البارت التاسع

#البارت_9
عندما استفاقت سارة من الحالة التي استحوذت عليها، عندما اقترب منها محمد بهذا الشكل غير المعهود ، وانتبهت على صوت هناء ووقع اقدامها على السلم
وهي تصرخ.

هناء: بت يا سارة ، انت نسيتي باب الشقه مقفول ، زمان القطط اللي على السلم دخلت بهدلت الدنيا جوه .

كانت هي أول المنتبهين من الهالة التي أحاطتهما ، وما كان منها الا انها أسرعت الى غرفه هناء ، وقامت بإغلاق باب الغرفة .

أستندات بظهرها على الباب ، واضعة راحة يدها على صدرها تهدئ من هدر خافقها الذي أصيب بحالة من النشاط غير المعهود يخفق بقوة ، مما أدى الى ارتفاع وتيرة تنفسها ، وأحتلت الحمره وجنتيها .

رفعت يدها تلقائيٱ إلى خديها تستشعر حرارتهما .

ما حدث منذ قليل كان حلم من احلام اليقظة ، أن تنعم بنظرة دافئة من عينيه.
أن يتمنى ذلك القاسي قربها ، ويطلب ودها ، وهي تتدلل عليه.

أي دلال بعد إستلامها المخزي للمساته ، كان يستوجب عليها صفعه .

وليس الإستسلام والخنوع لأول اقتراب بينهما دون رابط رسمي .

هو حتى لم يقولها (احبك سارة).
سارة لنفسها بلوم : دلوقتي هيقول عليا ايه .

حمدت ربها أن هناء جاءت بالوقت المناسب ، فلو استكمل محمد ما شرع به وهي في هذه الحاله من الضعف ، لن تستطيع النظر اليه مرة اخرى .

ظلت على تلك الحالة تلوم نفسها وضعفها امامه .

أما الذي كان بعالم اخر لم ينتبه على صوت اخته ، ولا دخولها من باب الشقة ، فهو ما زال على وضعيته في حالة من الهيام والنشوة ، لم يتخيل أنه سيعيشها مع من يعتبرها اخته الصغرى ، لقد كبرت واصبحت دافئة انثى مكتملة الانوثة .
هناء وهي تنظر الى محمد بإستغراب وهو يقف في منتصف الصالة صامتٱ شاردٱ كأن على راسه الطير ، عينيه مثبتة على باب غرفة هناء ، كأنه يشاهد عرضٱ لأحد أفلام الخيال العلمي .

هناء وهي تهزه : محمد مالك واقف كده ليه ؟!!!

لم يجيبها وما زال على وضعيته .
هناء تهزه مرة أخرى : محمد في ايه مالك ؟!! متسمر مكانك كده ليه؟!!

انتبه محمد اخيرا الى حديث اخته ، فتوجه بنظره اليها ، ولا زال جسده متجمدٱ مكانه ، وكأنه صعق بكابل كهرباء عمومي .

اخذت هناء تتلمسه بإندهاش من حالته تلك وهي تحادثه مستفسرة عن ما اصابه .

كانت ردت فعله أنه اشاح بوجهه عنها ، رامقٱ باب الغرفة بنظرة مطولة.

استدار مغادرٱ الى غرفته دون كلمة گأنه بعالم آخر غالقٱ الباب خلفه .

تعجبت هناء من حالة أخيها ، وتسمر عينيه على باب الغرفة .

هناء وهي تحدث نفسها ، وسارة خلف الباب تسترق السمع لما يحدث في الخارج .

هناء وهي تضرب على صدرها بكفيها : ياااا لهوي ليكون اتخانق مع البت سارة ، وقالت له كلمتين من الدبش بتاعها ، فورت دمه ، قام قاتلها .

أما من بالباب قد استدارت عينيها مما تسمعه من حديث هناء ، وتحليلها للحالة التي كان عليها محمد .

قد كانت تلصق اذنيها بالباب تتلصص عليهما .

ما إن سمعت وقع أقدام هناء يقترب من الباب ، حتى أسرعت على أطراف أصابعها تندس تحت الغطاء على السرير ، واضعة إحدى الوسائد على راسها ، تتصنع النوم متهربة من سيل الاسئلة التي ستنهال عليها من هناء عن ما أصاب محمد اذا علمت انها مستيقظة .

دخلت هناء غرفتها التي تتشاركها مع سارة ، عندما تاتي الثانية للمبيت عندهم .

جلست هناء على حافة السرير وهي تنغز سارة في كتفها بعد ادعاء الثانية النوم .
هنااء بالحاح : ساره ، أنت يا بت.

ازاحة سارة الوسادة، وهي تتمطأ وتضع يدها على فمها بتثاؤب (شوفوا البت).

سارة : في ايه البيت بيولع ؟!!!

هناء : انت نايمة مع اهل الكهف ، أنت شفتي محمد لما جه . سارة و هي تدعي الجهل : ايه ده , هو جه .

هناء وقد يأست من الاستفادة بأي معلومة منها .

هناء : طب قومي يا شملولة، عشان توحة زمانها جابت الفول والطعمية، وجايه ولو ما لقتناش حضرنا باقي الفطار مش هيعرفوا يلموا أشلائنا .

ارتبكت سارة من كونها ستلتقي محمد بعدما حدث .

ماذا سيقول عنها اذا كان منذ قليل نعتها انها قليلة الرباية، فماذا بعد ما كان سيحدث ، لولا قدوم هناء.

سارة : لا يختي انا مليش نفس ، هأقوم أروح اكمل نوم في بيتنا.

واسرعت تلتقط فستانها ترتديه على استعجال.

هناء : كل ده عشان ما تحضريش معايا الفطار ، واطية واطية يعني .

خرجت ساره مسرعة من غرفة هناء .
بعد ما قامت هناء بالقائها بأحد الوسائد ولكنها اخطات الهدف .

اما عنه بعد ما دخل غرفته ،أوصد الباب خلفه، أخذ يلعن نفسه بسبب ما كان مقدم عليه .

منذ متى وهو بهذا الطيش والاندفاع ؟!!
دائما ما كان مثالا للشاب الملتزم هو وللأسف لا يداوم على الصلاه ، ولكنه لم يجرأ على محادثة الفتيات والتقرب منهن .

حتى وعد التي احبها منذ ان وقعت عينيه عليها أو هكذا كان يهيأ له لم يحاول لمجرد المحاولة أن يصارحها بمشاعره ،ولم يخطر بباله ان يكون بهذا القرب منها كما كان منذ قليل مع سارة صغيرته المدللة ، وعد كانت من وجهة نظره حبٱ طاهرٱ بريء ، حتى ولم تبادله ، فهو لا ينتظر منها شيئٱ ، وهي من الاساس لم توعده بشيء ، وحينما يشعر بإنجذاب رجل لإمرأة يكون هذا الانجذاب لمن تربت في كنفه ، وعاملها كأخته الصغيرة، لكن ما احسه بقربها منذ قليل ، لا يشعر به الاخ تجاه اخته .

إذٱ ما هي بالنسبة له إن لم تكن اختٱ؟!!
أكان ينقصه تخبطٱ يكفيه ما هو عليه من ضياع.

اقنع حاله أن ما حدث خطأ ، لا بد وأن لا يتكرر هي اخته ، وانتهى الأمر.

طرقت هناء باب غرفته فأذن لها بالدخول : هناء ايه يا محمد من ساعة ما كنت متخشب في الصالة ، وأنت قافل على نفسك الباب .

محمد بغضب من حشريتها :وأنت مالك ؟!! حشرة مناخيرك في اللي ليكي فيه واللي ما لكيش فيه .

هناء :انا غلطانة إني بطمن عليك ، ويلا قوم ، قبل الطعميه ما تبرد .

كان سينهض ، ولكن عندما تذكر أنه سيلتقيها خجل من حاله .

إذا كانت هي صغيرة فهو الأكبر والأرشد ، هو الذي كان يضع نفسه بمكانه الاخ الاكبر المرشد والحامي ، الآن ماذا ستقول عنه ؟!

استغل الحالة التي كانت عليها من الضعف والانهيار بسبب كلماته اللاذعة ، لا ، لن يخرج .

محمد : ما تغلطيش تاني ،وايه اطمئن عليك دي ؟! أنا مش عيل صغير ، وامشي يلا وخذي الباب في إيدك .
ما ان تذكر محمد ما حدث بينهم منذ قليل إنتابته قشعريرة لذيذة، وهو يتخيل كأنه يستشعرها و هي ذائبة بين يديه.

ماذا لو تأخرت هناء دقيقة واحدة ، فقط واحدة.
..............
وعد ريان بقلمي اسماء حميدة.
عند ريان ووعد.

بعد ما اشار لها ان تتبعه الى داخل الڤيلا، وهي صارت خلفه مجبرة .(مجبرة بردو أبت )

حتى لو هي محتجزة هنا دون إرادتها ، فهي لا تنكر إنه وسيم ، نعم وسيم وله هالة خاصة به مزيجٱ من القوة والصرامة ، والكثير من الوسامة والجاذبية، وتلك العينين التي اقتحمت اسوارها العالية.

فهي لم تكن يوما بهذا الإندفاع كان العديد من شباب الجامعة يسعون اليها ، يرجون نظرة من عينيها، يريدون لفت انتباهها ، و محمد على رأس تلك القائمة.
لكنها أبت أن تبتزل مشاعرها في علاقات عابرة.

كما ان شباب الجامعة في نظرها مجرد صبية حتى من كان يسبقها ببضعة أعوام، عندما رأته علمت لما لم ترى غيره في السابق ، فرجل يعني ريان .

ما إن وصلوا الى داخل القصر ، اصدرت معدتها صوتٱ ينم عن الجوع وما كان منها إلا أن قالت بصوت وصل اليه : وبعدين بقى، أنا معدتي ابتدت تصوصو من قله الأكل ، طب اقول له جعانة ، ولا هتفضح ، ويفضل بقى سين وجيم.

عندما استمع الى ما قالت آلمه قلبه على تلك الحمقاء ،لمجرد احساسها بالجوع، فماذا لو أرادت الابتعاد عنه.

ريان مستدعيٱ إحدى العاملات التي يعملن بقصره ، وبالطبع يجيدن الانجليزية.

ريان للخادمة :Get me lunch and ask her lf she wants to eat,احضري لي طعام الغذاء واساليها اذا كانت تريد ان تاكل .

وعد متمتمة : ينصر دينك يا شيخ .

اما الخادمة فلم تهتم بسؤالها، ستحضر الطعام، وإذا ارادت مشاركته فلتفعل ، فهي على علم بسيدها من توجيهات مدير اعماله إنه يجيد عدة لغات والعربية واحدة منها ، حتى لا يزلف لسانها او لسان إحدى الخادمات بكلمة خاطئة تثير غضبه ظنٱ منهن انه لا يتحدث العربيه، فتصبح في خبر كان.

ريان لا يتهاون ولا يحب كثرة الحديث.

انصرفت الخادمة على عجالة تنفذ ما امرها به، ولم تهتم بسؤلها فإذا كانت ضيفته فلا بد انها تعرف الانجليزيه ، وإن لم تجيدها فلا بد انه دعاها بالعربية لتناول الغذاء معه لذلك هي هنا ، فالخادمة لم تعرف ما دار بينهما في الحديقه ولا تهتم لمعرفته .

احضرت الخادمة الطعام ووضعته على المائدة الفاخرة بقصر سيدها، وبعد ما انتهت أخبرته باحترام : Lunch is ready mister rian, الطعام جاهز سيد ريان.

أشار ريان للخادمة بالانصراف واستقام من مجلسه ، وهي لازالت تقف في مكانها .

ابتعد عنها عدة خطوات .
وعد : يا دي النيلة، هو مش هيعزم عليا عزومة مراكبية حتى.

استدار برأسه لها وهو ما زال مواليٱ لها ظهره ، واشار اليها ان تتبعه .

وعد : يااااه يا حاج، أنا افتكرتك نسيتني ، أصيل يا أبو رحاب ،فحين نفخ هو بغضب، وراك اهوه يا كبير .

هز رأسه ييأس من سليطة اللسان تلك ومن جنونها ، ومن رحاب هذه ، هو لم يتزوج لينجب.

حاج، كبير ؟!تلك الكلمتين اللتان استرعتان انتباهه .

هي تبدو صغيرة بالفعل ولكن هل يبدو لها كهلٱ، هرمٱ..؟!

إذا انتظري وعد سأريك ماذا سيفعله ذلك الهرم.

دخل ريان إلى غرفة الطعام وجلس على كرسيه بشموخ لا يليق الا به .

ماذا ؟! لم يدعوها هو الآخر فإن جلست في حين ان الخادمة لم تسألها عن رغبتها بتناول الطعام، وهو لم يأذن لها بذلك ، سوف ينكشف إمرها .

هو رغم ألمه لاحساسها بالجوع إلا أنه اراد معاقبتها على كلماتها التي فسرها هو بأنها تراه كبير بالسن .

تناول الشوكة ودسها في طبق الاستيك يلتقط منه قطعة كبيرة ، وضعها في الطبق الذي امامه ، واخذ يقطعها قطعٱ صغيرة.

وعندماوضع قطعة منها بفمه اصدر صوت همهمة ينم عن استمتاعه بمذاق الطعام ، الى جانب رائحته الشهية التي التقطتها أنفها ، فسال لعابها ، وبدأت تلعق شفتيها بلسانها في حركة تلقائية تنم عن شدة جوعها .

اما هو يراقبها باستمتاع وما إن قامت بتلك الحركة حتى القى الشوكة التي بيده في الطبق فاصدرت صوتٱ مزعجٱ.
صرخ بها :enough,كفى.

هذا يكفي , كفى, إنه يجاهد حاله منذ أن رآها إنها تجذبه بجنون ، وحركتها تلك اثارته.

وعد بعد صراخه عليها : ايه ؟!في ايه ؟!مالك ما كنا كويسين, يا حلاوة بالقشطة انت، يا أبو عيون جريئة .

إلى هنا وكفى قام من مقعده واقترب منها ببطء، وهي تتراجع إلى الخلف ، تناظره بخوف كهرة صغيرة بعيونها الساحرة تلك ، وهي لا تعلم بماذا اغضبته ؟!!!

أما هو أفلا يكفيها حركاتها التلقائية الجذابة و مقاومته لنفسه، على أن لا ينقض عليها يتذوق رطوبه شفتيها التي لعقتها عده مرات بجوع، فتزيدها عليه بكلماتها المتغزلة
أخذ يقترب وهي تبتعد إلى أن ارتطم ظهرها بالحائط خلفها ، وما كان منها ان.....

اخدتي لي بالك انت يا شوشو

#روايات_أسماء_حميدة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي