الفصل الخامس عشر

كان الجميع مستيقذا وجالسا فى غرفهم بشقة " عز " ، ما عدا " عز " فهو لايزال نائم من بعد أن عاد من المشفى من شدة تعبِه ، ليعلوا صوت جرس الباب مُعلنا عند قدوم أحدهم ، لتسرع " منى " لفتح الباب وتتفاجئ ب" هدى" و" جنه" و" ندا"

صُدمت "منى " مما تراه وأخذت تفُكر فى ردة فعل ابنِها خوفا من تعرضه لأى شيء سئ ، ولكنها لا تستطيع طرد صديقتها من بيتِها ، لترحب "منى" بهم وقامت سريعا بضيافتهم ، لتعقب رادفة بترحيب :

" خطوة عزيزة يا هدى يا أختى "

عقبت " هدى" بأمتنان وأخذت تسألها عن صحة " عز" رادفة بأستفسار :

" الله يعزك يا حبيبتى، طمنينى عز عامل ايه دلوقتى؟! "

أدركت " منى " أن هناك من أخبر "وهدى " عن ما حدث ل " عز " وخمنت أنها " زيزى " على الرغم من أنها حذرتها من ان تفعل ذلك ، لتغضب " منى " من أبنتها ولكن لا مفر الأن ، لتجيبها " منى" رادفة بحزن :

" الحمدلله بقى أحسن "

عقبت " هدى" بحزن لا يقل عن حزن " منى " شيئا فهى تُعامل " عز " وكأنه أبنها بالضبط ، لتعقب " هدى " رادفة بأستفسار :

" هو ايه اللى حصل يا منى؟! "

قاطع حديقهم خروج " زيزى" من غرفتها لتتفاجئ بوجود " ندا " وعائلتها ، لتنظر بأستغراب نحو والدتيها لتُبادلها والدتها بنظرات الغضب والانزعاج ، هم لا يعلموا من اخبر " هدى " وبناتِها بما حدث ، بينما فى نفس تلك اللحظة خرج " ذياد " من غرفته ليجد " جنه " وعائلتها ليلقى عليهم التحيه ويرحيب بهم ، أنحتى " ذياد " إلى أذن والدته هامسا :

" معلش يا ماما نسيت أقولك إمبارع ان طنط هدى وبناتها جين النهارده عشان يطمنوا على عز "

علمت " منى " أن هذا الغبى الذى يُدعى " ذياد " هو من أخبرهم ، لتزجره " منى " بكثير من الغضب رادفة بهمس :

" هو انت اللى قولتلهم يا أغبى خلق الله؟! "

أندهش " ذياد " من غضب والدته وكانها لم تكن تريد مجيئهم إلى البيت ، ليعقب " ذياد" رادفا بأستفسار :

" وهو أنتى مكنتيش عيزاهم يعرفوا ليه يا ماما؟! "

عقبت "منى" وهى تكذ على أسنانها بكثير من الغضب رادفة بحدة :

" ملكش دعوة أنت ، غور من وشى دلوقتى "

أنتبهت " منى" إلى سؤال "هدى " الموجه نحوها رادفة بعتاب :

" ليه يا منى مقولتليش على اللى حصل ل عز؟! "

شعرت " منى" بالحرج الشديد من صديقتها واخذت تردف بتردد :

" مردتش أبوظ عليكوا ليلة البت يا هدى وعشان الليلة تعدى على خير ومعكننش عليكوا "

أومأت لها " هدى " بتفهم لما تعنيه " منى " ولكنها أيضا كان عليها أن تخبرها لتردف بعتاب :

" بس بردو كان لازم تعرفينى ، يله الحمدلله انها جت سليمه ، المهم عز عامل ايه دولوقتى وصحته عامله ايه ؟! ، طمنينى عليه "

تنهدت "منى" بحزن على حالة أبنها رادفة بأستياء :

" الحمدلله بقى كويس بس الدكتور قاله نبعد عنه اى ضغط نفسى أو أى إنفال زايد "

قالت " منى " تلك الكلمة وهى تنظر نحو " ندا " التى لاحظت نظرات " منى " لها، ولكنها لم تبالى فهى تعذُرها ولكن كل ما يُهمها الأن هو ان تطمئن على " عز " فقط

قطع تفكير " ندا " وحديث الجميع خروج " عز " من غرفته ليتفاجئ بوجودها لينطفض قلبِه حين رائها ، بينما نظرت له " ندا " نظرة أشتياق ولهفه فهى لها وقت طويل لم تراه فيه ، لتكسر " منى " هذا الصمت رادفة ببعض من القلق :

" ايه اللى خرجك من الاوضة بس يا أبنى؟! "

تحامل " عز " على نفسه مُصطنع القوة حتى لا يبدو ضعيفا امامها رادفا بحدة :

" هحبس نفسى يعنى فى الاوضه ولا ايه يا امى!! "

أنتبه " عز"  لوجود " هدى "و" جنه " ايضا ليتقضدم منهم ويرحب بهم بأدب رادفا بترجب :

" ازيك يا طنط هدى عامله ايه!! ، وأنتى يا جنه أخبارك أيه!! "

عقبت "هدى" بحب رادفة بهدوء :

" الحمدلله يا أبنى احنا كويسن انت عامل أي وازى صحتك مش تخلى بالك من نفسك!! "

حاول "عز" تجاهل وجود "ندا " تماما ليعقب مُجيبا على حديث "هدى" رادفا بجمود :

" الحمدلله يا خالتى شوية ضغط فى الشغل بس مش أكتر  والحمدلله بقيت أحسن بكتير دلوقتى "

أبتسمت له "هدى " التى أصبحت متأكده من كونه يكذب ولكنها لم تتحدث بالأمر لتردف بامتنان :

" الحمدلله يا أبنى "

وقعت عينى" عز " على " ندا " التى لازالت لم تُنزل عينيها عنهِ ، ليقرر " عز " أن يجعلها تشعر بنفس ألمه ، ليوجه حديثة ونظراته نحو " ندا " رادفا بنبرة طاغى عليها الأستهزاء :

" مبروك يا عروسه ، مكنش ليه لازمه تتعبى نفسك فى يوم زى ده ، مش المفروض تبقى دلوقتى مع خطيبك ولا ايه؟! "

تفهمت " ندا " ما يُحاول " عز " فعله لتشعر بكسر فى قلبِها من قسوة كلامه ، فهو تعمد ان يجرحها أمام الجميع ، ولكنها فأجئتهم جميعا بطلبها الذى وجهته نحو " عز" رادفة بجمود :

" ممكن أتكلم معاك شويه يا عز على إنفراد؟! "

ضيق " عز " ما بين حاجبيه بأستنكار ولكنه لم يمانع الأمر فهو يريد ان يعلم ماذا تريد ان تقول ، لينهض "عز" من مكانه لكى يتوجهان إلى غرفة أخرى رادفا ببرود :

" أه طبعا ، أتفضلى يا ندا "

أستأذنت " ندا " من " هدى " و " منى " الذى وافقتا على طلبها ، لتتبع " ندا " "عز " إلى تلك الغرفة المجاورة تحت أنظار الجميع الذين يشعرون بالصدمه من طلب " ندا " المفاجئ والغير متوقع :

ليقف " عز " بنافذة الغرفة مواليا ظهره إلى " ندا " مُحاولا إظهار بعض الحدة والجمود رادفا بجمود :

" عايزه تتكلمى فى أيه ندا؟! "

أبتلعت " ندا " بألم مما تذكرته ، لتشعر بتحجر الدموع فى عينيها رادفة بحسرة :

" أنا عايزه أسالك سؤال واحد بس وترد عليا بصراحه "

تنهد " عز " مُصطنعاً الملل رادفا بحدة :

" أتفضلى أسالى ولو عندى الرد مش هتأخر "

عقبت " ندا " بكثير من الألم والضيق مما ستتحدث به ولكنها عليها معرفة كل شيء حتى ولو كان لم يجدى نفعا ، لتعقب "ندا" رادفة بهدوء :

" أحنا دلوقتى قرايب بس ، يعنى زى الاخوات ممكن أعرف انت ليه عملت فيا كده مش عشان حاجه لا ، عشان بس نفضل نعامل بعض باحترام "

شعر " عز " بالغضب الشديد منها فهى ليست مثل أختِه ولا يمكن ان تكون أختِه ، فهى كانت وستظل حبيبته ولكنه تذكر ذلك الفديو الذى كانت فيه باحضان ذلك الحقير حازم ، ليشعر " عز " بالغضب كثيرا وسريعا ما ألتفت إليها وجذبها من ذراعِها إلى صدرِه ، ليتملك منها بعد أن فقد السيطرة على نفسه ، لتشهق "ندا " من شدة صدمتها ولكنه لم يهتم وأكمل حديثه رادفا بحدة :

" عايزة تعرفى أنا ليه عملت كده فيكى!! ، عايزة تعرفى أنا شوفت أيه!! ، عايزه تعرفى أنا أيه اللى وصلنى لكده ، تعالى أعرفك أنا شوفت أيه "

أمسك " عز " بهاتفه وفتح الصور ليُريها لها ، فأنصدمت " ندا " مما راته وشعرت انها لا تسطيع الوقوف ، وتشعر بالدوار فهى لم تفعل هذا الشىء ، هى حتى لا تستطيع حتى التفكير فى هذا الأمر ، كيف حصل على صور مثل هذه!! ، كيف تم إلتقاط تلك الصور لها هكذا!! ، هى لا تعرف متى وأين حدث هذا الشيء ، تحجرت الدموع فى عينيها وكانها لم تعد بهذا العالم ، ليضيف "عز " مكملا حديثه رادفا بغضب وضيق صدر :

" انا شوفت دول يا هانم ، مين اللى فى الفديو والصور دى مش انتى؟! ، ومين اللى معاكى ده!! مش ده حازم !! شايفه بتعملوا أيه شايفه يا ندا!! ، أنا كان ممكن أكذب عنيا لكن اللى اكدلى ده هو إنك يوميها رجعتى البيت متاخر لا وكمان فى عربيته وبعدها يرجع تانى ويسهروا عندكوا وتانى يوم تجيلى وفكرانى عبيط هاخدك فى حضنى وأقولك محصلش حاجه ، لما لقتينى عرفت حقيقتك عملتى فيها مظلومه ومتعرفيش حاجه وبعدها ما صدقتى تاخديها حجه وفرصه عشان تبينى إن أنا اللى غلطان وتروحى تتخطبى لحبيب القلب ، بس يا ترا بقى ده حب ولا تصليح غلطة؟! "

جذبها "عز" بكثير من الألم والضيق من شعرِها وكأنه يحُاول تخفيف ألمه بألمها رادفا بحدة :

" تحبى تسمعى أيه كمان يا ندا!! أسمعك أيه تانى؟! "

كانت " ندا " تستمع الى هذا الحديث وتنظر الى تلك الصور وكانها أصيبت بالعجز ، لا تستطيع ان تتحدث ولا ان تُدافع عن نفسها ، لا تسطيع ان تصدق هذا الكلام أيعقل؟! ، هى لم تفعل هذا ولكن ما هذه الصور ومن الذى أرسلها ل " عز "!! وماذا سيستفيد من هذا؟! ، هل يمكن ان يكون " حازن " هو من فعل معها هذا الشئ!! ، ولكنها لا تتذكر انها أنفردت ب " حازم " ولا مرة!!

شعرت " ندا " بالدوار الشديد فهذا ضغط كبير عليها ، عقلها لا يسطيع ان يستوعب كل هذا ، من الجانى ومن المجنى عليه؟! ، من الظالم ومن المظلوم؟! ، لماذا يحدث لها كل هذا!! ما هو الخطا الذى أرتكبته لكى يكون هذا هو العقاب!! ، قطع شرودها صوت " عز " الذى لا يزال ضامما إياها الى صدرهِ مُمسكً بشعرِها بكل غضب ، فهو ينتظر منها أن تبرر ما هذا!! ، ينتظر منها أن تُدافع عن نفسها ولكنها لم تفعل أى شيء ليصرخ بها رادفا بغضب :

" ساكته ليه!! ، لانك معندكيش كلام  تانى تقوليه صح!! هتكدبى تانى ازاى بعد ما شوفتى اللى انا شوفته ده؟! "

لم تعد " ندا " تحتمل لقد فاض بها ، دفعت " ندا " " عز " ليبتعد عنها وأسرعت بالخروج من الغرفة بل من المنزل بأكمله دون ان تقُل كلمه لأية أحد

لأحظ الجميع بالخارج سرعة " ندا " فى الذهاب من البيت ليتملك القلق والخوف قلب " هدى " التى فزت من مكانها لكى تلحق بأبنتها موجهة حديثها نحو " منى " رادفة بلهفة :

" طب انا مضطره امشى يا منى ، مش عارفه ندا جريت ليه كده وايه اللى حصل بينها وبين عز؟! "

أومأت لها "منى" بالموافقة رادفة بتفهم :

" طب يا هدى وانا هحاول أفهم من عز ايه اللى حصل؟! "

وافقتها "هدى" الراى وذهبت وراء أبنتها لتلحق بها "زيزى" رادفة بلهفة :

" أستنى يا طنط أنا جايه معاكى "

أسرعت " هدى " و" جنه " و " زيزى " بالذهاب خلف " ندا " ، فهم يشعرون أن هناك شيء ما حدث لم تسطيع " ندا " تحمله وهم أيضا لم يعدو يتحملوا هذا الأمر ، عليهم معرفة الحقيقى لكى يتم إصلاح ما يحدث الأن

______

دلفت " ندا" إلى شقتهم وأسرعت فى التوجه نحو غرفتها ، لتلقى بنفسها على فراشها وأخذت تبكى وتشهق بحرقة وبشدة ، هى إلى الأن لا تصدق ما راته من " عز " متى وكيف حدث كل هذا!! ، أين كانت ؟! ، أكانت مغيبة عن الوعى وقتِها!! ، كيف لا تتذكر اى شئ من هذا كيف حدث!! واذا كان هذا حدث لماذا لم يخبرها " عز " ؟! لماذا لم يتاكد إن كانت فعلت ذلك الأمر أم لا؟! ولكن لحظة هى نفسها تأكدت من الصور وانها ليست مركبة ، ولكن كيف ، أوشكت على أن تفقض عقلها تماما مم كثرة التفكير بذلك الأمر

أسرعت " هدى " بالدخول إلى غرفة أبنتها بصحبة كلا من " زيزى " و" جنه " ليجدوا " ندا " تكاد تموت من كثرة شهقاتها ، لتصيح " هدى " بفزع رادفة بزعر :

" فى ايه يا ندا مالك يا بنتى ، أيه اللى حصل؟! "

أرتمت " ندا " بصدر والدتِها وأخذت تبكى بوجع وكسرة قلب وكثير من الظلم ، ولكنها لا تعلم من الذى ظلمها هل هو " عز " ليبرر موقفه معها أم " حازم " ولكنها كيف لم تشعر بهذا الشيء او حتى تتذكره ؟!

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي