الفصلالسادسعشر

دلفت " ندا" إلى شقتهم وأسرعت فى التوجه نحو غرفتها ، لتلقى بنفسها على فراشها وأخذت تبكى وتشهق بحرقة وبشدة ، هى إلى الأن لا تصدق ما راته من " عز " متى وكيف حدث كل هذا!! ، أين كانت ؟! ، أكانت مغيبة عن الوعى وقتِها!! ، كيف لا تتذكر اى شئ من هذا كيف حدث!! واذا كان هذا حدث لماذا لم يخبرها " عز " ؟! لماذا لم يتاكد إن كانت فعلت ذلك الأمر أم لا؟! ولكن لحظة هى نفسها تأكدت من الصور وانها ليست مركبة ، ولكن كيف ، أوشكت على أن تفقض عقلها تماما مم كثرة التفكير بذلك الأمر

أسرعت " هدى " بالدخول إلى غرفة أبنتها بصحبة كلا من " زيزى " و" جنه " ليجدوا " ندا " تكاد تموت من كثرة شهقاتها ، لتصيح " هدى " بفزع رادفة بزعر :

" فى ايه يا ندا مالك يا بنتى ، أيه اللى حصل؟! "

أرتمت " ندا " بصدر والدتِها وأخذت تبكى بوجع وكسرة قلب وكثير من الظلم ، ولكنها لا تعلم من الذى ظلمها هل هو " عز " ليبرر موقفه معها أم " حازم " ولكنها كيف لم تشعر بهذا الشيء او حتى تتذكره ؟!

أفكار كثيرة تدور بعقل " ندا " أيعقل أن يكون حدث شئ بينها وبين " حازم " وهى لم تعلم !! ، أيمكن أن يكون خضرها وفعل معاها شيء !! ، أرتعبت " ندا " من مجرد تخيلها لتلك الافكار ، فكيف لها ان تتصرف إذا كانت حدثت بالفعل !! ، كيف لها أن تعلم الحقيقة !! كل هذا وهى لاتزال بين أحضان والدتيها ، بينما " هدى " تحاول تهدئتها رابطة على كتفها رادفة بحسرة :

" أهدى يا حبيبتى ، أنا هقوم أعملك عصير لمون عشان أعصابك تهدى "

أسرعت " هدى " لذهاب لعمل العصير ، بينما جلس " زيزى" و" جنه " مع " ندا " يُحاولون تهدئتها ، لتقترب "زيزى" من " ندا " مُحاولة الأستفسار عما حدث رادفة بهدوء :

" أيه اللى حصل يا ندا ، قولتى ايه انتى و عز خلاكى تجرى كده وتنهارى بالشكل ده؟! "

قررت " ندا " أن تحكى لهم كل ما حدث بينها وبين " عز " وكل ما رأته مع " عز " لها وتلك الصور الذى لا تعلم عنها اى شئ متمنية أن تجد لديهم حلاً!! ، لانها قاربت على أن تفقد عقلها من كل هذه الأمور التى تحدث لها ، لتصيح " زيزى " بصدمة بعد أن قصت عليهم " ندا " كل ما حدث رادفة بصدمة :

" أنتى بتقولى أيه يا ندا!! ، أزاى ده يحصل وازاى ممكن تكونى عملتى كده مع حازم ؟! "

رمقتها " ندا " بخيبة أمل كبيرة ، ف " زيزى " أقرب شخص لها وها هى تشكك بها الأن ، شرعت " ندا " فى البكاء مرة أخرة رادفة بعتاب :

" أنتى تفكرى إنى ممكن أعمل حاجه زى دى يا زيزى ؟! "

أحتضنت " زيزى " " ندا " بكثير من الألم وأصبحت عينيها ممتلئة بالدموع ، فهى تشعر بالشفقة والحزن على صديقتها ، هى لا تسطتطيع أن تشك بها ولكنها كانت تحاول معرفة ماذا حدث معها بالضبط!! لتضيف "زيزى " رادفة بأسئ :

" لا يا ندا انا مش بشكك فيكى والله ، بس انتى عارفه انا بحاول افهم معاكى عز جاب الصور دى منين ؟! خصوصا أنك بتقولى انها واضح انها مش متركبه !! "

زادت "ندا" فى بكائها وهى لا تعرف ماذا تقول لتبرأ نفسها لتعقب بين شهقتها رادفة بألم وحسرة :

" مش عارفة أزاى ممكن يكون حصل كده ، انا بجد هتجنن يا زيزى هتجنن ، انا ما قابلت حازم لوحدنا حتى لو فى مكان عام ، دايما بتبقى مناسبات بس "

توسعت عينى " زيزى " بعضب من تلك الفكرة التر راودتها لتردف بحنق :

" مفيش غير مبرر واحد للكلام اللى بتقوليه ده "

ضيقت "ندا" ما بين حاجبيها بأستفسار رادفة بأهتمام :

" مبرر ايه يا زيزى ؟! "

أمالت "زيزى" برأسها إلى اليسار قليلا مُضيفة بحدة :

" أنك تكونى اتخدرتى يا ندا "

كان سهلا على " زيزى " ان تعلم إن كانت " ندا " تحت تاثير المُخدر ، هى طبيبة صيدالية وكل ما قالته " ندا " عن أنها لا تتذكر متى حدث ذلك أو كيف وأنها لم تلتقى ب " حازم " فى أى مكان من قبل وهم بمفردهم كل مره كانت والدتها ووالدته فى نفس المكان ، إذا من المؤكد أن " ندا " تم تخديرها لألتقاط تلك الصور ، بينما أتسعت عينى كلا من " ندا " و" جنه" من شدة صدمتهم ، لتعقب " ندا " رادفة بأستفسار :

" أتخدرت ازاى يعنى يا زيزى!! ، ومين اللى ممكن يعمل كده معايا ؟! "

ضيقت "زيزى" عينيها بشك موجة حديثها نحو "ندا" رادفة بيقين :

" ندا انا طول عمرى مش برتاح ل حازم ده ولا حتى لمامته وحسه كده إن الموضوع ده فيه أنه وأن كل اللى حصل ده كان متخططله كويس أوى انه يحصل "

أمسكت "ندا " برأسها وهى تشعر بكثير من التشتت رادفة رادفة بتعب :

" مش عارفة يا زيزى مش عارفة ، ولو الكلام ده صح ليه يعملوا فيا كده!! ، ليه حازم يعمل فيا كده وانا عمرى ما أذيته !! وأزاى عز يصدق انى ممكن أعمل كده !! انا تعبت من التفكير ، طيب ولو كان كده أتاكد أزاى من كل ده !! كل اللى بتقوليه ده مجرت تخمين مش أكتر "

تذكرت "جنه " ما حدث بخطبة " ندا" لتحاول مساعدتهم رادفة بتوضيح :

" فى حاجة كده حصلت يوم خطوبة ندا مش عارفه هتفيدكوا ولا لا بس انا استغربتها جدا "

أنتبهت كلا من " ندا" و" زيزى " إلى حديث "جنه" للوصول لأى شيء ليُصيحان معا بأن واحد :

" حاجه ايه يا جنه ؟! "

أخبرتهم "جنه" بما حدث رادفة بتوضيح :

" يوم الخطوبة فى واحد صاحب حازم اللى كان سايق العربية بتاعت الزفه اللى كنا فيها ، مسبنيش طول الخطوبة تقريبا فضل يلف ورايا فى كل حته طول السهره من غير ما يمل حتى مشفتوش واقف مع اى شاب "

هزت "ندا" رأسها بأستنكار رادفة بعدم فهم :

" ما كل الشباب بتعمل كده مع البنات فى الافراح "

هزت "جنه" راسها بالنفى رادفة بإصرار :

" لا يا ندا ده مكنش عايز يتعرف ده كان عامل زى اللى عايز يوصل لهدف ولازم يوصله بس بردو معرفش "

رفعت "زيزى " حاجبها بشك وهى تنظر نحو " ندا" رادفة بشبه تأكيد :

" كده الموضوع بدأ يوضح يا ندا "

ضيقت "ندا " ما بين عينيها بصدمة رادفة بألم وحسرة :

" قصدك ايه !! يعنى حازم هو اللى خلى صاحبه يعمل كده وهو بردو اللى عمل فيا كده عشان يوقع بينى وبين عز وانا اللى شلت الليله لوحدى !! ، حتى عز مفكرش يسالنى عن الحقيقه وسابنى أتخطب لواحد زى حازم كده بمنتهى السهوله "

حاولت "جنه " تهدئة " ندا " فهى تعلم أن أكثر ما يؤلم هو أن يخذلك أحدهم لتردف بهدوء :

" ندا سيبى موضوع عز  ده على جمب دلوقتى خلينا فى موضوع حازم وأزاى نتاكد انه عمل كده فعلا وعمل كده أزاى!! "

صاحت " زيزى " موجها حديثها نحو " ندا " محاولة مساعدتها على تذكر أى شيء يفيدهم رادفة بتحفيذ :

" لازم تفتكرى يا ندا فكرى كده اى حاجه غريبه ممكن تكون حصلت معاكى الفتره اللى فاتت دى ، فكرى كده أزاى ممكن يكون ده حصل ؟! "

حاولت " ندا " تذكر أى شيء يوضح لها كيف حدث ذلك ولكن دون فائدة ، لتردف بأستسلام :

" مش عارفه يا زيزى مش عاا... "

توقفت " ندا " من تلقائها نفسها متذكرة لهذا اليوم وما حدث معها لتصيح منتبهة :

" زيزى انا افتكرت حاجة مهمه "

أنتبهت إليها " زيزى " بأهتمام رادفة بأستفسار :

" أفتكرتى ايه يا ندا!! ، احكيلى بالتفصيل؟! "

عقبت " ندا " بتذكر موجهة حديثه ثوب " زيزى " رادفة بتوضيح :

" اليوم اللى عز قالى عليه إن الصور دى اتبعتتله فيه ، يوم ما كنت انا راجعه متاخر من عند مريم "

ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها باستفسار رادفة بتعجب :

" مربم مين دى وايه اللى وداكى عندها ؟! "

وضحت لها "ندا" ما حدث بهذا اليوم رادفة بتوضيح :

" هحكيلك اللى حصل بالتفصيل "

قصت " ندا " على " زيزى " كل ما حدث فى هذا اليوم بداية من طلب مها منها وذهابها الى منزل " مريم " وأنها فقدت الوعى بمنزلها وانها ظلت فاقدة للوعى لمدة ساعتين ، نهاية بتوصيل " مريم " لها بسيارتِها ...

أعتلت الصدمة وجه " زيزى " لتردف بأستفسار :

" أغمى عليكى أزاى وساعتين ليه مش عارفه تفوقك الموضوع ده مش داخل دماغى ؟! "

عقبت "ندا" بعدم فهم رادفة بإستفسار :

" قصدك أيه يا زيزى مش فهمه ؟! "

أمتعضت ملامح "زيزى" بغضب شديد رادفة بإنزعاج :

" قصدى إن البت دى عملت فيكى حاجه وهى اللى خدرتك بس ليه وايه اللى جمع بينها هى وحازم ؟! "

ضيقت "ندا" ما بين حاجبيها بأستفسار رادفة بتعجب :

" ليه تعمل معايا كده!!   وعشان ايه كل ده؟! "

أضافت "زيزى" بضيق وحدة موجهة حديتها نحو " ندا " رادفة بحزم :

" أحنا لازم نعرف ايه اللى حصل وفى اسرع وقت ، لازم نعرف البنت دى عملتلك ايه وأنتى عندها فى بيتها ؟! "

______

كان " عز " يقف أمام المرأة الخاصة بغرفته يستعد للخروج من المنزل ، لتدلف والدتة غرفته وتندهش مما تراه لتردف مستفسرة :

" أيه ده!! ، أنت رايح فين يا عز ؟! "

لم يلتفت " عز" إليها وأكتفى بالرد عليها وهو يقوم بتمشيط شعره رادفا بجمود :

" رايح عند أنس صحبى يا أمى "

صاحت "منى" بقلق من أن تسوء حالتت رادفة بتوتر :

" بس أنت لسه تعبان يا أبنى!! "

زفر"عز" بكثير من الضيق والحنق رادفا بحدة :

" ولو أعدت هتعب أكتر من كده يا أمى ، سبينى أخرج يمكن أرتاح "

أستسلمت "منى" لرغبة إبنها وإصراره رادفة بهدوء :

" حاضر يا ابنى بس متقفلش تليفونك عشان أعرف أوصلك وأطمن عليك كل شويه "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي