البارت الحادي عشر

#البارت_11
عند وعد وريان، بينما كان ريان جالسا يتناول طعامه، وهو يصدر همهمات تدل على استمتاعه بمذاق الطعام ذو الرائحه الشهية ، سال لعابها فهي تتدور جوعٱ ، وبدأت تلعق شفتيها بلسانها في حركة تلقائية تنم عن شدة جوعها .
أما هو يراقبها باستمتاع ، وما إن قامت بتلك الحركة ، حتى ألقى شوكته في الطبق مصدرٱ صوتٱ مزعجٱ.
صرخ بها :Enough ،كفى.
   كفى ، هذا يكفي .
وعد بعد صراخه عليها : ايه؟! في ايه مالك؟!!ما كنا كويسين يا حلاوة بالقشطة انت ، يا أبو عيون جريئة.
ماذا تقول هذه الخرقاء ؟! إنها تعدت مرحلة الصبر وخطت بقدميها الى مرحلة الخطر ، إلى هنا و قام من مقعده مقتربٱ منها ببطء ، وهي تتراجع الى الخلف تناظره بخوف.
أما هو فراودته رغبة قوية في أن ينقض عليها يتذوق رطوبة شفتيها التي لعقتها عدة مرات بجوع ، و لم تكتفي بهذا فتزيدها عليه بكلماتها المتغزلة تلك .
اخذ يقترب وهي تبتعد .
وعد : ايه اللي حصل بس .
ريان وهو يتطلع اليها ببراءة : ?What, ماذا ؟.
اشهرت سباباتها في وجهه ، وهي تتراجع فارتطم ظهرها بالحائط قائلة : أنا مش قلت بلاش وات دي ، حلو لما بنوته زيي تنحرف على ايدك.
  ريان اصبح لا يفصل بينهما سوى بضعه سنتيمترات قليلة ، وعندما سمع جملتها الاخيرة. ، فهم سبب مجيئها إلى هنا ، ليس بسبب القتل او السرقة ، انها من أحد مجانين المشاهير الذين يطاردونهم في كل مكان للفت الانتباه ، ترى من طاردت غيره .
   عند هذه النقطة احتدمت بداخله مشاعر لم يشعر بها من قبل هي نيران الغيرة ، وهو يتخيلها في موقف مماثل مع احد غيره ، يريد معاقبة تلك الشفتين على ما تفوهت به منذ قليل ، لقد ظن وجودها هنا له سبب قوي ، لغز يجب عليه معرفته .
كم احتقر حاله على تبرير المواقف لها ولكن لم يتخيل ان كتلة البراءة والظرافة تلك ما هي الا فتاة رخيصة تسعى بكل عهر للايقاع بأحد الشخصيات الهامة سعيٱ وراء الشهرة .
إذٱ لك هذا ، كوب وجهها بيديه ، مقربٱ إياها له مقتربٱ بشفتيه من وجهها ، يرغب في تقبيلها  ، وان لم تمانع فربما يمنحها ليلة في احضانه ، ولما تمانع وهي التي اتت بقدميها اليه ؟!.
حسنا ، غدا سيلقيها خارج القصر بل خارج حياته بأكملها و كأنها لم تكن .
فجأة عندما فهمت ما ينتوي فعله أثنت ركبتها اليمنى ، وهي توجه له ضربة اسفل الحزام ،
ريان : اللعنه، ارتد هو على أثر هذا للخلف منحنيٱ بجزعه للأمام ساقطٱ على ركبتيه ، يأن بألم وقد أحمر وجهه ، وأوشك على الإغماء .
أسرعت إليه تحاول معاونته على الوقوف ، تمنى ريان في هذا الوقت لو كان مسدسه في غمضه ، لكان اصابها بطلقة بين حاجبيها لما فعلته.
وعد : معلش بقى ،تعيش وتاخذ غيرها .
وعندما التقط يدها يستند عليها ليتمكن من الوقوف .
وعد مستكملة بغباء : حلو لما علمت عليك دلوقت .
كان سيسامحها على ما فعلت فلقد ظن بها السوء ، وأعتقد أنها فتاة رخيصة ، واخترق مساحتها الشخصية و الأدهى أنه كان مقدمٱ على تقبيلها   ، فهذا رد فعل طبيعي منها ، ولكن بعد (علمت عليك) ، لا أيتها الصغيرة ليس ريان موسى من تعلم عليه إمرأة ، فلم يستطيع فعلها أعتى الرجال .
جذب يدها التي كانت تسانده بقوة فاختل توازنها ، وسقطت على الارض ، وبحركة سريعة كان يثبت يدها أعلى رأسها على الأرض ، وهو يعتليها .
وعد بشراسة :  ده أنت ما حرمتش بقى .
أما هو فقد انقلب السحر على الساحر وسحبته هي الى بحر عينيها .
ريان مأخوذ بجمالها : How! beutiful you are  ،كم انت جميلة.
وأخذ يتساءل عن لون عينيها أهي خضراء أم بلون البحر الهائج في موسم الشتاء ؟! فهما مزيج بين نقاء ودفئ اللون الأخضر وشراسة وقوة زرقة المحيط.
وعندما شعرت وعد بتأثيرها عليه ، فقد اصبح مخدرا تماما ، التمع الخبث  في عينيها ، وقد أثنت ركبتيها تدفع جسده  بعيدا عنها ، فاختل توازنه وسقط على ظهره ، ( يخربيتك مرمطي الراجل) .الى الخلف .
ناظرها هو قائلا بلغه العيون واثقة من حالك أنت صغيرتي ، وقد أحببت اللعب معك .
جاوبته بعينين تملأها الاثارة والتحدي فلنبدأ بالعد إثنان لي وصفر لك وهدف الثاني كان بنيران صديقة .
وفجأة انتفضت واقفةوقد داهمها الجوع مرة اخرى .
وعد بتذمر طفولي : الاكل  ،يا جاحد .
وفي تلك الأثناء رن هاتفها ، فتصلب جسد كلا منهم فهي تتوقع من المتصل بالطبع لابد وأنه  زين يتساءل الى ما توصلت اليه مع ريان ، وهو لكونه تناسى امر هاتفها فمن الممكن ان تتواصل مع احدهم  وياتي لمساعدتها على الهرب ، وهنا قد عاد إلى أرض الواقع ماذا لو أرادت الرحيل .
التقط الهاتف من يدها سريعٱ وهي تخرجه من جيب الحقيبة التي تتخصرها على جزعها ، ضاغطٱ على زر الاجابة ثم المكبر .
زين : الو ها يا وعد ؟! ما اتصلتيش يعني ، عرفتي تقابلي ريان بيه ، وتعملي معه الحوار.
اشار لها ريان بالكلام
وعد : بحاول يا زين .
زين : طب ما تنسيش كم صورة حلوين عشان المقال.
وعد : ربنا يسهل .
ضغط هو على زر الاغلاق .
وأشخصت هي بشرود في نقطة ، مثبتة نظرها عليها ، تسأل نفسها ما الذي استفاده هو من فتح المكبر ؟!  تطرقت رأسها للأسفل في خجل ياه على الكسفة ، يا حازم ، حازم.
وعد ولا زالت على وضعها منكسة الرأس لقد سئمت من هذه اللعبة، فإذا كان يفهم العربية، لما يتعامل معها هكذا ؟!كأنه لا يفهمها وهي كالبلهاء تتغزل بعينيه تارة و عضلاته تارة اخرى .
  وعد وهي تلطم خدها : يا دي النيلة ، أتاريه عاوز يبوسني وفكرني من البنات التوتو ، لا يا باشا والله ده كان هزار ، يعني أنت يجي في بالك إني كده .
فأشار لها بحركة إلى جانب اذنه تدل على انها مجنونة .
اذٱ لابد من وضع نهاية لهذا الوضع ستقول الحقيقة ، انها جاءت الى هنا من اجل اجراء حوار صحفي ، وكم صورة ،  وانتهى الأمر .
إن وافق أجرت الحوار وأخذت الصور ، وغادرت من هنا بسلام .
وعد :Do you understand Arabic , هل تفهم العربيه  ؟
ريان بحاجب مرفوع  : And you speak english.وهل انت تتحدثين الانجليزية.
وعد بتوجس : yes ,and does that meaning you understand what i was saying since i came here.
نعم وهل معنى حديثك انك تفهم ما كنت اقول منذ ان اتيت الى هنا.
ريان بابتسامته الساحرة الرذينة وهو يشير برأسه كعلامة ايجاب على سؤالها .
وعد باندفاع : وحياة أمك ، قصدي مامتك.

وعد ريان بقلمي اسماء حميدة.
عند مصطفى وهمس.
خرج مصطفى من محل ابيه باحثٱ عن جنش فإن  تفاجئ بقصد عبد الرحمن الشريف ، فلن يمرؤها لمن دخل بيته ، وتحقق من اهله واعجب بهم ، و (قال ايه عاوز يجس النبض) ، هكذا ردد مصطفى بينه وبين نفسه ، وعند ما لم يجد جنش قادته قدماه بخطوات تأكل الأرض أسفله .
قائلا لنفسه : ابتديناها بدري قوي واحد قصده شريف والثاني عاوز يجس النبض ، دي ما كملتش ليلة في المنطقة ده أنا هاشوف أيام سودا ، و بينه هيبقى هيبقى مرار طافح .
وعندما وصل اسفل البناية سمع صوت صديقه علي وهو يناديه .
علي : درش يا درش .
مصطفى : اخبارك  أعلوه ؟
علي : في نعمه والله يا صاحبي ، بس كنت عاوزك في كلمتين .
مصطفى : ماشي بكرة هاعدي عليك في الورشة.
علي :  لاما هو الموضوع اللي عايزك فيه ،ما يتأجلش .
مصطفى : خير يا علي قلقتني .
...............................
كانت همس مع السيده نجوى يقومون بترتيب غرفة مصطفى بعد ما تركها ، لتقيم بها همس وأختها .
اخذت همس تفرك يديها في توتر.
نجوى : مالك يا همس يا حبيبتي في ايه  ؟!
همس لنجوى : كنت عاوزة حاجة من الصيدلية .
نجوى : ماشي يا قمر ، يجي بس مصطفى ، وهخليه يجيب لك اللي انت عايزاه .
همس وقد احتلت الحمة خديها مسرعة : لا يا مامي بليز , اللي عاوزاه مصطفى مش هينفع يجيبه.
كانت همس تريد أشياء تحتاجها الفتيات في هذه الفترة من الشهر، فقد دهمتها عادتها الشهرية.
فهمت السيده نجوى ما ترنوا اليه همس، وقالت لها  :خلاص يا حبيبتي انا هانزل اجيب لك اللي انت عاوزاه.
همس : لا يا مامي إحنا من الفجر سفر ، وأنت من وقت ما جيتي ما ارتحتيش ، وأنا لازم أتعود على الوضع الجديد ، أنت أوصفي لي الطريق بس ، وأنا هروح لأقرب صيدليه وهسأل لغاية ما أوصل .
وصفت نجوى طريق الصيدلية لهمس فتوجهت همس إلى الحمام لتغيير ملابسها ، استعدادا للذهاب.
...................................
علي : لا يا ديشا ما تقلقش خير ان شاء الله ، تعال بس نقعد على القهوة نشربوا كوبايتين شاي وهرسيك على الدور .
مصطفى : يلا.
جلس الاثنين على القهوة وطلب لهما علي كوبين من الشاي ، وانصرف العامل لإحضار الطلبات.
علي : بص بقى يا درش بقى خير في سلامة،  وسلامة في خير ،أنا هاجي لك سكة ودغري .
مصطفى :  يا ريت ، يا علوة عشان مش فاضي .
علي : انا كنت عاوز اسالك عن الانسه اللي كانت واقفه مع خالتي نوجة الصبح قدام بيتكم ، هي تقرب لكم  ؟!
مصطفى بعد ان استنبط من حديثه ما هو قادم وقف امامه يقبض على مقدمة قميصه من الأمام.
مصطفى : اسمع بقى إحنا صحاب من سنين ويعز علي أخسرك، بس عينك لو جت عليها ولو صدفه أنا هاقلعهلك ، ودي عشان ما تبصش للي ما يخصكش.
وقام مصطفى بنطح علي بجبهته فوق عظمة انفه ، فانفجرت منها الدماء.
علي : بتمد يدك علي يا مصطفى مصطفى واقطع لك رقبتك كمان لو بصيت لواحده تخصني .
علي : تخصك ازاي يعني ؟!
مصطفى وهو يهم بلكمه في وجهه : ما قولتلك، ما يخصكش .
وتركه وانطلق معاودٱ الى المنزل وعندما خطت قدميه مدخل البناية سمع وطئ أقدام حذاء أنثوي يهبط الدرج ، فإختبئ عند سلم البدروم وما ان هبطت الدرج وأصبح وجهها لبوابه البناية وظهرها لسلم البدروم.
اقترب منها واقف خلفها وقام بوضع يده على البوابة امامها ليمنعها من الخروج .
همس وما ان استشعرت انفاس أحدهم على عنقها من الخلف ، شهقت بفزع : ايه ده في ايه ؟! مصطفى : بقى مش عارفه في ايه ؟!
همس بعدم اكتراث : لا ما اعرفش .
مصطفى : في ان رجليكي الحلوين دول لو خطت برة باب الشارع هاقطعهم لك .
همس بتحدي : طب انا هاخرج ووريني هتعمل ايه ؟!
مصطفى بغضب وقد ارتفع صوته : بت انت امشي اطلعي فوق أحسن لك ، بدل ما أغيب عليكي .
همس وقد لجأت الى الحيلة التي لا تخيب بعد صراخه عليها وهي دموع حواء .
همس : لو سمحت يا أستاذ مصطفى ، أنا لازم اخرج ضروري .
خلع قلبه عند رؤية دموعها رفع يده الى خدها ، يجفف حبيبات اللؤلؤ التي تساقطت من جوهرتيها ، وبهذا دنت هي من هدفها فحتمٱ سيسمح لها بالخروج.
مصطفى بحنان : لازمتها ايه الدموع دي قولي لي رايحة فين همس بنبره مختنقة : رايحة اشتري حاجات .
مصطفى بهيام : يا بخت الحاجات .
همس : نعم .
مصطفى : قصدي على الحاجات اللي القمر ينزل لها من السماء للشارع .
همس : مصطفى انت بتعاكسني؟
مصطفى بهيام  : يا لهوي على مصطفى وسنين مصطفى،  اه بعكسك الصراحة اكذب يعني .
همس : انا اللي مش فاهماك بصراحة ، ممكن تعديني .
تحولت عيون مصطفى بعد ما كانت تخرج قلوب الى ألسنه من اللهب مصطفى :  تخرجي فين ده على جثتي ده انت ما كملتيش كم ساعة في المنطقه ولغاية دلوقتي جاء لك تلت عرسان اصل انا ناقص ، ده كفاية مصطفى منك دي ، يا لهوي تعمل اغماء فوري .
همس : طب هو انا محبوسة يعني ولا ايه ؟
مصطفى : لا طبعا لا عاش ولا كان ، بس برده مش هتخرجي .
همس بدلال لا  تفتعله فهي بالفعل بسكوته.
همس : عشان خاطري يا درش بليز انا لازم اشتري حاجة لازماني من الصيدلية.
مصطفى متقدما منها بصوت متحشرج باثارة : طب يعني بعد درش اللي قلتيها دي المفروض مين أتماسك  إزاي ، ده كمان واحدة درش وبعديها هلم ورق اقسم بالله.
همس مستكملة حديثها بنفس النبره : بتقول حاجه يا مصطفى؟!
و بدون إضافة كلمة وماذا بعد مصطفى بتلك النبرة المميزة وهو يخر راكعٱ على ركبتيه امامها ، رافعا لها على كتفيه ، فأصبح يحتضن ساقيها من الركبة ونصف جسدها متدليٱ خلف ظهره ورأسها تتأرجح للأسفل مع صعوده درجات السلم.
أماهي من الصدمة جحظت عينيها واخذت تضربه بقضتها على ظهره .
همس : ايه اللي انت بتعمله ده ؟ نزلني باقول لك.
لم يستجيب مصطفى لما تقول ولم يتأثر بضرباتها إليه  قائلا : ضرب الحبيب زي اكل الزبيب لم يتوقف الا عندما وصل بها امام باب الشقه وهو يحملها كشوال البطاطس
وعندما كان ينزلها حدث ما لم يتوقعه ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي