البارت السابع

#البارت_7
عودة لمحمد.
بعدما قام بتوصيل وعد وهمس والسيدة نجوى إلى محطة القطار واستقلوا القطار إلى الاسكندرية.

ذهب الكل إلى وجهته، فقد قصدت السيدة نجوى وهمس منزل زكري والد مصطفى وزوج السيدة نجوى، وذهبت وعد لإتمام المهمة التي سافرت من أجلها إلى الإسكندرية .

أحس محمد بانقباضة صدره لفراق من أحب في صمت؛ فكم هو مؤلم أن يكون الشخص عاشقاً حتى النخاع ومن أحب لا يشعر بنيران قلبه الذي أضناه العشق، فسلاماً على قلوب أحبة عانت، ولم ترتوي بقرب الحبيب.

أخذته قدماه إلى شاطئ النيل يشكوه الشوق والضنا فقد غادرت معذبته ولم يذق في حبها طعم الهنا.

وبعد جولة من السير هائماً على كورنيش النيل لا يعرف له وجهة لم يجد بدٱ من العودة إلى منزله، فقد مرق الوقت دون أن يشعر.

صعد محمد إلى منزله وطرق الباب؛ لكي يعطي بعض الخصوصية لمن بالداخل فقد كانت سارة ابنة عمته مع أخته هاجر منذ أمس لعلمها بمغادرة وعد وهمس في الصباح الباكر، وأرادت أن تقضي الفتيات الاربعة مزيدٱ من الوقت، فلقد تعلقن ببعضهن ولكل واحدة منهن جاذبيتها التي ميزها الله بها دونٱ عن غيرها.

استمع محمد إلى صوت تلك الصغيرة سليطة اللسان سارة فقد ذهبت زوجة خالها السيدة تحية إلى السوق، وتوجهت هاجر لشراء الخبز من الفرن الكائن بأول الحارة .

سارة ظنٱ منها أن الطارق هي هناء ابنة خالها.

سارة: إيه يا زفتة مش معاكي مفتاح؟! تلاقيك نسيتيه يا مخبلة.

كانت تلك هي الجملة التي قالتها سارة، وهي قابضة على قفل الباب تفتحه وأولت مَن بالباب ظهرها عائدة مرة أخرى إلى الداخل .

كانت تعلم أن محمد لن يعود الآن، فهي تحفظ مواعيد ذهابه إلى العمل، فبعد تخرجه عمل موظفٱ صغيرٱ بالعلاقات العامة لإحدى الشركات ،بعدما بحث كثيراً عن وظيفة في جميع الصحف لتناسب مجال دراسته، ولكن أين له بدعم أو وساطة ليجد هكذا عملٱ؟!

وقد منعته كرامته كرجل عاشق أن يطلب من وعد يد المساعدة فوالدها في ذلك الحين لم ولن يصعب عليه شيئٱ.

ولكنه خشى أن تفسر مشاعره تجاهها طوال فترة دراستهم، أنه يطمع بمركز وأموال أبيها وليس ما يكنه لها من حب خالص لذاتها.

اتسعت حدقتي عينيها وتسمرت سارة بأرضها ، ففي أثناء أستدارتها علمت أن الطارق ليست هناء ولكنه محمد .

أخذ منها الأمر دقيقة حتى تستوعب ما عليها فعله ، فبعد أن قضت ليلتها هي وهناء يتسامرون مع وعد وهمس والسيدة نجوى والسيدة تحيه والدة محمد في الشقة التي استأجرتها الفتيات ، و بعدما تبادل الفتيات أرقام الهواتف ليطمئن على بعضهن البعض .

عند الفجر قاموا بتوديعهما، وذهب محمد لتوصيلهما ، عادت الفتاتان سارة وهناء ومعهما السيده تحية إلى شقة السيدة تحية لينالوا قسطٱ من النوم .

وعند دقات الساعة الحادية عشر استيقظت السيده تحية، وذهبت إلى السوق لإحضار طعام الفطار والغذاء.

وقامت هناء بإيقاظ سارة وأعلمتها أنها ذاهبة إلى الفرن حتى تجلب الخبز .

وعندما دق الباب خرجت سارة تفتح ظنٱ منها أنها هي.

فقد كانت سارة لازالت بإحدى مناماتها القصيرة التي كانت ترتديها أسفل فستانها المحتشم الذي حضرت به إلى منزل خالها رحمة الله عليه.

وبالرغم من كونها غير محجبة فهي لازالت في عامها السادس عشر وقد تعدته ببعض الأشهر فبعد شهرين ستتم السابعة عشر ربيعآ ، هي تعلم أن عليها ارتداء الحجاب وكانت ستقدم بالفعل على تلك الخطوة ولكن الله لم يأذن بعد .

كانت منامتها القصيرة تكشف عن ساقيها البيضاء حتى ركبتيها ، بدون أكمام وفتحت صدر واسعة بعض الشيء.

محمد وقد بلغ به الغضب منتهاه كيف لها أن تفتح الباب بتلك الهيئة ، ماذا لو كان محصل الكهرباء مثلٱ أو أي رجل آخر ، وحتى لو كان هو ، فهو لا يحق له أن يراها بملابسها هذه .

و برغم انها توليه ظهرها إلا أن الفكرة ذاتها جعلته في قمة الغضب ، إلى جانب ما يعانيه بالفعل من آلام قلبه على فراق من أحب .

وكما يقول الشاعر اللي هو أنا طبعاً : ما قدرش على الحمار اتشطر على البردعة.

محمد بصوت جحيمي : أنت يا هانم؟! أنت إزاي تفتحي الباب وأنت كده؟! إيه وصل بيكي الإستهتار أن مابقاش فارق معك أن حد يشوفك بالشكل ده؟!

الظاهر إن عمتي ما عرفتش تربي , ده لو هناء اللي عملت كده كنت قطعت رقبتها.

لا ، لن تسمح له أن يتهممها في أخلاقها ، إلى هنا وستضع قلبها أسفل قدميها داعسة عليه بحذائها.

من يظن نفسه لينعتها بقليلة الرباية؟!

التفت سارة إليه وقد نست ما ترتديه ، أو لماذا نعتها وسبها في أخلاقها، وتقدمت منه خطوة كقطة شرسة ستهجم عليه بأظافرها.

وبرغم لمعة عينيها بالدموع ، ولكن لا ضعف بعد الآن ، فإذا كان مشغول بغيرها وحب آخرى منعه من رؤية من سواها ، ولكن عند كرامتها وكبريائها لابد وأن تضع خطٱ أحمرٱ.

سارة : على فكرة أنا مش هأقول لك إني كنت فاكراك هناء اللي نزلت تجيب عيش من الفرن ،واللي دايما بتنسى مفتاحها كل ما تنزل ويا أنا يا مرات خالي نفتح لها ، وإني كمان عارفة ومتاكدة إنك بتروح الشغل الساعه تمانية وما بترجعش إلا الساعة خمسة، لأن حتى لو غلطت إني ما تأكدتش إن هناء هي اللي على الباب ، فده مش معناه إني قليلة الرباية لإني إتربيت في بيتكم مع أختك.

فلو كنت ما تربتش في التقصير منك أنت.

و إبتسمت بسخرية مستكملة:
يا اللي بتقول عليا إني زي اختك الصغيرة.
أوووووووبا قصف جبهة.

قالت ما قالته دفعة واحدة، ولم تستطع بعدها السيطرة على الدموع التي خانتها وفرت هاربة على خديها ، و أقسمت بداخلها أنها لن تخطو إلى هذا المنزل ما حيت.

يكفيها ألم قلبها؛ فلم تجني من عشقه سوى الشقاء والحزن والضعف وهذا ضد شخصيتها .

أما هو فقد أحس بالغضب من نفسه؛ منذ متى وهو قاسي إلى هذا الحد؟!

إنها مدللته الصغيرة التي كان يجلب لها الحلوى مثلها مثل هناء ، كان يهتم بهما الاثنتين ، إنهما عيناه وهو الجفن الحارس لهما ، كان يكبرهما بخمس أو ست سنوات، ولكنه يعتبرهما ابنتيه.

كانت والدته وعمته يحملان بأحشائهما في جنياتيه الصغيرتين .

وكأن والدته وأخت زوجها اتفقتا على أن تضيئا حياته بحوريتين من الجنة
فهو يتذكر جيدٱ عندما حضر والدته آلام المخاض .

وحملها والده الى المشفى وأمره بالتوجه إلى عمته وزوجها كونهما أقرب الأهل إليهم، فهم يسكنون معهم بنفس الحارة .

وأوصاه أن يخبرهما بأن والده أخذ والدته لأقرب مشفى لتضع حملها .

ولكون أبيه لن يستطيع الإهتمام بوالدته و بصحبته طفل صغير ، وهي تصرخ من الألم الذي داهمها عند الفجر، فطمئنه والده وأخبره أن يوافيه الى المشفى بصحبة عمته وزوجها ، و التي قد حدد لها الطبيب هي الآخرى ميعاد الوضع بعد والدته تحية بأسبوع .

ولكن عندما حضرت عمته بصحبتهما إلى المشفى الذي سبقه والده إليها ، ورأت ما تعانيه زوجة أخيها من ألم الولادة انتابتها حالة من الخوف والرهاب ، أدت إلى نزول ماء الجنين ، فاضطر الأطباء إلى توليد الاثنتين في نفس الوقت ، والدته بغرفه الولادة الطبيعية ، والآخرى في غرفة الولاد القيصرية.

وعندما خرج الطبيبان كلاً منهما من غرفة الأخرى بالطفلتين ، اندفع الوالدين للاطمئنان على زوجتهما.

أما محمد ذهب ليرى المولودتين، وقتها كان طفلاً صغيراً، وجل ما يريده هو رؤية الصغيرين، فكما يقال انهما ولدتا على يديه .

عودة.

عندما رآى محمد حالة سارة جراء ما اسمعها إياه، آلمه قلبه عليها.

حتى لو أخطأت ، كان يجب عليه توجيهها برفق، فما ذنبها هي بما هو فيه؟! بجميع الأحوال هي صغيرته .

ماذا صغيرته ؟!
عن أي صغيرة يتحدث ؟!

نظر لها بهيئتها المهلكة تلك، وتسائل متى أصبحت جنيته الصغيرة أنثى مثيرة إلى هذا الحد؟!

جسدها الملفوف وساقيها الممتلئتين ببياضهما الناصع ، خصرها المياس، ومنحنياتها الخطيرة المثيرة، وشعرها المموج الأشعث من أثر النوم، وخدودها الوردية بجمال رباني .

مد يده يجفف دموعها وقد فطر قلبه نظرة الحزن والقهر التي شملته بها.

وبلحظة لم يعي على حاله عندما تحولت اليدين التي كانت تواسي إلى يدين تداعب وجنتيها بحنان، وهي ما إن أحست بلمساته على خدها حتى تبخرت وعودها التي قطعتها على نفسها بالابتعاد ولملمة ما تحطم من قلبها على أمل أن يشعر بها يومٱ.

أما هو فقد فقد صوابه بعد رؤيته لها بهذه الهيئة الساحرة ولم يشعر بحاله إلا وهو يميل بوجهه مقتربٱ منها ، و تلاقت العيون ، عينيها العسليتين التي تحيطهما طاقة من اللون الأخضر كأنها طوق يجذب الناظر اليها.

وما زالت يديه على خدها وكأن جسده ينجذب إليها دون إرادة منه، فارتفعت يده الآخرى تحط على خصرها بنعومة وما زال رأسه يميل إليها ببطء قاتل ، وعينيه تنتقلان ما بين عينيها تارة وإلى شفتيها تارة آخرى ، وكلاً منهما يتنفس أنفاس الآخر دون تلامس .

إلى أن استفاقت سارة على حالها عندما سمعت وقع أقدام أحدهم على السلم وصوت بدا قادم من بعيد ، فقد كان الاثنان وكأنهما بعالم آخر، بمكان آخر، وأيضٱ ظروف أخرى .

وكان الصوت ما هو الا صراخ هناء عليها .

هناء: بت يا سارة!! أنت نسيتي باب الشقه مفتوح؟! زمان القطط اللي على السلم دخلت بهدلت الدنيا جوه .
...........................................

عند الباشا ريان ووعده ، بعدما التقطها من فوق الشجرة.
ريان ببحة صوته الرجولية وما زادها سحر حشرجة صوته من فرط اثارته و فيض مشاعره عندما غرق في بحر فيروزيتيها .

ريان : Who are you? And,what brings you here?
من أنت؟ و ماذا أتى بك إلى هنا ؟

وعد بهيام : جيت لقدري يا أخرة صبري.

كيان : What are you shaming?
بماذا تهزي؟

وعد : What, كمان يا وحش المجرة و والله العظيم هابوسك من بؤك انت حر.

منع ريان حاله من الابتسام بسبب تغزلها الصريح به وتصنع الغضب صارخٱ بوجهها .

ريان : I don't understand any thing from you,pronounce , are you athief ? or may be some one sent you to kill me..
أنا لا أفهم منك شئ، ربما تكوني لصة، أو ارسلك أحداً لقتلي.

شهقت وعد فهذا الشئ لم تحسب حسباناً له، أين كان عقلها عندما فكرت في ان تخطو تلك الخطوة؟!

للأسف أيقنت الآن أنها في خبر كان، فماذا سيمنعه من تسليمها الى الشرطة؟!

بالنهاية هي مَن أوقعت نفسها في هذه المصيبة.

يمكنه اتهامها بالسرقة أو ربما في محاولة لقتله، فرجال الأعمال دائماً محاطون بمكائد ومخاطر من قِبَل أعدائهم.

ها قد اكتملت المصائب فقد أُتهِم أبوها من قبل بسرقة مال عام وتهرب ضريبي واختلاسات.

وهي ستزج في السجن بسبب غبائها بتهمة السرقة أو ربما بمحاولة القتل.

وعند هذه النقطة، أحست بتباطئ ضربات قلبها ورعشة في أوصالها، وبدأ العرق يتصبب على جبينها.

أما هو فمن شهقتها وتعبيرات وجهها وجملتها الأولى التي نطقتها بلكنة إنجليزية متقنة، علم أنها تفهم عليه جيداً ، وفطن أنها لم تجيب عليه مرة أخرى بالانجليزية لأن ليس لديها رد على حماقاتها تلك، و أن وراء اندفاعها ودخولها بتلك الطريقة سببٱ قوي.

كما علم أيضٱ أنها ليست سارقة؛ فلو كانت قد قدمت إلى من أجل السرقة، ما الذي جعلها تصعد إلى الشجرة لو كانت كذلك، لحاولت الدخول إلى القصر وأخذت ما تطوله يداها.

وهي أيضٱ ليست قاتلة فلو كانت، لم تكن لتلج إلى قصره من الأساس ، وهناك كاميرات مراقبة تحيط بسور القصر من جميع النواحي وتملأ الأرجاء داخل القصر وخارجه وفي الحديقة، وبكل مكان، وليست كاميرات خفية بل إنها كاميرات ظاهرة للعيان.

إذٱ إنها ليست بقاتلة محترفة ولا حتى سارقة وما يحيره ماذا أتى بها إلى هنا؟!

في حين أن كانت هي له كالكتاب المفتوح يعلم ما بداخلها ، كان هو بارد من الخارج، لا يظهر على معالمه شيء، وللآن هي لا تعي أنه يفهم حديثها جيدٱ .

حسنٱ يا صغيرة ، أتريدين اللعب ؟
فلنتسلى قليلٱ ، ولِمَ قليلٱ فالمهمة التي جاء من اجلها وهي البحث عن زوجة اخيه الراحل ستستغرق أسبوعاً كاملاً كأقل تقدير.

و هذه السوسن هي الآخرى تجبره على المكوث بمصر.

اللعنة!!
،ألم تجد تلك السوسن شخصاً آخراً تتزوجه سوى أخيه الذي تلطخت يد عمه بقتل عمها ، فقام أبوها بقتل عمه؟!

إنها رحلة عجيبة!! وأي قدر غريب أتى به إلى مصر ليقابل أحمق نسائها بل أحمق نساء العالم أجمع؟!

من جهة زوجة أخيه ومن جهة أخرى تلك التي لا يعلم عنها شيئا؟!

في ثواني قرر إعطاء الحمقاء التي أمامه سببٱ للسكوت وفي نفس الوقت يعطيها فرصه للكلام؛ فقد استمتع بمغازلتها له.

لقد أطربت أذنيه وحركت مشاعر الرجل الذي بداخله ، بالرغم أنها ليست أول إمراة وليست أول مرة يستمع بها إلى عبارات الاطراء و الغزل، ولكن هذه المرة لها مذاق مختلف .

رآى أجمل نساء العالم والأكثرهن اثارة و جرأة ، ولكن لم يحركن بجسده شعرة ، ولم تهفو روحه إليهن كما هو الآن .

انتظر ريان ، أنت لا تعلم عنها شيئٱ ، وليكن، ولكني سأسعى لفتش كل أسرارها والغوص في أعماقها وربما اكثر من ذلك، وكان هذا حديثه مع الذات.

ريان بصوت مسموع : Damn,that idiot looks like she doesn't know English.
اللعنه على تلك الحمقاء يبدو انها لا تعرف الانجليزيه .

اما تلك البلهاء فقد ابتلعت الطعم .

وعد بعد أن أطمأنت على أنه لا يفهم من لغتها العربية شيء .

وعد : الله ينور عليك يا حتة ، هو كده ، نو انجلش .

فقد قررت أن تدعي الغباء لتكسب بعض الوقت وربما تستطيع الهرب .

أما هو ، بماذا تهزي هذه الفتاة؟ وماذا تعني بحتة ؟ أهي مدح أم ذم ؟

ولكنه علم ما يدور بداخلها فهي تهادنه لأمر في نفسها وما هو سوى انها تتحين الفرصة للهرب ، فأراد إحباط محاولتها لمجرد التفكير في الإبتعاد عن ناظريه دون إذن .

فرقع بإصابعه في اشارة منه للفت انتباهها ، وبالفعل اتجهت أنظارها إليه فأشار لها على كاميرات المراقبة ، كأنه يقول لها إياكي ، فلقد تورطتي وانتهى الأمر لقد التقطت لك تلك الكاميرات فيديو بمحاولة اقتحامك قصري دون إذن أو بمعنى آخر ، أنت أسيرتي فنجاتكي بيدي وهلاككي بإشارة من إصبعي .

نعم ، هذا ما كان يريد أن يوصله لها ، وهي فطنت ما يريد قوله دون أن ينطقه لسانه ، فهو لم يقولها بالإنجليزية إنما اكتفى بلغة الإشارة.

وهو يشير إلى الكاميرات حتى يوهمها بإنه اقتنع بعدم فهمها للانجليزية، والتقطت هي الرساله دون حديث .

صار أمامها بعد أن أعطاها أشارة أخرى بأن تتبعه ، فصارت خلفه تتمتم .
وعد : يااالهوووي عليكي يا وعد ،شوال نباها مقفول .

وهو بعد أن أولاها ظهره أخيراً استطاع الإبتسام على ردود أفعالها وكلماتها، وبرغم الحزن الظاهر بعينها إلا إنها حقٱ خفيفة الظل.

مهلا لقد عرف اسمها، وعد!! وعد!! ما أجمله من إسم له نكهة خاصة كصاحبته .

أما وعد وهي تحاول مجارات خطواته السريعة.

وعد : قطعت نفسي يا اسمك إيه، لا وماشي فرحان لي بعضلاته دي ، هو مش ناوي يستر نفسه؟! الانسان مننا دددعيف .

فعندما لاحظ ريان وجود أحد أعلى الشجرة ، خرج من المسبح ولم يكلف نفسه عناء ارتداء شيئاً أعلاه ، إذ كان همه الأكبر هو الإمساك بمن يختبئ قبل فراره.

علِقت جملتها الاخيرة برأسه، يحاول أن يفسر مغزاها ، مهلٱ عضلاته إنها تتغزل به ثانية .

ماذا !!! أتشعر بالضعف في حضرته ؟ لذيذة ، شهية ، ومرحة تخطف القلوب .

وما إن وصلوا إلى داخل الفيلا، أصدرت معدتها صوتاً ينم عن الجوع ، فهي لم تأكل شيئٱ منذ أن إستقلوا القطار فجرٱ ، وها قد اقتربت الساعه من السادسة مساء .
وما كان منها إلا أن .......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي