الفصل الثالث

أعتلت ملامح الأستغراب وجه " منى " رادفة بأستفسار :

" أبقى أقوله أيه يا بنتى!! ، ما تقولى بقى هتشحتينا الكلام كلمة كلمة "

ضحكت " زينة " بخفوت وسعادة رادفة بقليل من الخجل والفرح :

" أنا حامل يا جماعة "

شعر الجميع بالسعادة العارمة وأخذ كلا من " منى " و " هدى " تُهللان ببعض الزغاريط المصرية الاصيلة فرحاً بحمل " زينة " وبأول حفيد للعائلتان سيُشرفهم قريبآ

_________

فى إحدى الكافيهات المشهورة بمحافظة القاهرة كان يجلس " حازم " ينتظر قدومها ، فهى الشخص الوحيد الذى يمكن أن يساعده على ما ينوى فعله ولم تُخبر أحد لما يُريده ، لانه يعلم جيدا إنها مُتيمة به ولذلك سيستغل ذلك العشق لصالحه لكى تساعده ولم يترك تلك الفرصة تمر مرار الكرام دون الأستفادة منها

لم يمر الكثير من الوقت حتى وصلت " مريم " إلى المقهى وقد رائها " حازم " من خلف الزجاج وهى تترجل من سيارتها متجة نحوه ، ليُقابلها بأبتسامة المزيفة والتى تخطف عقلها أيضا ، لتزيد " مريم " من سرعة خطواتها متجهة نحو " حازم " وما إن أقتربت منه حتى عانقها مُصطنعا الحب والأهتمام رادفا بعتاب :

" أيه يا حبيبتى كل التأخير ده!! ، ليه أتأخرتى كده؟! "

قالها " حازم " وهو يسحب لها الكرسى لتجلس عليه كتعبير عن جبه وأحترامه لها ، لتُجيبه " مريم " وهى تجلس رادفة بأعتذار :

" معلش يا حبيبى أنا أسفة جدا أصل الطريق كان زحمة أوى ، وأنا أصلا مصدقتش نفسى لما كلمتنى وقولتلى إنك عايز تقابلنى وإنك عايزنى فى حاجه مهمه!! "

أبتسم لها " حازم " بمكر وكثير من الكذب الذى يُحاول إخفائه واء إبتسامته المزيفة رادفا بحب مُصطنع :

" أيه يا قلبى!! ، وحشتنى قولت أكلمك وأطلب إنى أشوفك "

أرتجف قلبها ل " مريم " من كثرة الفرحة بسبب ما أستمع إليه لتوه ، وهى تقسم بينها وبين نفسها أنها بالتأكيد تحلم وأن هذا الشيء الذى يحدث ليس حقيقى ، لتحاول أستدعاء القوة والحزم رادفة بإستفسار :

" حازم!! هو أنت شارب حاجه يا حبيبى!! ، ولا جايبنى عشان تهزر وتتريق عليا "

ألتقط " حازم " يدها برقة و بكثير من الرومنسية قبل أياها وهو يرميها بنظرة أذابتها رادفا بعشق زائف :

" بهزر أو بتريق عليكى عشان بقولك إنك وحشتنى وإنى كنت عايز أشوفك!! "

رفعت " مريم " حاجبها بعدم تصديق ، فهى تعلم " حازم " جيدا وتعلم أيضا أنه بتأكيد يريد الوصول لشيء ما بعد كل تلك الأحاديث الذى يتفوه بها ، لتردف " مريم " باستفسار :

" لا طبعا ، بس أكيد مش جايبنى هنا عشان تقولى أنى وحشتك بس ، أنا متأكده إنك عايزنى فى حاجه تانيه خالص "

أومأ لها " حازم " بالموافقة مستسلما لها رادفا بإبتسامة مكر :

" أكتر حاجه بتعجبنى فيكى هى ذكائك وإنك بتفهميها وهى طايرة "

أبتسمت له " مريم "  بثقة فهى منذ البدايه وهى تعلم أنه بتأكيد يريد منها شيء ، لتعقب " مريم " بدلال :

" أيوه كده تعلالى دوغرى ، قولى بقى يا حزومى أيه هى الحاجه اللى عايزنى فيها "

أبتسم لها " حازم " وهو يطالعها بعشق زائف مُعلنا عن طلب المُساعدة منها رادفا بتوضيح :

" عايزك فى موضوع مهم أوى ، مفيش حد غيرك هيعرف يعمله ، ولو حصل ليكى عندى مكافأة كبيره جدا "

بأدلته " مريم " الأبتسامة مُضيفة بدلال :

" أنت عارف إنى متأخرش عليك أبدا يا قلبى "

غمزها " حازم " بكثير من المكر رادفا بثقة :

" هو ده العشم بردو يا مريومه ، أسمعينى بقى كويس أوى يا قلبى "

قص عليها " حازم " ماذا يريد منها أن تفعل وما هى خطته المليئه بالشر والحقد والكثير من الايزاء ل " ندا " و  " عز " ،  لتصيح " مريم " بكثير من الأعجاب رادفة بصدمة :

" يا ابن الأيه ، أيه الدماغ دى يا واد!! بس لحظة كده أنت عايز تعمل فيهم كده ليه؟! "

بالتأكيد لن يخبر إيها بالحقيقة وأنه يريد أن يُفرق بين " عز " و " ندا " ليحصل عليها وأن تكون له ، ليحمحم " حازم " مُصنعا كذبة ما يخبرها بها قائلا :

" أبدا يا حبيبتى، أنتى عارفة إننا قرايب وكان فى مشاكل بينى وبين عز، فحبيت بس أديله درس عشان يعرف مين هو حازم إمام "

أبتسمت له " مريم " بإعجاب وشعرت أن هذه هى فرستها لتُدمر حياة " ندا " ، فهى لطالما كانت تحقد على " ندا " منذ أن دخلت الجامعة ، فهى تراى إنها تصطنع الحب والمثالية لمن حولها لكى يجتموا معها ليس أكثر، لكى تكون هى الفتاة المُميزة والمُتألقة بالجامعة وذلك لم يحدث بوجود " مريم "، وهذا لانها ترى إنها هى فقط المميزة والاروع فى كل شئ ، لعقب موجه حديثها نحو " حازم " رادفة بمكر وحقد "

" هو ده بس اللى أنت عايزه!! أنت تأُمر يا حزومى "

________

كان الجميع يجلسون فى منتهى السعادة والفرح إلى أن تاخر الوقت وقد جاء " ماجد " لأصطحاب " منى " وأولاده وأيضا لكى يرأ أبنته حتى لا تحزن بسبب عدم حضوره على العشاء، ليدلف " ماجد " المنزل رادفا بحب :

" مساء الخير يا جماعة "

أجابه الجميع مُرحبا به بحب وترحاب، وما إن رأته " زينة " حتى وأسرعت مُلقية بنفسها داخل صدره مُعانقة إياها بكثير من الحب والأشتياق رادفة بلهفة :

" كده بردو يا بابا!! تتاخر كل ده ومتتعشاش معانا "

ربط " ماجد " على كتف أبنته رادفا بأسف :

" حقك عليا يا حبيبة قلبى، والله كان عندى مشكله فى الشغل وأضطريت أروح عشان أحلها "

تفهمت " زينة " الأمر وتقبلته عازمة على أن تخبره هى بخبر حملها رادفة بسعادة :

" ولا يهمك يا حبيبى محصلش حاجه، المهم إنى شوفتك وليا نصيب أشوف فرحة خبر حملى فى عنيك "

أتسع فم " ماجد " بأبتسامة واسعة مُعلنا عن سعادة، مُعانقا أبنته بكثير من الفرحة رادفا بسرور :

" اللهم صلى على كامل النور ، ألف مليون مبروك يا حبيبتى ربنا يكملك على خير يارب يا بنتى "

ظل " ماجد " جالسا معهم إلى أن تاخر الوقت كثيرا وقت تخطت الساعة الثانية صباحا، ليستعد الجميع للعوده إلى منازلهم، لينهض " معاذ " ليستعد ليوصل عائلته رادفا بهدوء :

" أستنوا يا ماما أنا جى معاكوا عشان أوصلكوا "

أوقفه " عز " مانعا إياه رادفا بتنبيه :

" خليك أنت مع مراتك يا معاذ وخلى بالك منها، وخالتى هدى والبنات زى ما جُم معايا هيروحوا معايا متقلقش "

ربط " معاذ " على كتف " عز " رادفا بمحبة :

" أنا وأنت واحد يا عم عز "

صعد الجميع السيارات فى فرح وسعادة تلك الليلة بسبب خبر حمل " زينة " الذى سيُشكل فارقا كبيرا فى حياة العائلتان من حيث الفرحة والسرور

وصل الجميع إلى منازلهم وتوجه كلا منهم إلى شقته بين نظرات غرامية بين " عز " و " ندا " دون أن يراهم أحد ولا يعلم أى منهم أن تلك السعادة لم تدوم لكثيرا من الوقت

________

أنتهت " ندا " من محاضرتها وخرج جميع الطلاب من قاعة المحاضرات ، لتُسرع " سما " بالأتصال بصديقتها " مريم " لتخبرها عن أنتهاء المحاضره، وهذا لأنها لم تاتى اليوم وبالطبع هذا من ضمن مخطط " حازم " الذى قصه عليها عندما كانوا بالمقى، لتُخبرها " مريم " بما يجب أن تفعله مع " ندا " ، ومن ثم أنهت " سما " الأتصال مع " مريم " مُتجة نحو " ندا " مُصطنعة البكاء رادفة بأسف :

" أنا أسفة يا ندا والله بس لو سمحتى ممكن طلب بليز "

أعتلت وجه " ندا " ملامح الزعر والفزع من بكاء " سما " الأخرى رادفة بأستفسار :

" فى ايه بس يا سما بتعيطى ليه كده؟! "

أبتلعت " سما " بين شهقاتها رادفة بمزيد من البكاء المُصطنع والمزيف :

" ممكن يا ندا لو سمحتى تاخدى أسكتش المحاضرات ده وتوديه عند مريم فى بيتها، والله أنا كنت رايحالها بس ماما كلمتنى وقالتلى إن بابا عمل حادثه ونقلوا المستشفى ومريم مش ساكته وعايزه الأسكتش بتاعها ضرورى عشان الإمتحان بتاع بكره، أرجوكى يا ندا تروحى أنتى توديهولها، أنا مش عارفع أعمل أيه؟! "

أزداد نحيب " سما " وبكائها، بينما " ندا " فقد شعرت أنها بورطة كبيرة لا تعلم كيف تتصرف!!، أتعتذر من " سما " التى أنهارت من شدة البكاء!! أم تُساعدها وتذهب لكى تُصل لها ذلك الأسكتش ، ولكن كيف تذهب إلى بين " مريم " وهى ليست صديقتها حتى؟!، هى حتى لا تعرف عنوان منزلها ، لتضيف " ندا " بحرج :

" والله يا سما أنا معرفش بيت مريم فين وكمان مقولتش لماما إنى هروح مكان غير الجامعة "

ألحت عليها " سما " مُحاولة إستعطافها رادفة بنحيب :

" عشان خطرى يا ندا بالله عليكى، عايزة ألحق بابا وأنا هديكى العنوان بالظبط، هى مش ساكنة بعيد عن هنا أوى، أرجوكى يا ندا مش هتتاخرى متقلقيش "

شعرت " ندا " بالحرج من إلحاح " سما " الشديد وشعرت أيضا بالأسى تجاهها، فهى تعرف مكانة الأب وكيف تكون اللهفة إذا حدث له شيئا لتؤمئ لها بأستسلام رادفة :

" طيب يا سما استنى اتصل بماما اقولها، بردو عشان تبقى عارفه واخد اذنها بالمره وإن شاء الله توافق "

سريعا ما أخرجت " ندا " هاتفها وأتصلت بوالدتها وأخبرتها بحديثها مع " سما " وعن أمر والدها وطلب " سما " منها ، لتحزن " هدى " على والد " سما " وتعاطفت معها ووافقت على طلبيها ، ولكنها شرطت على " ندا " أن لا تتاخر وأنهت " ندا " المكالمة مع والدتها موجها حديثها ثوب " سما " رادفة بأهتمام :

" خلاص يا سما هروحلها انا اهو ، وابقى طمنينى على باباكى وربنا يقومهولكوا بالسلامه يارب "

أعطتها " سما " العنوان وسريعا ما توجهت " ندا " الى منزل " مريم " ، بينما أخرجت " سما " هاتفها عند تأكدها من رحيل " ندا " مُتصلة على " مريم " لتخبرها بقدوم " ندا "

أنهت " مريم " المكالمة بينما قامت بإرسال رسالة ما وبعدها وضعت الهاتف جانبها ونظرت أمامها فى الفراغ وأبتسمت إبتسامة شر بسبب ما سيحدث بعد قليل

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي