البارت الرابع عشر

#البارت_14
#الأسطورة_أسماء_حميدة

توقفنا عند بطل القصة عندما كان بغرفة رضوان شقيقه المتوفي ممسكٱ بصورة أخيه مشتتٱ .

لماذا كان أخيه دائم التردد على مصر و ما سر تعلقه بها لطالما كان يسمع أن من يشرب من ماء النيل يعود إليه و لكنه لم يقتنع بهذا ، أنها تراهات .

حتى من كان يربطهم بمصر هو ابن عمهم ماجد وقد جاء للعيش معهم منذ عامين .

إذٱ ماذا كان يربط رضوان بمصر ؟

فحتى عندما كان ماجد ابن عمهم هناك لم يكن يذهب لزيارته بالرغم من أن إقامة رضوان أثناء زيارته لمصر كانت في قريتهم بالصعيد في منزل جدهم نصار وهو ميراث والدهم موسى ولكنهم لم يهتموا بهذا الإرث في مصر نظرٱ لثرائهم الفاحش.

أثناء إنشغال ريان في دوامة الأفكار حول سبب زيارات أخيه (رحمة الله عليه )المتكررة لمصر سقطت صورة أخيه من بين يديه فإنفصل الزجاج عن الإطار.

مد ريان يده ليلتقط الصورة وجد معها ورقة مطوية و كانت الصدمة عن ماهية تلك الورقة إنها عقد زواج بإسم أخيه المتوفي و فتاة تدعى سوسن عبد الحميد الزيدي .

الآن عرفت أخي سبب زياراتك إلى مصر .

مهلٱ ، عبد الحميد الزيدي أليس هذا قاتل عمي طه ،فقد قتله عبد الحميد ثأرٱ لأخيه حيث قد وقع خلافٱ بين أخو عبد الحميد الزيدي والد سوسن و طه والد ماجد و عم ريان على قطعة أرض فقد قامت بينهم مشادة كلامية أدت إلى التطاول بالإيدي فقام طه بشد أجزاء سلاحه و إطلاق النار على عم سوسن فأرداه جثة هامدة .

و في الصعيد الثأر يا سادة ،فالدم لا يمحوه إلا الدم وما كان من عبد الحميد سوى أخذ ثأره من قاتل أخيه و قد كان ،قتل طه عم ريان .

كل هذه الأحداث دارت منذ أكثر من 38 عامٱ ، كان موسى والد ريان مازال شابٱ أنهى دراسته توٱ بالجامعة و كان طه أخوه الأكبر .

أخذ المقربون من أهل موسى يحثونه لأخذ ثأر أخيه طه من المدعو عبد الحميد الزيدي و لكنه أبى فقد كان المخطئ أخيه طه عندما اتبع وساوس الشيطان بقتل نفس وكما قال الله تعالى ( من قتل يقتل ) و حقنٱ لدماء الثأر قام موسى بالهجرة إلى أمريكا مما جعله معيرة بين رجال البلدة .

وبعد فترة تزوج من إحدى المصريات المغتربات هناك و أنجب ريان و بعده بست سنوات أنجب رضوان .

لم يسمح لأبنائه بالسفر إلى مصر و عندما توفى موسى أخذ رضوان بالتردد على مصر حتى وقوع حادث الطائرة المشئوم .

وقت هجرة موسى والد ريان إلى أمريكا كان مازال شابٱ في مقتبل عمره و لا يمكنه الاعتناء بماجد ابن أخيه فكان وقتها رضيعٱ كما أن أمه و أخواله قطعوا علاقتهم به فهو جبان من وجهة نظرهم فقد رفض الثأر لأخيه و لكن عندما شب ماجد بدأ موسى و ريان بالتواصل مع ماجد سرٱ .

و أحقٱ للحق ماجد لم يرث من أبيه العنفوان و لا التعصب و التمسك بالعادات البالية كالثأر مثل أخواله و لمن يثأر فقد كان أبوه القاتل .

بعد وفاة والدة ماجد قام ريان بإرسال تذكرة السفر و إنهاء أوراق هجرة ماجد إلى أمريكا ليكون بجوار أبناء عمومته يشدوا أذره و يشد أذرهم فقد كان ريان و ماجد دائمي التواصل عبر النت وكانوا يعتدون المحادثات الصوتية و المرئية معٱ يوميٱ حتى جاء ماجد للاستقرار معهم .

عندما استفاق ريان من شروده في الماضي انتفض واقفٱ ، إذا كان أخوه متزوجٱ في مصر فمن الممكن أن يكن له أبناء من زوجته و نظرٱ لحيثيات هذه الزيجة لابد من تحري الأمر بنفسه فإذا كان لأخيه أولاد من تلك السوسن لن يترك لحمه يربيه غيره ( العرق الصعيدي نط حتى لو كان تربية خواجاتي ) أو يترك أبناء أخيه لعادات اهلهم الموروثة أو يتركهم يتخبطون كما عانى ماجد في صغره .

و بحركة سريعة ضغط زر الاتصال بماجد الذي كان يدير معه الشركات و الاعمال .
ريان : book me aticket on the plane to egypt as soon as possible, majed
........,...........................

قبل أسبوع عند وعد .
بعدما أعلن جهاز ضربات القلب توقف الحياة عن جسد أبيها المسجى على سرير العناية المركزةو فشل الطاقم الطبي إنقاذ الحامي لهاتين الضعيفتين و انهيار همس و توصية وعد لنجوى بأخذ همس و الهروب من هذه الدائرة المغلقة عليهما بوصمة العار من جراء الإتهامات التي أنهالت على أبيهم من كل حدب و صوب و ما توقعته وعد قد كان .

بمجرد إفاقة همس و تسللها هي و نجوى من أحد أبواب المشفى الخلفية كان قد توافد عدد من الظباط و أعداد من الصحفيين منهم من هم تابعون لبعض الجرائد الصفراء التي تسعى حول الفضائح كالجراد فلم يتركوا لها فرصة للحزن على أبيها و لم يكن لديها خيار سوى الصمود .

قامت وعد بالاتصال على أحد زملاء الدراسة بالجامعة و التي كانت وعد تعلم بحقيقة مشاعره نحوها فما كان يشعر به محمد نحوها لم يكن شعور زمالة أو صداقة و لكن كان شعوره ابعد من ذلك بكثير و بالرغم من ارتياح وعد لمحمد إلا أن مشاعرها نحوه لم تتعدى مشاعر الإخوة ليس لضعف إمكانياته المادية كونه من أسرة فقيرة تقطن أحد الأحياء الشعبية بمدينة القاهرة يكفيه فخرٱ تفوقه الدراسي في ظل ظروف أسرته البسيطة و إلتحاقه بكلية الإعلام فهو نموذج للشاب الطموح و إنما هي أحكام القلب يا سادة.

فطالما كانت وعد تقرأ العديد من القصص و الروايات الرومانسية و تمنت عندما ترى فارس أحلامها للمرة الأولى أن تشعر بدقات قلبها تتسارع تهافة عليه و رجفة اليدين أرادت أن تشعر بإحتباس أنفاسها عندما يتغزل بعينيها و..و..و..
ما من هذه الأحاسيس راودتها لا مع محمد و لا غيره من زملاء الجامعة لذا حجمت علاقتها بمحمد في إطار الصداقة حتى لا يطيح خياله و يرسم مستقبله معها بأحلام وردية لم و لن تكون هي بطلتها لأنها و بكل بساطة ليست من هؤلاء الفتيات اللآتي يبتهجن بدوران الشباب في فلكهن فاحترم محمد شخصيتها و برغم ما يكنه لها من مشاعر و أحاسيس إلا أنه التزم بتلك المسافة التي خلقتها وعد في علاقتهم معا و لكنها تعلم أنه لن يتخاذل أبدٱ عن الوقوف بجانبها في محنتها .

محمد رادٱ على اتصال وعد : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

وعد هاتفيٱ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .

محمد : وعد في إيه، مال صوتك ؟

وعد : اسمعني يا محمد مفيش وقت أنا في مصيبة .

محمد بقلق حقيقي : يا ستار يا رب في ايه يا وعد قلقتيني ؟

وعد : أنا عوزاك تجيلي عند البوابة الخلفية لمشفى ......و تتصرف لي في مكان إن شالله أوضة و صالة بس يكون ليها حمام خاص بها .

محمد : اعتبريه حصل ، العمارة اللي أنا ساكن فيها مع اهلي فيها شقة فضيت امبارح من السكان و للحظ صاحب الشقة ساب مفتاحها مع والدتي عشان لو السمسار جابلها سكان ، بس لمين ؟

وعد : مش وقته يا محمد ، لما تيجي هحكيلك .

محمدو هو يخرج من باب شقته مسرعٱ.
محمد : مسافة السكة يا وعد .

خرج محمد من البناية متوجهٱ إلى إلى أول الشارع مشيرٱ لإحدى سيارات الأجرة.

محمد للسائق : سلاموا عليكوا يا أسطى لو سمحت وصلني عند البوابة الخلفية لمستشفى .......... بس بسرعة و حياة أبوك .

وبعد مرور خمسة عشر دقيقة كان محمد قد وصل إلى عنوان المشفى الذي وصفته له وعد فوجد.........

استوووووووب
تفتكروا محمد هيساعد وعد و لا هيتخلى عنها بعد طلبها الغريب بالنسبة له ؟
و يترى الأخ درش هيعمل ايه مع البسكوتة .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي