مدينة وير قود الفصل الثاني والعشرون، العم شخصٌ طيب

إذا كنت على اللإستعداد للتبني فأنا أُثنيك على إختيارك "تشياو أر" إنها الأكثر منطقية هنا وعادة ما تهتم بي وأنا أيضاً أعتبرها مثل إبنتي، قالت السيدة وهي حزينة :
_ لا أستطيع تحمل رحيلها الآن .
إستطاع "لين شياو" أن يرى كم هي طيبة هذه السيدة ويبدو على الرغم من أن حياة "تشياو أر" كانت مريرة بعض الشيء في العامين الماضيين إلا أنها لحسن الحظ لم تتعرض لأي خطر .
تحرك "لين شياو" ومشى ببطء نحو الفتاة وجلس معها على الأرض وكبتِ مشاعره المتبعثرة وسالها :
_ إنهم يستمتعون لماذا لا تذهبين ؟
أجابت الفتاة بشكل عرضي :
_ يظنون أنني مزعجة .
سألها "لين شياو" مرة أخرى :
_ لماذا يظنون أنك مزعجة ؟
رفعت الفتاة رأسها ونظرت إلى العم الغير مألوف بجانبها ومضت عيناها الكبيرتان أثراً من اليقظة وكانت يدها تحميان اليرقة الصغيرة وتحركت جانباً قائلة :
_ لأنني لا أدعه يلعبون ألعاب خطيرة، لم يستمعو إلي لذلك إعتقدو أنني مزعجة لكنني لا أهتم فلقد كونت صداقات جديدة الآن، هذا هو "شياو تشينغ" في الواقع لا يزال لدي صديق "شياو خي " لكن تاجر كلاب إختطفه هذا الصباح .
قالت الفتاة :
_ إنه كلب أسود صغير يوجد لديه جرس في رقبته لقد كان يوقظني كل صباح .
قال "لين شياو" وهو يبتسم :
_ إذن ما رأيكِ أن نصبح أصدقاء ؟
صُدمت الفتاة قائلة "
_ حقاً! هل ترغب في أن نكون أصدقاء ؟
إبتسم "لين شياو" قائلاً :
_ نعم يسرني ذلك .
كانت الفتاة سعيدة للغاية ويبدو أنها كانت تشعر بشعور لا يوصف تجاه العم الغريب :
_ حسناً أنت صديقي الثالث .
نهضَ "لين شياو" ببط قائلاً :
_ من اليوم سوف يتم تغير هذا الملجأ إلى دار للأيتام وسأتكفل بجميع النفقات ورواتب الموظفين بما في ذلك الملابس والطعام لهؤلاء الأطفال وسأتكفل بالتعليم والعلاج الطبي لهم .
فجأة عند سماع كلمات "لين شياو" صُدمت المرأة قائلة :
_ هل أنت … هل أنت … حقاً ستقوم بدفع هذا كله ؟
أجاب "لين شياو" قائلاً :
_ نعم حقاً .
كادت دموع المرأة المتحمسة أن تتساقط قائلة :
_ شكراً جزيلاً لك إعتقدت أن هذا الملجأ لا يمكن فتحه بعد الآن، لقد إلتقيت حقاً بشخص طيب القلب اليوم .
سأل "لين شياو" قائلاً :
_ "شو خاو" هل يمكنك العثور على الكلب الأسود الصغير في غضون ساعتين ؟
أومأ "شو خاو" برأسه ثم قال :
_ إذا لم يكن قد قتل قلن يستغرق الأمر ساعتين .
كما يقول المثل يمكن للمال أن يجعل الأشباح تطحن وقد يكون العثور على كلب أسود صغير في مدينة شاسعة بمثابة إبرة في كومة قش ولكن بالنسبة لمنجل الموت الذي يمتلك أكبر شبكة بحث في العالم يستطيع أن يجده .
بسبب المعدات عالية التقنية لمنجل الموت فإنه أيضاً قادر على الإتصال مباشرة بجميع الكاميرات المتصلة بالشبكة .
أصبحت عيون " تشياو أر" لامعة فجأة وقالت :
_ عمي هل يمكنك مساعدتي في العثور على " شياو خي " ؟
لمسَ "لين شياو" رأس "مو تشياو أر" الصغير وقال :
_ لا تقلقِ سيساعدك العم الذي خرجَ في العثور عليه .
نظرت الفتاة إلى الضباب في عيون العم الغريب وقالت متفاجئة :
_ عمي لماذا تبكي ؟
بسبب الحنين إليها لم يستطع "لين شياو" التحكم في عواطفه تجاه إبنته نظر إليها ثم قال :
_ لدي إبنة تشبهكِ كثيراً .
لم يخبرها "لين شياو" بشكل مباشر بعد كل شيء "تشياو أر" أصغر من أن تتقبل هذه الأشياء .
قالت "تشياو أر" :
_ إذن لا بد أنك سعيد للغاية الآن .
قال "لين شياو" مبتسماً :
_ سأكون سعيداً أيضاً في المستقبل أسعد شخص في هذا العالم .
قالت "تشياو أر"فجأة شيئاً محيراً :
_ ثم إنني أحسدها أبضاً فهي تملتك أباً ولكننا لسنا كذلك .
سأل "لين شياو" قائلاً :
_ هم ؟ من ؟
قالت المرأة ببطء :
_ " تشياو أر" تتحدث عن زوجين تركاها هنا منذ عامين وقد عادَ هذان الشخصان هنا عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية وأرادا إستعادة "تشياو أر" مرة أخرى ولكن رأيت أن "تشياو أر" كانت خائفة جداً .
أدركَ "لين شياو" أن "تشياو أر" كانت تتحدث عن المتبنين الذين كانت " وي أر" تبحث عنهما .
إبتسمت "تشياو أر" قائلة :
_ أخبرتني العمة "وانغ" أن والدي البيولوجيين يحبونني إنهم بعيدين عن المنزل وسيأتون لإصطحابي عندما أكبر لذلك أحاول أن اكبر سريعاً .
نظرَ "لين شياو" إلى المرأة وقال :
_ ما الذي قالته ؟
ردت المرأة قائلة :
_ إنها أكثر عقلانية بكثير من الأطفال في نفس العمر لذلك يجب أن اعطيها بعض الأمل .
أومأ "لين شياو" ثم قال :
_ لقد قمتِ بعمل جيد .
في غضون ساعة تمكنَ "لين شياو" و"تشياو أر" التحدث جيداً تلاشت نظرات "تشياو أر" الغريبة الأولى تجاه "لين شياو" في هذه اللحظة .
حدقت "تشياو أر" في "لين شياو" ثلم قالت فجأة :
_ عمي سيكون من الرائعِ أن تكون والدي .
كانت هذه الجملة مثل المطرقة الفولاذية التي ضربت بشدة على قلبِ "لين شياو" ولم يتمكن من الهدوء لفترة طويله . أليس هذا ما كان ينتظره "لين شياو" ؟
أظهر "لين شياو" لمسة من الحنان ثم قال :
_ حسناً، هل ستذهبين مع عمك ؟
في هذه اللحظة سار "شو خاو" ومعه صندوق يوجد في داخلهِ حيوان أليف في يده وقال :
_ " لين شياو" لقد إستعدته .
نهضت "تشياو أر" فجأة وكان وجهها متفاجئاً وقالت :
_ واو … إنه "شياو خي" .
عندما إنفتح الصندوق زحفَ جرو صغير الحجم إلى الخارج وهز ذيله ثم قفز فجأة في ذراعي "تشياو أر" .
قال "شو خاو" ببطء :
_ لم يكن تاجر كلاب هو الذي إختطفه ولكن أحد المارة رأى الجرو يتجول على الطريق وأخذه بعيداً .
عانقت " تشياو أر" الجرو الأسود الصغير ثم قالت :
_ أيها العم شكراً لك .
إبتسم "شو خاو" ثم قال :
_ سيدة الشباب لا تكوني مهذبة معي .
إبتسم "لين شياو" ثم قال :
_ لم تجيبيني بعد هل تريدين الذهاب معي ؟
إبتسمت "تشياو أر" وهي سعيدة وقالت :
_ لقد ساعدتني في العثور على "شياو خي" وأنا على إستعداد للذهاب معك .
فجأة جاء صوت مفاجئ من خارج الباب وفجأة ظهرت إمرأة سمينة بقلادة ذهيبة وخاتم ذهبي ومعها رجل أصلع ..
_ هل تعتقدين أنك قادرة على الذهاب ؟
عندما رأت "تشياو أر" الشخصان اللذين ظهرا إرتجف جسدها فجأة وعانقت الكلب الأسود الصغير بين ذراعيها من دون وعي .
خرجت العمة "وانغ" وقالت بغضب :
_ أُخرجا هذا مكان خاص .
بدت المرأة السمينة وكأنها نمرة إنقضت على فريستها ووضعت يدها على خصرها وصرخت قائلة :
_ العمة "وانغ" في كل مرة كنت آتي إليك قلتِ إن هذه الفتاة قد ضاعت ولا يمكن العثور عليها وأنت الآن كذبتِ علي فهذه الفتاة في الأصل هي إبنتي ما الذي تخفينهُ عني ؟
نهضَ "لين شياو" ببطء وقال :
_ إبنتك ؟
صاحت المرأة السمينة بشدة :
_ نعم هذه إبنتي فتاة غير مؤدبة .. تعالي إلى هنا .
إنفجرت دموع "تشياو أر" وكانت خائفة للغاية فهي في سن مبكر ويتم تعذيبها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي