البارت الثامن عشر

البارت الثامن عشر .
بعدما اقتحم صقر الشونة ، كعادته و أخبره ماجد عن رغبته في إتمام الزواج ولكن مع تغيير بسيط ، فسيكون هو العريس وليس ريان ، ولكنهم تفاجئوا جميعٱ من طلب الصقر بما فيهم صقر نفسه .
صقر لماجد وهو يشير بعينيه على ريان .
صقر : انت تتچوز بت عمي وآني اتچوز خيته .
ريان وماجد ووعد في نفس الوقت : خيتي , خيته .
صقر منتبهٱ لحديث وعد : انت مش جلت إن مراتك خواچاية .
ريان : مالك و مال مراتي دلوك ، و خيتي مين اللي عاوز تتچوزها ، آني ما عنديش خوات بنتة .
ماجد بخزي موجههٱ حديثه لريان : يقصد انچيل ، بس شافها كيف ؟!
(يا أذكى أخواتك أنت بتثبتها )
صقر : أها عليك نور انجيل .
ريان بثورة : انچيل مين اللي عايز تتچوزها ؟! ثم أنت عرفتها كيف ؟! وفين وميتة ؟!
صقر : عرفتها كيف؟! هي اللي عرفتني بنفسيها ،وفين ؟! إهنه في البلد ؟!وميتة ؟! من جيمة ساعة .
( سيحت للبت ما ناقص تقوله كنت شايلها يا وحش ).
ريان موجههٱ حديثه لماجد : كيف ده حوصل يا أذكى خواتك ؟!
ماجد : عمي أصر اخدها معايا ، كان فاكرني مسافر كاليفورنيا ، وجالي أخليها تروح تزور أمها وارچعها وآني معاود .
ريان موجههٱ حديثه لصقر : بس انچيل مش خيتي .
صقر : يبجى انتم مانوينش على حل عاد ، و موافجتكم على الچواز لغرض ، لو نيتكم سليمة بتنكر خيتك مني ليه عاد ؟!
ريان : لا بنكرها ولا حاچة انچيل مش خيتي ، هي بتعتبرنا خواتها وإحنا بنعتبرها خيتنا .
صقر : يبجى خلاص عاد ، تاهت ولجيناها ، ماچد يتجوز بت عمي ، وآني اتچوز اللي كيف أختكم .
(بردك ده أنت مصر بقى ).
ريان : يا صجر ، افهم دي لا منينا ولا تفهم عوايدنا ، ولو ما كانتش هي  بذات نفسيها ، رايدة ما حدش فينا هيچبرها على حاچة .
صقر :  ومين جال انها ماريداش .
( الصراحه انت ما تترفضش ).
ريان : طب يعني مش المفروض نسألها لول ، وده مش هيتم وإحنا إهنه .
يعلم الصقر ما ينتوي ريان فعله ،  فهو يريد الخروج ليعرف كيفية التصرف ، فريان يعرف أنه الآن وهو في أرض الصقر وبين رجاله ، أنه الجانب الأضعف ،و لابد وأن يتحرر حتى يكون الأمر سهلٱ .
الصقر : على جولك لازمن نسألوها ، عشان إكده انتم ضيوفي ، وهتجعدوا عندي في الدوار ، والدوار كبير يسعى من الحبايب ألف .
ريان : كيف ده ؟! صقر ما هو يا إمتن كلكم ضيوفي ، يا ٱمتن اجيبهالك آني إهنه تسألها بنفسيك .
ريان :  لاه إهنه كيف ده ؟! ما فيش مشكلة جبلنا دعوتك .
وعد الصامتة منذ دخول صقر .
وعد :? what 
الصقر بعدما التفت إليها وهو يغض بصره (اشمعنا دي بتغط بصرك ).انتم في ضيافتي طول مدة اقامتكم في البلدة .
وعد : i can't stay here ,i must go
لا يمكنني المكوث يجب أن اغادر .
صقر لريان : چهزوا حالكم عجبال ما الرچالة اللي برة ياخدوا واچبهم و إجنعها عشان أي حوارات مش محسوبة ، ديتها تلات طلجات طايشين من واحد غشيم معترف على نفسيه ، وبردك هتچوزها .
( سحرتيله أبت ).
خرج صقر وتركهم دون سلام .
وعد : أنا ما ينفعش استنى هنا اكتر من كده .
ريان : مش أنتي طمنتي اختك ؟! وأديكي شايفة الأخ صقر راكب دماغه إزاي ؟
وعد : يا عم إرسالك على لهجة دماغي جالها تربنة .
ريان بمرح : أنتي شكلك حبتيني في الصعيدي .
وعد بإندفاع : جدٱ .
ريان : ده اعتراف منيكي بالحب ولا آني استهيألي ؟!
وعد بإرتباك : اعتراف ايه ؟! وبتاع ايه ؟! إحنا في ايه ولا في ايه ؟!
ماجد : وده وجته إنت وهي عاد ، هنعملوا ايه ؟! وهنتصرفوا وكيف دلوك ؟!
وعد :  انتوا مش ملاحظين حاجة ؟؛
ريان :  حاچة ايه دي ؟!
وعد : الأخ صقر ، مالي إيده من أختك ، يا وحش .
( يخرب بيتك دول صعايدة هيطخوكي أنا نبهتك )
ريان بثورة : ايه مالي يده من اختك دي ؟! اعجلي الكلام جبل ما تجوليه ثم دي مش خيتي أساسٱ .
ماجد : بعيدٱ عن الطريجة ، بس اصراره وثجته دي مش طبيعية ،  وبعدين شافها كيف ؟!  ده آني سيبها في دار جدك هي وأنيتا .
وعد بصدمة : هي وأنيتا ؟! نساء  ؟!  جايب نساء يا ماجد ؟! دي مش اخلاق الصعايدة .
ماجد موجههٱ حديثه لريان : چبتها  من أنهي مصيبة دي ؟!
وعد  : حسن ملافظك يا أخ هو ما جبنيش ، أنا اللي جبتله المصيبة وجيت .
ريان : كيف ما جالتلك جدم السعد .
وعد : كده برده يا أبو سيف ! هتعوم على عومه ، المهم ما قلتليش مين أنيتا دي كمان ؟!
ريان : أنيتا تبجى بت انچيل .
وعد بتفكير : بنتها ؟! هو صقر ده متجوز ؟!
ريان بغيرة لا يعرف سببها فلقد تعرف عليها منذ يومين بليلة : ليه ان شاء الله جررتي تضحي بدل انچيل ، وبدل ما اچوزه أختي ، اچوزه مراتي .
وعد : يا عمنا إهدا شوية ، أنا عايزة اعرف إذا كان متجوز ، يبقى أكيد واحدة زي انچيل هي اللي هترفض تبقى ضرة ، وطالما انت قيدت موافقتك على جوازه منها بموافقتها هي يبقى كده اتحلت .
ماجد : لاه ، مش متچوز وما سبجلوش الچواز جبل إكده .
وعد : طب هو يعرف إنها كانت متجوزة و عندها بنت .
ماجد : مخابرش ، طب ما تجوله يا ريان إنها متچوزة .
ريان : ما هينفعش يا زكي .
ماجد : ليه عاد ؟!
وعد : لا استنى انت عشان ضغطي ابتدى يعلى ، ما الأخ قال لك إنه شافها ، يعني ممكن يكون سألها إذا كانت مرتبطة ولا لا ، وكمان كلام ريان باشا على إنها لازم توافق على الجواز بيأكد انها خالية ، يعني لو كان قال له من الاول انها متجوزة كانت خلصت .
ماجد : يعني إكده جفلت .
همس : في أمل ضعيف إن الأخ صقر لما يعرف إنها كانت متجوزة ومخلفة ، إذا كان معرفش يعني ، إنه يغير رأيه ؛ لأن على حسب ما أعرف إن واحد صعيدي بهيلمانو ده ، ولسه ولد ولود ، هو وأهله كمان هيعوزوا يجوزوه بنت بنوت .
ماجد : عنديكي حق آني حروح اخبره .
ريان : وجف عندك ، ما حدش هيجول حاچة دلوك جبل ما نتحركوا من إهنه ، إحنا إهنه في مكان مجطوع ، لكن في دواره وانس وحراسة ، إنما إهنه يجتلنا وما حدش عيدرى بينا .
وعد : الله عليك يا حتة ، دماغك سم أقسم بالله .
ريان : ايه حتة دي ؟!
وعد بإرتباك : حتة دي يعني ، يعني زي زعامة كده .
أماء ريان برأسه ولكنه يستشعر كذبها من نبرتها المرتبكة .
وعد : المهم دلوقتي إن الحوارات دي كلها هتاخذ وقت ، وأنا ما ينفعش أغيب عن أختي المدة دي كلها .
ريان : آني آسف إني بدخل في اللي ما ليش فيه ، بس كل حديتك عن خيتك ، أومال ..
وعد مقاطعة بألم طفى إلى عينيها : بابي ومامي ماتوا .
ريان بتأثر : آني آسف الله يرحمهم .
ريان مغيرا للحديث فقد آلمه ألمها : آني هعمل إمعاكي اتفاج ، اعتبريه صفجة العمر .
وعد : مش فاهمة ، ممكن توضح ؟
ريان : أنتي مش اللي چابك الجصر عيندي في اسكندرية رئيس التحرير إبتاعك ، اللي طلب منك التحجيج الصحفي والصور .
وعد : كمل ، كمل أنا بطلت انبهر ، ما أنت عارف كل حاجة أهوه ، أومال كنت عامل من بنها .!
ريان : آني هدي لك كل المعلومات اللي انت عاوزاها والصور كمان ، و فوجيهم مليون چنيه ، ايه جولك عاد ؟!
وعد بثورة : انت ازاي تفكر فيا بالشكل ده ؟! انا ماسمحلكش ، هما لو هيبقوا مليون ومية انا معنديش مانع .
ريان : deal
بعد قليل دخل صقر الشونة وخلفه أحد رجاله يحمل صينية كبيرة بها من خيرات الله .
وعد : ينصر دينك ، يا شيخ .
(الله يخيبك دايما همك على بطنك)
التفت لها كل من الصقر وريان وماجد .
ريان وهو يسبها في سره : أبو أم غبائك .
( عيب كده يا ابو سيف).
وعد بإرتباك ( ربكتي أمنا معاكي ما تعقلي الكلام زي ما الباشا قال )
: أنا إعرف أربي ، ريان ألمني كتير ، انچيل كمان إعرف أربي شوية
صغيرين .
قالتها ولم تعرف إذا كانت انچيل تعرف العربيه ام لا .
صقر : طب يلا كلوا خلينا نتحركوا من إهنه ، يلا مدوا يدكم .
ماجد : ايه يا صجر مش هتاكل ويانا ولا الوكل في حاچة ؟!
صقر : لاه يا ماچد ما فيهوش حاچة ، ومش آني اللي اعمل إكده السم دي للناس الضعفة ، انما آني لو كتلت امشي اتباها باللي عيملته ، لكن وكلي إمعكم معناته عيش وملح ، و آني ماجلش مع اللي واكل إمعاهم عيش وملح ، والصراحه إكده آني ماضمنش نفسي اذا الچوازتين ماتموش .
(أنا كأسماء مسامحك تدري ليش لانك ما كذبت ، صريح أوووي)
ريان : چرى ايه يا صجر أنت بتهددنا ولا ايه ؟!
(يا راجل انت لسه واخذ بالك , ده من كتر ما هددك بقيت متهدد ابن شداد )
صقر : لا يا واد نصار ، آني معهددش آني ينفذ طوالي ، وكلوا جبل الوكل ما يوبرد .
خرج صقر وتركهم يتناولون طعامهم ، و وعد تأكل بشهية مفتوحة .
( ولا كأنها في بيتهم صحتها بتيجي على الخطف).
.
عند مصطفى وهمس .
ارتدت همس ملابسها المكونة من بنطال جينز كاتينج باللون الاسود و شميز أسود ، ادخلت نصفه بالبنطال والنصف الآخر متدليٱ على خصرها ، وتطلق العنان لشعرها مع لمسة بسيطة من ملمع الشفاة وكحل العينين .
استدار مصطفى يناظرها عندما استمع لصوت فتح المزلاج وتبعه صوت باب الغرفة ، فتنبهت حواسه إليها .
مصطفى : يخرب بيت حلاوتك .
همس بخجل : ميرسي ، يلا بينا عشان ما نتأخرش .
وتقدمت إلى باب الشقة لتفتحه .
اسرع يجذبها من ذراعها إلى الخلف .
مصطفى : لا ، هوه الحلو ناوية  تخرج معايا أنا بالشكل ده ؟!
همس بإستغراب : أنت مش قلت إنه حلو .
مصطفى وهو يقترب منها خطوة فتراجعت هي خطوتين إلى الخلف مما أدى إلى غلق باب الشقة خلفها ، فاستند هو بإحدى يديه على الباب بجانب وجهها واليد الأخرى تمسك بإحدى خصلاتها .
مصطفى بهمس هائم : ده مش حلو بس ، ده أنت بطل وربنا بطل .
رفعت همس كفيها إلى صدره تدفعه إلى الخلف ، فترك الخصلة الممسك بها ، ومد يده يثقل كفيها على صدره يقربهما الى خافقه ، فبفعلتها تلك فجرت بالقابع بيساره طبول العشق .
عندما استشعرت نبضاته الخفاقة أسفل كفيها تراقصت خلايا جسدها تربٱ لطبوله المدوية ، ورفعت رأسها تطالع عينيه التي تفيض عشقٱ .
مصطفى بهمس : همس أنتي حاسة بيا ، حاسة بنبض قلبي .
( يا محنه)
لم تجيبه الكلمات ولكنها اكتفت بإيمائة من رأسها وبدأت تنجذب للهالة التي يحيطها بها ، رفع كفيها الى شفتيه يقبل باطنهما ببطئ ونعومة ، ثم نفضهما بغضب (ايه يا عم خضتني ).
: ولما البعيدة بتحس وعارفة إني متنيل على عين أمي ، ما بتحطش في عينيها حصوة ملح ، وتراعيني شوية ليه ؟!
(سيكو سيكو يعني مفيش كلام ،)
اهتزت حدقتيها بعدم تصديق من تحوله المفاجئ .
همس : ايه يا مصطفى ؟! أنت هتتحول ولا ايه ؟!
مصطفى ولا زال على ثورته : بلا مصطفى بلا زفت ، اللبس اللي أنتي لابساه ده ، تخرجي بيه لما تكوني خارجة مع سوسن ، إنما أنا لاء ، أنا دكر أوي لعلمك ، وبعدين تعالي هنا ايه ركبك اللي خارجة من البنطلون دي يا هانم ؟!
همس منكمشة على نفسها ولكنها سعيدة بغيرته عليها :: هوه موضته كده يا مصطفى ؟!
مصطفى : وشعرك اللي فرحانة لي بيه وطلقاه وراكي ده ، إمشي إنجري غيري الهباب اللي انت لابساه ده ولمي شعرك يا هانم ، ولمي نفسك بدل ما هعمل حاجات هموت واعملها .
همس : ايه الحاجات دي يا مصطفى ؟!
مصطفى بوقاحة وهو يعض على شفتيه : دي ما تتقلش دي تتعمل ومضمنش نفسي بعديها ، اوف تتاكلي اكل يا بنت الذينة.
همس : آه يا وقح .
(أخيرٱ فهمتي ياختي).
اندفعت همس تهرول تجاه الغرفة لتبدل ثيابها خوفٱ من أن ينفذ  تهديده .
بعد وقت قليل خرجت وهي  ترتدي بنطول بأرجل واسعة ونفس الشميز بعد أن اخرجت طرفيه من البنطال ، ولمت شعرها على هيئة ذيل حصان ، فبدت أكثر جمالٱ وبراءة .
مصطفى : اعمل ايه في حلاوة أمك دي ؟!
همس بزمجرة : مصطفى .
مصطفى : سوري مامتك .
(مش تستأذن قبل ما تاخد جملتي يا درش ).
وخرج الإثنين من البناية ومنها إلى خارج المنطقة ، ومنهم من يناظرها بإعجاب رغم بساطة ما ترتديه ، ومنهم من يناظرها بحسرة ، ومنهم من يناظرهما بحقد .
مصطفى : تحبي تروحي فين ؟! همس : أنا ما أعرفش أماكن كثير هنا ، أنا سايبة لك نفسي .
مصطفى وهو يقترب منها ويدفعها دفعة خفيفة بكتفها في مشاكسة : سايبة لي نفسك هنا ما كنا في البيت ، والشيطان كنت حضرته وقتي .
همس بحنق : وبعدين يا مصطفى ؟! إحنا في الشارع ،وبعدين أنا ما أقصدش السفالة اللي في مخك .
مصطفى : سفالة ! مين جاب سيرة السفالة ، أنتي على طول دماغك حدفة شمال كده ، أنا ابتديت أشك فيكي على فكرة .
همس زافرة : رجعني البيت يا مصطفى .
مصطفى : خلاص ، خلاص ، أنا آسف ، بس ده ما يمنعش إن دماغك شمال ، و أنا نفسي اثبت لك صدق حدسك بس مستني فرصة .
أشاحت همس بوجهها عنه وهي تهز رأسها بيأس منه .
بينما هو أشار إلى إحدى سيارات الأجرة ، وجذبها لتستقل السيارة إلى جانبه ، وأمر السائق بالتوجه إلى قلعة قايتباي بالإسكندرية .
توقف السائق بجوار القلعة أمام كورنيش البحر ، و ترجل الإثنان من السيارة ، وأعطى مصطفى السائق  أجرته ، وأمسك كف يدها يعلقها في ذراعه .
همس : ايه ده يا مصطفى ؟!
مصطفى : في ايه ؟! لو ماشينا جنب بعض كده الناس هتفتكرني شاقطك ، إنما كده هيقولوا اتنين مخطوبين أو واحد ومراته .
نفضت يدها من ذراعه .
همس : وبعدين معك .
وأثناء حديثهما مر بجانبهما أحد الشباب ويبدو عليه علامات  الخدر والسكر .
الشاب : ايه يا عم ما تسيبها وخذ نصيبها .
مصطفى بهمس : عاجبك كده ؟
مصطفى موجههٱ حديثه إلى الشاب : لا ، لا ،الدماغ دي عالية ومتكلفة ، أنا عارف الدماغ دي ستروكس مش كده  ؟!
الشاب : أنا بقى لي شوية متابعك وأنت عمال تمسك إيدها ، وهي مش عايزة تيجي معاك ، لو انت مش جاي معاها فيه غيرك يجي ، ولا ايه يا قطة .
وهنا لم يتمالك مصطفى أعصابه واذا به....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي