الفصل الرابع والعشرون

مر الكثير من الأسابيع والشهور و " ندا " لا تتحدث إلى " عز " ، حتى إنها لا تسمح له برؤيتها لكى لا يصبح هناك مجال للحديث بينهم ،  ولكن " عز " لم يستسلم أبدا وظل يحاول دايما الوصول إليها ويحاول أستعطافها عن طريق " زيزى " ولكن دون فائدة ، نعم هى تحبه مثل ما يحبها ولكن جرحها منه كبير جدا ، لذلك لا تستطيع مُسامحته بتلك السهولة ...

فى منزل " معاذ " و " زينة " كانت الساعة تتخطى الرابعة صباحا وكان " معاذ " غارقا فى النوم لا يستمع إلى تلك التى تإن بجانبه وتحاول إيقاذه ، لتقوم " زينه " بهز " معاذ " لكى تُيقذة رادفة بألم وأنفاسا متقطعة :

" معاذ.. معاذ ألحقنى يا معاذ انا بولد "

تمتم " معاذ " من بين نومة وهو لم يفيق كليا رادفا بنعاس :

" يا حبيبتى أنتى من أول الشهر بتولدى ، نامى بقى "

صاحت " زينة " بكثير من الألم بسبب إحدى طلقات الولادة التى تلقطتها لتتأكد إنها حقا ستضع جنينها ، لتقوم بهز " معاذ " بقوة رادفة بصراخ وألم :

" بقولك بولد ، اااااه.. ألحقنى "

نهض " معاذ " من نومه بسرعه معتدلا فى جلسته بفزع بسبب شدة صراخها ، ليتأكد أن تلك المرة ليس كالذى يسبقاها ليصيح مستفسرا رادفا بفزع :

" بتولدى !! بتولدى أزاى يعنى !! ده الدكتور قال لسه أسبوعين انتى بتهزرى ؟! "

صاحت " زيزى " زاجرة إياه بحنق رادفة بصراخ :

" بهزر أيه !! ، بقولك بولييد ، أتصرف كلم ماما منى أو ماما هدى بسرعه هموت مش قادرة "

نهض " معاذ " من فراشه بسرعة ملتقطا هاتفة مُتصلا على والدته فى أول أسم خطر بباله منتظرا ردها ، وما هى إلا ثوانٍا حتى أتاه صوتها الناعس ، ليردف " معاذ " بلهفة :

" ألحقينى يا ماما ملك بتوليد وأنا مش عارف أعمل ايه ولأ أروح فين ؟! "

نهضت "هدى" بفزع وأعتدلت فى جلستها رادفة بخضة :

" بتوليد ، طب خدها وأطلع على أقرب مستشفى لبيتك بسرعه وانا هجيب منى والباقين وأحصلكوا "

اومأ "معاذ" برأسه موافقا على حديث والدته رادفا بتوتر :

" حاضر يا ماما بس بسرعه بالله عليكى "

عقبت "هدى" وهى تنهض من فراشها رادفة بموافقة :

" حاضر يا حبيبى مسافه السكة ، خلى بالك أنت بس منها وسوق براحه "

أغلقت " هدى " المكالمة وسريعا ما ذهبت لإيقاظ بناتها لياتون معهم وأخبرت " جنه " ان تذهب لمنزل " منى " واخبارها بولاده أبنتِها وان تستعد إلى أنت يستعدوا هم

________

أستيقظ جميع من فى المنزل بسبب صوت طرقات " جنه " على الباب فى هذا الوقت المتأخر ، أسرعت " منى " بالتوجه إلى الباب لتعرف من الطارق ويتبعها زوجها ، لتجدها " جنه " لينتابها شعور القلق ، لتسألها بلهفة وفزع رادفة بخضة :

" فى أيه جنه ؟! هدى حصلها حاجه ؟! "

صاحت "جنه" بلهفة رادفة بتوضيح :

" لا يا طنط ماما كويسه ااحمدلله ، دى بتقولك ألبسى بسرعه عشان معاذ كلمها وقالها إن زينه بتوليد "

أتسعت عينى "منى" بصدمة وفزع رادفة بهلع :

" بتوليد ازى دى لسه فضلها أسبوعين ؟! "

شعرت " جنه " بالقلق هى الأخرى من خوف " منى" لتردف بأستعجال :

" مش عارفه يا طنط ألبسى بسرعه بس "

شعرت " منى " بالتشتت وأخذت تلتفت حول نفسها ، لا تعلم ماذا تفعل رادفة بهلع :

" بنتى.. بنتى "

تدخل "ماجد" مُحاولا تهدئتها رادفا بهدوء وتفهم :

" خير ان شاء الله يا منى متقلقيش بتحصل عادى ، ألبسى أنتى بس والولاد دخلوا يلبسوا اهو "

وبالفعل دخلت " منى " لتبديل ملابسها ، وسريعا ما أستعد الجميع لذهاب وعند ركوب السياره تقابل كلا من " ندا " و " عز " لتحاول " ندا " الأبتعاد عنه متجنبة إياه ، لتصيح " منى " موجها حديثها نحو " عز " رادفة بلهفة :

" خد معاك انت يا عز البنات وذياد وانا و هدى هنركب فى عربيه أبوك "

أمتن " عز " كثيرا لطلب ولدته بأن تركب معه " ندا " بالسيارة ، ولكن سريعا ما صاحت " ندا " رادفة بحدة :

" انا هركب معاكوا يا طنط منى "

أومأت لها " منى " بالموافقة وسريعا ما صعدت " ندا " مع " هدى " و " منى " بسيارة " ماجد " ، بينما شعر " عز " بكثير من الحزن لانها لا تسمح لفرصه ان تجمعهم معا

_______

بعد وقت ليس بكثير وصل الجميع إلى المشفى وصعدوا جميعا نحو أعلى مُتجهين إلى " معاذ " الذى يبدو عليه الكثير من القلق والتوتر ، لتتقدم " منى " نحوه ويبدو عليها الكثير من القلق رادفة بهلع :

" أيه يا معاذ!! ، بنتى فين ؟! "

تنهد " معاذ " ويبدو على ملامحة الخوف والتوتر الشديد رادفا بتمنى :

" جوا أهى أدعلها يا طنط تقوم بالسلامة "

تقدمت " هدى " نحو أبنها وسريعا ما قامت باحتضانه مُحاوله تطمئنه رادفة بعاطفة :

" إن شاء الله يا حبيبى هتقوم بالسلامه وهيتربى فى عزكوا أنتوا الاتنين إن شاء الله "

حاولت "ندا" الدخل مطمئنه لاخيها رادفة بحب :

" متقلقش يا معاذ ربنا هيقومها بالسلامه ان شاء الله ، أهدى انت بس وخير ان شاء الله "

تدخل " عز " مُستغلا الفرصة مُأكدا لحديث " ندا " رادفا بتأكيد :

" ندا عندها حق يا معاذ أهدى وإن شاء يطلعولك بالسلامة "

لأحظت " ندا " ما يُحاول " عز " فعله لتبتعد عنه كأعلان منها كى ينسى الأمر ، بينما " عز " عينيه متسلطتان على " ندا " ويحاول أستغلال أية فرصة لتحدث معها لكى تُسامحه وتعود له من جديد ، قاطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليجده أنه إتصال من صديقة " أنس " ليسرع بالرد عليه ، ليأتيه صوت " أنس " رادفا بأستفسار :

" ايه يا عم فينك ؟! "

أجابه "عز" بهدوء رادفا بتوضيح :

" فى المستشفى مع أختى "

أعتدل " أنس " بفزع وقد ظن أنه يقصد " زيزى" ليسرع رادفا بلهفة :

" ليه أيه أللى حصل ؟! ، والمستشفى فين ؟! "

لأحظ " عز " لهفته وفزعه ليُحاول تهدئته رادفا بهدوء :

" متخفش يا عم دى زينه أختى بتوليد "

زفر " أنس " براحة بعد أن أطمئن قلبه على " زيزى " ، ليضيف بسعادة وفرح رادفا بحماس :

" لا يا جدع!! ، الف مليون مبروك يا خالو "

ضحك " عز " بخفة ، بينمل أستغل " أنس " الفرصة أنه سوف يرا " زيزى " ، ليسال " عز " رادفا بأستفسار :

" أنتوا فى مستشفى ايه عشان أجيلك ؟! "

حاول " عز" منعه من إتعاب نفسه رادفا بامتنان :

" ملوش لازم تتعب نفسك يا أنس "

عقب " أنس " بسرعة نهايا حديث " عز " رادفا بلهفة :

" لا طبعا لازم أجى ،  قصدى يعنى دى أختى بردو ولازم أجى أطمن عليها ، ولا انت عايز تبقى خالوا لوحدك يا عم "

أبتسم " عز " بخفة على حديث صديقه رادفا بأستسلام :

" لا يا عم مش لوحدى ، هبعتلك لوكيشن المستشفى على الواتس "

أبتسم " أنس " بكثير من السعادة واللهفة رادفا بحماس :

" مسافة السكه بس وأبقى عندك :

________

وصل " أنس" إلى المشفى ليقابله " عز " مرحبا به ممتنا على مجيئه ليذهب " أنس " ويلقى التحية على الجميع وعلى " زيزى " الذى تفاجئت من مجيئه ، ذهب " أنس " ووقف بجانب " عز " وظل يخطف بعض النظرات إلى " زيزى " الذى كانت تلأحظ البعض منهم ، وعلى الجانب الأخر " عز " الذى يُطالع " ندا " ويفكر فى طريقة لجعلها تسامحه على خطائه وتقبل به مرة أخرى

زفر " عز " بحنق موجها حديثه نحو " أنس " رادفا بإنزعاج :

" متفكر معايا يا عم أنت كمان ، أومال أنا مصحبك ليه!! ، عشان تقف تتنحلى كده كتير !! "

توسعت عينى " أنس " بصدمة مُصطنة من بجاحة صديقه رادفا بحدة :

" تصدق بالله أنت عيل واطى ومش بيطمر فيك حاجه ، دا البنى أدم الوحيد اللى بينقذك فى كل مصيبة بتعملها بغبائك ده هو أنا "

لكزه " عز " فى ذراعه بإنزعاج مُصطنع رادفا بتحذير :

" هضربك يلا وأعرفك الغباء على أصله "

ضحك " أنس " بخفة على إنزعاج صديقه رادفا بأستفسار :

" ماشى يا عم هركليز ، كنت عايزنى أفكر معاك فى ايه ؟! "

خطف " عز " نظرة إلى " ندا " ثم أعاد النظر إلى صديقه مرة أخرى مُعقبا بقلة حيلة رادفا بأنكسار :

" أنا عايز طريقة أقدر أتكلم بيها مع ندا وأخليها تسامحنى ، انا أموت لو فضلت بعدانى عنها أكتر من كده ، عندى أستعداد أموت نفسى بس تسامحنى "

ضحك " أنس " بسخرية على غباء تفكير صديقه رادفا بأستهزاء :

" عندك حق هى وقتها بس هتسامحك ، وانت ساعتها هتكون بتتحاسب بقى وهى هتقول الله يرحمك يا حبيبى انا خلاص سامحتك "

لأحظ " عز " تلك النبرة الساخرة فى حديث صديقه ، ليصيح بغضب رادفا بحدة :

" أنت بتتريق عليا ، على فكرة أه لو ده اللى هيخليها تسامحنى هعملها يا أنس "

______

أستغل " عز " أن " ندا " تقف بمفردها فأسرع بالذهاب إليها مُحاولا التحدث معها وجعلها تعطيه فرصة أخرى وتسامحه ، أقترب " عز " من " ندا " ليقف بجانبها مُحاولا أستعطافها رادفا بضعف :

" لسه مش عايزه تسامحينى يا ندا ؟! ، أدينى فرصة تانيه وأنا والله عمرى ما هكررها تانى ، أنا خلاص أتعلمت الدرس ، بجد معدتش قادر على العقاب دا "

أصطنعت " ندا " الجمود وزفرت بإنزعاج على عكس ما بداخلها من حب وأشتياق بعد كل مُحاولاته الكثيرة التى جعلتها تضعف بينها وبين نفسها ، ولكنها مازالت منزعجة كثيرا منه ومُصرة على تلقينه درسا قاسيا ، لتعقب " ندا " رادفة بحدة :

" لو سمحت يا عز أبعد عنى ، أنا مش عايزين الناس تتفرج علينا هنا كمان ، وأنا عن نفسى مش عايزه أتكلم معاك ولا أشوفك ولا تشوفنى تانى أساسا ، سيبنى فى حالى بقى عشان الموضوع بجد خلص "

صاح " عز " متألما من حديثها ذاك غير مٌتقبل ما تقوله ويشعر بخيبة الأمل الشديدة ، ليعقب مُستفسرا رادفا بعدم تصديق :

" موضوع أيه اللى خلص يا ندا !! ، أيه خلاص كرهتينى ومعدتيش عايزه تشوفينى ؟! "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي