الفصلالثالثعشر

أنتهت خطبة " حازم " و " ندا " ورحل جميع من فى القاعة ، بينما لأحظت " ندا " عدم وجود عائلة " عز " باكملها ، فأزدادت ضربات قلبها فهو منذ كثير من الوقت تشعر أن هناك أمراً سئ وتشعر أن " عز " ليس بخير ، لتسرع " ندا " نحو والدتِها وعلى وجهها ملامح القلق رادفة بأستفسار :

" ماما هى فين طنط منى و زيزى والباقين!! ، مش ظاهرين بقالهم فترة!! هما روحوا قبلنا ولا ايه ؟! "

لأحظت " هدى " فزع أبنتها والذى سوف يتحول إلى كارثة إذا علمت بخبر أختفاء " عز " الأن وأصبحت متأكدة من ذلك بعد ما أعترفت لها أبنتها بحبها له ، عزمت " هدى " على إخفاء الأمر عن أبنتها وعدم إخبارها بالسبب الحقيقى رادفة بهدوء :

" أه يا حبيبتى روحوا ، أصل طنطك منى صدعت شويه من الأغانى فروحوها كلهم "

أومأت لها " ندا " براسِها براحة ، فهى كانت تخشى ان يكون هناك مكروها أصاب " عز "، لتعتذر " هدى " لأبنتها داخل نفسها رادفة بأسف :

" سامحينى يا بنتى إنى كدبت عليكى ، مقدرتش أقولك اللى حصل عشان متنكديش على نفسك ونتفضح فى أخر الليل وأحنا ما صدقنا الليه عدت على خير "

خرج الجميع من القاعة لكى يعودوا إلى بيوتهم ، ليتجة " معاذ " نحو والدته وشقيقاته رادفا بهدوء :

" يله يا أمى عشان أوصلك أنوى والبنات فى طريقى "

تدخل " حازم " سريعا مُعقبا بمرح لم يتقبله " معاذ " رادفا بمرح ثقيل :

" ليه عم دا أنا العريس وأولى إنى أوصل عروستى "

قابلة " معاذ " بملامح باردة وقد ظهر على وجهه عدم ترحيبه بتلك الخطبة رادفا بحدة :

" لا شكرا يا حازم مش عايزين نتعبك ، أنا هوصلهم "

أنقلب وجه " نجلاء " من ذلك الجمود الذى يتعامل به " معاذ " مع أبنها وقد لأحظت " هدى " ما يحدث، لتتدخل سريعا مُحاولة إنقاذ الموقف موجهة حديثه نحو إبنها رادفة بحزم ونبرة غير قابلة لنقاش :

" روح أنت يا معاذ يا حبيبى عشان مراتك متتعبش وحازم هو اللى هيوصلنا متقلقش "

صدم " معاذ " من صد والدته له وتكسير كلماته رادفا بدهشة :

" بس يا أمى أ ... "

أوقفته " هدى " مُقاطعة حديثه مُعقبة بحدة رغما عنها رادفة بإصرار :

" مبسش يا زين ، أسمع الكلام يا حبيبى "

صعد " معاذ " سيارته بغضب شديد مُصطحبا زوجته ومتجها بها إلى بيتهما وهو يلعن بداخله ذلك الحقير الذى يُدعى "حازم " ، فهو لا يشعر بالرحة لهذا المُدلل " حازم " ولا يعلم لماذا تفعل والدته هكذا ؟!

بينما أخذ " حازم " " ندا " و" جنه " و" هدى" و" نجلاء " فى سيارته بعد أن ودع صديقه " هيثم " الذى لم يترك فرصة طوال الحفلة لتقرب من " جنه " ولكن كل محاولته أدت إلى الفشل الزريع ...

________

خرج " الطبيب " من غرفة " عز " بعد أن قام بفحصه ،، ليسرع الجميع بالتوجه ناحية الطبيب وعلى وجوههم ملامح القلق والفزع ، لتصيح " منى " ببكاء مُحاولة الأستفسار عن حالة أبنها رادفة بقلق :

" أبنى ماله يا دكتور ؟! طمنى الله يخليك "

حاول " الطبيب " تهدئتها بعد أن لاحظ حالة الزعر والفزع التى تتملكها رادفا بهدوء :

" الحمدلله يا مدام انكوا وصلتوا فى الوقت المناسب أحنا خرجنا الأزاز من دراعه وخيطنا مكان الجرح ، ودلوقتى معلقينله محاليل عشان الدم اللى نزل منه من الوضح انه كتير جدا بس متقلقوش هو دلوقتى كويس جدا "

حاول " ماجد " الأستفسار من الطبيب عن حقيقة ما تعرض إليه أبنه رادفا بأستفسار :

" يعنى دى مُحاولة إنتحار يا دكتور ؟! "

هز الطبيب رأسه بالنفى رادفا بتوضيح :

" معتقدش يا أستاذ إن دى حالة إنتحار ، ده من الوضح أنه بعد ما أغمى عليه وقع على كمية أزاز كتيرة وده اللى خلاها تدخل فى دراعه وخصوصا الشمال وأدت لقطع شريان موصل للقلب بس الحمد لله لحقناه "

صاحت " منى " من بين دموعها رادفة بأستفسار :

" وأيه سبب الأغماء ده يا دكتور؟! "

حاول " الطبيب " على قدر مقدرته ألا يجعلهم يفزعوا على المريض ، ولكنه يجب أن يخبرهم بما توضح له فى الفحص رادفا باسى :

" بصراحة يا مدام مش هخبى عليكوا ، المريض أتعرض لحالة إنهيار عصبى كبيرة أدت إلى هبوط حاد فى ضغط الدم مما أدى للاغماء لعدم قدره الجسم والعقل على التحمل ، واضح أنه تعبان نفسيا بقاله فتره بس كان بيجى على نفسه ، بس لازم تاخدوا بالكوا لازم يخرج من الحاله اللى هو فيها دى ، المرة دى الحمدلله انها عدت على خير ، ده كان ممكن يحصله جلطه فى المخ لو كان حمل نفسه أكتر من كده "

أجهشت " منى " بالبكاء رادفة بحزن ورعب :

" يا حبيبى يا أبنى ، ليه تعمل كده فى نفسك بس يا عز ؟! "

حاولت " زيزى " تهدئة ولدتها وترك " الطبيب " ليُكمل حديثة رادفة بحزن :

" أهدى يا ماما مش كده ، خلى الدكتور يكمل "

عقب " الطبيب ى بهدوء رادفا بتوضيح :

" هو بس محتاج يبعد عن أى ضغط نفسى اليومين دول وياريت لو يبعد حتى عن الشغل ، ياخد اجازه يريح أعصابه شويه وياخد باله من أكله وصحته كويس ، جسمه فى حالة ضعف شديدة جدا ، وياريت ميتعرضش لاى إنفعال نفسى ، أنا هكتبله على خروج بكرة إن شاء الله ، انتوا ممكن تشفوه دلوقتى بس هو نايم وممكن مرافق واحد بس هو اللى يبات معاه "

أومأ  له " ماجد " برأسه موافقا الطبيب على حديثه رادفا بأمتنان :

" شكرا جدا يا دكتور "

ذهب " الطبيب " لتسرع " منى " والباقية فى الدخول ليطمئنوا على " عز " ، ولكنه كان بعالم أخر غير هذا العالم ، قبلته " منى " من جبهته وجلست بجانبه رادفة بحزن :

" روحوأ انتوا ، أنا اللى هبات هنا جمب أبنى لحد ما يفوق "

حاولت " زيزى " تهدئة والدتها ومنعها من الجلوس هنا خوفا على صحتها رادفة بتحذير :

" بس يا ماما كده أنتى اللى هتتعبى لازم تروحى ترتاحى شويه و ... "

أوقفتها " منى " رادفة بأنفعال وحزم :

" لا مش هتعب ، أنا مش همشى وأسي أبنى ، سبونى براحتى بقى ، وأتصلى بهدى وطمنيها إننا لاقينا عز بس متقوليلهاش على اللى حصل مش عايزه ندا تعرف او تيجى "

أمتعضت ملامح " زيزى " بكثيرا من الحزن والخوفا من أن تكون والدتها قامت بألقاء الذنب على " ندا " رادفة لتوضيح :

" بس يا ماما ندا ملهاش ذنب فى حاجه اصلا!! "

صاحت بها " منى " زاجرة إياها بحدة رادفة بإنفعال شديد :

" عارفة يا زيزى إنها ملهاش ذنب ، بس أنتى سمعتى الدكتور قال أيه !! ، لازم نبعد عز عن اى ضغط نفسى ولو ندا جت هنا ممكن يتعب أكتر وحالته تدهور اكتر من كده ، أسمعى الكلام بقى ومتقاوحنيش "

أومأت لها " زيزى " بالمةافقة رادفة بإستسلام :

" حاضر يا ماما مش هقولها "

________

يجلسون جميعا بسيارة " حازم " متجهون إلى بيت " ندا " ، ليستغل " حازم " تلك الفرصة مقترحا عليهم بحماس :

" تحبوا نتعشى فين ؟! "

صاحت " ندا " بأندفاع وسرعة رافضة تلك الفكرة ، فهى تتمنى أنهاء ذلك اليوم بأسرع وقت ممكن ، لتردف بلهفة وسرعة :

" لا انا عايزة أروح ، معلش أصلى تعبانة أوى ومش هقدر أفضل برا أكتر من كده ، معلش يا حازم خليها مره تانية "

لم تعد " نجلاء " قادرة على التحكم فى غضبها أكثر من ذلك ، وهذا بسبب أفعال " ندا " ومعاملتها مع أبنها بتلك الطريقة ، لتصيح " نجلاء " بها بنفاذ صبر رادفة بحدة :

" فيه أيه يا ندا كل حاجه تعبانه ومش هقدر يا بنتى ، ده بقى خطيبك يا حبيبتى يعنى مش غريب عليكى عشان تتهربى منه بالطريقه دى !! "

لأحظت " ندا " تغير نبرة " نجلاء " والتحدث معها بتلك الطريقة ، لتعقب " ندا " بنبرة هادئة حتى لا يُغلطها احد رادفة بتوضيح :

" تهرب أيه يا طنط اللى بتتكلمى عنن ؟! ، انا بجد تعبانه اليوم كان متعب أوى النهارده وأنا بصراحه محتاجه أستريح وأنام بدرى عشان متعبش أكتر من كده ، ودى مفهاش حاجه يعنى "

شعرت " هدى " بتوتر الأجواء وأن النار ستشتعل بينهم وهذا لن يكن فى صالح " ندا " ف "أعتماد" ليست بهينة ، لتتدخل " هدى " سريعا مُحاولة إنقاذ الموقف رادفة بهدوء :

" بصراحه يا نجلاء كلنا تعبانين ، أنا كمان تعبانة أوى ومحتاجه أرتاح ، معلش يا حبيبتى تتعوض إن شاء الله "

أومأت لها " نجلاء " برأسها بالموافقة رادفة بتهكم :

" ماشى يا أختى اللى يريحكوا يا هدى "

صمت الجميع حتى وصلوا الى بيت عائلة " ندا " ، ترجلت " ندا " من السيارة وكادت أن تصعد الى شقتِها ، ولكن أوقفتها يد " حازم " الذى قام بجذربها من ذراعها بسرعة لتصبح قريبه جدا منه رادفا بمعزالة ومكر :

" هتوحشينى أوى اوى يا قلب حازم "

أبتعدت " ندا " عنه بسرعة وكانها لامست تيار كهربى ، ولكنها أصطنعت الهدوء وهى تبتسم بأقتضاب رادفة بحرج وغضب فى أنٍ واحد :

" شكرا يا حازم "

حولت نظراتها نحو " نجلاء " رادفة بقليل من الاقتضاب :

" بعد أذنك يا طنط نجلاء "

صعدت " ندا " إلى شقتها وقامت " هدى " بالحاق بها بعد أن ودعت كلا من " حازم " و" ونجلاء "، بينما دلفت " ندا " غرفتها وأخذت نفسا عميقا وكانهم كانوا يمنعان عنها الهواء ، بدلت " ندا " ملابسها سريعا ما خلدت إلى النوم ، فهى حقا مُتعبه وأيضا تُحاول أن تتهرب من تفكيرها ب " عز " الذى لا تعرف ما الذى حدث له بعد

________

خرج الجميع من غرفة " عز " ما عدا والدته ظلت بجانبه ، فهى غريزه الامومه رغما عنها لا تستطيع أن تتركه قبل أن تطمئن عليه ، تقدمت " زيزى " بأتجاه " أنس " رادفة بأمتنان وشكر :

" شكرا جدا يا أنس على وقفتك جمبنا وجمب أدم ، بجد مش عارفه أقولك أيه ولا أشكرك أزاى ؟! "

شعر " أنس " بالحرج والتشتتالشديد لا يعلم أيخبرها أن لا تشكرة أم لا تدع عينيها بعينيه هكذا كر يستطيع ان يتحدث ، ليتحكم " أنس " فى أعصابه رادفا بهدوء :

" تشكرينى على ابه بس يا زيزى ، عز ده اخويا مش بس صحبى ، ولو عايزه تشكرينى بجد فممكن توفقى وتدينى رقم تليفونك "

رفعت " زيزى " حاجبها باستغراب وكأدت أن تصيح به موبخة إياه ، ليوقفها " أنس " بلهفة بعد أن أدرك بماذا فسرت حديثه وتغير ملامح وجهها ، ليعقب موضحا لها ما يقصده مُضيفا :

" والله ما قصدى حاجه من اللى جت فى راسك ، ده بس عشان أبقى أطمن على عز وأعرف صحته بقت عامله أيه وأبقى اديكوا خير قبل ما أجى "

أبتسمت " زيزى " على طريقة " أنس " وعلى لهفته كى يوضح لها حديثه قبل أن توبخه ، فهو يبدو عليه انه بالفعل يُحب شقيقها وأنه من هولاء الأشخاص الأفياء لتوافقة على طلبه وتعطى له رقم هاتفها ...

______

تجلس " جنة " بصحبة والدتها تتحدثان معان لتذكرها بأنصراف " منى " بهذه السرعه دون علم أحد ، لتعقب " جنة " رادفة بأستفسار :

" صحيح يا ماما ، هى طنط منى مشيت بدرى ليه كده هى وعيلتها كلها مره واحدة ، دى حتى مقالتش لحد خالص "

تذكرت " هدى " سريعان ما حدث لتنتفض من مكلنها رادفة بقلق :

" صحيح يا جنة فكرتينى يا بنتى ، لا هى قالتلى أنها ماشيه "

قصت عليها " هدى " ما حدث بينها وبين " منى " وعن أختفاء " عز " المفاجئ ، أتسعت عينى " جنة " بصدمة رادفة بكثير من القلق :

" يا خبر يا ماما ده زمانهم أترعبوا على عز ، أنا هتصل بيهم أطمن عليه وأعرف لاقوا ولا لسه؟! "

أخرجت " جنه " هاتفها وأسرعت بالاتصال على هاتف " زيزى " ولكنه كان مُغلقًا ، فتذكرت أنها لديها رقم " ذياد " فسريعا ما أتصلت به لتطمئن على " عز " وبعد ثوانً اتاها صوت " ذياد " لتردف بحرج :

" ألو يا ذياد أنا جنه "

عقب " ذياد " بعدم إستعاب وهذا بسبب قلقه على شقيقه رادفا بأستفسار :

" جنه مين؟! "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي