الفصلالسابععشر

كان " عز " يقف أمام المرأة الخاصة بغرفته يستعد للخروج من المنزل ، لتدلف والدتة غرفته وتندهش مما تراه لتردف مستفسرة :

" أيه ده!! ، أنت رايح فين يا عز ؟! "

لم يلتفت " عز" إليها وأكتفى بالرد عليها وهو يقوم بتمشيط شعره رادفا بجمود :

" رايح عند أنس صحبى يا أمى "

صاحت "منى" بقلق من أن تسوء حالتت رادفة بتوتر :

" بس أنت لسه تعبان يا أبنى!! "

زفر"عز" بكثير من الضيق والحنق رادفا بحدة :

" ولو أعدت هتعب أكتر من كده يا أمى ، سبينى أخرج يمكن أرتاح "

أستسلمت "منى" لرغبة إبنها وإصراره رادفة بهدوء :

" حاضر يا ابنى بس متقفلش تليفونك عشان أعرف أوصلك وأطمن عليك كل شويه "

أومأ لها "عز " براسه بالموافقة و سريعا ما توجه نحو الباب وخرج من المنزل بأكمله

لتتنهد "منى" بقلة حيلة رادفة بتمنى :

" سترك ورضاك يارب "

_______

فى إحدى الملاهة الليلة المليئة بالأشياء المحرمة وكثير من الخمور وكشف العورات يتواجد " حازم " بصحبة صديقه " هيثم " ويجلسان معاً على البار يشربون الخمر بجميع أنواعيها برفقة فتاتين من فتايات الليل والملاهى الليلية ، ليصيح " هيثم " وهو ثمل جدا رافا بثمالة :

" أيه يا عم حازم هى البيت دى مش راضيه تيجى سكه ليه!! ، حاولت معاها فى الخطوبة ومجتش ، بعتلها طلب صداقة ورفضته ، حاولت أدخلها واتس بعد ما أخذت رقمها منك بردو مجتش اعمل معاها أيه دى بس؟! "

عقب "حازم " وهو لا يقل عنه سُكرا رادفا بثمالة هو الأخر :

" يا عم انت اللى طلعت أهبل ومعرفتش توقع البت ، مع انها بت هبله ملهاش أى تجارب وسهل يتضحك عليها بكلمتين بس أنت اللى عبيط "

صاح به " هيثم " منفعلا بسبب كل مُحاولته التى أدت إلى الفشل رادفا بغضب :

_" يا عم حازم يعنى اعملها ايه ، أخدها غصب عنها ؟! "

رفع "حازم" حاجبيه بأستهزاء رادفا بمكر :

" بس ياض وانت بؤق كده ، انا هفكر فى طريقه تانيه تخليك تقابلها وتحاول مرة تانية ، المهم "

نظر إلى هاتان الفتاتان بكثير من الشهوتة والرغبة رادفا بكلمات قذرة :

" هو أحنا مش هنروح نسهر بقى ولا أيه؟! "

أنهى كلامه بغمزة لتضحك الفتاتان ، بينما " هيثم " لم يفهم ليرفع حاجبه لأستفسار رادفا بأستهزاء :

" أنت سكرت يا أبنى ولا ايه!! ، ما أحنا سهرانين اهو هنسهر فين تانى يا عم ؟! "

ضحك "حازم" على غباء صديقه رادفا بتهكم :

" قصدك سكرانين يا أبو دماغ عصفيرى "

أمتدت يد " حازم " وقام سريعا بجذب إحدى الفتايات من خسرها مقربه له بشكل واقح ومقزز رادفا بمكر :

" يا ابنى بقولك نسهر انت غبى ولا أيه؟! "

أنهى كلامه بغمزة ليدرك " هيثم " ما يعنيه ، ليضحك هو الأخر ويقوم بجذب الفتاة الأخرى إليه بنفس الشكل رادفا بخبث :

" ااه نسهر ، أختار يا عم انت المكان واحنا نروح نسهر لصبح "

ضحك كلهما معا والفتاتان أيضا وخرجوا جميعا معا من هذا المكان القذز

_______

صاح "أنس" مُعقبا بغضب وإنفعال رادفا بحنق :

" يعنى كل اللى حصل النهاردة ده بينك وبينها يا عز ومشكتش انها ممكن تكون مظلومه ؟! "

صاح "عز" بغضب وإندفاع هو الأخر رادفا بأنفعال :

" مظلومة أيه يا أنس!! ، دى حتى مدفعتش عن نفسها ولا قالت حاجه كل اللى عملته انها جريت ، جريت حتى من غير ما تقولى ولا كلمة "

أكد "أنس " بأصرار على حديثة رادفا بتأكيد :

" مهو ده اللى مخلينى متاكد إن فى حاجه غلط فى الموضوع وإن ندا مظلومه يا عز "

أطبق " عز " على أستنانه وقد تذكر تلك الصور وكيف كان " ندا " بين ذراعيى هذا الحقير وكيف كان يُقبلها بتلك الطريقة الرخيصة!! ، ليصيح بغضب وأسنان مُلتحمة رادفة بحدة :

" أنت مشوفتش اللى انا شوفته يا أنس ومحستش باللى انا حسيته ، انا أتقهرت من جوايا وانت عارف يعنى أيه قهرة الراجل و بتبقى عامله ازاى ؟! "

شعر "أنس"بكثير من الحزن والأسئ على صديفة رادفا بتفهم :

" عارف يا صحبى وحاسس بيك والله ، بس أنا كمان متاكد ان في حاجه غلط فى الموضوع ، بس وربنا قادر يوضع الامور إن شاء الله "

أومأء " عز" برأسه بقلة حيلة رادفا بهدوء :

" ونعم بالله ، أنا مروح بقى سلام "

ضيق "أنس" ما بين حاجبيه بأستنكار رادفا بإستفسار :

" أيه ده!! أحنا مش هتستنى نتعشى سوا ؟! "

أعتذر "عز" منه رادفا بحرج :

" معلش يا أنس خليها مرة تانيه عشان أنا محتاج أروح ، سلام "

وافقة " أنس " على طلبه ليرحل " عز " بينما وقف " أنس " يتمنى أن يرى صديقه مرتاحا راضيا :

" ربنا يظهر الحقيقه يا صحبى وانا مش هسكت ولازم
أعملك حاجة أساعدك "

خطر ببال " أنس " فكرة ليسرع باخراج هاتفه وأخذ يبحث عن رقمها ليتصل بها طالبا منها مساعدة ، وما هى إلا ثوانًن وأتاه صوت " زيزى " رادفة بهدوء :

" ألو "

أتاها صوت "أنس" معقبا بأستفسار رادفا بحرج شديد :

" أنسه زيزى معايا؟! "

عقبت "زيزى" بالموافقة رادفة بإستفسار :

" أيوه مين معايا "

حمحم "أنس" بحرج رادفا بهدوء :

" أنا يأنس صاحب عز يا زيزى "

أرتجف قلب "زيزى " بتوتر وخجل رادفة بحرج :

" اه أزيك يا أنس خير فى حاجة؟! "

أضاف "أنس" بهدوء رادفا بحرج :

" انا الحمدلله كويس ، بس كنت عايز اتكلم معاكى فى موضوع كده "

فزت "زيزى" من مكانها واقفا رادفة بلهفة :

" موضوع ايه!! خير عز حصله حاجه؟! "

أضاف "أنس" بلهفة موضحا رادفا بتفسير :

" يا سيتى مفيش حاجه هو موضوع يخص عز اه بس مش هو لوحده يخصه هو وندا "

شعرت "زيزى" بالدهشة والغرابة رادفة بأستفسار :

" موضوع أيه اللى يخص عز وندا ؟! "

أبتلع "أنس" بحرح رادفا بتلعثم :

" بصراحة عز حكيلى عن كل حاجه من أول يوم اتاخرت فيه ندا لحد اللى حصل النهارده الصبح وانا حاسس ان الموضوع فيه انه ، وفى حاجه غريبه بتحصل بس مش قادر احددها "

أكدت "زيزى" على حديث "أنس" رادفة بتأكيد :

" فعلا يا أنس فى حاجه حصلت لسه ندا حكيالى عليها دلوقتى وكنا بنفكر فى فكره نتاكد بيها "

ضيق "أنس" ما بين حاجبيه بأستفسار رادفا باستغراب :

" حاجه ايه اللى عايزين تتاكدوا منها دى؟! "

قصت عليه " زيزى " كل كلام " ندا " وذهابِها الى بيت " مريم " ، وما حدث لها ببيت " مريم " وعدم تذكرها لما حدث لها اثناء فترة أغمائها وتركها لمدة ساعتين فاقدة للوعة ، ليصح " أنس " منفعلا رادفا بإندفاع :

" يا ولاد الكلب كده الصوره وضحت ، البت اللى اسمها مريم دى متفقه مع اللى أسمه حازم ده انهم يعملوا كده فى ندا فاضل بس اننا نتاكد من ده ونعرف عملوا كده أزاى!! "

أومأت له "زيزى" برأسها موافقة على حديث "أنس" رادفة بإستفسار :

" معاك حق بس مش عارفين هنتاكد ازاى!! "

أمتعضت ملامح "أنس" بالعضب وتعالت أنفاسه بضيق رادفا بحدة :

" مفيش قدمنا غير الموجه ، لازم ندا توجه اللى اسمها مريم دى وتفهم منها كل حاجه وليه عملت كده ؟!! "

أبتسمت "زيزى" بأستهزاء على سذاجة "أنس" رادفة بتهكم :

" وتفتكر مريم بقى هترضى تحكى اللى حصل بالسهوله دى "

لاحظ "أنس" نبرتنا المُستهزئة ليشعر بطيف من الغضب رادفا بثقة :

" هتتكلم غصب عنها وأنا عندى فكرة "

أنتبهت " زيزى " إلى حديثه بلهفة فهى تتحرق شوقا على الأنتقام من " حازم " وتلك الفتاة الساقطة رادفة بفضول :

" فكرة ايه ألحقنى بيها ارجوك ؟! "

أعتلت ملامح المكر وجه " أنس" وقد راوضته أفكار شيطانية رادفا بخيث :

" البنت دى لازم تخاف وتحس بالرعب عشان تتكلم وتحكى ، وهى زى ما قولتى واضح من كلامك أنها بت مدلعه فمش هتاخد وقت وهتتكلم على طول "

ضيقت " زيزى " ما بين حاجبيها بعد فهم من حديث "أنس " رادفة بأستفسار :

" مش فهمه بردو أزاى هتخوفها وتخليها تحكى كل اللى تعرفه؟! "

تنهد "أنس" بإصرار وكثير من التوعد بداخله لتلك الحقيرة وذلك القذر رادفا بحدة :

" هخطفها "

أتسعت عينى "زيزى" بصدمة مما أخبرها به "أنس" رادفة بدهشة :

" أنت بتقول أيه يا أنس تخطفها!! ، أزاى يعنى تخطفها يا أنس دى جريمة ، أنت مجنون!! "

أمتعضت ملامح " أنس " بكثيرا من الغضب لدرجة انه لو كانت " زيزى " امامه لماتت من الرعب رادفا بأنفعال :

" واللى عملوا ده مش جريمة!! ، دا أحنا نقدر نوديهم فى ستين داهية بس نمسك عليهم دليل واحد يدنهم "

لاحظت " زيزى " إنفعال " أنس " وغضبة ، وقد أدركت انهم ليس امامهم حل اخر سوا هذا لتردف بتردد :

" طب قولى انت بتفكر فى ايه؟! "

حاول "أنس" توضيح ما يُفكر فيه لها بطريقة بسيطة لكى توافق عليها رادفا بهدوء :

" بكره الصبح ندا تتصل على مريم دى وتطلب منها أنها تقابلها وقتها هكون انا موجود فى المكان اللى هيحددوه وهاخد مريم فى عربيتى بعد ما أخدرها وأجبها هنا عندى فى البيت ، وده أنسب مكان عشان انا اهلى مش موجودين ، وبعد كده محدش ليه دعوه سبوهالى ، وقتها انا اللى هطلع منها الكلام حتى لو غصب عنها "

أرتجف قلب " زيزى " بخوف وفزع من كلمات " أنس " وأيضا القليل من الغيرة الغير مبررة حتى هى لا تعلم سبب هذه الغيرة ولماذا هى تشعر بهذا الشئ تجاه!! ، لتحاول أن تخرج تلك الأفكار من رأسها رادفة بتوتر :

" غصب عنها أزاى بقى إن شاء الله ؟! "

لاحظ "أنس" توترها وكأنها هى من ستُخطف وليست " مريم " مضيفا بضحك :

" متخفيش مش هقتلها يعنى بس لازم أخوفها عشان تتكلم وتحكى ايه اللى حصل فى اليوم ده بالتفصيل "

أومأت " زيزى " برأسها بالموافقة على فكره " أنس " المجنونة والخطرة بعض الشئ ، ولكنهم ليس أمامهم حل أخر ، أغلقت " زيزى " مع " أنس " المكالمة وذهبت إلى بيت " ندا" لتُخبرها عن مُخطط "أنس" :

_______

يجلس " معاذ " برفقة زوجتة وهو يحاول تفسير ما يحدث   ليرفع "معاذ " نظره موجها حديثه نحو " زينة" رادفا بإستغراب :

" تفتكرى يا زينة ايه اللى يخلى عز يقول يتنازل كده بسهوله عن ندا ، أنا مقدرتش أدخل لانى واثق ومتاكد من حب عز ل ندا وانه بيحبها وبيخاف عليها أكتر منى انا شخصيا ، بس ايه اللى حصل وصلهم لكده ؟! "

تنهدت " زينة " بحيرة هى الأخرى من أمر أخيها رادفة بقلة حيلة ممزجة بأستغراب :

" مش عارفه يا معاذ ايه اللى حصل خلى عز يتغير كده مره واخده ويتنازل عن حب عمره بالسهوله دى!! ، ده صارحك أنت شخصيا بحبه ل ندا من قبل ما يصارحها هى واخد منك انت الاذن انه يصارحها بحبه "

تنهد " معاذ" بعدم راحة شاعرا أن هناك أمرا ما رادفا بقلق :

" انا حاسس ان فى حاجه كبيرة بتحصل واحنا مش عارفين ايه هى وخايف اوى على عز وندا "

حاولت " زينة " تطمئنة زوجها وحب عمرها رادفة بصدق مشاعر :

" متقلقش يا حبيبى أكيد ربنا هيظهر كل حاجه فى أقرب وقت ، وساعتها لو طلع عز اخويا هو اللى غلطان انا مش هدافع عنه وهسيبك انت تحاسبه بطريقتك "

هز " معاذ " رأسه بنفى من أن يكون " عز " على خطأ رادفة بانكار :

" أستحاله عز يكون غلطان بس بردو زى ما انا واثق فى عز انا واثق فى ندا دى راجل وانا اللى مربيها عمرها ما عملت حاجه غلط يا زينة ، يبقى ليه عز عمل كده ؟! "

حاولت " زينة " تهدئة زوجها وهى تربط على كتفه رادفة بحب ومصدقية :

" انت هتقولى على ندا يا معاذ ده احنا متربين سوا ، متقلقش ربنا إن شاء الله هيظهر الحقيقه انا مش عارفه ليه حصل كده بس أكيد خير إن شاء الله "

أوماء "معاذ" برأسه بالموافقة مُضيفا :

" إن شاء الله ، أنا هتصل بندا بكره ولازم افهم منها كل حاجه حصلت "

______

أتسعت عينى" ندا " بصدمة مما أخبرتها به " زيزى " رادفة بأندهاش :

" ايه!! يخطفها ازاى يا زيزى!! هو مجنون ؟! "

حاولت " زيزى " تهدئتها على عكس ما يدور بداخلها من قلق وغيرة رادفة بثقه :

" متقلقيش يا ندا ، أنس فهمنى كل حاجه وقالى هنجبها ازاى وهنوديها فين وبعدين أحنا لازم نعرف الحقيقة يا ندا والبنت دى هى اللى معاها الحقيقه "

حاولت " ندا " تقبل الأمر رادفة بحيرة :

" مش عارفه يا زيزى!! ، مفيش حل تانى طيب ؟! "

هزت " زيزى " رأسها نالنفى شاعرة بالأسئ رادفة بيأس :

" للاسف مفيش يا ندا ، بكرة أول ما تصحى كلميها وحددى معاها معاد تتقبلوا فيه ووقتها انا هتصل ب أنس ونظبط كل حاجه ، لازم بكرة نعرف كل حاجة وأيه اللى حصل اليوم ده بالظبط ؟! "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي