مرسال الغرام

AsmaaHemeda`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-04-15ضع على الرف
  • 41.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت الأول

في حي راقي من أحياء القاهرة.

تتسلل أشعة الشمس من نافذة إحدى الغرف لتداعب أهداب عينين زرقاويتين فتتململت صاحبتها لتضع كفها في محاولة لمنع وصول أشعة الشمس لها .

طرق على باب الغرفة لتنتبه وعد، فاستقامت بجذعها سامحة للطارق بالدخول، وما هي إلا مربيتها السيدة نجوى و التي تدعوها وعد بأمي أو نوجة.

هي تلك الرءوم التي عملت على رعايتها وتربيتها هي وأختها همس منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها وطالما أحست معها بحنان الأم الذي حرمت منه وهي فتاة صغيرة .

وما إن ولجت السيدة نجوى غرفة وعد حتى أشرق وجه من كانت غافية ببسمة بشوشة لهذه السيدة الحنونة.

وعد : أحلى صباح لأحلى نوجة.

نجوى : صباح النور للبكاشة الكبيرة، يله عشان تفطري قبل ما تنزلي.

وعد : الحج صحى يا نوجة ؟

ضربت نجوى على صدرها بحركة شعبية تنم عن دهشتها و استيائها.

نجوى : عزام بيه بقى الحج ،آه لو سمعك .

وأكملت نجوى هامسة : ده عمره ما ركعها.

زجرتها وعد : بتقولي حاجة يا نوجة.

اقتربت منها نجوى تمسكها من أذنها.

نجوى : بقى البيه صارف، ومدارس خاصة وبتاع، وكلية إعلام.

-وتقولي الحج إنما أنا بكلم مين!

-معرفش أنت مش زي هموسة أختك رقة، ودلع، والصرف باين، إنما أنت !!!!

وعد و هي تحاول تخليص أذنها من قبضة نجوى.

وعد : الله بقى يا نوجة ما لازم يعني أنشف كده شوية.

-أمال أنت عايزاني أطلع نايتي و صايصة .

دارت عينا نجوى في محجريهما قائلة : صايصة ، أنت يا بنتي بتجيبي الكلام ده منين ؟

عزام من الخارج : وعد، همس يله يا حبايب بابي نفطر سوى قبل ما أنزل الشركة.

وعد من غرفتها : اوكي بابي.

نجوى بتشدق: أوكي بابي!!

-امال مين الحج اللي كنتي بتقولي عليه من شوية يا صايصة؟!

أسرعت وعد تضع يدها على فم نجوى.

وعد : بس، بس هتفضحينا.

فتحت نجوى باب غرفة وعد و خرجت ووعد خلفها في نفس اللحظة التي انفتح بها باب غرفة همس.

همس لنجوى : جود مورنينج مامي.

نجوى : جود مورنينج وعد .

نجوى : صباح الخير يا بنتي .

وعد : جود مورنينج يا نايتي .

همس : وات ؟

وعد : جود مورنينج همس.

توجهت الفتيات إلى غرفة الطعام، تنضما إلى والدهما.

همس : جود مورنينج بابي.

عزام : جود مورنينج سويتي.

وعد : صباح الخير يا حتة.

عزام بذهول : حتة !

همس بفضول واستغراب : وعد، وعد إيه حتة دي ؟

وعد بتصويب : سوري يا حج، قصدي يا حتة من قلبي.

نظرات استياء موجهة من عينين مشمئزة مستاءة ومن غيره الملياردير عزام وحسرته على سوء تربية ابنته التي خالطت الغوغائين فاضت بها مقلتيه إذ تتقمص طفلته دور الولد متلبسة رداء البلطجة.

نظرت وعد لنجوى هامسة : طينتها صح ؟

عزام بصدمة : حتة و حج و طينتها!

ومن ثم أشار إليها بدونية، قائلاً بحنق :

-اسكتي خالص.

-الشئ ده كل ما يتكلم ضغطي بيعلى.

وعد مشيرة إلى نفسها باستغراب معقبة :

-أنا يا بركة!!

استقامت همس من مقعدها، وهذا الجدال والصدام الفكري بين شقيقتها ووالدها بات شيء معاد كلما اجتمعا كلاهما في مكان واحد.

التقطت همس على استعجال قطعة توست تضع عليها بعضا من المربى بطرف السكين في ارستقراطية، و تدسها في فمها تلوكها بروية ورقة.

همس بعد أن ابتلعت ما بفمها :

-بابي ممكن الكريدت كنت عاوزة اشتري شوية حاجات محتاجها.

دس عزام عزام يده في جيب سترته يخرج إحدى البطاقات الائتمانية، يناولها إياها، قائلاً بنبرة مناقضة لما كان يحدث بها وعد مبتسما لرقة وعذوبة صغيرته :

-اتفضلي يا قلب بابي.

طبعت همس قبلة رقيقة على خده قائلة:

-ميرسي داد .

عزام موجها حديثه إلى تلك المصيبة، قائلاً :

-وأنت يا وعد مش عاوزة حاجة ؟

وعد باندفاع :

-لا يا عمهم ،خيرك سابق.

هز عزام رأسه بيأس منها في حركة توحي بتقززه من لغتها البذيئة من وجهة نظره.

ومن ثم التقط المحرمة الموجودة إلى جانب طبقه على الطاولة يمسح بها يده، ملقيا سلام عابر، وقادته خطواته إلى خارج الفيلا، مستقلٱ سيارته قاصدا الشركة.

عندما دخل عزام إلى شركته وجد حالة من الهرج و المرج وأحد أفراد الأمن يهرع تجاهه في لهاث.

مسئول الأمن :

-عزام بيه ،في قوة من الأموال العامة في مكتب سيادتك، وطلبت من الموظفين إخلاء المقر.

وضع عزام يده على صدره وقد غامت عيناه من هول ما سمع فمن يعلق مع الأموال العامة لا نجاة له ولا منقذ، وفي لحظة مادت به الأرض فاقدا الوعي، وتم نقله إلى المشفى.
__________

أمام غرفة العناية المركزة تقف كلٱ من وعد وهمس في حالة يرثى لها، ومعهم طاهر صديق والدهما ينتظرون خروج أحد من هذا الباب الموصود على من بالداخل؛ ليطمئنهم على حالة عزام.

وعد بعيون حمراء من شدة البكاء على آل إليه والدها، فطالما كان أبٱ حنونٱ حتى أنه رفض الزواج بعد وفاة والدتهما، حتى لا تعاني قرة عينيه من زوجة أب قد تكون قاسية بلا رحمة، وإنما اكتفى بذكرى زوجته عن جميع النساء.

وعد باكية : عمو طاهر ،ايه اللي حصل ده ؟

طاهر : والله يا وعد ، يابنتي أنا كنت في شركتي ولقيت زين بيتصل بيا و قالي الخبر.

-وإن عزام كانت الأموال العامة حطين عينهم عليه من زمان و اكتشفوا تلاعب في الضرايب، واختلاسات في مناقصات كان والدك متعاقد مع الحكومة عليها.

-ولما اكتملت الأدلة تم إصدار أمر بوضع جميع أموال و ممتلكات والدك تحت الحراسة بما فيهم الڤيلا، حتى العربيات بتاعتك أنت وهمس.

-ووقفوا كل بطاقات الأئتمان بتاعت والدك وبتاعتكوا أنتوا كمان.

في آخر الردهة المتواجد بها غرفة العمليات أتى زين ابن طاهر مهرولا بلهفة زائفة.

زين :

-بابا، عمو عزام أخباره ايه ؟

طاهر :

-والله يا بني مفيش حد عاوز يقولنا حاجة.

نظر زين إلى وعد و همس قائلاً :

-ربنا يطمنا عليه.

جذب زين ذراع والده مبتعدٱ به عنهما.

زين قائلاً وهو يزم شفتيه باستياء :

-أنت ايه اللي جابك يا بابا ؟

-إحنا مش قد اللطة دي.

-أموال عامة، ونائب عام، وليلة كبيرة، و إحنا ناس راس مالنا سمعتنا.

-وشوية و هتلاقي الدنيا مقلوبة، صحافة، وقصة.

انعقد جبين طاهر بعبوس، متسائلا :

-أنت شايف ايه يا زين ؟

زين بإبتسامة ماكرة :

-هي دي فيها كلام يا والدي اخلع فوراً.

-أقولك أنا هخلعك بالطريقة، و شوية وهحصلك.


اقترب طاهر و زين من الفتاتين وبعد لحظات.

زين ببر زائف :

-بابا أنت واقف من بدري، روح أنت وأنا هستنى مع وعد و همس لغاية ما نطمن على عمو عزام.

في تلك الأثناء رن هاتف وعد بإسم نجوى.

نجوى بنبرة مشغوفة :

-وعد يا بنتي أنت فين ؟

-باتصل على تليفون عزام بيه مقفول.

-وفيه ظباط جم هنا، وطلبوا مني و من كل الشغالين إننا نخلي الڤيلا !

وعد بصوت متحشرج من البكاء :

-ايوه يا ماما نجوى، سيبوا البيت.

نجوى:

-أنت فين يا وعد؟! ومال صوتك؟!

وعد :

-إحنا مع بابا في مستشفى ........

ضربة نجوى على صدرها بتفاجئ ولا تعلم ماذا يحدث وكيف ينهار كيان كهذا بين يوم وليلة بل في لحظة :

-أنا جيه حالٱ.

أغلقت وعد الهاتف و إقتربت من همس تجذبها إلى ذراعيها تواسيها وتواسي حالها.

انتهى الفصل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي