الفصل الحادى والعشرون

وصلت " نجلاء " إلى المشفى بعد أن أتاها إتصالا منهم حيث يتواجد كلا من " حازم " و" مريم " بغرفة الطوارئ فهما الاثنان لديهم جروح وكسور فى أماكن متعدده ومتغرقة فى أجسادهم وهذا بالأضافة إلى ضربات الحزام التى تكاد ان تكون مزقت جلدهم ، ولكن " حازم " كان ليديه اصابات اخرى ليست خطيرة ولكن مؤلمة حد اللعنة

دلفت " نجلاء " غرفة أبنها برعب وهى تتمنى أن لا يكون شيء خطير أصابه ، فزعت " نجلاء " عندما رأت إحدى ذرعى وقدامى " حازم " مكسروتان و مُتجبسان بالأضافة إلى وجهِه المُتورم من شده الضرب وأيضا أنفه المكسور ، صرخت " نجلاء " بفزع وزعر على ابنِها ، متقدمة نحوه صائحة بفزع :

" يالهوى يا أبنى ، أيه اللى عمل فيك كده ؟! "

لم تنتبه إلى باقى جسده وأسرعت بأحتضان ابنِها الذى اخذ يصرخ بمجرد أن لمسته ، ليصيح " حازم " نهى إياها رادفا بوجع :

" ااااه متلمسنيش "

أمتعضت ملامح " نجلاء " بأنزعاج وعدم فهم مما يقصده لتحتضنه أكتر وأخذت تحرك يديها على جسده ، لترضيه أعتقادًا أنه منزعج منها لهذا يُحذرها من لمسِه ، لتعقب " نجلاء " وهى مازالت تحتضنه وهو يصرخ من الألم رادفة بعاطفة :

" ليه بس يا حبيبى انا معملتلكش حاجه تزعلك ، أنا عايزه اعرف بس ايه اللى حصلك و.. "

أوقفها صراخ " حازم " العالى الملئ بالألم والوجع مرة أخرى ، دلفت على أثر صوت صراخه إحدى الممرضات الى الغرفه بسرعه لتبعدها عنهِ رادفة بتحذير و بحدة :

" ايه اللى انتى بتعمليه ده يا مدام ؟! "

أمتعضت ملامح " نجلاء " بأنزعاج زاجرا إياها بحدة :

" بعمل أيه يعنى ، بحضن ابنى وبساله ايه اللى حصله فى ايه ؟! "

عقبت الممرضة بتحذير وطيف من الغضب رادفة بحدة :

" يا مدام مينفعش تقربى من جسمه عشان كده بتوجعيه أكتر ، أبن حضرتك جسمه كله من جوا متبهدل خالص كأن حد كان ضربه بكرباج هو والبنت اللى معاه دى "

قالتها الممرضه وهى تُشير بأصبع يديها على " مريم " التى لا تقل عنه سوء ، ضربت " نجلاء " على صدرها بفزع وزعر رادفة بصراخ :

" يالهوى كرباج !! ، يا حبيبى يا أبنى ، ومين اللى عمل فيه كده !! وايه اللى حصل لكل ده !! ، ومين دى أصلا ؟! "

قالت " نجلاء " جملتها الأخيرة وهى تنظر نحو " مريم " بغضب ظنًا منها أنها هى السبب فيما حدث لأبنها ، ليزفر " حازم " بغضب وحدة موجها حديثه نحو والدته رادفا بإنزعاج :

" خلاص يا ماما ، تعالى وانا هقولك على كل حاجه ، بس متلمسنيش او تحطى أيدك عليا خالص "

أومأت له " نجلاء " بالموافقة ليقص عليها " حازم " كل ما حدث ومعرفه " عز " و " ندا " بالحقيقه والمجئ إلى بيته وتصويره هو و" مريم " عاريان تماما ، لتصيح " نجلاء " بصدمة رادفة بلهفة :

" يالهوى يعنى عز و ندا عرفوا كل حاجه وخطتك كلها راحت على الفاضى "

أضاف " حازم " بغضب وإنزعاج رادفا بغيظ :

" ده مش كده وبس ، ده كمان ندا ضربتنى بالقلم ورمت خاتم الخطوبة فى وشى ومشيت "

نهضت " نجلاء " من مكانها بسرعة غاضبة مما فعلته " ندا " صائحة بوقاحة ، وكان لها الحق فى الانزعاج مما فعلته " ندا " و بالمقابل " ندا " ليس لها الحق فى الانزعاج ، لتصيح " نجلاء " رادفة بغضب :

" هى تضربك بالقلم وهو يخرشمك كده ، والله عال يا بنت هدى انتى وأبن منى ، طب والله لوريهم هما الاتنين وأمهاتهم كمان "

خرجت " نجلاء " من غرفة " حازم " بل من المشفى بأكملها وهى تشعر بكثير من الغضب مُتجه نحو بيت " هدى " وهى فى قمة غضبِها عازمة على أن تسترد حق أبنها بمتهى البجاحة وكان أبنها لم يفعل شئ ابدا ، بل وصاحب حق أيضا ..

_______

تجلس " منى " تستمع إلى " زيزى " وعلى وجهِها ملامح الغضب والكراهية تجاه كلا من " حازم " و" مريم " و" نجلاء " أيضا ، فهى تعلم ان " نجلاء " ليست سهلة او طيبة بل انها خبيثة وحقودة وتنظر دائما لما فى يد غيرها ولا شك انها تعلم ما كان يفعله ابنها ، بينما قلبِها حزين على " ندا " وما حدث لها من تخطيط هذا الحقير للإيقاع بينها وبين " عز " الذى تصرف هو الأخر بحماقة وحقق هدف " حازم " الذى نجح فى إبعادهم عن بعضهم ، لتعقب " منى " موجهة حديقها نحو أبنتها رادفة بأستفسار :

طب وندا عملت ايه ؟! "

رطبت " زيزى " شفتيها بمرارة وحزن على ما حدث لصديقتها وما تعرضت له من مؤامرة حقيرة ، ولكنها أيضا سعيدة لكونها فسخت خطبتها مع هذا الحقير رادفة براحة :

" ندا ضربت حازم بالقلم ورمتله الخاتم ومشيت ، عز حاول يهديها ويعتذرلها بس هى رفضت اعتذراه وشكلها مش هتقدر تسامحه بسهولة "

تنهدت " منى " بحزن وقلة حيلة رادفة بصدق :

" حقها يا بنتى هى أتخدعت وأتجرحت أوى لا وكمان أخوكى الغبى زود عليها وظلمها وصدق عليها كل حاجه مع أنه كان المفروض هو اللى يبقى اول واحد واقف جمبها وميصدقش عليها حاجه "

أومأت " زيزى " برأسها موافقة والدتها فى حديثها رادفة بحزن :

" عندك حق يا ماما ، وده فعلا اللى جرحها جدا وخلاها توافق على حازم ، هى اصلا مش مجروحه من اللى عمله فيها حازم قد ما هى مكسوره من اللى عمله فيها عز "

حزنت " منى " بشدة لتنهض سريعا من مكانها عازمة على الخروح من المنزل رادفة باندفاع :

" انا قايمه أنزل ل هدى واطمن على البت "

وأفقت " زيزى " والدتها الرأى بأن يكونوا جميعا بجانب " ندا " فى هذا الوقت لكى تتخطى تلك المحنة رادفة بتأكيد :

" عندك حق يا ماما أحنا لازم نفضل مع ندا وجمبها لحد ما تطلع من المحنة دى ، انا جايه معاكى "

خرج كلا من " منى " و " زيزى " مُتجهاتان إلى شقة " ندا " للاطمئنان عليها

_______

فى إحدى المقاهى على النيل كان يجلس " عز " بصحبة صديقه " أنس " ويتحدثان فى ما حدث اليوم وأكتشافهم للحقيقة ، ليصيح " أنس " زاجرا " عز " بكثير من كلمات العتاب رادفا بتأكيد :

" مش قولتلك يا عز إن أكيد فى حاجه غلط ولو كنت أنت وجهتها بالفديو والصور وقتها وحاولتوا تعرفوا الحقيقه مكناش وصلنا للى وصلناله ده !! "

أغمض " عز " عينيه بحزن وغضب من نفسه لأعنًا غبائه وتسرعه الذين أوصلوا إلى تلك المرحله ، ولكنه أيضا تذكر حرقة قلبه عندما رأى تلك الصور رادفا بألم :

" غصب عنى يا أنس انا لما شوفت الفديوهات والصور دى أتجننت وعقلى طار من مكانه ، مكنتش عارف أعمل أيه او أتصرف أزاى !! ، واللى أكدلى اللى شوفته يوميها وموفقتها على حازم وكانى مكنتش فى حياتها اساسا كل ده كان عمينى "

أمتعضت ملامح " أنس " بالغضب من صديقه الذى لايزال يبرر عملته ولم يعترف بخطائه رادفا بانفعال :

" أنت أنانى أوى يا عز ، كنت عايزها بعد كل اللى أنت عملته فيها ده وعدم تبريرك لكلام اللى قولته واللى عملته يوم ما جتلك ، كل ده وكنت عايزها هى ترفض حازم عشان خطرك أنت !! ، وهى كمان متعرفش حقيقة القذر ده ، ولا انت حتى حاولت تنقذها وتحذرها منه وتوريها غدره بيها ، لو فى حد غلطان فى كل الحوار ده يبقى أنت يا صحبى "

شعر " عز " بكثير من الغضب والكراهية تجاه نفسه ، وأيضا شعر بالأنكسار بسبب عدم قدرته على جعلها تسامحه ، ليتنهد والدموع تملا عينيه رادفا بضعف وندم :

" انا عايزها تسامحنى يا أنس انا غلطان ومعترف بس هى تسامحنى وتدينى فرصه تانيه ، والله عمرى ما هشُك فيها تانى بعد كده ، انا بحبها اوى يا أنس بحبها أوى وحاسس إنى هموت من غيرها "

شعر " أنس " بالحزن على صديقه الذى إنهار بشدة وسقطت دموعه رغما عنه مش شدة شعوره بالحزن والندم على خسارة حبيبته ، ليحاول " أنس " تهدئة صديقه وتطمئنه رادفا بتعاطف :

" طب اهدى طيب وان شاء الله ندا هتسامحك بس الموضوع هياخد وقت وصبر يا عز  ، وانت لازم تستحملها مهما عملت عشان ده حقها ، وحاقها تعمل فيك اى حاجه "

أومأ له " عز " برأسه موافقا على حديث صديقه رادفا بندم :

" عندك حق يا أنس انا اللى غلطان ولازم أتحمل مسؤلية غلطى ولازم أخلى ندا  تسامحنى وترجعلى تانى مهما حصل ومهما عملت فيا "

حاول " أنس " إخراج صديقه من هذا الحزن وإضحاكه رادفا بمرح :

" بس أنت ربيت الواد اللى أسمه حازم ده اوى وعملته الأدب بس شكله أتعور جامد أوى "

صاح " عز " بكثير من الغضب والكراهية رادفا بحنق :

" كان نفسى أطلع روحه فى أيدى "

ضحك " أنس " بشدة على ما يدور براسه رادفا بمرح بكلمات ذات معنى :

" لا أنت كده خلاص مش محتاجه تطلع يا أخويا ، أنت شكلك خليته عايش زى الميت بالظلط "

ضيق " عز " ما بين حاجبيه بعدم فهم رادفا بأستفسار :

" يعنى أيه مش فاهم ؟! "

عقب " أنس " مستفسرا عن حقيقة الأمر قبل أن يجيبه رادفا بأستفسار :

" قولى أنت الأول هو أنت ضربته أزاى أو بأيه "

زفر " عز " بملل من مراوغة صديقه وروده الغير صريحة على أسألته ورده عليه السؤال بسؤال ليردف بضيق :

" بالحزام وتوكة الحزام يا عم ، ليه بقى "

فتح " أنس " عينيه بصدمة وقد تأكد بما يدور برأسه رادفا بأستفسار لتأكيد :

" أنت ضربته على جسمه من فوق بس ولا من تحت كمان "

ضيق " عز " عينيه محاولا التذكر ليعقب رادفا بتوضيح :

" اه ضربتين تلاته كده ولا حاجه فلتوا منى ونزلوا على فخده كده "

حك " أنس " مؤخرة رأسه رافعا حاجبيه بأسئ مصطنع رأدفا بتوضيح :

" لا هو شكلهم كده مجوش على فخده ، ومن الواضح كده إنك سبتله تذكار هيفضل فاكرك بيه فترة طويله لحد ما يعالجوا ويرجع تانى بس مش زى الأول خالص "

فتح " عز " عينيه بصدمة وكأنه أدرك ما يُحاول صديقه إخباره به رادفا بدهشة :

" قصدك أيه!! ، صدك ال... "

قاطعة " أنس " الذى أخذ يحرك رأسه بالموافقة على ما يفكر به صديقه رادفا بتأكيد :

" أيوه ، هو ده ، ضيعت مستقبل الواد "

ضحك الأثنان بشده إلى أن أدمعت عينيهم ، ليعقب " عز " من بين ضحكاته رادفا بشماته :

" هو أبن حلال ويستاهل كل خير "

______

كانت كلا " هدى " و" منى" جالستان معا يتحدثان فى ما حدث لأولادهم ، بينما كان كلا من " زيزى " و " جنه " جالستان برفقة " ندا " بغرفتها ، لتعقب " منى " موجها حديثها تجاة " هدى " رادفة بحزن :

" والله يا هدى ما كنت أعرف حاجه وزيزى هى اللى لسه حكيالى على كل حاجه ، انا عارفه إن عز غلطان من ساسه لرأسه ، بس هو بيحب ندا واكيد دلوقتى عرف غلطته وندمان "

وأفقتها " هدى " الرأى فهى تعلم " عز " جيدا تكاد تكون هى من ربته وتعلم جيدا انه إذا قال أنه يحب أبنها فهو لن يخدعها ولن يفعل مثلما فعله إلا إذا كان فقد عقله من شدة صدمته ، لتعقب " هدى " بتأثر رادفة بحزن :

" أنا عارفه يا منى وعارفه أنه كان غصب عنه ، أبن الكلب ده اللى أسمه حازم بمساعده القذرة اللى أسمها مريم دى حفروا الحفره ووقعوهم فيها وعرفوا يضحكوا عليهم ويخدعوهم كويس أوى "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي