البارت العشرون

البارت العشرون .
عند محمد وسارة .
قد انتهت سارة من إعداد الشاي ، وفرغت هناء من الجلي ، وذهبت تحية لتستأنس بأخت زوجها فتحية ، وتخبرها أن سارة ستتأخر لديهم وربما تبيت ؛ لأن محمد سيقوم بتدريسهم لبعض الوقت .
خرجت سارة من المطبخ تحمل صينية الشاي وعليها ثلاثة أكواب من ذلك المشروب ، استقام محمد ليتناول الصينية عنها ، وعندما لاحظت هي اقترابه ، اهتزت يدها ؛ فسارع إليها يتناول عنها الصينية ، قائلٱ بنبرة قلقة : حسبي الشاي سخن .
  أثناء تناوله الصينية مالت إحدى الأكواب وانسكب ما بداخلها على إحدى يديه ، فوضع ما بيده سريعٱ على الطاولة ، والتقط كفيها بين يديه متفحصٱ إياهما .
محمد : جرى لك حاجة ؟! فيه حاجة جت عليكي .
خوفه وحرصه عليها لامس قلبها ، ولكن خوفها عليه أضعاف مضاعفة ، جذبت يدها من كفيه وهرولت سريعٱ دون رد ناحية المطبخ ؛ تجلب له بعضٱ من الثلج لتبرد به حرق يده ، وماذا عن النيران التي اشتعلت بقلبه ؟!
محمد : إيه ده ؟! هي جريت كده ليه ؟! هو أنا قلت حاجة غلط ؟!
  ثواني ورأها قادمة ، وهي تمسك بيدها بعضٱ من قطع الثلج تضعهم في كيس بلاستيكي ، وتقترب منه على إستحياء ملتقطة يده المصابة واضعة كيس الثلج تمرره على موضع الحرق ، وهو تائه في عالم آخر .
رفع يده الحرة الى خصلة متمردة من شعرها حجبت عنه رؤية وجهها ؛ يعيدها خلف أذنها في موضعها .
  هبط بكفه يتلمس وجنتها بشوق أشد حرقة من حرارة كوب الشاي الذي سكب توه على يده ، للحق لا مقارنة .
(  يازيدي يازيدي أنت وجعت ولا الهوا اللي رماك ).
عندما تنبهت سارة للمساته الرقيقة تلك على وجهها ؛ أبعدت رأسها سريعٱ .
في نفس الوقت دخلت هناء تحمل المذكرات .
  هناء : ايه ده يا بوب ؟! ما لها إيدك ؟!
محمد : حاجة بسيطة ، كوباية الشاي اندلقت على إيدي .
هناء لسارة : طب الحقينا بغيرها ،  قبل ما يغير رأيه وينزل على القهوة ، ويبقى حمسنا للمذاكرة وخلع .
استنكر محمد ابتعادها عنه ، فقام بصفع هناء على عنقها من الخلف .
محمد : خلاص مش عايز شاي ، ثم تعالي هنا من إمتى وأنا بخلع؟!
هناء : يووووه ، كثير .
وضع محمد ذراعيه كلا منهما على كتف إحداهما كما إعتاد معهما ؛ يسحبهما إلى الأريكة الموجودة في الصالة كما تعود معهما سابقٱ ، ولكن تلك المرة غير .
جلسوا ثلاثتهم على الاريكة ولكنه لم يزيل ذراعيه عن أكتافهما ، ويده الموضوعة على كتفها أخذت تتحسس ذراعها صعودٱ وهبوطٱ ، سابقٱ كان يفعلها بتلقائية ، ولكن هذه المرة متعمدٱ ، سابقٱ كان يفعلها بحب أخوي ، ولكن هذه المرة يثيره قربها ، سابقٱ كان يفعلها وهي وحدها تحترق ، ولكن هذه المرة هو من يحترق ؛ يريد ضمها إليه ، وبالفعل قبض بكفه على كتفها مقربٱ إياها أكثر إليه .
رائحته الرجولية تتغلغل داخلها تعطيها إحساسٱ بالدفء والنشوة ، فأغمضت عينيها باستمتاع ، وهناء تصب اهتمامها على المذكرات التي بيدها .
(مقنطرين البت على الآخر ، كفاية عليكوا كده ).
رفعت هناء رأسها لتجد سارة مستندة إلى كتفه ، مغمضة العينين .
هناء : بت يا سارة ، أنتي نمتي ؟! إخص عليكي ، الله يكسفك ، قومي ياختي اغسلي وشك ؛ عشان نشوف الوكسة اللي احنا مقبلين عليها .
(طيبة قوي يا هناء )
فتحت سارة عينيها ترمش بأهدابها مدعية الغفوة ، بينما هو يبتسم بحالمية ؛ فهي مستكينة بين ذراعيه مغمضة العينين ، من أين لها كل تلك السكينة ؟! وكل خلية بجسده ترتجف .
سارة : معلش أنا آسفة ، أصلي ما نمتش كويس امبارح .
و استقامت لتذهب إلى الحمام تغسل وجهها
عند مصطفى وهمس .
الشاب : أنا بقى لي شويه متابعك ، وأنت عمال تمسك إيدها ، وهي مش عايزة تيجي معك ، لو أنت مش جي معها في غيرك يجي ، ولا إيه يا قطة ؟
هنا ولم يتمالك مصطفى أعصابه ، وإذا به يكور قبضة يده و يلكمه في وجهه ، فارتد الشاب إلى الخلف بسبب شدة الضربة التي أدت إلى ترنحه .
  بدأت الناس في التجمع حولهم  لمعرفة ماذا يحدث ؟!
  أحد المتجمهرين والذي كان يبدو عليه السن ، فهو على ما يظن في بداية عقده السادس : ايه يا جماعة ؟ ما تستهدوا بالله خلونا نعرف فيه ايه ؟!
الشاب : يابا الحاج ، أنا كنت معدي من هنا ، و بالصدفة  لقيت أخينا ده عمال يشد في البت دي ، والبت مش عايزة تمشي معاه ، بقوله يا عم ما يصحش كده ، أنت ما عندكش إخوات بنات سيب البنية في حالها ، لقيته بيبجح وقام واخدني على خوانة زي ما انت شايف .
لاحظت همس مهادنة الناس للشاب ، وكأنه أصبح بطلٱ وحامي الحمى ، وبذلك ستوقع مصطفى في مشكلة كبيرة .
نظر مصطفى إلى الشاب بأعين  جاحظة من جراءته ووقاحته ، ولكنه قام بجذبها إليه بعيدٱ عن الحشود التي بدأت في التجمع  ، وهم في توضيح الأمر للرجل المسن الذي وجه الحديث لهما ، فاستوقفته همس قائلة : كذاب يا عمو ، و أشارت إلى مصطفى ، ده خطيبي ومكتوب كتابنا ، ونظرت إلى مصطفى بحالمية ، وكنا بنتناقش و اختلفنا على لون الستاير ، فكان ماسك إيدي بيطيب خاطري ، فجأة لقينا البتاع ده ، و أشارت إلى الشاب بإشمئزاز ، اتدخل في الموضوع ، وعمال يقولي سيبك منه يا قطة ، وتعالي معايا يا قمر ، وكلام وقح شبهه ، ولما خطيبي اللي هو المفروض جوزي ، قال له عيب كده ما يصحش ، حاول حاول ........
وتصنعت البكاء ، ودفنت رأسها في صدر مصطفى ؛ لتأكد للحشد صدق علاقتهما ، تنظر إلى التجمع خلسة ، بعد ما قلبت الترابيزة على الشاب ، ومن كان بدأ في تصديقه ، أصبح يستنكر أفعاله .
مصطفى و هو يشاهد و يسمع ما تقول بإندهاش فإذا كان الشاب وقحٱ فهي أستاذة في التمثيل ، حقٱ صغيرتي شابوه .
ضغطت بيدها الصغيرتين على خصره في إشارة له منها بأن استكمل لقد مهدت لك الطريق .
مصطفى و هو تحت تأثير الصدمة و الموقف الذي أحالته جنيته إلى صالحه .
مصطفى : ايوه ، ايوه يا عمنا هو حاول يعني يرضيك أسيبوه يحاول و أنا واقف ، فأنا ايه بقى مسكتش ، قمت اتصرفت .
الرجل ينظر له و كأنه أبله : ايوه يعني إيه اتصرفت ، عملت إيه ؟
همس بهمس : اظبط ، هتفضحنا.
مصطفى بإنتباه بعد جملتها : جرى ايه يا عم الحج ، اتصرفت زي أي راجل شهم و عنده نخوة زيك يا كبير و رسمتله الخريطة اللي في وشه دي . ومد مصطفى يده يقلب وجه الشاب يمينٱ و يسارٱ مستكملٱ : بس الخريطة نقصها إمضتك يا فخم .
بعد تفخيم مصطفى للرجل ، قام الرجل الكبير بصفع الشاب على وجهه و هو يزجره : تصدق إنك واد وس.خ ، وقليل الرباية ، وب.جح ، بتعاكس الست ! وكمان جوزها معها ! احنا غلطانين ان احنا خلصناك من إيده .
هم الشاب بالتبجح والمناطحة مع الرجل ، فتدخل الآخرين ممن يقاربونه  في السن ، ويشاهدون ما يحدث .
أحد الشباب  : إيه يلا ، أنت رايحة منك بقى ، أنت عاوز تمد إيدك على رجل قد أبوك ؟! وأنت أصلٱ اللي غلطان ! ده أنت هتتربى هنا .
شاب آخر موجههٱ حديثه إلى الرجل المسن : حقك علينا يا خال ،روح  انت ، إحنا هنكيفه وهنعمل معه الصح .
بوراحة عليه يا شوباب ، و لا أقولكم يله بالشفا)
وجه آخر الحديث إلى مصطفى : إتكل على الله أنت كمان يا أستاذ ؛ عشان معاك حريمك واإحنا هنعلمه الأدب ، ما تشغلش بالك أنت .
(ده أنت هيتحفل عليك يا معلم إلبس )
بالرغم من غضبه منها  ، لأنها كانت السبب في وقوع تلك المشكلة ، ماذا فيها إذا تركته يعلق كفها بذراعه.
( كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية)  إلا إنه منتشيٱ ( لا منشكحٱ) بعد كلماتها ، خطيبي ، مكتوب كتابنا ، اللي هو المفروض جوزي ، آاااااه كلمات بدت له في السابق عادية ورتيبة ، أما الآن يتمنى كل خطوة منها على عجالة ويعيشها بتأني .
أطبق عليها بين ضلوعه ساحبٱ إياها مبتعدٱ عن هذا الحشد ، وهي أبت رفع رأسها عن صدره ، لا إلا تظهر ابتسامتها المتسلية على التمثيلية التي أدتها ببراعة ، وجعلت الجميع يصطفوا مع مصطفى .
بعدما ابتعدوا عن الحشد ، رفعت همس رأسها عن صدره .
مصطفى وهو يجذب رأسها إلى موضعها ثانية : فيه واحد لسه بيبص علينا .
( لا يا شيخ ،الواد ما صدق )
همس وهي ترفع رأسها مرة أخرى : أنت بتتلكك على فكرة ، كان لازم أسيبهم ينفخوك .
مصطفى بغضب : ينفخوا مين يا بت ؟! إنتي حولة دي البونية اللي الواد أكلها جابتله ارتجاج ، ومش بعيد ياخدله شهر شهرين عشان وشه يطبع ، ده محتاج ميكانيكي يرده على البارد .
همس : طب يلا بينا نروح ، أنا مودي قلب .
لن يضيع هكذا فرصة يريد أن يقضي العمر سائرٱ هكذا إلى جوارها ،و يا حبذا لو تشابكت الأيادي ، على أي وضع هو راضي .
(يا سلام يا سمسم على السجع) مصطفى : مودك ايه اللي قلب ، تعالي بس و أنا هظبط لك المود ، أقول لك هي الدماغ كلها هتضبط لما نضرب ..
قاطعته همس شاهقة وهي تضع يدها على فمها مع اتساع حدقتيها : ايه ده يا مصطفى ؟! أنت بتضرب كيميا .
مصطفى : كيمية إيه اللي بتتكلمي عنها ! دماغ تملي رايحة في حتت غريبة ، صفي النية ، واسلكي ، ها  اسلكي .
  همس : مش أنت اللي بتقول دماغ وضرب .
مصطفى : يا سلام تبقى كيميا.
همس : أومال تبقى إيه يا فسيح ؟! مصطفى : فسيح !! الله يخرب بيت التعليم المجاني ، اسمها فصيح ، ديكها يعني واسع  .
همس وهي ترفع سبابتها في وجهه : ماسمحلكش , أنا في الجامعة الامريكية على فكرة ، ثم أخفضت صوتها بس what's the فصيحmeaning of
مصطفى : آدي اللي بنخده من الجامعة الامريكية ، وكمان مش عارفة يعني ايه !
همس : لا مش عارفة .
مصطفى غامزٱ : يعني مز ، ثم تظاهر بالجدية : يعني بتعاكسيني و أنا أهلي صعايدة ممكن يبندأوكي ويغسلوا عارهم .
همس بخوف فهي لا تعرف معنى يبندأوكي يبدو أنها شئ خطير :أنا ما كنتش أعرف إن ده معناها .
مصطفى : مش قضيتي ، المصيبة حصلت وخلاص ، وأنتي لازم تصلحي غلطتك وتتجوزيني .
ابتسمت همس وقد تغير مزاجها 360 درجة ، أما هو اشرقت سماءه بإبتسامتها الخلابة ، وصار جانبها محلقٱ في السماء ، وكأن قدماه لا تلامس الأرض .
أثناء سيرهما مر أحدهم إلى جانبها محاولٱ الإحتكاك بها ، فانكمشت على نفسها مقتربه منه و لولا فعلتها تلك لذهب خلفه و إنقض عليه .
تلامست أيديهما عن غير عمد أو تدبير من  قبله ، وهي أحست بجاذبية كمغناطيس يجذب ظهر يدها لتلامس ظهر يده ، فلم تبتعد .
أما هو بمجرد هذا التلامس البسيط اشتعل جسده يطالب بالمزيد .
خرجت منه تنهيدة  أحرقت خلجات صدره وسار إلى جانبها يتحين تلامس آخر ، وهي لم تبخل عليه ، وما إن حدث حتى خلل بنصره بإبهامها.
تراقصت دقات قلبه عندما لم تبعد يدها ، فالتفت يطالعها وجد الارتباك على محياها ، ناداها بهمس تحشرجت نبراته من فرط ما يشعر به .
مصطفى بحنو : همس .
رفعت عيناها إليه وأخفضتهم حيث أصابعهما المتشابكة ، وهي لا تعرف سر هذا الإنجذاب ، ولكنه بات خطرٱ عليها ، فمعه تظهر جوانب في شخصيتها لم تعرف أنها موجودة بالأساس ، منذ متى وهي تخطط وتدبر كما حدث منذ قليل !! منذ متى وهي بارعة في التمثيل حتى أنها أقنعت من تجمع حولهم بدنائة الشاب ، هو فعلٱ وقح ولكن لم تتخيل يومٱ أنها ستوضع في موقف كهذا  ، تخطط لتخرج حبيبها من مأزق كهذا ، أقالت حبيبها ؟! حقٱ تستغرب نفسها و لا تعرف من هي ، ولكنها ليست نافرة من حالتهما تلك ، ولا تلامسهما .
عندما ناداها وأخفضت نظرها عاود مناداتها مرة أخرى  .
مصطفى : همس بصيلي .
  رفعت رأسها إليه مجددٱ .
مصطفى : أنا اللي حاسه دلوقتي  عمري ما تخيلت إني ممكن أحسه من مجرد لمسة إيد ، اللي جوايا ليكي حاجة كبيرة قوي ، مش عارف هي ايه ، ولا عارف أوصفها ، كل اللي طالبه منك فرصة ، عارف إن الفرق بيني وبينك زي الفرق بين السما والأرض ، بس كمان عارف إن ما فيش حاجة بعيدة على ربنا .
كلماته التي خرجت من حنايا قلبه أصابة الهدف ، وما كان منها إلا أنها ابتسمت بخجل ، وأخفضت بصرها.
( حلاوتك ،الصنارة غمزة يا تيفة )
هتف مصطفى مهللا : اللهم صل على النبي ، ضحكت يبقى قلبها مال .
فازداد توهج بشرتها بحمرة الخجل ، فقرر أن لا يزيد عليها.
مصطفى بثورة : إخص عليكي بجد .
نظرت  إليه همس بدهشة من تحوله .
همس : ايه فيه ايه ؟! أنت بتتحول ما كنت سو رومانتك من شويه ، إيه اللي حصل ؟!
مصطفى : ما أنتي اللي  نسيتيني .
همس : اللي هو ايه ؟!
مصطفى : أنتي كمان نسيتي ، مش قلنا هنظبط الدماغ ونروق الجمجمة .
همس : مش مرتاحة لك على فكرة .
مصطفى : تعالي , تعالي بس .
خلل أصابعه بخاصتها محتضنٱ كف يدها بين كفه العريض ، وسار بها حيث بائع حمص الشام أو ما يسمى على كورنيش الإسكندرية حلبسة .
مصطفى للبائع : سلاموا عليكم يا عمهم .
البائع  : وعليكم السلام يا ابني ، أؤمر  .
مصطفى : ما يأمرش عليك ظالم يا راجل يا طيب ، عاوز أحلى اتنين حلبسة وصلحه .
البائع : عينيا يا رايق .
مصطفى لهمس : بتحبي الشطة ؟
همس : آه ، ليه ؟
مصطفى : هتعرفي دلوقتي .
مصطفى للبائع : إدينا في الحراق يا عم الكل .
البائع : اتنين وصايا إنما ايه حكاية .
تناول مصطفى الكوبين ومد يده بإحداهما إليها فتناولته في ريبة مصطفى : ايه مالك ؟! بتبصي للكوباية كده ليه ؟! ده أنا جيب لك حلبسة يعني صارف ومكلف .
همس : ميرسي اشربه انت .
مصطفى : لا ، لا أنتي عاوزه الناس تاكل وشي .
همس : ده ليه ؟!
مصطفى : يعني يقولوا عليا ايه ! خرجت البنية ولا جبت لها حلبسة ولا درة مشوي ، عاوزاهم يقولوا عليا بخيل ،  تعالي بس هقولك .
و أخذها متوجهٱ إلى سور الكورنيش .

عند وعد و ريان .
أنيتا لريان : كيفك يا ريو ؟! إتوحشتك يا حبيبي ، بجى لي كتير مستنياك عاد .
وعد بصدمة : يا سنة سوخة ، إتوحشتك ، وعاد ، لا كده كتير .
لم ينتبه صقر بالمرة الأولى إلى الصغيرة .
فما كان منه إلا إنه تساءل : مين دي ؟!
فأجابته انچل وعينيها تعيث  بملامحه في تأمل و إعجاب .
(الواد مز الصراحة).
أنچيل :   بتي .
وعد بتلقائية بسبب توالي الصدمات عليها : أحيه .
التفت إليها صقر مصعوقٱ : واه .
وعد : يعني أنت سايب الأفلامانات دي كلها ، وجي عندي أنا وتندهش .
صقر موضحٱ : الكلمة اللي إنتي جلتيها دلوك دي عندينا عيبة كبيرة جوي إتحشمي .
وعد : لا ، أنت فهمت إيه ؟! أنا قصدي أحيه و أيوه إسكندراني يعني .
صقر : كيف ده ؟! آني عجلي هيشت .
وعد : و أنا زيك والله يا أخ صقر ، بس تقول إيه ربك قادر على كل شيء .
ريان : في ايه يا صجر ؟! ما لك بمراتي ؟! وعجلك هيشت ليه عاد ؟!
انتبهت انچيل ريان بشأن مراته ففضلت عدم التطرق للأمر لحين أن تفهم ، فالجميع في حالة عدم ادراك ما عدا ريان بالطبع ، حتى ماجد لا يعرف طبيعة العلاقة بين ريان و وعد .
ريان مستكملٱ وهو يشير إلى وعد غامزٱ لأنچيل وأنيتا التي اخذتها امها من أحضانه : دي مرتي ، صوح معها الچنسية الامريكانية بس أبوها وأمها مصريين من إسكندرية و آني اللي جولتلها متتكلمش جدام حد عنديك عربي لأني ما كنتش خابر أنه أنت اللي چبتنا إهنه ملول ، ودي و أشار الى انجيل : بتشتغل إمعنا وهي بت 19 أمريكانية أبٱ عن جد وبنعتبرها أختنا وعايشة معانا بجالها أكتر من 12 سنة ، وبتها مولودة على يدنا ، واحنا اللي مربينها ، يعني اتعلمت لغوتنا .
عندما قالت انچيل سابقٱ أنها ابنتها اعتقد هو أنها تعتبرها كإبنة لها ، وليست هي من أنجبتها فلا يبدو عليها أنها متزوجة ولديها إبنة .
نظر إليها صقر بحسرة : إنتي متچوزة ؟!
أجابته انچيل نافية سريعٱ :No, i am devorced
لا ، إنني مطلقة .
همس معلقة : قلبتي ليه يا مزة ؟!
صقر : تتچوزيني ؟!
انچيل دون تردد : why not?!
لما لا ؟!.
وعد بصدمة : أهلٱ .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي