البارت السابع عشر

البارت  السابع عشر .
عند محمد وسارة .
مر يومان ولم يراها منذ ذلك الوقت الذي إنتابته تجاهها مشاعر لم يتوقع أن تخالجه يومٱ لمن يعتبرها أخته الصغرى .
منذ ذلك الوقت لا ينفك عن التفكير فيها ، وما كان موشكٱ على فعله ، هل حقا رغب بها ؟! هل أراد أن يكتمل مشهدهما معٱ بقبلة حميمية ؟!
كيف هذا ؟! سيجن ولكن صغيرته لها تأثير ساحر .
كيف لها أن تحرمه رؤياها؟!  بعدما بات يتذكر لمساته لها  ، وتوقه لضمها الى ضلوعه مرة أخرى ؛ليختبر حلاوة ما أحسه معها ، وإلى متى سينتظر حتى تنعم عليه برؤياها ؟!
فلقد حجبت عنه ضوء الشمس ، لا يعرف حقا ماهية شعوره هذا تجاهها ، ولكنه شعور لذيذ يدغدغ الحواس ، ويرسل في القلب والجسد رجفة تنعشه وتؤرق مضجعه .
  بالأمس لم يراها ولم تأتي إليهم لزيارة هناء ، واليوم أيضٱ لم تأتي .
  اقترب موعد خروجه من العمل ، والوقت لا يمر يريد الإنتهاء من عمله ؛ ليعود إلى المنزل حسبما هي هناك أو ربما تأتيهم أو لعله يصادفها في الحارة ، وهي عائدة من أحد الدروس هي وهناء ، فلقد بدأ بعض المدرسين بالإعلان عن بدء مجموعات الثانوية العامة في نهاية( واكلينها والعة المدرسين دول يا أوختشي)هذا الشهر شهر أغسطس ، استعدادٱ للعام الدراسي الجديد ، و سارة وهناء بالفعل بدأتا في حضورها ، لن يمر اليوم على أصدقاؤه في الكافيه لتمضية بعض الوقت معهم ، كما تعود قبل قدوم وعد للعيش في الشقة المقابلة ، وكما فعل أمس تهربٱ من رؤية سارة ، نعم فأمس كان يخشى رؤياها واليوم لا يتوقف القلب عن المطالبة بنقيض رغبته بالأمس .
نظر الى ساعة يده الساعةة لا زالت الرابعة ، ألم يطالعها منذ زمن وكانت الرابعة إلا عشر دقائق ، ما هذا هل الوقت يعانده أم من كثرة التطلع للساعة ، اصبح الوقت رتيبٱ لا يمضي ؟!
حسنا محمد اصبر .
محمد لنفسه : أما اخلص الفايل اللي في ايدي ده يمكن ياكل الساعه اللي فاضلة ومش راضية تعدي دي .
أثناء حديثه لنفسه ، اقتحم المكتب رفيقه به ، وزميله في العمل ( خالد) متأففٱ هو الآخر من كثرة الأعباء التي يكلفهما به مديرهم المباشر السيد زكي او كما يلقبونه هم وزملائهما في العمل بقسم العلاقات العامة ( زكي رستم ).
خالد : ايه يا عم محمد بتكلم نفسك انت كمان ؟! تلاقي زكي رستم مصبحك بكلمتين من بقه اللي بينزل شهد.
محمد منتبهٱ لحديث خالد : ايه يا عم قطر داخل ، ما تقول إحم ولا تخبط على الباب زي الناس ، هقطع الخلف منك .
خالد : حيلك حيلك هو أنا هالاقيها منك ولا منه ؟!
محمد برضى : ما تحمد ربنا يا أخي ، إن إحنا لقينا شغل في شركة محترمة زي دي غيرنا ملطوع على القهاوي ، مش لاقي شغل ، أرضى بنصيبك تعيش مرتاح .
(ربنا يقويك إيمانك يا بوب )
خالد بهدوء بعد نوبة السخط التي إنتابته جراء حديث مديرهما المتعجرف : الحمد لله يا عم بس ما اعرفش كل اما اشوف الاخ ذكي بتعفرت ليه ؟! والله ما حد مصبرني على الشغلانة دي غيرك يا محمد .
محمد : لا ، لازم تصبر عشان ما تكفرش بنعمة ربنا عليك ، عشان ده اكل عيشنا ، ولولاه كنا هنبقى عالة على أهلنا  ، وهم مش حمل اللي هم فيه كفاية عليهم اللي عملوه معنا .
خالد وهو يمد يده اليه ببعض الملفات : طب خد يا عم صابر وراضي انت  ،نصيبك من الشغل اللي ذكي به عايزه بكرة الصبح على مكتبه خلصان , يعني فاحتة هنا وسهر في البيت .
مد محمد يده يتناول الملفات : لسه بنقولوا أرضى بنصيبك .
خالد : راضين يا عم راضين ، هو إحنا في إيدينا ايه غير إننا نرضى .
محمد : الصبر ، اصبر تؤجر ، يلا نبدأ شغل في الملفات دي وناخذ باقي الشغل معنا نخلصه في البيت .
وبدأ الاثنين العمل على الملفات الجديدةأحدهما مجبور وهو خالد والآخر متحمس وهو محمد ، حتى ينتهي من جزء كبير منهم ، عله يجدها بالمنزل ، فهو متشوق لجلسات النميمة التي تعقدها هي وهناء اخته على صديقتهما او أهل الحارة ، تلك الجلسات التي كانت تصيبه بالملل أصبح الآن متشوق لها ، انه يقصد الجلسات بالطبع .
( على مين ياض اطلع من دول يا بوب ).
ها قد اصدر ناقوس الانتركم المعلق بالحائط والذي يذيع رسالة مسجلة ، بإنتهاء مواعيد العمل بالشركة ، وبدء تسجيل بصمة الانصراف ، لملم محمد وخالد متعلقاتهما وأخذا معهما الملفات التي يجب العمل عليها في المنزل متوجهين الى جهاز تسجيل البصمة .
بعد خروجهما من مقر الشركة.
خالد  : يلا بينا  يا أبو حميد عشان النهاردة يا غالب يا مغلوب ؟
محمد : ما طول عمرك مغلوب في الطاولة ، دي مش حتتك ركز في حاجة تانية ،ثم إني مروح على البيت ورانا شغل كثير وأنا هاموت من الجوع  .
خالد : طب ما تروح تتغدى وبعدين ابقى انزل شوية على القهوة .
محمد : خلاص هشوف واكلمك.
خالد : قشطات يا عم محمد.
.
بعد ان اطمئنت همس على وعد ، خرجت لتطمئن السيدة نجوى فهي تعلم مدى قلقها على وعد ، فوجدت مصطفى في الصالة ، ودار بينهما حديث انتهى بتقليدها لحركته المغوية ، عندما قام بقضم شفاهه السفلية بوقاحة ، فخرجت منها بمنتهى الإغواء .
مصطفى لنفسه : لا كده كثير ، اثبت يا مصطفى ، اسد يلا في ايه ؟!
مدت همس يدها الى وجنته تدير وجهه إليها : أنت بتكلم نفسك  يا مصطفى ؟!
و هنا لم يتمالك مصطفى حاله ، وإذا به يقبض على معصم يدها الملامس لوجنته ، يجذبها إليه ، و هو ينظر إلى عينيها بشراسة ، جعلتها تنتفض فزعٱ .
مصطفى بسبب هيمنتها عليه : ايوه بكلم نفسي ، مصطفى الراسي اللي بيضربوا بيه المثل في العقل ، في يومين جننتي أمه ، يخرب بيت كده .
همس وقد إحمرت وجنتيها خجلٱ من تصريحاته التلقائية بمدى إنجذابه لها : أنا عملت ايه بس ؟! وبعدين أنا آسفه لو وجودي مضايقك قوي كده .
(لا يا شيخة و حياة أمك إحم مامتشك).
خبيثة أنت معذبتي ، أتدعين البراءة ؟! وعينيك برموشها الكحيلة ، وقوامك الفتاك ، وشفتيك المغوية التي تشبه حبات الفراولة ، من أين لك بكل هذا الجمال ؟! سبحانه من أبدع تصويرك .
مصطفى وهو لا يزال مقربٱ إياها إليه وقد تبدلت شراسته الى نعومة ، وغضبه إلى رضى ، ونفوره من حاله الى جاذبيتها المسيطرة (أنت سيكو يا درش ).
مصطفى (بعد خلاط الريأكشنتات اللي جبلنا بيها عته ) : همس أنت مش محتاجه تعملي ، عشان تشقلبلي حالي كفاية الواحد يصطبح بالوش الجميل ده على الصبح ، وهو حاله يتشقلب سبعات في تمنيات لوحده .
(يا عم مصطفى بطل محن في سناجل معنا ).
همس : يعني أنت مش متضايق من وجودي ؟!
مصطفى : متضايق من وجودك ؟! ده أنا بشكر الظروف اللي شلوحتك ، وخلت القمر يسكن حتتنا المعفنة .
همس : لا يا مصطفى ما تقولش كده  ، الحتة اللي بتقول عليها دي فيها ناس أجدع .....
مصطفى مقاطعٱ : وأطعم .
همس متجاهلة مقاطعته : و أطيب من ناس كثير ، لابسة بدل بتلمع وقلوبهم مطفية .
مصطفى وهو ينظر الى شفاهها نظرة مطولة حركتهما أثناء حديثها ، وهي بهذا القرب تغوي القديس (فما بالكم بمصطفى أجدعان ).
فتحركت تفاحة آدم خاصته صعودٱ وهبوطٱ بتأثر .
همس بإرتباك وهي تبتعد خطوة للوراء جاذبة معصمها من قضبته ببطء ، فأطلق هو صراحه وهو يتعمد ملامسة كفها أثناء إفلاته.
همس : أومال مامي نجوى فين ؟!
مصطفى بمرح : تحت بتصبح على الحج ،أصل إحنا أسرة متربطة.
همس : حلوة قوي علاقتهم ببعض فيها بساطة ، وكمان عمو زكرى حنين ، وبيحب مامي نجوى .
مصطفى : هو حنين فعلٱ ، واخد  مني كثير لعلمك .
همس : طب طالما مامي نجوى تحت ، سيادتك بتعمل ايه فوق ؟!
مصطفى : ما الحاج بيظبط تحت  ، قلت أما اطلع اضبط فوق .
همس بحدة : ايه ؟!
مصطفى : ايه ؟ في ايه مالك ؟! أنت على فكرة مش سالكة خالص ، انا قصدي نظبط موضوع وعد أختك  و نشوف هنبدأ منين ، وهنتحرك إزاي وكده ؟! أومال أنت مخك راح فين ؟!
همس : أوف ، نستني انا اصلٱ كنت طالعة ، اطمن مامي نجوى ، وعد لسه قافلة معايا من شوية .
مصطفى : كويس ما قالتلكيش كانت فين ؟! ولا مش عاوزة تيجي تقعد هنا ، إكمن حتتنا مش قد المقام .
همس : لا مش كده ، بالعكس وعد مش كده خالص ، بس هي امبارح في المؤتمر جالها فرصة شغل حلوة ،  و لأنها ما كانتش حابة اصلٱ الشغل مع زين ، فوفقت على الشغل الجديد ، وهي حاليا في فرع الشركة اللي قبلت فيها الشغل في الصعيد بتخلص مأمورية تبع الشغل .
مصطفى : أحسن إنها سابت الشغل مع اللي اسمه زين ده ، عشان تفكك أنتي كمان منه ، وتمسحي رقمه .
همس : و امسح رقمه ليه ؟! مصطفى : عشان أنا عايز كده .
همس : وده بإمارة إيه ؟! ان شاء الله .
مصطفى :  هموسة، أنتي دايمٱ تنسي كده .
همس : هموسة !!!!وايه ده بقى اللي انا بنساه ؟!
مصطفى : أنتي ناسية إني خطيبك وأنتي خطيبتي ، يعني الاكس بوكس بتاعتي ، لا و كتب كتابنا كمان 20 يوم .
همس : ايه ده , انت كنت بتسكت الناس اللي كانت واقفة برة ، ثم اسمها ماي إكس مش إكس بوكس ، دي حاجة ودي حاجة تانية خالص . مصطفى : لا هي كده الإكس بوكس بتاعتي ، يعني باكدچ على بعضه ، وبعدين ايه بسكت الناس دي ؟! أنا عندي استعداد أكتب كتابي عليك وقتي ، بس أنت قولي آمين .
همس : مين أمين ؟!
لا يريد مصطفى الضغط عليها في الوقت الحالي ، فهو يريدها راغبة ، أكثر منه و سيجعلها كذلك .
(عاجبني إصرارك يا درش).
مصطفى : لا ده موضوع يطول شرحه ، أنتي تروحي تلبسي عشان ما تضيعيش علينا الخروجة اللي وعدتك بيها ، طالما اطمنتي على أختك .
همس : صحيح نسيت أقول لمامي نجوى ، إن وعد كلمتني .
مصطفى : لا إحنا مش هنقول لها دلوقتي ، إحنا هنخرج على أساس إننا بندور على وعد ، ونبقى نتصل بيها من برة ، ونقول لها إنها كلمتك وإحنا برة عشان ما تفتحلناش تحقيق ، وسين وجيم .
همس : لا أنا متعودتش أكذب على حد ، وخصوصٱ مامي نجوى .
مصطفى : دي كدبة بيضة ، يا همس قلبي .
من قال أنها فقط من تجيد العزف على أوتاره الحساسة ، فهو أيضٱ يجيد العزف .
( بمعنى قد بلفها بكلمتين ما فيش xpمبادئ )
همس بخجل :  really.
مصطفى مؤكدٱ : off course ويلا بقى احنا بقينا الساعه2 الضهر ، انجزي .
اتجهت همس إلى الغرفة لتبديل ملابسها ، فاستوقفها قائلٱ :  لو احتجتي مساعدة أنا في الخدمة .
همس بأعين متسعة : أنت قليل الأدب .
مصطفى و هو  : جدٱ ، إحم إيه ده ؟!  أنتي فهمتي ايه ؟! انا كنت فاكرك مؤدبة على فكرة ، أنا قصدي افتح سوستة أقفل سوستة ، راجل خدوم مش اكتر ، إنما لو دماغك راحت لحاجة تانية يبقى . . .
  همس : لا تانية ولا تالتة .
مصطفى :  فكري .
همس :  shut up .
دخلت الغرفة واغلقت الباب خلفها بالزلاج فهو حقٱ أوسم وقح .
.
توجه محمد الى الحارة قاصدٱ منزله ، فوجدها تقف في مدخل البناية ، تعطي ظهرها الى البوابة ، وتتحدث في الهاتف واضعة إياه على أذنها.
ساره : ده الساعة كام ؟
بالطبع هو يستمع الى حديثها ، ولا يعلم من على الطرف الآخر أو بما يجيب .
سارة : لا قبل الميعاد هكون هناك .
فأجابها الطرف الآخر بما لا يعلمه .
سارة : سلام يا حب .
استشاط الواقف خلفها غضبٱ وغيرة ، تنسق مع أحدهم موعد وتدعوه (يا حب ) .
(ده أنتي واقعة امك سودة سوري مامتشك ).
وهو الذي ظل طوال ساعات النهار يحسب الدقائق والثواني لرؤياها .
دخل من البوابة ضاربٱ الباب خلفه بقدمه ، مغلقٱ إياه .
استدارت له بفزع .
سارة : ايه ده في ايه ؟!
محمد والغضب يتصاعد إلى رأسه كالحمم البركانية ، فكادت النيران تخرج من أذنه وفمه .
اقترب محمد منها ممسكٱ خصلات شعرها بقوة دافعٱ إياها إلى الحائط ،  واليد الأخرى تطوق عنقها .
محمد : ده أنتي وقعتك سودا , مين اللي كنتي بتكلميه يا هانم وبتديله مواعيد ؟
لم تستطع سارة إخراج الحروف من بين شفتيها فلقد كان مطبقٱ على عنقها بقوة ، كادت بتزهق روحها ، فرفعت كلتا يديها تحاول تخليص رقبتها من قبضته الفولاذية ولكن دون جدوى ، فلم تجد حلٱ سوى أنها رفعت الهاتف وهي تحاول فتحه على سجل المكالمات ،و أدارته إلى وجهه ، وما إن نظر اليه وجد آخر رقم اتصلت به ، كان رقم هناء أخته ، فلانت قبضته على عنقها ، فسعلت بقوة ، ولا زالت يدها الأخرى موضوعة على قبضته التي مازالت بدورها حول عنقها ، وهي لا تستطيع التقاط أنفاسها .
وهم على تلك الحالة استمعوا إلى صوت أحدٱ ما ، يحاول فتح بوابة البناية من الخارج ، فجذبها مسرعٱ ساحبٱ إياها أسفل السلم ، مختفين عن الأنظار فأصبحت هي ظهرها للحائط و إحدى يديه خلف عنقها ، والأخرى تكمم فمها وهو يشرف عليها بجسده العريض ، حتى كادت أن تختفي تمامٱ ، أطل برأسه لأعلى  فوجدها والدته ، هي من كانت تصعد السلم بعد ما أغلقت البوابة خلفها ، ارتد بنظره لتلك القابعة بين يديه  ، رأسها تهتز يمينٱ ويسارٱ .
فكانت شفتيها تحتك بكفه المكمم لفمها تتمسح به عن غير عمد  مما أرسل في حواسه هزة بقوة 10 ريختر .
هبط بكفه إلى عنقها وإبهامه مازال يداعب جانب شفتيها برقة أذابته  و أذابتها هي الأخرى ، وبصره مسلطٱ على شفاهها ، وعرق ينبض بجانب شفتيه بجنون ، مع اهتزاز تفاحة آدم خاصته .
اقترب يتنفس أنفاسها . فوجدها مغمضة العينين ، صدرها الملامس لضلوعه يعلو ويهبط بشدة ، وما كادت شفتيه تلامس خاصتها ، حتى دفعته بكفيها في صدره تبعده عنها ، فإرتد جسده إلى الخلف دون مقاومةمن قبله ، وأانه طائرة ورقية خيطها بيدها ، تارة تجذبه ، وتارة تبعده .
أما هي أرادت معاقبته ، في اليومين الماضيين كانت تسيطر عليها فكرة الابتعاد ، أما الآن عندما رأت تأثيرها عليه ، ستمارس معه مكر حواء ، خاصة بعد شكه بها للمرة الثانية ، دفعته و انطلقت مسرعة لأعلى وتركته خلفها متخبطٱ من فيضان المشاعر التي سيطرت عليه ، هو  لا يعلم ما الذي أتى به إلى هنا ؟! ولا ماذا يفعل ؟! ولما تجمدت أوصاله وتيبست أطرافه حيث تركته مستندٱ إلى الحائط أمامه بكلتا يديه بينما هي إنسلت من أسفل ذراعه بعد دفعتها ، وهربت وتركت خلف دفئ جسدها بين يديه ، صقيع .
بقى في محله لدقائق لا يعلم عددها ، يحاول تنظيم أنفاسه التي بعثرتها هذه الصغيرة ودون أدنى مجهود منها ثم تركته وذهبت ، ذهبت دون أن تسقيه من رحيق شفتيها ، فقد أراد بكل ذرة في خلاياه  أن ترويه من رحيقهما حد الثمالة .
بعد وقت استعاد ثباته ، وانطلق مسرعٱ خلفها يصعد السلم .
أخذ يطرق على الباب بقوة .
تحية : يا ستار يا رب مين اللي بيخبط كده .
فتحت تحية الباب ،وجدته محمد وعلى ملامحه يبدو الغضب .
تحيه : ما لك يا محمد بتخبط كدهط ليه فزعتني ؟!
قبل أن يجيب خرجت إليه الساحرة الصغيرة من المطبخ .
سارة وهي تناظره بعينين مغويتين بهما لمعة خبث : ايه ده هو انت اللي كنت بتخبط كده يا حمادة ؟!
محمد بقلب يرفف كالطير لتدليلها له  : ها ، آه أنا ، حمادة .
(منك لله يا سارة يا بت أم سارة الواد كان زينة شباب الجيهة).
سارة : مالك بتهته كده ليه ؟!
اقتربت تضع يدها على وجنته ، وابهامها يداعب جانب شفتيه مثل ما كان يفعل منذ قليل ، دون ان تلاحظ زوجة خالها فلقد تقدم إلى الداخل و أمه لا زالت قابضة على الباب خلفه ، وصغيرته أمامه و بقى هو في المنتصف بينهما وجهه لها  وظهره لوالدته .
سارة : ده أنت سخن خالص .
تحيه :  كده بردو يا محمد ، مش قلت لك ماتنامش على المروحه يا ابني ،أديك أخدت برد .
(مش من المروحة يا توحة مش من المروحة يا أختي ).
اسرعت تحية الى باب الغرفة خلفها تبحث له عن خافض للحرارة ، أما هو عندما اختفت أمه بداخل الغرفة ، اسرع هو في التقاط كفها  الموضوع على صفحة وجهه قابضٱ على ظهره متلمسٱ باطنه ببشرة خده ،  مقربٱ إياه الى شفتيه طابعٱ قبلة مطولة يمتص فيها بشرة كفها بمداعبة زلزلت كيانه قبلها ، هبط بكفها وهو ممسك به يلامس بشرة عنقه وأعلى صدره ، بعدما إنفك اول ذرارين من قميصه أثناء مقاومتها له وهو قابض على عنقها في الأسفل .
حرر كفها عندما استمع الى صوت والدته .
تحية :هاتي يا ساره كوباية مياه ، يا بنتي .
أين سارة ؟ سارة في عالم آخر ، أما هو تركها مثلما فعلت ودخل الى غرفته .
.
  بعدما اغلقت الهاتف مع همس ، اعطت الهاتف لماجد .
وعد : تشكر يا ذوق .
ماجد موجهٱ حديثه إلى ريان : مين دي ؟!
ريان : واه يا ماچد ، دي وجته .
وعد وهي تنظر الى ريان : لا سيبلي الطلعة دي يا كبير .
مدت وعد يدها بالسلام الى ماجد : وعد عزام مع حضرتك .
وقبل أن يمد ماجد يده ليبادلها السلام التقط ريان كفها بين يديه ضاغطٱ على أصابعها يسحقها بقوة .
ريان من بين اسنانه :  خفي ، ها خفي .
ريان لماجد : خلينا في المرار الطافح اللي إحنا فيه دلوك ، و فصجر اللي راكب دماغه  كيف الصرمة .
ماجد بنبرة قاطعة : ابوي اللي بدا الموضوع ده ، وآني اللي هنهيه .
ريان : تجصد ايه ؟!
ماجد : آني اللي هتچوزها ، خلينا نخلصوا منيه الموال اللخبر  دي . ريان : أنت متوكد من اللي عتجوله ده .
ماجد : عنديك حل تاني ؟! تتچوزها انت ؟!
ريان : لا والله ما هي راچعة .
وعد وهي تنظر لهما ، وكأنها تشاهد حلقة من مسلسل كوميدي.
وعد : ايه يا جماعة هي كورة هتشقطوها لبعض !!
في هذا الحين اقتحم الصقر كعادته الشونة .
صقر : ها يا ماچد عجلت واد عمك؟
ماجد : يا صجر ، ريان زي ما انت خابر متچوز و مراته مش هتجبل وضع زي ده ، وكيف ما انت خابر بردك آني وحداني ، و آني ولا ريان ما هتفرجش ، المهم نخلصوا منيه الحوار دي ، ونجفله على اللي فات . صقر : وهتقجد انت و مراتك إهنه  ولا عتاخدها وتسافر يا ماچد .
ريان : وهيقعد إهنه ليه عاد ؟!
صقر : طب وآني ايه اللي يضمن لي انك ما هتاخدهاش إمعك ، وتغدر بيها ولا تهينها وتطلع عليها الجديم والچديد .
ماجد : ده فكرك فيا يا صجر ؟!.
بالفعل هذا ما كان ماجد ينتوي فعله ، فقد أراد ان ينهي تلك المهزلة فزوجه منها لن يضره بشيء ، سيبقيها في عصمته فترة ، ثم يرسلها اليه مطلقة وانتهى الأمر ،ولكن صقر ليس بهين .
صقر : سيبك من فكري وفكرك دلوك ، خلينا في الضمان .
ماجد : ودي هضمنها لك كيف ؟!
صقر : انت تتچوز بت عمي ، وأنا اتچوز و أشار بعينيه على ريان : خيته .
ريان وماجد ووعد في نفس واحد : خيتي ،خيته ؟!
تفاعل بقى يا قمرااااات
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي