بالقرب من أذنها:

 "لكن الكلام لن ينتهي بيننا، انه لم يبدأ بعد! هناك عمر كامل سنقضيه معا، عليك ان تدركي من هذه اللحظة إنك ملك لي"

"عليك أن تدرك أنني لست شيء تملكه، أنا إنسانة من قلب ودم وروح"

 "حقا؟" 

"هل تسأل؟"

"أجل من حقي أن أسألك، إذا لما تملكينني وأنا إنسان من دم وقلب وروح" 

شعرت بالخجل وتراجعت الى مكتبها، بينما روڤان تنقل عينها بينهما، تشعر بأن تلك الموجة من الغضب، التي تحيط سيلڤا انتهت، هل يعني ذلك أنها اعترفت بمشاعرها لنفسها؟ أم لا زالت تشعر بالخوف منه ومن نفسها؟ 

مضت الأيام وكل يوم يقتربان من بعض أكثر، العشق تفوح رائحته في المكان، لم يكن يمر يوما حتى كان يترك مكتبه بحجة أو بدون حجة، كل ما يريده أن يرى وجهها ابتسامة على شفتيها، ربما يأخذ قبلة  قبل ان يخرج، وكأنه يرتوي من عشقها؛ ليشبع ذلك الجوع بداخله. 

شعرت مونيكا أن هناك شيء خاطئ، هل أبنتها تمر بموجة مختلفة؟ هل تتغير فسيولوجيا أم هي تشعر بعشق أحدهم؟ هل من الممكن ان تعجب بأحد زملائها في الجامعة؟ أو أحد مدرسيها؟ لكن سيلڤا لم تتكلم في شيء، كل ما شعرت به مونيكا أنها مهتمة بنفسها اكثر، تهندم ملابسها بطريقة راقية، تتغير بطريقة تليق بسيدة للمجتمع.

 الحب يغير كل شيء، ويغير الإنسان نفسه، لكن هل تستطيع أن تسألها؟ وهل تخبرها سيلڤا الحقيقة أم تنكر؟ إن ما تفعله ليس خطأ، فمن في السادس 16 خرجوا من بيوتهم، حملن حقيبة ليقضوا تجربة مع المجهول، البعض منهن حمل طفلا وهو في ذلك السن، اما سيلڤا لا زالت عذراء؛ لهذا هي تشعر بالخوف عليها من ان تصدم في ذلك المجتمع.

 لم تكن أمها في ذلك السن بذلك النقاء، لهذا وقفت أمام  وهي تتحرك لتذهب إلى الجامعة وهي تقول:

 "هل هناك شيء تريد أن تخبريني به؟ قبل ان تذهبي"
 
"عن أي شيء تسألين امي؟ انا لا افهم"

 "لكني أفهم سيلڤا، هناك شيء يدور في رأسك، هناك شيء يحدث لك لا تريدين مني إن أعرفه، هل عليك ان تخبريني أنت؟ أم علي أن أبحث"

 "سأخبرك أمي، لكن ليس الآن"

 "أنا لا أريد إلا مصلحتك"

"أعلم حبيبتي"

"حبيبتك سيلڤا! هل حقا تنعتيني بهذه الصفة؟ هل نسيت ما فعلته؟ سامحت وغفرت لي"

 هزت رأسها بموافقة، هنا لم تستطع مونيكا ان تتمالك نفسها، بل قربتها منها لتضمها بين ذراعيها، وهي تحرك كفها على شعر سيلڤا الاسود الطويل، وهي تقول:

 "لقد أصبحت جميلة سيلڤا، اخشى عليك من نفسك حبيبتي"

"لا تخافي يا أمي، فلم أعد طفلة"

 "أعلم حبيبتي، لهذا أهتمي بنفسك، ولا تعترفي لأحدهم بمشاعرك بسهولة، عليه أن يشقى حتى يحصل على ما يريد"

"الاعتراف ام العلاقة؟"

 "الإثنين؛ كلما كنت بعيدة زاد الشوق واللهفة"

 هزت رأسها بموافقة، وهي تتحرك لتخرج، تشعر بالسعادة ولكن ما هو الرد الذي سيكون من امها؟ ان اخبرتها انها تحب أليخاندرو، تريد ان تتزوج منه! عليها ان تنهي هذه السنة من الدراسة اولأً، ثم تفكر في الزواج ان كان كلامه جدي، فهو سيأخذ خطوة رسمية، الوحيدة التي كانت تناوشها في أمره كانت روڤان..

 ها هي تجلس مع روڤان في السيارة وتقول:

"لما أنت متألقة على غير العادة؟ هل لاننا سنذهب إلى الشركة بعد الجامعة؟"

 "ماذا تعني؟"

"اعني أن هناك إحدى الجميلات هائمة في العشق"

 "كفى عن السخرية"

 "أنا لا أسخر منك أيتها الحسناء، كل ما في الأمر، أنني أحاول التوضيح لك، إني أعرف ما الذي يحدث، فأنا لا أترك الماء يركض من اسفل قدمي"

 "حقا؟ وهل طلبت منك ان تتركيه؟"

"لم تطلبي! ولكن يبدو ان أليخاندرو يشغل جزء كبير من تفكيرك"

 "ربما" 

"ربما ليست أجابة سيلڤا، عليك ان تخبريني الحقيقة"

"ليس قبل ان تخبرني، ما الذي حدث مع انريكي، لقد حاول ان يتكلم معك في المطعم الخاص بالجامعة"

 "هل تحاولين تغيير الموضوع؟ تهربين مما اريد ان اعرفه!"

"لا ولكني بالفعل أشعر بالفضول، لاعرف ما الذي فعلته؟ ليخرج مكفهر الوجه بتلك الطريقة"

 "هل رايته؟"

 "اجل لقد كان ثائرا وكأنك قمت بسكب الماء على وجه"

"هذا صحيح، لقد كدت ان افعلها، ذلك اللعين لم يحاول ان يهتم بي، حينما كنت بدينة الآن يظهر مشاعره، يتكلم كأنه كان يعشقني طول العمر، أنه حتى لم يعرف أنني أنا! أتى ليسألني «هل اعرفك؟» ذلك الغبي السمج"

 ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، وهي تقول:

 "يبدو أنك غاضبة منه، لانه لم يعرفك، ربما نسيت شيئا لقد اصبحت جميلة إلى حد اللعنة"

 "اللعنة عليه، كلما تذكرت كيف كان يتعامل معي، كمن لا يعرفني، يستمع إلى إهانتي دون   أن يتدخل، وكأن الأمر لا يعنيه، الآن يأتي ويتكلم ويخبرني انه يحبني منذ زمن، عن أي حب يتكلم ذلك الحقير؟ انه لم يدافع عني ولا مرة واحدة"

 "لكني دفعت عنك"

"انت ستظلين حبيبتي الأولى والأخيرة"

"حبيبتي روڤان، هيا لقد وصلنا"

 "لقد هربت دون ان تخبريني ما حدث بينك وبين أليخاندرو"

"كفي عن الثرثرة، فنحن وصلنا الى الشركة، لا أريد أن أسمع شيء عن الموضوع هنا، فانت تعلمين جيدا أنهم لن يكتفوا بالكلام، يبدأون بتأليف القصص حول الموضوع، الذي لم يبدأ بعد"

 "أي لعنه هذه؟ لم يبدأ بعد! لما هو بطيء الى هذه الدرجة؟هل ستظل عذراء إلى الأبد؟"

 نظرت لها سيلڤا بصدمة، وهي تقول:

 "أيتها الحمقاء ما الذي تقولينه؟"

 "لا شيء، هيا بنا إلى العمل" 

بعد وقت كانت تصل إلى مكتبها، تقرا أحد الملفات بتمعن، تراجع ما اخبرتها به أمها من قبل، وهي تقرر ان تاخذ قرارا حاسم، من نفسها هذه المرة، لكنها مترددة من أن تورط نفسها والشركة في شيء غريب، بالإضافة إلى اليوم لقد استطاعت أن تعلم منه أنه يملك العديد من الشركات، ليس ملكية كاملة، بل بعض الأسهم هنا، والبعض هناك.

 مثل الحال الذي هو عليه هنا، لكن هناك شركة يملك النصف فيها، مما جعلها تشعر بالدهشة كيف استطاع ذلك الشاب المكافح؟ ان يفعل كل ذلك في عشر سنوات! او ربما اكثر بقليل، لكنها إلى الآن لا تعلم أين ذهب العم ريكاردو وباقي العائلة؟ 

 لكن يبدو أنها لا تفكر في الكلام في هذا الأمر، فهي تعلم ان الموضوع هشا، وهو قد لا يتقبل كلامها أن اصاب وتر مهما في العائلة، لهذا عليها ان تتروي، حتى يتكلم هو ولكن كيف سترتبط به، ويكون أسرة، إذا كانت ستخشى أن سألت عن والده؟ ان يظن انها تذكره بأنه كان سائق خاص بهم.

 عليها أن تمتلك القوة أكثر، تركت القلم من يدها، بينما هو يقف في الباب، ينظر لها ويقول: 

"ماذا هناك؟ فيما أنت شاردة إلى هذه الدرجة؟ كانك سافرت إلى عالم بعيد، دنيا أبعد من المكان نفسه"

"أردت أن أسألك عن والدك؟ وباقي العائلة" 

"ما الذي منعك؟ لقد كنت أنتظر أن تسألي منذ أن توطدت علاقتنا" 

"هل تريد الحقيقة؟" 

"بالطبع حبيبتي! لا اريد غيرها" 

"لقد كنت اخشى من ان تظن شيئا آخر، أن تظن انني اتعمد أن أذكر عائلتك" 

"وما العيب في ان تذكري عائلتي؟ انهم ليسوا مافيا حتى أخجل منهم، أنهم أناس كافحوا وجاهدوا يوصلوني أنا وأخي إلى مكانة أعلى"

"أعلم ذلك"

 اقترب منها يقبل جبينها، وهو يقول:

 "سأقوم دعوتك على الغداء في منزل العائلة"

"هل هم في تيخوانا؟"

 "ليس تماما" 
"حسنا أليخاندرو، عليك ان تخبرني قبلها حتى أرتب أموري، وأستطيع أن أخرج من البيت فترة أطول"

 نظر لها وهو يقول:

 "يبدو أن أنا من يسأل هذه المرة، إلى الآن لم تخبري أمك شيء عنا"

"أشعر بالخوف من ردها"

 "لأنني.."

"كف عن قول أنك أبن ريكاردو السائق السابق لأبي، فانت تعلم جيدا كم احبه"

"كفي  يا فتاة أنت لا تحبين احدا غيري"

 ضحكت وهي تقول: 

"يبدو ان حبيبي غيور؟"

 "ألم تعلمي بعد"

 "لقد علمت تلك المرة التي ثرت في وجهي اخبرتني أنني أن جرأت تكلمت مع احد غيرك قد تقوم بقتله، وقتلي انا الاخرى"

 "لقد كنت غاضبا"

 "اعلم ذلك؛  لا تخرجيني الموضوع عليك ان تخبريني متى تفتحين الامر مع والدتك، علينا ان نتكلم بصورة رسمية أتقدم لخطبتك"

 "دعني امهد لها الأمر اولآ"

 "تريدين أن تمهدي لها الأمر، لا عليك ان تتركيني انا أمهد لها الأمور"

 "ماذا تعني؟" 

"هل تسألين أن رفضت؟"

 هزت رأسها موافقة، ابتسم وهو يقول:

"لم أكن لأصل إلى تلك المكانة ان لم اكن استطيع اقنعها"

 "هل تعلم كم احبك؟"

 "لا لم تخبريني بعد"

 "اكثر مما تتخيل"

"حتى لو ليس بالمقدار الذي احبك به" 

كان يقبل جبينها في اللحظة التي دخلت روڤان وهي تقول: 
"لما كل مرة أدخل فيها؟ اجدكم بالقرب من بعض"

" لما لا تطرقين الباب؟ قبل ان تدخلي"

 نظرت له بدهشة وهي تقول:

"هل تمزح؟ أنا أدخل مكتب صديقتي"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي