الفصل الثالث والعشرون

أوماء لها " عز " برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه ، ليحاول " عز " إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة :

" أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا ، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته ، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و... "

قاطعه خرج " ندا " من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا ، لتعقب بغضب موجهاوحديثها نحو " عز " رادفة بحدة وجمود :

" طلبك مرفوض يا عز "

ألتفت " عز " إليها وأخذ يطالعها بكثير من ملامح الحزن والندم والأستعطاف رادفا برجاء :

" ندا أسمعينى بس وأنا هشرحلك كل حاجه "

صاحت " ندا " بكثير من الألم والقهر ولم تعد تستطيع السيطرة على بكائها لتنساب دموعها على جنتيها وأخذت تعقب بين شهقاتها رادفة بحرقة وإنفعال :

" وأنت كنت سمعتنى وقت ما أتهمتنى ؟! ، كنت قولتلى سبب إتهماتك دى ايه!! ، كنت وثقت فيا ودورت على حقى!! ، كنت حافظت عليا ومنعتنى أتخطب لشخص أللى عايز يدمر حياتى!! ، كنت صعبت عليك يوم ما كنت عندك وتملت اللى عملته ؟! ، جى دلوقتى تطلب منى انى أسمعك وأسامحك؟! ، لا يا عز ، لا يا استاذ عز الحبل اللى كان بينى وبينك أنت اللى قطعته ، وأنا مش هدور على أللى باقى منه عشان أوصله ببعضه لانى معدتش عايزاك اصلا فى حياتى ولا عدت عايزه اعرفك ، ودلوقتى أتفضل أطلع برا يا عز "

صاحت بها " هدى " بغضب من وقاحة أبنتها رغم إنها تشعر بألمها وأوجاعها ، ولكنها يجب أن تنبهها إلى ما تفعله وتمنعها عنه لتردف باندفاع :

" ندا عيب اللى انتى بتقوليه ده ، أنتى أتجننتى "

تدخلت " منى " مانعة " هدى " من التدخل بينهم ، فهى تلتمس ل " ندا " العذر وتعلم كم حجم الألم الذى بداخلها ، لتوجه حديثها نحو " هدى " رادفة بحزن :

" سبيها يا هدى  تقول أللى هى عايزاه ، أبنى هو أللى غلطان ويستاهل كل أللى تعمله فيه ، ولو بيحبها بجد وندمان على أللى عمله ببقى لازم يستحمل "

أومأ لها " عز " برأسه موافقا على حديث والدة مُعقبا بحزن بكسرة وهو موجه حديثه تجاه " ندا " رادفا برجاء :

" هستحمل يا ندا ، بيس عشان خطرى سامحينى يا ندا ، والله العظيم غصب عنى وأنتى عارفه انا بحبك قد ايه ومقدرش أبعد عنك "

أصطنعت " ندا " الجمود ولكنها بداخلها تشعر وكانها مشتته لا تعلم أترفضه أم تلقى بنفسها داخل صدره ولكنها سريعا ما تذكرت ما فعله بها فى ذلك اليوم لتستجمع قواها وتعقب بكثير من الألم رادفة بحدة :

" وانا قولتلك طلبك مرفوض يا عز ومعنديش كلام تانى أقوله "

شعر " عز " بمزيج من خيبة الأمل والغضب بأنٍا واحد فهو كان متوقع أن تصده ، ولكن ليس بكل تلك الحدة وكأنه تنسى ما فعله بها وأن ما فعله لا يغفره ألف أعتذار ، ولكنه سريعا ما صاح بها بحدة رادفا بأنفعال :

" ماشى يا ندا خدى وقتك بس خليكى فاكره ، هقولهالك قدام أمى وامك وأخوتنا كمان أهو ، أنتى ليا أنا بس ولو حتى وصل بيا الحال إن أموت أى راجل يحاول يقربلك أو يفكر حتى يأخدك منى أنتى فاهمة!! "

خرج " عز " من الشقة وهو يشعر بكثير من الغضب ، بينما " ندا " قد دلفت إلى غرفتها وألقت بنفسها على فراشها وأخذت تبكى بحرقة بسبب ما فعله " عز " ، فقد كسر كل الثقة بينهم حينما صدق بها ذلك الأمر وأيضا عاملها وكأنها إحدى العاهرات ، كيف لها ان تُسامحه بتلك السهوله ؟!

______

دلفت " نجلاء " غرفة أبنِها بصعوبة ويبدو عليها الكثير من الألم والشقاء بالإضافة إلى تخرب ملابسِها وكانها كان تتشاجر مع أحدهم ، ليلاحظ " حازم " هيئته والدته ليخمن أنها تشاجرت معهم ليردف بأستفسار :

" أيه اللى حصل؟! ، أنتى اتخانقتى مع أم ندا ولا أيه!! وأيه أللى عمل فى هدومك كده ؟! "

صرخت " نجلاء " بألم وهى تجلس لتهب واقفة مرة أخرى مُعقبة بكثير من البكاء رادفة بنحيب :

" اااه يا حازم ضربونى وبهدلونى أوى يا أبنى بهدلونى ؟! "

أمتعضت ملامح " حازم " بالغضب والأنزعاج رادفا بحدة :

" مين دول اللى ضربوكى يا ماما !! ، وضربوكى أزاى يعنى ؟! "

شهقت " نجلاء " من نصف نحيبها رادفة ببكاء :

" هحكيلك يا أبنى ، هحكيلك "

قصت " نجلاء " على أبنها ما حدث لها من كلا من " هدى " و" منى " ، ليصيح " حازم " بغضب وإنفعال رادفا بتوعد :

" طب والله لدفعهم التمن غالى على اللى عملوا فيا وفيكى ده را ماما وبكرة تشوفى "

قطع حديثة دخول ذلك الشخص الذى كان يستمع إلى كامل حديثم ، ليدلف الغرفة موجها حديثه نحو " حازم " رادفا بحدة :

" أتكلم على قدك يا روح ماما بدل ما أبهدلك أكتر ما أنت متبهدل ، وأنت تقريبا معدش فيك حتى مش متبهدله مش كده "

قال " أنس " جملته الأخيرة بكثير من الخبث والأستهزاء ، ليصيح " حازم " بكثير من الحدة والأنفعال رادفا بأستفسار :

" انت مين ؟! ، انا شوفتك فين قبل كده!! "

ضحك " أنس " بأستهزاء على غباء " حازم " رادفا بسخرية :

" طبعا ، ما العلقه أللى أنت كلتها والضربه إياها نسيتك انت أبن مين أصلا!! بس انا هعرفك بنفسى "

سحب " أنس " أحد الكراسى وجلس بالقرب من سرير " حازم " تحت أنظار كلا من " نجلاء " المستغربة و " مريم " الخائفة التى تعلم من هذا الشخص جبدا ، ليعقب " أنس " موجها حديثه نحو " حازم " رادفا بهدوء :

" انا اللى يا عم اللى نقلتك المستشفى هنا ، وأنا بردو اللى كنت السبب فى العلقه اللى أنت كلتها ، أنا أبقى أنس صاحب عز أو تقدر تقول أخوه ، وانا بردو أللى حفرت وراك انت والقمر

أشار بيده تجاه " مريم " التى أبتلعت من الخوف وأخذ يُكمل حديثه :

" وعرفت أللى أنت وهى عملتوا فى ندا وعرفت عز  ، وأنا بردو أللى جى أحظرك دلوقتى بس يارب تفهم "

وجه " أنس " حديثه تجاه " نجلاء " و" مريم " رادفا بهدوء :

" طب يا جماعه انا عايز حزومى فى كلمتين على إنفراد ، ولا تحب نتكلم قدمهم ونقدرهم مش حريم "

قال " أنس " جملته الأخيرة تلك وهو يغمز ل " حازم " الذى شعر بالغرابة من حديثه ، ليوجه " حازم " كلماته نحو " نجلاء " و " مريم " رادفا بحزم :

" أستنوا برا أنتوا "

كادت " نجلاء " أن تخالفه ليقاطعها " حازم " رادفا بحدة وتزمر :

" بقول أستنوا برا ومش عايز كلام كتير "

فزع كلا من " نجلاء " و" مريم " وأسرعوا فى الخروج من الغرفة ، بينما رمقه " أنس " بكثير من الأستهزاء رادفا بسخرية :

" لا لا براحة على نفسك مش كده ، العصبيه والتشنيحه دى غلط عليك خصوصا انك عندك جروح محتاجين انها تلم بسرعة "

أقترب " أنس " كثير من " حازم " بينما أمتدت يده سريعا لجذب الغطاء عن " حازم " الذى أنتفض أثر حركته السريعة تلك ، بينما وقعت عينى " أنس " على قميص المشفى القصير الذى يصل إلى منصف الفخذى عند " حازم "

" أنا عايزه أقولك كلمتين بس الأول طمنى "

قالها " أنس " وهو يقوم بمد يده لرفع القميص عن منتصف " حازم " السفلى مُتفحصا إياها ، بينما دفع " حازم " يده بسرعه بعد أن فهم ما يرمى " أنس " إليه بحديثه ، ليضحك " أنس " بسخرية رادفا بأستزاء :

" الدكاتره قالولك هتشتغل تانى ولا كده خلاص نحولك بقى!! "

أحتدت ملامح " حازم " وأشتعلت النيران بعينيه حقدا وكراهية تجاه " أنس " ليصيح به رادفا بإنزعاج وحنق :

" أنت عايز منى أيه بالظبط!! "

ضحك " أنس " بصوته كله ، بينما بعدها بثوان قصت ملامحه كثيرا وهو يقترب من أذن " حازم " لأعبا بأعصابه مُعقبا بفحيح كالأفاعى رادفا بتحذير :

" أقسملك بالله يا حازم لو فكرت تانى مجرد تفكير أنك تتعرض ل عز أو ل ندا مرة تانيه ، انا أللى هتصدرلك ، بس ساعتها مش هتبقى علقة صغيره زى أللى أدهالك أدم أو كام ضربه كده تحت الحزام أو فديو أهبل زى أللى أتصورلكوا ده لا "

وضع " أنس " يده مرة واحدة بين ساقى " حازم " أمام رجولته مباشرة ، ولكن تلك الحركة السريعة جعلت جسد " حازم " يهتز من الصدمة والفزع برغم من أن " أنس " لم يلمسه حتى ، بينما كز " أنس " على أسنانه وأقترب أكثر من جسد " حازم " الرجولى مُضيفا بنبرة تحذيرة رادفا بحدة :

" والله العظيم يا حازم وقتها هعمل فيك عاهة بنت حرام تفضل ملأزماك العمر كله ، ومش هتكون زى الضربتين الحنينين اللى ضربهوملك عز واللى مخلينك مش عارف تقعد على بعضك دول لا ، دى هتكون عاهة تخليك تقعد جمب أمك وتستنى أبن الحلال ، وساعتها ولا هتتعب نفسك فى التفكير لا فى ندا ولا فى غيرها ، وهيكون اقصى طموحك عريس يسترك ، فاهمنى يا حازم!! ، ياريت تكون رسالتى وصلتلك يا صحبى "

قالها " أنس " وهو يبتعد عن " حازم " بهدوء ، بينما أبتلع " حازم " بكثير من الخوف والتوتر من حديث " أنس " ولكنه حاول عدم إظهار ذلك الخوف رادفا بتلعثم :

_ أ.. أطلع.. برا

لأحظ " أنس " تلعثمه ليدرك أنه يشعر بالرعب ، ليضحك " أنس " بأستهزاء مُضيفا ببرود :

" أنا كده كده طالع ، بس عايز أسمعك حاجه صغيرة "

أخرج " أنس " هاتفة وما كانت إلا لحظات حتى شغل ذلك المقطع الصوتى الذى سجله ل " مريم " عندما كانت بشقته معه هو و" عز " ، ليطالع " أنس " " حازم " بنظرات ساخرة رادفا باستهزاء :

" أسمع ده كده "

أنتبه " حازم " إلى ذلك التسجيل الصوتى بأهتمام مستمعا صوت " مريم " وهى تتبادل الحديث معهم رادفة بفزع :

▪︎▪︎

" خلاص هتكلم ، والله هتكلم وهقولكم على كل حاجه بس بلاش كده أبوس رجلك "

" أحكى بقى يا ست مريم كل حاجه وعلى أقل من مهلك ، وبالتفصيل أحنا معاكى لصبح "

" أنا وحازم صحاب أتقابلنا فى عيد ميلاد واحدة صحبتى كان هو صاحب اخوها ، أتعرفنا على بعض وأعجبت بيه والاعجاب ده مع الوقت أتحول لحب بس هو مكنش فى دماغه خالص ولا كان مبين أى حاجة ، لحد ما جيه في من فترة طلب منى طلب صغير جدا "

" لا لا بطلى عياط وقوليلى ، طلب ايه بقى اللى حازم طلبه منك يا مريم ؟! "

" هحكيلك بس متأذونيش "

أستمع " حازم " إلى كامل حديث " مريم " وهى تقص على كلا من " عز " و " أنس " كل ما دار ببنهم من إتفاق لتنفيذ ذلك الأتفاق ، حتى تلك المكالمة التى أجرتها ل " عز " وهو يكز على أسنانه إلى أن وصل إلى نهاية التسجيل :

" هو ده كل اللى حصل والله العظيم ، وبعدها حازم أدانى رقم عز عشان أكلمه وأستفذه وبعتله الصور والفديو وقلتله الكلام اللى قولتهوله ده "

▪︎▪︎ ▪︎

أعتلى وجه " حازم " الكثير من ملامح الغضب والكراهية تجاه " مريم " وظل يقسم بينه وبين نفسه أنه سيقتله بيده على ما فعلته ، ليأتيه حديث " أنس " المتهكم رادفا بأستهزاء :

" ده بس عشان لو حبيت تعمل محضر فى اللى خرشمك كده ، انا ممكن أجى أشهد معاك وأستشهد بالتسجيل ده كدليل وكل واحد يتحاسب على غلطه ونجبلك حقك وبردو هعملك العاهة عشان مطلعش مش قد كلامى "

أنهى " أنس " حديثه" بغمزة ، بينما " حازم " أغمض عينيه وهو يشعر بالعجز الشديد فهو حتى لن يستطيع أن يشتكى عليهم بما فعلوا به بسبب ذلك التسجيل اللعين ، لينهض " أنس " ويضع يده فى جيب سترته مخرجا علبة من العصاير المعلب مُعطيا إياها إلى " حازم " رادفا بأستهزاء :

" ألف سلامه عليك يا حزومى وأعقل كده عشان متنامش النومه دى تانى ، سلام "

أنسرف " أنس " من المشفى وترك " حازم " خلفه خائفا من حديثه ، فهو حقا لا يستطيع الأقتراب منهم مرة أخرى أو حتى تقديم بلاغ ضدهم بسبب تلك الصور ليلعن تلك الحقيرة التى تُسمى " مريم " ويرمقها بحدة بعد أن دلفت الغرفة متوعدا لها بالعذاب الشديد ...

______

مر الكثير من الأسابيع والشهور و " ندا " لا تتحدث إلى " عز " ، حتى إنها لا تسمح له برؤيتها لكى لا يصبح هناك مجال للحديث بينهم ،  ولكن " عز " لم يستسلم أبدا وظل يحاول دايما الوصول إليها ويحاول أستعطافها عن طريق " زيزى " ولكن دون فائدة ، نعم هى تحبه مثل ما يحبها ولكن جرحها منه كبير جدا ، لذلك لا تستطيع مُسامحته بتلك السهولة ...

فى منزل " معاذ " و " زينة " كانت الساعة تتخطى الرابعة صباحا وكان " معاذ " غارقا فى النوم لا يستمع إلى تلك التى تإن بجانبه وتحاول إيقاذه ، لتقوم " زينه " بهز " معاذ " لكى تُيقذة رادفة بألم وأنفاسا متقطعة :

" معاذ.. معاذ ألحقنى يا معاذ انا بولد "

تمتم " معاذ " من بين نومة وهو لم يفيق كليا رادفا بنعاس :

" يا حبيبتى أنتى من أول الشهر بتولدى ، نامى بقى "

صاحت " زينة " بكثير من الألم بسبب إحدى طلقات الولادة التى تلقطتها لتتأكد إنها حقا ستضع جنينها ، لتقوم بهز " معاذ " بقوة رادفة بصراخ وألم :

" بقولك بولد ، اااااه.. ألحقنى "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي