الفصل الثامن والعشرون

وصلوا جميعا إلى المطعم وجلسوا معا لتناول العشاء على طاولة واحدة بعد أن وصاهم " عز " على تجهيذ طاولة لعزومة عائلية وأخبرهم بعدد الأفراد ، وبالفعل نزل لهم طلباتهم وبدوا فى تناول الطعام ، لتتحدث " سناء " موجهة حديثها نحو " زيزى " رادفة بحب ومرح :

" كلى كويس يا مرات أبنى ، أنا عايزاكى من هنا للفرح تبقى شبه البطه بالظبط "

ضحكت " زيزى " على حديث والدة " أنس " رادفة بمرح :

" أكل أكتر من كده أيه بس يا طنط ، دا انا كده أبقى شبه الدبدوبه بالظبط "

تدخلت " منى " موجهة حديثها نحو " سناء " رادفة بمرح :

" متقلقيش يا حبيبتى دى متتوصاش خالص ، دى بتاكل كل ما تلاقى نفسها فاضيه "

أبتسمت لها " سناء " بمحبة وود رادفة بحب :

" يا أختى ما تاكل بألف هنا وشفا على قلبها ، دى دخله على جواز كمان شهر لازم تتقوى كويس عشان متتعبش مننا "

وصلت " سرين " إلى أعلى درجات غضبها ، لتتدخل بالحديث متعمدة إحراج " زيزى " موجهة حديثها نحو "سناء" رادفة بأستهزاء :

" معاكى حق يا مرات خالوا والله ، دى محتاجه فعلا عشان جسمها يبقى حلو تزيد بتاع ١٠ كيلوا كده ولا حاجه عشان يبقى شكلها مقبول "

أنزعجت " زيزى " من طريقة " سرين " التى تحدثت بها ولكنها لم تُعلق على الأمر ، ولكن " ندا " هى من لاحظت إنزعاج " زيزى " وتعمد " سرين " فى إحراجها ، فتعمدت " ندا " إحراج " سرين " موجهة حديثها نحوها رادفة بأستهزاء :

" ال ١٠ كيلو دول بيفرقوا يا سرين بين جسم والتانى يعنى مثلا زيزى طولها ١٧٠ ووزنها ٧٠ يعنى جسمها مظبوط بالمسطرة ، ومثلا جسم زى جسمك كده انتى طولك على ما يبدو ليا مكملش ١٦٠ ومع ذلك وزنك شكله أكبر من ٧٥ كيلو ، يعنى اللى المفروض يحصل أنك أنتى اللى تخسى ال ١٠ كيلو دول يا قلبى وهتبقى زى العسل "

أنزعجت " سرين " كثيرا من حديث " ندا " التى أحرجتها أمام الجميع وكادت أن تصيح بها ، ولكن أوقفها صوت " أنس " الذى ردف بلهفة :

" عندك حق يا ندا والله وبالنسبة ل زيزى هى كده عجبانى أوى لا تخس ولا تتخن هى كده زى القمر ، لامواخذه بقى يا عم عز هى أه لسه مبقتش مراتى بس انا هفضل أمدح فيها لحد ما أموت ، أعذورنى بقى يا جماعه أكيد واضح عليا إنى غرقان لشوشتى "

أحمر وجه " زيزى " بالخجل من طريقة " أنس " فى مُغازلاتِها أمام الجميع ، بينما أشتعلت نيران " سميحه " و" سرين " من حب " أنس " ل" زيزى " ، فتعمدت " سرين " أن تُشعل نيران الشك والغيرة بين " زيزى " و" أنس " ، فأخذت تنظر نحو " أنس " بنظرات غير لائقة وتتعمد أن تراها " زيزى " وأن لا يراها أحد اخر غيرها

لاحظت " زيزى " تلك تلنظرات وأخذت تفكر لما تنظر " سرين " نحو " أنس " بتلك الطريقة!! ، ولماذا تعمدت إحراجها أمام الجميع ؟! ، بدات الغيرة تتسرب إلى قلب " زيزى " ، بينما " سرين " شعرت ان خطتِها تنجح بالفعل وأنها أوقعت " زيزى " فى تلك الحفره الذى ستكون سبب البعد بينها وبين " أنس "

على نفس الطاولة " زينة " تحاول تهدأت أطفالها الصغار جدا والذين يجعلونها تعانى بينهم ، نعم فهم تؤائم مزعج جدا وإذا فعلت شيء لطفل لابد ان تفعله للأخر ، لاحظت " ندا " تعب " زينة " بين طفليها فقررت أن تُساعدها وتحمل أحدهم عنها رادفة بحب :

" هاتيلى عز وخلى ندا معاكى ، متخفيش انا هعرف أسكته "

ضحك " عز " بشدة موجها حديثه نحو " ندا " رادفا بمرح :

" طبعا دا أنتى بتسكتى عز الكبير ، مش هتعرفى تسكتى الشخه ده "

ضحكت " زينة " على حديث شقيقها ووجهت حديثها نحو " ندا " رادفة بتحذير :

" هيتعبك يا عروسه صدقينى ده فراق ومتعب اوى مش عارفه طالع لمين كده!! "

تدخلت " منى " رادفة بمرح :

" هيكون طالع لمين يا أختى ، مش سمتيه عز ألبسى بقى يا أختى ، ده الله يكون فى عونها ندا "

ضحك الجميع وسريعا ما انتهوا من تناول العشاء وأخذ كلا منهم يوصل عروسته إلى بيتها ، أخذ " أنس" " زيزى " و" زياد " فى سيارته ، بينما أخذ " ماجد " " منى " و" هدى " معه بسيارته وأخذ " عز " " ندا " و" جنه " بسيارته ، بينما أخذ " محمود " " سناء " و" سميحة " و" سرين " ، بينما أخذ " معاذ " " زينة " وطفليهما وذهب كلا منهم إلى بيته

______

فى سيارة " انس " و" زيزى " كانت " زيزى " تفكر لماذا تلك الفتاة فعلت كل هذا وما هو سبب كرهِها لها هكذا ، لتُحاول " زيزى " الأستفسار عن الأمر من قبل " أنس " دون أن تُظهر له شيء رادفة بهدوء :

" هى البنت قريبتك دى اللى كانت معانا على العشاء دى أسمها أيه وعندها كام سنة ؟! "

أندهش " أنس " من سؤال " زيزى " ليضيق ما بين حاجبيه بأستفسار رادفا بتعجب :

" اشمعنا يعنى!! ، ايه مناسبة السؤال ده ؟! "

حاولت " زيزى " إخفاء غيرتها مُصطنعة أى جحة رادفة بمراوغة :

" عادى يعنى يا أنس ، أصل شخصيتها مرحة اوى وكنت عايزه أعرفها أكتر "

شعر " أنس " بقليل من القلق خوفا أن تعلم " زيزى " بحلم عمتِه وأبتنتها فى الزواج من " أنس " وتنزعج من ذلك الأمر وتتوتر علاقتهم ، ليحاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسها رادفا بهدوء :

" يا شيخة سيبك منها ، أحنا أصلا مش بنتقابل غير فى المناسبات بس ، يعنى مش مهم "

شعرت " زيزى " بعدم الراحة وأن هناك أمرا ما يُحاول " أنس " إخفائه عنها لتردف بشك :

" أنت متاكد من الكلام ده!! "

نجح " أنس " فى إخفاء ذلك التوادتر رادفا بتاكيد :

" طبعا يا بنتى متاكد ، هى رخمة شويه عشان كده مش عايزك تتقربى منها أكتر من كده "

تنهدت " زيزى " بشك ولكنها عزمت على إنتهاء ذلك الحوار كى لا تُفسد هذه الليلة رادفا بموافقة :

" خلاص اللى تشوفه يا حبيبى "

________

فى الصباح كانت " منى " تُيقذ الجميع لتناول الافطار ، وبالفعل خرج الجميع من غرافهم وجلسوا معا ، بعد قليل أنتهى الجميع من تناول الطعام ومثل كل يوم خرج " عز " إلى البنك لممارسة عمله وبعدها يذهب لمعاينة التشطيبات بشقته الذى يجهزها كى تكون عش زواجه ، بينما " ماجد " قد ذهب الى ورشته واخذ معه " زياد " لانه فى فتره أجازته وظلت " زيزى " و" منى " معا فى البيت ، بعد وقت ليس بكثير أرتدت " منى " ملابسها عازمة على الذهب لشراء بعض الأغراض للمنزل وتركت " زيزى " بمفردها فى البيت

ما كانت إلا دقائق قليلة بعد خروج " منى " حتى دق جرس الباب مُعلنا عن مجئ أحدهم ، أستغربت " زيزى " وذهبت كى تفتح الباب وهى تظن أن من على الباب هى والدتها ، لتصيح بصوت عالى رادفة بأستفسار :

" أنتى لحقتى يا ما .. "

تفاجأة " زيزى " بما رأته أمامها فهى لم تتخيل أبدا مجيئها إلى بيتها ولا تعلم حتى لماذا أتت لها بالأساس ، لتضيق " زيزى " ما ببن حاجبيها رادفة بأندهاش :

" أنتى !! "

أبتسمت " سرين " بخبث وهى تنظر نحو " زيزى " بكبر وأستعلاء رادفة بتهكم :

" أيه هتسبينى واقفة على الباب كده كتير ولا أيه !! "

هزت " زيزى " رأسها بالنفى فاتحة الطريق ل " سرين " كى تدخل رادفة بترحيب :

" لا طبعا أتفضلى ، أنتى مش غريبه ، أنتى بنت عمة أنس وكمان أول مرة تزورينى فى بيتى ، أزاى مرحبش بيكى "

صاحت " سرين " وهى تدلف الشقة بمزيدا من الغرور رادفة بحدة :

" قصدك أنا حبيبة أنس اللى أنتى خطفتيه يا حبيبتى "

ضيقت " زيزى " ما بين حاجبيها بأستنكار وعدم إستعاب رادفة بأستفسار :

" يعنى أيه حبيبة أنس وخطفته منكأزاى يعنى مش فاهمه ؟! ، أنتى مجنونه ولا عايزه تتجننى عليا ولا حكايتك أيه ؟! "

ضحكت " سرين " بأستهزاء مُحاولة أستفزاز " زيزى " رادفة بمكر :

" أيه الجنان فى اللى أنا قولته دلوقتى ، بقولك أنا حبيبة أنس ، أنا وأنس كنا بنحب بعض جدا قبل ما يشوفك وتحومى حوليه وتخطفيه منى ، مش عارفه أيه اللى فيكى شده بس أنا متاكده أنك نزوه وهتعدى وهسيبك ويرجعلى تانى يا قموره "

جلست " سرين " على أول مقعد قابلها تحت أنظار " زيزى " الثابته بمكانها وكأنها تسمرت ، لتُكمل " سرين " حديثها معتمدة إغاظة " زيزى " رادفة بدلال :

" أصل مستحيل أنس يسبنى بعد كل اللى عملنا مع بعض وخصوصا إن أللى كان بينا مكنش مجرد كلام حب ومسكة أيد وخلاص ، أللى كان بينا كان أكتر من أللى ممكن يكون بين أى أتنين متجوزين "

شعرت " زيزى " بكثير من الصدمة مما أستمعت إليه من " سرين " واخذ عقلها يصور لها الكثير من الأشياء القذرة والمحرمة المترطبة على كلام تلك الحقيرة ، كم تمنت أن تجذبها من شعر وتلقى بها خارج المنزل ولكنها عزمت على أن لا تُظهر هذا أمامها ، عليها أن تتاكد من هذا الكلام قبل ان تقوم باى ردة فعل فهى رات ماذا حدث ل " ندا " و " عز " بسبب التسرع وإنعدم الثقة بينهم ، لترفع نظرها موجهة حديثها نحو " سرين " التى ظنت أن حديثها أثر بها ، لتفاجأها " زيزى " بملامج جادة غير متأثرة بحديثها رادفة بأستفسار :

" خلصتى كل اللى عندك يا بنت الناس ؟! "

شعر " سرين " بالصدمة من هدوء " ياسمين " ولكنها أصرت على موقفها وأن تُكمل ما بداته لو مهما كلفها الأمر لتنظر لها بمزيد من الوقاحة رادفة بغرور :

" يعنى ، تقدرى تقولى نوعا ما "

أتجهت " زيزى " نحو باب شقتها وقامت سريعا بفتحه وأشارت بيدها إلى خارج المنزل وهى تنظر نحو " سرين " رادفة ببرود :

" طب يلا أطلعى برا بقى "

نهضت " سرين " واقفة فى مكانها بصدمة ممزجة بكثير من الغضب بسبب طرد " زيزى " لها وعدم تأثرها بما قالته ، لتصيح " سرين " بغضب موجهة حديثها نحو " ياسمين " رادفة بحدة :

" أيه ده!! ، أنتى بتطردينى يا حيوانه يا بنت الكلب أنتى ؟! "

زفرت " زيزى " بحنق مُحاولة التحكم فى غضبها رادفة بحدة :

" كلمة كمان وهنزلك من هنا بفضيحة "

شعرت " سرين " بكثير من الحرج والغضب من تهديد وطرد " زيزى " لها ، لتصيح " سرين " بأسنان ملتحمة رادفة بتهديد :

" ماشى يا حيوانة أنا هوريكى من هى سرين عصام "

خرجت " سرين " وهى فى قمة غضبها من منزل " زيزى " وعزمت على أن لا تستسلم ولأبد أن تُفكر فى شيء أخر ، بينما " زيزى " شعرت إنها سوف تفقد صوابها إن لم تعرف الحقيقة ولن تستطيع الأنتظار أكثر من ذلك ، أسرعت " زيزى " فى التوجه نحو هاتفها وطبعت رقم " أنس " وشرعت بالاتصال عليه لتحزم الامر معه الأن ، صاحت بحنق غير مُدركة لما تقوله بعد أن أتاها صوت " أنس " رادفة بحدة :

" أنت فين يا أنس ؟! "

ضحك " أنس " على سؤالها رادفا بأستهزاء :

" هكون فين يعنى يا فقيقه!! ، أنا فى الشغل طبعا "

حمحمت " زيزى " بكثير من الحرج من غباء سؤالها ولكنها مازالت تشعر بكثير من الغضب ، لتعقب بحدة رادفا بأمر :

" طيب يا أنس بعد الشغل تعالى مع عز عندنا على البيت عشان عايزاك فى موضوع مهم أوى "

شعر " أنس " بقليل من القلق من نبرة صوتها الجامدة وأصرارها على مجيئه ليردف بأستفسار :

" فيه أيه يا زيزى!! ، أيه اللى حصل ؟! "

زفرت " زيزى " بضيق مُحاولة عدم إخراج كل ما بدخلها من غضب عبر الهاتف رادفة بحنق :

" لما تيجى يا أنس هتعرف كل حاجه ، سلام "

أغلقت " زيزى " الهاتف بغضب شديد وهى لا تعلم كيف ستكون ردة فعلها إذا كان كلام " سرين " حقيقى ، هل ستوبخة وتلقى بخاتم الخطبة فى وجهه ؟! ، أم ستستمع إلى مبرراته التى لا تعلم إن كانت حقيقة أم لا!! كيف ستواجه من الأساس ؟! ، كيف ستسأله إن كان هذا الحديث حقيقى أم لا ؟!

جلست " زيزى " تفكر فى كل ما مر بينهم ، بداية بلقائهم الأول مرورا بوقوفه بجانبهم فى مرض " عز " والبقاء بجانبهم ، مرورا بمساندتهم فى إظهار برأة " ندا " والدفاع عنها إلى أخر لحظة ، جلست " زيزى " تتذكر تلك المكالمة التى ضارت بينهم منذ عدة أيام قبل الخطبة

••

" قولى بقى يا أستاذ أنس ، أيه اللى حصل بالظبط يوم ما خطفت البت اللى أسمها مريم دى ، وأزاى جبت عز وعرفته الحقيقة وازاى خليتوها تتكلم أصلا ؟! "

ضحك " أنس " على فضول " زيزى " وكم تمنى أن تكون زوجته الأن ليشاكسها بالأيدى أيضا وهو يقص عليها ما حدث ، ولكنه لا يستطيع سوا أن يُراوغها بالكلام ، ليعقب " أنس " رادفا بمكر وكلمات ذات معنى :

" أظن بلاش أنتى بالذات تعرفى أيه اللى حصل ، أولا عشان متخافيش منى وفكرتك تتغير من نحيتى ، ثانيا عشان عيب أحكيلك أيه اللى حصل بالظبط وأنتى لسه صغيرة على الكلام ده وكيوت "

أشتعلت النيران داخل أعيُن " زيزى " من كثرة الغضب وهذا بسبب ما صوره لها عقلها من تخيلات عدة مترطبة على ما قاله الأن ، ليصل فضولها حد السماء ، لتصيح به بحدة رادفة بغضب والغيرة تتأكلها قائلة :

" هو أيه دا يا أخويا بالظبط اللى عيب تحكهولى!! ، ولسه صغيرة على ايه بالظبط!! ، وفكرتى هتتغير عنك ليه!! ، أنس أنت هتحكيلى اللى حصل اليوم ده بالتفصيل وإلا والله العظيم هتلاقى منى وش ميعجبكش "

ضحك " أنس " من كل قلبه على تلك النيران النابعة من داخل " زيزى " أثر غيرتها مما قاله الأن ، ليستسلام لإخبارها مُلقيا مسؤلية ما سيقوله عليها رادفا بخبث :

" خلاص أنا هحكيلك بس أفتكرى إن انتى اللى طلبتى وأنا مليش دعوه ومش مسؤل عن اللى هتسمعيه "

يكفى إلى هذا الحد ، إن لم يخبرها الأن بما حدث فسوف تقتله لا محال ، لتصيح فيه زاجرة إياه رادفة بحدة :

" أتكلم أخلص "

تنهد " أنس " بكثير من الأستمتاع والمتعة على شعورها بالغيرة عليه ، وأيضا بسبب ما سيقوله الأن مما سيصيبها بالخجل والتلعثم ، ليبدا " أنس " فى قص ما حدث عليها رادفا بإستمتاع :

" مفيش يا ستى كل اللى حصل إن البت دى كان لازم يتقرص ودنها قرصه جامدة ويتكسر عنها عشان تقول اللى حصل "

أتسعت عينى " زيزى " بكثير من الصدمة مما قاله " أنس " لتزجره بحدة رادفة بحزم :

" احكيلى اللى حصل بالظبط يا أنس "

بدا " أنس " فى قص ما حدث عليها بطريقة أستفزازية رادفا بهدوء :

" بصى يا ستى الحكايه بدات لما روحت عشان أخطفها من المكان اللى ندا قالتى عليه وشفتها ، بصراحه أول ما عينى وقعت عليها عرفت انها بت مش سهله ومتدلعة على الاخر ومغرورة وده طبعا بسبب جمالها وكده "

شعرت " زيزى " بالغيرة الشديدة والغيظ مما قاله " أنس " ، بينما " أنس " كان متقصدا أن يقول هذا الحديث الذى قاله ، لتعقب " زيزى " رادفة بحدة :

" أه وبعدين "

اكمل " أنس " متوعدا بها بالكثير من الغيظ رادفا بهدوء :

" وبعدين روحت عملت نفسى عايز أسالها على حاجه ورحت حاطط المنديل على مناخيره ومن حسن حظى ان مكنش فى حد حولينا لاننا كنا لسه بدرى وكده وبعدين شلتها ودخلتها عربيتى وطلعنا على شقتى "

أضافت " زيزى " بفضول :

" أه وبعدين "

أكمل " أنس " بأستمتاع شديدا قائلا :

" حطيتها فى شقتى على السرير وكتفتها واتصلت ب عز وروحت قابلته وحكتله على كل اللى دار بينا وعن اللى حصل مع ندا وأخدته وطلعنا على الشقهوعندى عشان تعترف وكمان عشان أسجل اعترفها ده عشان يبقى دليل إدانه عليهم وبالفعل ده اللى حصل "

اضافت " زيزى " بكثير من الفضول رادفة بإستفسار :

" ايوه بقى اللى حصل بالظبط وخليتوا تعترف ازاى ؟! "

أجابها " أنس " محاولا تحذيرها رادفا بتنبيه :

" ما كفايه لحد كده يا زيزى أحسنلك "

اصرت " زيزى " على معرفة كل ما حدث غير منتبه لتحذيرة رادفة بإصرار :

" كمل يا أنس "

استسلم " أنس " إلى إصرارها متوعدا لها بأن تترجاه أن يتوقف بسبب كم الخجل والحرج الذى ستشعر بهم بما سيخبرها به رادفا بتوعد :

" طيب يا زيزى أنتى اللى طلبتى وأنا هقولك كل حاجه بالتفصيل الممل ولو قفلتى السكه فى وشى او قاطعتينى والله ليكون ليا معاكى تصرف تانى وهزعل منك زعل هيكون صعب تصلحينى بعده وهتندمى "

مازالت مصرة على موقفها رغم كل تحذيرات " أنس " غير منتبها لما هى مقبلة عليه وهذا بسبب تلك الغيرة العمياء التى تشعر بها لتضيف بتاكيد :

" تمام ، لا هقاطعك ولا هقفل السكه ولا اى حاجه احكى بقى "

وافقها " أنس " مبتسما بمكر عازما على الحديث دون تجميل او تزين بل سيتحدث بكل وقاحة ، رادفا بتوعد :

" ماشى ، روحنا يا حبيبتى أنا و عز البيت عندى وكانت هى خلاص فاقت واعده خايفه ومش عارفه هى فين ، دخلنا عليها أنا وعز وهى مكنتش تعرف حد فينا ولا حتى عز ، اول ما شافتنا هددتنا انها تصوت بس انا قولتلها إنى لازم هكتب بقها لانها كده كده هتصوت من اللى هنعمله فيها "

اتسعت عينى " زيزى " بصدمة مما قاله " أنس " ولكنها لم تتفوه بكلمة ، لبتسم " أنس " بمكر مُكملا حديثه :

" سألتنا انتوا مين روحت أنا فى الأول فهمتها إننا اتنين شباب ضايعين وجبناها عشان نغتصبها ونتبسط ونبسطها وبعدها نرميها فى الشارع وده طبعا عشان نلعب بأعصبها ، قربنا منها أنا وعز وأحنا بنقلع هدومنا لحد ما فضلنا بالملابس الداخليه بس "

أنفرغ ثغر " زيزى " مما تستمع إليه بصدمة بينما أكمل " أنس " حديثه قائلا بهدوء :

" عشان نبوظ اعصبها خالص كان لازم نقلعها هدومها عشان تبقى مرعوبه وتقول كل اللى نسألها عليه ، وفعلا خلعنا هدومها كلها وبعدها رمينا عليها ملايه ، أنا قومت وفتحت كاميرة الفون بتاعى وقولت ل عز يبدا هو واتقصدت اقول أسم عز عشان تعرفه ، وفعلا عرفته واعدت تصرخ وتقوله ميعملش كده "

" قولتلها طب بما إنك تغرفى عز يبقى اكيد تعرفى ندا ، خافت جدا وسكتت روحت قيلها شوفى بقى يا قمر أنتى هتحكيلى كل حاجه وتقوليلى أزاى صورتوا ندا مع حازم بالمنظر ده وبعتوا الصور لعز ليه !! ، وأيه اللى حصل بالظبط فى اليوم ده !! ، وليه عملتوا كده مع ندا ؟! ، هسيبك تروحى بيتك مُعذّة مكرمة من غير ما حد يحط صوبع بس عليكى ، إنما بقى هتتلوعى وتستهبلى عليا فى الكلام وتركبى دماغك !! ، وقتها مش بس هصورك وأنا ببوسك وانتى مغمى عليكى زى ما عملتوا مع ندا لا ، وحيات أمك ده انا هشيل الملاية اللى مغطيكى بيها دى وأنتى عارفة بقى المنظر تحت الملاية عامل ازاى!! ، وهقول ل عز بس يلا ، وهنعملك حتة فديو شباب مصر كلها هتدعيلك لما تشوفوا وهتحكى وتتحاكى عن اللى حصلك فى الفديو ده وهيطلبوكى بالاسم يا مريومه ، وساعتها بقى مش هيفرق معايا عملتوا كده ليه وازاى!! ، بس هعيشك ليله تحلفى بيها طول عمرك وتتمى لو إنك معشتيناش أبدا "

" بعد كل الكلام ده لقيتها لسه بتفكر قولنا مبدهاش بقى رفعت الغطاء عنها ونيمتها على وشها وعز عمل نفسه بيخلع باقى هدومة راحت مصرخه وقالت هقواكوا على كل حاجه "

شهقت " زيزى " بصدمة وزعر مما قاله " أنس " وشعرت وأن قدميها تتخبطان فى بعضهما ، ليضحك " أنس " على شهقتها تلك مما أظهر له كم هر بريئة ونقية ، ليكمل بهدوء :

" بس يا ستى وفتحت مسجل الصوت فى الفون بتاعى وهى حكت كل حاجه ، وانتى دلوقتى تقدرى تتكلمى ، ده لو عرفتى "

قال " أنس " جملته الأخيرة وهو يضحك بتشفى فى " زيزى " لانه سبق وأن حزرها ولكتها لم تستمع له ، ليستمع إلى صوتها المبحوح من كثرة الصدمة والخجل رادفة بنبرة مقاربة على البكاء :

" أنس هو أنا ممكن أقفل ونكمل كلامنا بكرة بالله عليك "

ضحك " أنس " بصوته كلمة موافقه على طلبها ولكنه فاجئها بكلمة خففت عنها ذلك الخجل والتشنج رادفا بصدق :

" والله العظيم أنا بموت فيكى ، تصبحى على خير يا قلب أنس "

•••

ضحكت " زيزى " على تلك الليله وما تذكرته أنه حدث فى هذا اليوم ، ذلك الشخص لا يمكمدن أن يكون شخصا مخادع ، بالتأكيد هناك أمرا ما ولكنها لا تملك شيء الأن سوا الأنتظار ، عليها أن تنتظر إلى مجئ " أنس " كى تعلم حقيقة الأمر بالضبط

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي