البارت العاشر

#البارت_10
كانت التي يظنها امه توليه ظهرها تجلي ما في الحوض من اطباق، عندما لم تجيبه، ظن عدم ردها انها غاضبة عليه ، فأراد ان يزيد من تدليلها حتى تسامحه ، وتبادله الحديث .
ضمها اكثر الى صدره وهو يطبع قبلة على خدها .
مصطفى : ما خلاص يا اماه بقى ، كان عندي مصلحة على السخان كده بخلصها، وبعت لك الواد جنش .
همس وداخلها يرتجف وخافقها تجمد وعقلها توقف عن العمل ، ولكن لا بد ان توقفه عند حده فمن يظن نفسه .
لفت وجهها اليه ولازالت ذراعيه قابضة على خصرها .
جحظت عيناها عندما كان يهم بطبع قبلة أخرى على خدها ، فكادت شفتيه تلامس خاصتها عند استدارة وجهها اليه.
تيقظ عقلها سريعٱ وابتعدت برأسها عنه قبل ان يلثم شفتيها .
اما هو عندما ضمها الى صدره بقوة لم يكن يضمها هي ، هو عندما دخل خلسة الى المطبخ ورأى التي تعطيه ظهرها بملابس والدته ، بل و بأحد اغطية الرأس التي اعتادت والدته على ارتدائها في البيت فطوق خصرها بذراعيه ولكنه تعجب من طراوتها و نحافة جسدها فلم يعلق ظنآ منه أنها تجهد نفسها في العمل فلابد أن يتحدث معها مرة أخرى فهي تأبى ترك أمانة صديقتها.
كما ان الجلباب فضفاضٱ لا يرسم منحنيات تلك الاميرة عكس ما رأه عليها صباحٱ،
لم يخطر بباله ولو لثانية ان من جاب المنطقة باكملها وضواحيها ، في منزله تقف في مطبخهم تجلى الاطباق .
أي هزي هذا ؟!!
لابد وأن العامل بالمقهى وضع له شيئا في الشاي ، ربما حبوب هلوسة ، ولكنه استبعد هذا فهو لم يلتقيه من قبل ، فلماذا عساه ان يقدم على فعلة كهذه ؟!!
إذا هو من كثرة انشغاله وتفكيره بها اصبح يراها في كل الوجوه ، حتى وجه امه.
أما التي كان قابض على خصرها وبعد ان استدارت برأسها ورأها خشي أن تتبخر من بين يديه كما كان في الصباح ولم يجدها ، فأحكم قبضته عليها بعد ان أدارها إليه ، فأصبح وجهه مقابلٱ لوجهها يطالعها بحنين ، كمان وجد ضالته المنشودة ، او كعشق سلبت منه حبيبته فصال و جال حتى عادت اليه .
أيعقل أن يكون عشقها من أول نظرة .
لا هي جنيته التي عادت من أجل أن تأخذه إلى عالمها ، إذٱ هي ليست أنسيه كما أعتقد ، و هو ظل يبحث عنها طيلة النهار والآن تشاكسه حتى يهيم بها ، فمرة تظهر له في الظلام ، ومرة تتشكل في زي امه .
أفاق من شروده اللحظي بعينيها وهي تضع كفيها على صدره كسد حائل بينه وبينها ، وتبتعد برأسها عن وجهه.
همس وهي بين يديه تدفعه بقوة .
همس : أنت لو ما بعدتش عني أنا هصوت.
لازالت تدفعه عنها ولكن لصلابة جسده لم تزحزحه إنشٱ واحدٱ عن موضعه ، ومن كثرة مقاومتها له وتهديدها بالصراخ ، تدافعت الأفكار إلى رأسه ، لو كانت جنية من الجن العاشق ، لكانت أكثر من مرحبة من هيمناتها عليه ، وانجذابه لها ،و إن أغضبها فلن يستعصى عليها شيء ، تستطيع إيذاءه بسهولة ، ولم تبقى هكذا في أحضانه تنتفض دافعة له وتهدده بالصراخ .
إذا هي ليست جنية وهو لا يهلوس ، وهي بالفعل بشرٱ مثله ، وهنا في بيته لكن ، من هي ؟!!!.
همت تفتح فمها تصرخ فدفعها للخلف ، حتى إرتطمت بالحائط.
فأصبح المشهد كالتالي يد على فمها ، ظهرها للحائط ، ويده الأخرى يستند بها الى جانب وجهها على الجدار محتجزٱ أياها بينه وبين الحائط ، مصطفى وعندما استشعر ملمس شفتيها على باطن يده سرت بجسده رجفة كماس كهربائي مصدره هي .
اقترب منها حتى كادت شفتيه تلامس شحمة اذنها.
مصطفى : أنا هاشيل إيدي بس لو صرختي ، أنا مش مسئول عن اللي هيحصل .
أمأت هي رأسها برعب حتى يبعد يده عنها ، بالرغم من أن السيدة نجوى هي من عمدت على رعايتها وتربيتها هي ووعد ، إلا أنها لم تراه من قبل .
من حديثه علمت أن هذا هو مصطفى ، ابن السيدة نجوى ومن تدعوها مامي.
ولكن ألم تكن السيده نجوى دائما ما تشدو بأخلاق ابنها وتربيته وشهامته واحترام الناس اليه.
فعندما توفت والدتها كانت وعد بالثانية عشر من عمرها ، وهمس بالعاشرة من عمرها وكان مصطفى يكبرهما بعشرة أعوام اي كان في العشرين من عمره.
فقد كانت نجوى تعمل في بيت جدها لأمها ، وكانت تكبر أمها بعامين .
كانتا صديقتين فلم تكن علاقتهما كإبنة رب عملها والخادمة بل مثل شقيقتين, وعندما خطبت نجوى كانت ليلى والدة همس ووعد ،لازالت لم تتزوج بعد ، كانت ليلى تشتري لنجوى من مصروفها الخاص الكثير مما يلزمها للزواج وعندما كانت تذهب لشراء أشياء خاصة بها كملابس او غيرها ، تحضر من كل شيء اثنين واحدة لها والاخرى لنجوى ، وعندما توفت ليلى وتركت بنتيها امانة في رقبة نجو، وللحق كانت نجوى خير من يؤتمن.
وفي هذا الوقت كان أشدهم تأثرٱ بوفاة الام هي الرقيقة همس.
قد كانت همس تخشى المبيت وحدها ، فكانت تغفو كل ليلة باحضان نجوى وهي تحكي لها عن مصطفى ، واخلاق مصطفى ، وشهامه مصطفى ، ومواقف مصطفى الكثيرة مع اهل منطقته منذ ان كان بالعشرين من عمره , حتى باتت همس تتخيله وترسم له صورة رائعة ليست كحبيب ولكن كشخصية لأحد الأفلام الاسطورية ، أما هذا الذي تراه امامها لا يمت للصورة التي في خيالها بصلة.
سامحك الله يا مامي نجوى هذا هو الشهم الجدع حامي الحمى إنه وقح ، ولكن حتى تكون منصفة هو أوسم من الصورة بكثير ، اطول قامة اشد صلابة ، وحسب .
استكمل مصطفى بعد ان ابتعد برأسه قليلا عنها وما زال ناظرا الى وجهها يتشرب ملامحها.
مصطفى : أنت مين ؟!!وايه اللي جابك هنا؟!! في هذه الأثناء جاءه صوت امه وهي تقول : همس يا همس خلصتي يا حبيبتي .
إذا هي همس ابنة السيدة ليلى رحمة الله عليها .
ابتعد مصطفى عنها ببطء خارجٱ من المطبخ متوجهٱ الى مصدر الصوت وتركها تقف مكانها ولم تتحرك خطوه تستند الى الحائط بوجه يكسوه حمره الغضب من افعاله ، وكذب نجوى عليها .
عندما رأته نجوى أشحت بوجهها عنه ، لا تريد محادثته .
مصطفى وقد تبدل حاله عن الصباح والبهجه تملأ مقلتيه.
مصطفى : أنت لسه زعلانة مني يا نوجا .
واسرع يقبل رأسها ويديها .
مصطفى : خلاص بقى يا اماه حقك على راسي ، كان في مصلحه حلوه كانت هتطير مني بس ربك رب قلوب ، ادعي لي يا اماه يبقى ليا قسمه فيها .
لان قلب نجوى لفلذة كبدها وابتسمت في وجهه داعيه له.
نجوى : ربنا ينولك اللي في بالك يا ابن بطني .
أمن مصطفى على دعائها بلهفة.
جذبته نوال من ذراعه ساحبة له خلفها .
نجوى تعالى أماأعرفك على همس ، بنت ايه حكايه .
اجابها في داخله :ومش اي حكاية ، زغرطي يا اماه ابن جه على بوزه .
دخل الاثنان الى المطبخ.
نجوى لهمس : تعالي يا هموسة هاعرفك على مصطفى.
مصطفى وهو يناظرها بابتسامة لعوب .
مصطفى : كده برده يا اماه مش تقولي ان عندنا ضيوف، عشان اعمل معهم الصح .
وغمز لها بعينه وهو يلاعب حاجبيه في غفلة من والدته .
أما هي بادلته الابتسامة اللعوب بأخرى ساخرة ( هيعمل معهم الصح ) عن اي صح يتحدث وهو الخطأ بعينه.
مدت يدها مرغمة تصافحه بأطراف اصابعها ، فابتلع كف يدها في كفه العريض ، يسلم عليها بحرارة كأنه ألتقاها للتو وكانيعرفها منذ زمن.
مصطفى : نورتينا يا انسة همس.
همس وهي تجذب يدها من كفه بقوة .
همس : هاي .
نجوى لمصطفى وهي تلتفت خارجة من المطبخ .
نجوى : تعالى ورايا يا مصطفى ، عشان تلم حاجاتك من الاوضة تنزلها الشقة اللي تحت .
مصطفى وهو يجز على اسنانه فقد أراد ان يجاور القمر أما الآن ، تحطمت كل احلامه فهو سيسكن شقة البدروم .
مصطفى : جاي وراك يا اماه .
واقترب منها ، فأخذت تتلفت حولها تلتقط أحد السكاكين بيدها ، فأسرع يقبض على معصمها مقربٱ السكين نحو صدره من جهة اليسار في اشارة منه الى قلبه.
مصطفى وهو يناظرها بنظرة هائمة : اعتبريها غرزت هنا .
وعادت الابتسامة اللعوب على وجهه قائلا : وبعدين ما تخافيش كفاية عليك حضنين النهارده.
وتركها تسبه في سرها خرج من المطبخ وما ان خرج حتى رمت السكين من يدها .
وبصوت عالي نسبيا : وقح.
قفز برأسه لها من خلف جدار المطبخ وهو يشير على خده غامزا.
مصطفى : حضنين وبوسه وبعدين لمي لسانك شوية .
دخل مصطفى الى غرفته يلملم متعلقاته فوجد ملابسها معلقة على مشجبه.
اخذ قطعة منها يستنشق عطرها كأنه اكسير الحياة.
وهبط بنظريه لجوار السرير وجد حذائها على الارض جلس على عقبيه ينظر الى فردتي الحذاء يحدثهما : امتى هتركني جنب جزمتي بالحلال ، هاتها جمايل يا رب.
جمع اشيائه وهبط الى شقة البدروم بالرغم من حزنه لانه لن يبيت في نفس الشقة.
فهو سيد من يعرف الاصول ،، ولكن يكفيه انها ستسكن معه نفس المكان إنه جار القمر .(ما تنشف ياض)
بعد ما وضع اشياءه في الشقة بالأسفل خرج من البناية مسرعٱ ، ليغلق المحل مع والده الذي سيسكن معه شقه البدروم حتى يتركوا الفتيات على راحتهم .
اراد ان يغلق معه المحل ويعودا للمنزل سويا لتناول الطعام في الأعلى مع زوجة المستقبل.
نعم فسيجعلها تحبه سيفعل المستحيل ، هي له وحسم الأمر.
وأثناء توجهه ألى المحل اقترب منه احد جيرانه في المنطقة و يدعى عبد الرحمن .
عبد الرحمن : مسا مسايا درش. مصطفى هو يشع بهجة : أحلى مساء يا عبود.
عبد الرحمن : بأقول لك يا زميلي هي مين الحتة اللي كانت مع خالتي نوجه الصبح ؟
مصطفى قد تبدلت ملامحه الى الغضب وعينيه تحاكي الجحيم قابضٱ على عنقه من الخلف جاذبٱ إياه إليه.
مصطفى : ماتحسن ملافظك يا زفت ، وبعدين يخصك في ايه ؟!!!
عبد الرحمن : في ايه يا زعامة ؟!!!! ما لك انا قصدي شريف.
مصطفى بغضب : بلا شريف بلا خفيف , وما لكش دعوه بيها لأنها تخصني .
عبد الرحمن رافعا يديه باستسلام : أسفين يا ديشة ، وعلى العموم مبروك يا غالي .
انصرف مصطفى من امامه متوجهٱ إلى والده في المحل .
مصطفى: السلام عليكم يا حج.
الحاج زكري : وعليكم السلام يا ابني .
مصطفى : يلا بينا يا حاج عشان هنتغدوا مع امي والضيوف .
الحاج زكري وهو يحك ذقنه بيده : بأقول لك يا مصطفى هو الولد جنش راح عندنا البيت النهاردة.
مصطفى متذكرٱ أنه هو من أرسله هناك لتركيب السرير .
ماذا ؟!! هل رآها هو الآخر.
مصطفى مستفسرٱ وهيئه والده تدل على ان هناك خطب ما ويعرف ان هذا الامر يخصها .
مصطفى : ايوه يا حاج ليه في حاجة .
الحاج زكري : اصله جاي بيسألني عن الضيفة, وقال عايزني اكلم امك عشان تجسس له النبض .
هو و قد هم خارجٱ من المحل وغضب العالم يستحوذ عليه من كلام ابيه، عن كون جنش يريد خطبتها .
الحج ذكري : رايح فين يا مصطفى مصطفى :هاوقف له النبض اللي عاوز يجسه و هاقطع له الحرارة.
( عنيف قوي درش ).
خرج محادثٱ نفسه : إحنا هنبتديها عبد الرحمن طلبها ، و جنش عاوز يجس النبض ، ده بينه هيبقى مرار طافح .
( بصوت الكبير قوي).
وعندما عاد مصطفى إلى المنزل ، دون أن يرجع إلى والده للعودة سويٱ.
و بمجرد وصوله الى المنزل كانت المفاجاة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي