البارت الثامن

#البارت_8
عند مصطفى وهمس .

كان مصطفى يحمل همس بين ذراعيه القويتين بثبات كأنها لا تزن ريشة ، ورغم محاولاتها للإفلات من قبضته إلا أنه كان متمسكٱ بها ، وبسبب الفارق في القوة البدنية لم تجد بدٱ من المقاومة ، فهي بطبيعتها هادئة مسالمة رقيقة ، وبسبب تدليل والدها لها فهي لا تعرف في الحياة معاني كثيرة كالمسئولية والمواجهة وكذلك طبيعتها الهادئة عكس وعد ، وعد قطة شرسة .

أما همس، فهي كتلة من البراءة والضعف ليس ضعفٱ في الشخصية لكنها تعاني ضعفٱ من نوع آخر ضعف في فهم العديد من المشاعر الانسانية .

فالمشاعر الانسانية ليس كلها مشاعر نقية فهناك مشاعر إنسانية دونية ، فهي لا تعرف معنى الخبث والحقد والكراهية ، لا تحيك المؤامرات لا تعرف الاستغلال ، يؤلمها قلبها لرؤية مشهدٱ مأساويٱ ، حتى لو كانت المأساة لحيوان أو عصفور ، رقيقة و هشة سريعة التأثر والانجذاب، من لا يعرفها يظنها سلبية وضعيفة الشخصية وعديمة المسئولية ولكن بداخلها طفلة مدللة رقيقة ناعمة ، أو كما تقول وعد عنها دائماً الليدي همس .

وعد دوماً ما كانت درعها الحامي وملاكها الحارس .

همس وقد بدأ صوتها يختنق وكأنها على وشك البكاء .

همس : بليز يا أستاذ درش نزلني .

أشفق مصطفى على تلك الفراشة الرقيقة ، فهو لم يقصد إخافتها وإنما اراد مشاكستها فقط .

انحنى مصطفى بجذعه وهو يحملها حتى لامست قدميها الارض ، وما إن استشعرت همس صلبة الأرض أسفلها، حتى اطلقت لساقيها العنان صاعدة درجات السلم ، وكأنما تطاردها الأشباح .

مصطفى لنفسه : إيه ده هو فيه كده؟! كنافة بالمانجا يا عالم .

وقف مصطفى قليلاً يستوعب ما حدث ، ويتساءل من هذه ؟! وماذا أتى بها إلى هنا ؟!

مصطفى لنفسه : انت لسه هتسأل أما أطلع أشوف أيه الحكاية؟! .

أما همس خرجت من باب البناية لتلحق بالسيدة نجوى وهي في حالة من الهلع ، تتلفت خلفها فرأتها نجوى بتلك الحالة .

لذا تساءلت نجوى بلهفة : إيه فيه إيه؟! مالك يا همس يا بنتي؟!

أخذت همس تلتفت خلفها تارة وتنظر إلى نجوى تارة أخرى ، خشية أن يلحقها .

همس : الحقيني يا مامي نجوى فيه ، فيه ..

بطرت عبارتها فهل ستقول لها عن هذا الدرش ؟ وماذا تقول أنها كادت أن تسقط لولا ذلك الشخص الذي حال دون وقوعها ، ولولا وجوده لكانت الآن في تعداد الموتى أو على سرير بإحدى المستشفيات بعظام مهشمة كأقل تقدير في موقف كهذا .

ولكن هذا الدرش تلقفها بين ذراعيه كالأب الذي يحمل طفلته بين يديه .

ولتكن صادقة إنها في ظروف أخرى ومع شخص آخر في موضعه ، وأنقذها من ضرر حتمي ، لكانت أمطرته بعبارات الشكر والامتنان وانتهى الأمر .

ولكن عندما قام هذا المدعو درش بالضغط على خصرها ، ومشاكستها بهذه الطريقة وهذا التجاوز؛ أرادت صفعه.

هي أرادت وطوال عمرها تريد ، ولكنها لم تفعل أبدٱ ما تريد .

انتفض جسدها عندما استحضرت الموقف .
إنه وقح!! وقح!!

أسرعت قائلة، وهي تشير إلى الداخل : - فار فار ، يا مامي نجوى .

ربتت نجوى على كتفها تقول : اهدي يا همس، كل ده عشان فار!!

خلاص اقفي أنت هنا جنب الشنطة، وأنا هاخش أشوف مصطفى فين ؟ واخليه يجي ياخدها .

أسرعت نجوى الى الداخل تبحث عن مصطفى ، فوجدته يصعد مسرعٱ على درج البدروم .

نجوى لمصطفى : إيه يا مصطفى؟! طلعت السرير؟!

مصطفى مستكملًا طريقه : لسه يا اماه ، خمسة وراجع .

جذبته نجوى من ذراعه : رايح فين؟ خلص اللي قلت لك عليه الأول ، وبعدين ابق روح اتسرمح .

مصطفى وهو ينظر بعينيه من بوابة البناية على مرمى بصره لعله يراها ، ولكنها قد تبخرت .

إذ أنها كانت تقف بجانب البناية بعيدٱ عن مرماه؛ لذلك لم يراها .

و عندما لم يجد مصطفى لها أثراً .

مصطفى بصوت وصل إلى مسامع أمه : كان يعني لازم تقف زي الصنم تندهش؟! أهي طارت.

نجوى مستغربه من حال ابنها : هي إيه دي يا ولا اللي طارت؟!

مصطفى بيأس : دماغي ياأماه ، دماغي طارت. كنت عاوزه إيه ؟

نجوى بحدة : يا خيبة أملي فيك ، أنت يا ولا ضارب حاجة ؟!

مصطفى : إيه يا أماه؟! هو أنا بتاع الكلام ده ؟؛ أنا أخري سيجارة وكوباية شاي .

نجوى : طب روح يا معدول حل السرير من تحت ، واطلع انصبه فوق ، على أما أشوف حد من العيال يطلع الشنطه اللي برو .

توجه مصطفى صاعدٱ لأعلى دون السؤال عن قصة السرير ، فما كان يشغل باله فصله عما حوله .

نجوى : أنت يا خايب الرجا رايح فين؟!

مصطفى : جرى إيه؟! يا اماه مالك سخنانة عليا كده ليه؟! طالع أجيب مفتاح الشقه اللي تحت نسيته فوق .

نجوى : استنى أنا معايا المفتاح الثاني .

أخرجت نجوى المفتاح الآخر من جزدانها ، وأعطته إياه، فأخذه بعقل شارد ، واستمر في الصعود .

نجوى : مالك يا ولاه؟! أنت حد خبطك على دماغك؟! المفتاح في إيدك طالع فوق تعمل إيه ؟

نظر إليها مصطفى بتيه، وهبط من أمامها دون كلمه واحدة ، وهي تناظره باستغراب .

أما هو توجه للأسفل شاردٱ، يتسائل ما إذا كان ما عايشه منذ قليل حقيقة أم إنه يتوهم؟!

واذا كان حقيقة، فمن هي؟! وماذا أتى بها إلى هنا ؟!

هي ليست من تلك المنطقة، ولا من إحدى ضواحيها ، فلو كانت، لابد وأن رآها مسبقٱ ، فهذا الوجه لم يراه من قبل، فلو وقعت عيناه عليها، حتمٱ كان سيقع لها منذ الوهلة الأولى بهيئتها الملائكية الساحرة .

عند هذه الخاطرة أخذ يدور حول نفسه في مكان التقائها بالأسفل .

أيمكن أن تكون جنية ممن يسكنون الأماكن المهجورة ، وكان يسمع عنهم من أحاديث وحكاوي جدته ، وماذا لو ؟!

فقط تظهر ثانية وسيغلل لها نفسه بأغلال من نار طائعٱ راضيٱ محبٱ قانعٱ بمصيره معها ، حتى لو نفته معها إلى سابع أرض ، ما يهمه أن يكون معها ولها .
أخذ يدور ويدور عله يلمح طيفها .

مصطفى : أنت يا ..سمعاني ؟ طب أنت هنا ؟ طب أنت مين ؟ أنسية ؟ طب جنية ؟

وعندما فقد الأمل في اجابة نداءه ، استند على الحائط خلفه وتداعت قدماه خائرٱ وهو يستند على الحائط .

وصدره يعلو ويهبط وكأنه يعدو في سباق للماراثون .

وضع راحتيه على وجهه بيأس، فالتقط أنفه رائحتها التي علقت على كفيه.

إذاً لم يكن لقاءه بها حلم ولا هاجس؟!

ليست جنية ، فهي وان كانت، فلا مانع لديه .

ولكنها أنسية.
إذاً مهمته أصعب ، إذا كانت جنية فهي من ستأتيه ثانيةً ، هي التي ستقصده .

أما إذا كانت أنسية ، فهو قاصدها .
وبغبائه قد أخافها، وإن لمحته في المستقبل ستفر هاربة .


استقام مصطفى بجسده واقفٱ وذهب صاعدٱ، خارجٱ من باب البناية .

وقام بالنداء على أحد العمال الذين يعملون مع والده في محل بيع لوازم البناء .

مصطفى : - ولاه يا جنش .

جنش وهو شاب في العشرين من عمره .

جنش : - إيه يا معلمي؟!

مصطفى باستعجال فإن كانت أنسية .
لربما وجدها بالجوار، أو قد تكون أتت إلى هنا بالخطأ أو إنها جاءت لشراء شيء يلزمها من هذه الضاحية .

مصطفى وهو يخرج المفتاح من جيبه سرواله ويعطيه لجنش، قائلًا :

- ده مفتاح شقة البدروم ، تروح هوى تحل السرير اللي فيها تحت ، وتطلعه عند خالتك أم مصطفى فوق ، ولو سألتك عليا ، قل لها جاتله مصلحة ضروري ، ونصاية وراجع .

جنش : حصل يا معلمي .

أسرع مصطفى يطوِّق المنطقة بحثاً عنها هنا وهناك، راصدٱ بعين صقر كل المحلات في الجوار، لربما كانت تشتري منها شيئاً ، وتطرقت دورية بحثه إلى المناطق المجاورة ، ولكن دون جدوى.

وعندما تعب جلس على إحدى المقاهي متربصٱ ، لعل يكن الحظ خادمه ، وتمر من هنا .

عامل المقهى : أؤمر يا رياسة؟!

مصطفى : هات واحد شاي ميزة .

أخرج مصطفى علبة لفائفه، والتقط إحدها يشعلها عله يهدأ قليلاً ، وعينيه كانت ترصد المارة عن بعد ، وهو يتساءل حتى لو وجدها ماذا سيفعل ؟

صوتٌ بداخله زاجراً : - أتسأل ؟!

فأجابها حاله على الفور : إن لم تكن جنية سأكون أنا ماردها ، سأخطفها وأتزوجها حتى لو عنوة ، سأفعلها وإن كان ذلك آخر شيء سأفعله بحياتي ، فقط أجدها .

استراح وأخذ يكمل رحلة البحث ، حتى اقترب المساء، حسناً سيعود ربما رأها في الجوار .

كانت همس والسيدة نجوى في الشقة العلوية، وقد أتى لهما جنش بالسرير، وسألته نجوى عن مصطفى ، فأجابها بما قاله مصطفى .

نجوى : خش يا جنش انصبه أنت .

ذهب الشاب على الفور ينفذ الأمر؛ فطالما كان مصطفى أخاً كبيرٱ له .

لم لا؟! ومصطفى مثالاً لابن البلد الشهم ذو المروءة، وكان كل صبي بالمنطقة يحتذي بحذوه ، وكل رجل وكهل يكن له كل تقدير واحترام .

الصغار يهابونه، والكبار يقدرونه، ليس بلطجيٱ و لا فتوة ، ولكنه كما يقولون( ما بيعجبوش الحال بالمايل) .

شاب مكافح متعلم قوي البنية، شديد ، صارم مع من يخطئ أو يتجاوز الحد في حضرته.

وفي نفس الوقت مشاكس ومرح .

وإضافة لذلك فهو مع الكل شيء ومع والدته شيء آخر ، يشاكسها، يجادلها ، ولكن دون تجاوز .

هي الوحيدة التي تستطيع أن تتخطى حدوده الحمراء، من حقها اي شيء، وكل شيء، وليس لمن سواها أي حق.

ونجوى ما دامت معه بمفردهما تعامله كطفل ليس تقليلاً من شأنه، ولكن هي من تحتاج إلى هذا، فقد فقدت حقها في معايشته طفولته ، تحتد عليه ، ولكن أمام الناس هو درش فخر العرب ، قصدي المنطقة.

عندما دخل الصبي جنش إلى الغرفة التي سيقوم بتركيب السرير بها ، وجد فتاة تجلس على كرسي بأحد الزوايا الموجودة بالغرفة ، فتاة جميلة، لا بل رائعة، بعينين خضراوين ناعستين تسلب العقل ، رموش كثيفة ، جسد ممشوق ، ترفع شعرها الحريري في هيئة ذيل حصان ، وجهها خالي من أي مساحيق تجميل مما يعطيها جمال وبراءة ونقاء، بشرتها لامعة ،و خدودها وردية ، شفاهها وآه من شفاهها كحبات الفراوله اللذيذة الشهية ، باختصار سنو وايت عصرها .

هيئتها لا تنبؤه بعمرها ولكن حتماً هي في مثل سنه وإن كانت تكبره ؟ فماذا بها ؟ سيطلبها للزواج .

جنش وهو مأخوذٱ بجمالها، ولا يزال تحت سطوة سحر تلك الجنية.

جنش : اللهم صل على النبي ,أنا عمري ما شفت كده قبل كده!!

بتر ما بجوفه من عبارات الغزل؛ فالساحرة في حرم الديشة .

وقف جنش يعمل على تركيب السرير، يده تعمل كالآلة، ولبه وعينه مع تلك الحسناء.

دخلت السيدة نجوى إلى الغرفة، وجدته على حالته تلك .

نجوى : ولاه يا جنش؟! ما لك فيه إيه ؟

جنش : مالي يا خالتي ما إحنا 100 فل وعشرة .

نجوى : مالك سهتان على نفسك كده ليه؟!

جنش بهيام : ما فيش يا خالتي ، أصلك وحشاني أوي .

نجوى : طب خلص يا اخويا؛ قربنا على المغرب .

جنش : - وماله يا خالتي، ده أنا أخدمك بعينيا , وقلبي .
قال الأخيرة بتنهيدة حارة.

نجوى موجهة حديثها إلى همس : تعالي يا همس يا بنتي غيري هدومك .

همس : - حاضر , مامي نجوى .

جنش بصوت هامس : ده إيه الحلويات دي؟! لا أنا هاكلم الديشة ، واجي أنا وأمي نخطبها اللي زي دي ما تقعدش .

( ده الديشة هينفخك أنت و أمك ).

دخلت نجوى و همس إلى غرفة أخرى .

واخرجت السيدة نجوى لهمس إحدى الجلاليب البيتية خاصتها ، فعندما ذهبوا إلى الڤيلا قبل سفرهن إلى الاسكندرية بيوم ، وبعدما وضعت عليها الحكومة حراسة لم يُسمح لهن بأخذ شيء من هناك ، سوى القليل من أغراضهن الضرورية بإذن كتابي من قائد الحراسة.

وقامت وعد وهمس بالتوقيع عليه ، فأخذت هي وأختها أحذيتهما وملابسهما الخارجية فقط.

قامت همس بإرتداء الجلباب وخرجت هي ونجوى ، وجدوا جنش قد انتهى من تركيب السرير .

جنش : عارفه يا خالتي؟!

نجوى : قولي يا قلب خالتك .

جنش : أنت لو لابسة خيش ، بردو مكنة .
(الواد ده رباية الديشة فعلاً )

نجوى : طب اخفا يا ولاه، ولو شفت مصطفى ابعته لي .

خرج جنش قاصداً محل الريس ذكري والد مصطفى ليستفسر عنها، يريد أن يعرف من هي وهل هي مخطوبة أم لا و.و. و.و.

وأثناء خروجه من البناية كان بنفس وقت قدوم مصطفى، فكان الخارج متسائلٱ والداخل باحثٱ والوجهة واحدة .

كانت تلك الساحرة في هذه الأثناء تقف مع السيده نجوى في المطبخ .

فأثناء ما كان جنش يقوم بفك السرير من الأسفل وتركيبه في الأعلى .
قد قامت السيدة نجوى بطهي وجبة خفيفه ليتناولوها، وقد انتهت بالفعل .

مدت نجوى يدها لحوض الجلي لغسل الأواني التي كانت تستخدمها في طهي الطعام .

قالت همس : ارتاحي أنت بقى يا مامي نجوى ، وأنا هاكمل أنت عارفة إني كنت باحب اتفرج عليك وأنت بتعملي الأكل وكده كده أنت already خلصتي، أنا بس هاتابع اللي على النار، وانضف الplates دي.

نجوى : لا يا همس يا بنتي ما يصحش .

همس : ليه ما يصحش؟! الوضع اختلف now.

فهمت نجوى ما ترمي إليه همس وماذا كان مقصدها فهي تقصد أن نجوى لم تعد تعمل عندهم الآن، بل والأدهى إنها تستضيفهما في بيتها ، هي من ربت همس وتعرف ما تشعر به الآن .
إنها تشعر بكونها عالة عليها .

فأرادت نجوى أن تُشعرها بأنها في بيتها .

اجابتها نجوى ببسمة : خلاص يا هموسة اقفي أنت كملي الأكل ، وانا هاطلع اطلع فرشة السرير اللي جنش جابها من تحت فوق على السطح شوية ، لأن بقى لها فترة تحت في الشقة اللي في البدروم ، وبالمرة أغير لها كسوتها .

همس وقد عاد لها حماس الطفلة التي بداخلها ، فهي هكذا يحزنها أقل شيء ويفرحها أقل شيء .

همس بحماس : أوكي مامي نجوى ، روحي أنت، وأنا هأتصرف .

اتجهت نجوى إلى الخارج ثم عادت إليها مره اخرى .

همس : يا حبيبتي مش أنا علمتك في المطبخ لما البنت توقف تطبخ الأكل لازم تربط شعرها عشان ما يقعش منه حاجة في الأكل .

أمآت لها همس وكأنها طفلة مذنبة.

فدخلت السيدة نجوى إلى الغرفة وأحضرت لها غطاء رأس لتلم به شعرها وذهبت نجوى إلى السطح.

وأدارت همس جسدها إلى حوض الجلي .

تركت نجوى باب الشقه مفتوح فباب الشارع بالأسفل مغلق ، عن أي باب مغلق تتحدث!! ودرش معه كل المفاتيح .

صعد مصطفى إلى الشقة العلوية قاصدٱ والدته يراضيها عن تأخيره لطلبها ، وإرساله لجنش بدلٱ منه .

فقد كان مشغول بالبحث عن جنيته ، ويا ليته أتى الأمر بثماره ، لكنه عاد خالي الوفاض .

سمع مصطفى صوت قادم من المطبخ فعلم أن والدته بالداخل .

دخل على أطراف أصابعه إلى المطبخ يريد أن يشاكسها كعادته .

اقترب دون أن يصدر صوتٱ وما أن اقترب منها أحاط جسدها من الخلف بذراعيه ساندٱ برأسه على كتفها .

مصطفى : مالك يا أماه؟! أنت خاسة كده ليه؟!

همس وقد توقف قلبها من الرعب فمن ذا الذي يقوم بهذه الفعلة ، لم تستطع همس حتى رفع رأسها ، وعندما لم تجيبه ظنٱ منه أنها أمه فتأكد شكه پأنها لازالت غاضبة عليه فأراد أن يزيد من دلاله لها، لربما تسامحه وتبادله الحديث .

فضمها أكثر إلى صدره وهو يطبع قبلة على خدها.

مصطفى : ما خلاص يا اماه بقى؟! كان عندي مصلحة على السخان كده وخلصتها , وبعدين يعني أنا ما نفضتش ، ما أنا بعت لك الواد جنش ، وأنت عارفة إنه كفاءة.

همس داخلها يرتجف ، وخافقها تجمد ، وعقلها توقف ، ولكن لابد وأن توقفه عند حده فمن يظن نفسه .

لفت وجهها إليه و لازالت ذراعيه قابضة على خصرها فجحظت عينها عندما......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي