الفصل السادس

أتسعت عينى "زيزى" بدهشة مما قصته عليها "ندا" بداية من طلب "حازم" بالزواج منها نهاية بالرسالة التى أرسلها إليها "عز"وبتلك الطريقة الفظة ورفضه الأن من مقابلتها، لتصيح "زيزى" رادفة بإستفسار :

" طيب ليه يا ندا عز يقول كده!! وليه مش عايز يشوفك أو يتكلم معاكى ورافض بالشكل ده!!، وأزاى حازم ده أصلا يطلب طلب زى ده وأنتى أصلا بتعامليه على أنه أخوكى بالظبط، هو مجنون ده ولا أيه!! "

تنهدت "ندا" بملامح يعتليها الكثير من الحزن والخزلان، لا تعلم لماذا حدثها "عز" بهذه الطريقة!! حتى أنه رفض أن يُقابلها، لتزفر "ندا" بضيق صدر وقد خانتها دموعها فى الهبوط رادفة بحزن كبير :

" مش عارفه يا زيزى، مش عارفه ليه عز كلمنى بالطريقة دى!! حتى أنه مش عايز يرد عليها ولا يشوفنى، يمكن يكون عرف حاجه عن موضوع حازم ده وفهم غلط، بس ليه مش راضى بدينى فرصه أفهمه وأشرحله اللى حصل!!، ليه بيعمل معايا كده ليه؟! "

أجهشت "ندا" فى بكائها وهى تشعر بكثير من الظلم عليها من قبل "عز"، حتى أنه لا يريد الأستماع لها وأعطائها الفرصة لتوضيح له حقيقة الأمر!!، لتحتضنها "زيزى" مُحاولة تهدأتها وهى حزينة على صديقته رادفة بتأثر وتعاطف شديد :

" أهدى بس يا ندا إن شاء الله خير يا حبيبتى، ولو كان على عز كلها شويه وهيهدا ووقتها أبقى فهميه كل حاجه، وهو هيفهم وهترجعوا أحسن من الأول متخافيش "

أبتعلت "ندا" فى حزن وألم رادفة برجاء وتمنى :

" يارب يا زيزى، يارب "

________

ألتقطت "هدى" هاتفها عازمة على الأتصال ب "نجلاء" كى تُخبرها بقرارها هى و"ندا" والأعتذار منها هى وأبنها عن طلبهم لأبنتها، دقائق وأتى "هدى" صوت "نجلاء" رادفة بود مُصطنع :

" والله يا هدى كنت حاسه أنك هتكلمينى النهاردة معرفش ليه!! القلوب عند بعضها الظاهر "

أبتسمت لها "هدى" بصفاء نية غير مدركة بما تعنيه "نجلاء"، لتكمل "هدى" رادفة بود :

" فعلا والله القلوب عند بعضها يا حبيبة قلبى "

" طمينينى بقى يا حبيبتى، هنيجى نشرب الشربات عندكوا أمتى!! "

أبتلعت "هدى" بكثير من الحرج الشديد، لا تعلم كيف ستقول لها هذا الأمر!! ولكنها يجب أن تُخبرها بحقيقة الأمر حتى لا تبنى أمال زائفة، لتحمحم "هدى" رادفة بتردد :

" والله يا نجلاء يا أختى أنتى عارفة انا بعز حازم قد أيه!! وعارفه كمان أنه عندى زى معاذ بالظبط وبصراحة طلع كده كمان عند ندا وشايفاه زى أخوها بالظبط "

شعرت "نجلاء" بكثير من الغضب على رفض "هدى" لأبنها بتلك الطريقة الغير مباشرة، ولكنها حاولت ألا تفقد أعصابها مُصطنعة الحرج رادفة بأنزعاج :

" ليه بس يا هدى هو حازم أبنى وحش ولا فيه حاجة مش كويسه "

صاحت "هدى" بلهفة حتى لا تفهمها الأخرى بشكل خاطئ رادفة بتوضيح :

" لا يا أختى والله أسم الله عليه، بس هنعمل أيه يا نجلاء يا أختى ده نصيب وأنتى عارفه ومينفعش البت تتجوزه وهى حساه أنه زى أخوها "

تنهدت "نجلاء" بملل وإنزعاج من كلام "هدى" التى لم تستسلم له ولو مهما كلفها الأمر، لتصطنع الحزن رادفة بتمنى :

" طيب يا هدى اللى يريحكوا بس برضو حاولى معاها تانى وأنا هستنى منك رد تانى، بس أنتى حاولى ويكمن الأمور تتغير بإذن الله "

شعرت "هدى" بالكثير من الحرج من إصرار "نجلاء" لتستسلم لها رادفة بهدوء :

" طيب يا نجلاء أنا والله هحاول معاها تانى، بس مترميش أمل على الموضوع ده وربنا يقدم اللى فيه الخير يا أختى "

________

مر أكثر من أسبوع و "عز" لا يتحدث إلى "ندا" ولا يسمح لها بالتحدث إليها قط، وهو لا يزال يشعر بالغضب والكراهية تجاهها وتجاه ذلك ااذى يُدعى "حازم"، ويُحاول أن لا يرى "ندا" حتى لا يفقد السيطرة على نفسه ويفعل شيء يندم عليه فيما بعد، بينما "ندا" كانت تُحاول بكل الطرق أن تلتقى به حتى توضح له حقيقة ما حدث، ولكن دون فائدة ف "عز" لم يسمح بذلك، ليزداد شعور "ندا" بالظلم والخزلان تجاه "عز" لانه لم يترك لها فرصه لتوضح له ولكنها ستظل تحاول حتى تعلم لما يفعل كل ما يفعله ذلك؟!

كانت "ندا" كعادتها تقف بنافذة غرفتها تنتظر عودة "عز" لكى ترأه ولكنها اليوم لن تكتفى برؤيته فقط بل عليها التحدث معه وإخباره انها ليست لها يد فى طلب "حازم" لخطبتها تلك، وما إن أتيحت لها الفرصة أنها تعلم أن "منى" و"زيزى" عند "زينة" و"ذياد" و"ماجد" لن يعودا إلى المنزل الأن، لتستغل "ندا" تلك الفرصة لتحدث معه بمفردهم، وبالطبع لم يمر الكثير من الوقت حتى عاد "عز" من عمله صاعداً إلى شقتهم، وسريعا ما أسرعت "ندا" فى اللحاق به إلى بيته

طرقت "ندا" باب شقة "عز" الذى لتو عأد من عمله ولحظات حتى قام "عز" بفتح الباب، ولكنه عندما وقعت عينيه عليها شعر بالكثير من الغضب وكأنه يتمنى أن يُكسر رأسها، ليرمقها بنظرة أحتقار مواليا لها ظهره دالفاً لداخل شقته يُقسم أنها لو تجرأت على الدخول خلفه سيجعلها تندم أشد ندم وأن سيجعلها تكره اليوم الذى كذبت عليه به وقالت له أنها تحبه

بالفعل دلفت "ندا" خلف "عز" إلى داخل الشقة بينما "عز" أتجه نحو غرفته وهى لاتزال مُتبعة إياه بغضب من تجاهله لها كل تلك الفترة الماضية، حتى عندما ألتقط أعينهم تجاهلها أيضا، لتصيح به "ندا" متبعة إياه رادفة بأنزعاج :

" أستنى هنا يا عز، هو فيه أيه بقى!! أنت بتتجاهلنى ليه طول الفترة دى؟! عاملتلك أيه أنا عشان تعمل فيا كل ده "

لم يلتفت لها "عز" وظل موليها ظهره مُعقبا بأسنان ملتحمة مُحاول أن يتحكم فى أعصابة رادفا بحده :

" أطلعى برا يا ندا "

أمتعضت ملامح "ندا" بكثير من الغضب والحنق من تلك الطريقة التى لم يتعامل بها معاها من قبل، لتصيح به "ندا" رادفة بحدة :

" مش هطلع برا يا عز وعايزة أفهم فى أيه!!، أنت بتعمل معايا كده ليه؟! "

إلتفت إليها "عز" والنيران تتطاير من عينيه جاذباً إيها من ذراعها بقسوة زاجراً إياها بقوة وحدة رادفاً بحدة :

" هو أنا مش قولتلك اطلعى برا!!، مش عايز أشوف وشك ولا أسمع صوتك يا ندا، أطلعى برا "

صاحت "ندا" بوجهه وقد ترقرت الدموع بعينها رادفة بألم :

" ليه يا عز!!، أنا عملتلك أيه لكل ده؟! "

زاد "عز" من حدة قبضته على يدها وقد تحولت ملامحه من غاضبة إلى مُفزعة وتدب الرعب فى قلب كل من يراها، صائحاً بوجها رادفا بصوت عال :

" عشان أنتى أوسخ واحده شفتها فى حياتى يا ندا، واحدة كذابة وبترسم الحب على كل واحد شويه، واحده رخيصة وزباله وبتعشق النوم فى أحضان الرجاله و... "

أسكتته "ندا" بصفعة قوية قد تهاوت على وجهه وهى تشعر بالصدمة من فعلتها تلك، فهى حقا تشعر بكثير من الغضب مما تفوه به لتو، ولكنها لم تستطيع التحكم فى يدها التى أندفعت رغما عنها وتهاوت على وجهه وكل هذا بسرعة البرق، لتصرخ "ندا" بوجهه بألم وضيق رادفة بحدة :

" أخرس يا كلب حيوان، أنت بجد طلعت إنسان قذر وزبالة وأنا ندمانه إنى عرفت واحد زيك "

ألتفت "ندا" سؤيعا شارعة فى الخروج من الغرفة بل من المنزل بأكمله، لتوقفا يد "عز" التى جذبتها سريعا وألقت بها على الفراش مُتوعدا لها بأن يجعلها تندم كثيرا على تلك الصفعة التى تجرأت بها عليه

بينما فزعت "ندا" من حركته تلك وخصيصا عندما وجدته يحرر أزرار قميصة مُتخلصا من ملابسه، لتصيح "ندا" فى وجهه برعب وفزف رادفة بهلع :

" أنت بتعمل أيه يا عز "

أقترب "عز" منها مُثبتا يديها بيد واحدة منه وهو يجردها من ملابسها بيده الأخرى رادفا بكثير من الغضب :

" ولا حاجه، هعمل حاجة أنتى متعوده عليها جدا وهتبسطك أوى أوى "

حاولت "ندا" أن تصرخ مُستنجده بأحد، ليضع "عز" يده على فمها رادفا بتحذير :

" والله العظيم صوتك لو طلع والناس أتلمت أنتى اللى هتتفضحى وخصوصا إنك أنتى اللى جيالى برجليكى وأنا حذرتك يا ندا، أستحملى بقى نتيجه عدم سمعانك الكلام وتحذيرى "

وبالفعل جرادها "عز" من كل ملابسها وأخذ يتحسس جسدها بطريقة مُهينة ومؤلمة وكأنه ينتقم من ذلك الجسد الذى سمح لغيره بلمسه ليجعلها تندم على خداعه والعب معه وأستغلال مشاعره، بينما "ندا" كانت تتمنى أن كل ما يحدث هذا يكون كابوس وليس حقيقى، هى لا تصدق حتى أن "عز" الذى يعشقها يفعل بها مثل ما يفعل الأن، بالطبع هذا كابوس يجب أن تفيق منه

لأحظ "عز" عدم مُقاومتها النابعة من صدمتها بما يحدث ولكنه لم يُفسرها بتلك الطريقة، بل ظن أنها أستسلمت له لرغبة فى أن تُمارس معه هذا الشيء، ليشعر بالكثير من الغضب يتمنى لو أن يخرج روحها من جسدها الان، ولكنه عزم على أن يحقق لها رغبتها وأخذ يطبع بعض القُبل العنيفة على رقبتها نزولا إلى نحرها وقد فقض السيطرة على نفسه تماما وأوشك على أن يتم ما بدأ به، ولكن سريعا ما سيطر على نفسه زاجراً إياها بانه لم يفعل ذلك حتى ولو كانت هى ليست عذراء!!، لم يُنجس نفسه فيما نجسه غيره، لينهض "عز" بعيدا عنها رامياً إيها بنظرات الحقارة والأشمئزاز رادفاً بحدة :

" مش أنتى اللى تستاهلى أوسخ نفسى عشانها، أخرج من الحمام ملاقيكيش هنا، ولو شوفت وشك مرة تانية يا ندا مش عارف وقتها أنا ممكن أعمل فيكى أيه!! "

تركها "عز" ونهض مٌتجها نحو المرحاض، لتنهض هى وقد تأكدت أن كل ما يحدث ليس بكبوسا بل حقيقة عليها أن تتقبلها وعليها أيضا أن تُصدق أن كل ما بينها وبين ذلك الحقير أصبح ثراب، وأنهم لم يكن بينهم بيوماً من الأيام حباً حقيقى بل كان أوهام، لتنهض بخيبة أمل خارجة من المنزل مُقسمة على أن تجعله يندم أشد ندم على ما فعله بها

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي