الفصل الخامس والعشرون

أستغل " عز " أن " ندا " تقف بمفردها فأسرع بالذهاب إليها مُحاولا التحدث معها وجعلها تعطيه فرصة أخرى وتسامحه ، أقترب " عز " من " ندا " ليقف بجانبها مُحاولا أستعطافها رادفا بضعف :

" لسه مش عايزه تسامحينى يا ندا ؟! ، أدينى فرصة تانيه وأنا والله عمرى ما هكررها تانى ، أنا خلاص أتعلمت الدرس ، بجد معدتش قادر على العقاب دا "

أصطنعت " ندا " الجمود وزفرت بإنزعاج على عكس ما بداخلها من حب وأشتياق بعد كل مُحاولاته الكثيرة التى جعلتها تضعف بينها وبين نفسها ، ولكنها مازالت منزعجة كثيرا منه ومُصرة على تلقينه درسا قاسيا ، لتعقب " ندا " رادفة بحدة :

" لو سمحت يا عز أبعد عنى ، أنا مش عايزين الناس تتفرج علينا هنا كمان ، وأنا عن نفسى مش عايزه أتكلم معاك ولا أشوفك ولا تشوفنى تانى أساسا ، سيبنى فى حالى بقى عشان الموضوع بجد خلص "

صاح " عز " متألما من حديثها ذاك غير مٌتقبل ما تقوله ويشعر بخيبة الأمل الشديدة ، ليعقب مُستفسرا رادفا بعدم تصديق :

" موضوع أيه اللى خلص يا ندا !! ، أيه خلاص كرهتينى ومعدتيش عايزه تشوفينى ؟! "

تحاملت " ندا " على نفسها لعدم إظهار ذلك الألم الذى تشعر به داخل قلبها وهى مُضطرة على قول إنها لم تعد تريده ، وذلك على عكس ما بداخلها من حب وأشتياق ولكنها لن تضعف الأن ، لتستجمع قوتها رادفة بجمود :

" أيوه يا عز كرهتك ، ولو سمحت أبعد عنى بقى "

صُدم " عز " مما قالته " ندا " فهو لم يتوقع منها أن تأكد له أنها أصبحت تكره ولم تعد تريده فى حياتها ومأنها تقطع أخر أمل بينهم ، ليشعر " عز " بخيبة الأمل والحزن الشديد عليها راميا الذنب على نفسه وأنه من أوصلها لهذه الحالة ، ولكنها لم تترك له خيارا أخر ولم تترك له سوا ذلك الأمر ، ليرمقها بكثير من الحزن والصعف رادفا بإنكسار :

" خلاص يا ندا وانا هنفذلك رغبتك و مش هخليكى تشوفينى تانى أو تسمعى صوتى مرة تانيه ، بس خليكى فاكره أنتى أللى أختارتى ووصلتينى لكده ، وأنا حولت معاكى معاكى لحد أخر لحظه وأنتى أللى أصريتى "

رحل " عز " من أمامها وهو يحمل بداخله الكثير من الألم والحسرة وإنعدام الرغبة فى كل شى ، ليترك " ندا " ورأه قلقة مما قاله وتفكر فى معنى حديثه ، ماذا سيفعل هذا المجنون الأن؟! ، أيمكن أن يكون بتلك السذاجة ويأذى نفسه!! ، بالطبع لا لم يفعل هذا ، فهو أعقل من أن يقوم بفعل مثل ذلك الأمر ، ولكن على ماذا ينوى؟!

_______

كانت " زينة " قد خرجت من غرفة العمليات وتم نقلها إلى إحدى الغرفة إلى أن تستعيد وعيها وظل الجميع جالسون ينتظرونها ، لأحظت " ندا " أختفاء " أنس " صديق " عز " بعد إختفائه بفترة وأيضا أختفاء " زيزى " المفاجئ لتخمن أنها ذهبت ل" كافترية " المشفى لشراب شيئا ، لتخرج " ندا " من الغرفة باحثة عن " زيزى " لتجدها قادمة نحوها ويبدوا عليها الكثير من الرعب والقلق ، صاحت " زيزى " موجة حديثها نحو " ندا " رادفة بلهفة :

" ندا تعالى معايا بسرعة "

تمالك الشعور بالخوف والقلق من قلب " ندا " من طريقة " زيزى " الواضح عليها الرعب والفزع ، لتضيف " ندا " بكثير من القلق رادفة بأستفسار :

" فيه ايه يا زيزى ؟! "

صاحت " زيزى " بفزع وزعر وهى على مشارف البكاء رادفة بأستغاسة :

" ألحقينى يا ندا ، عز بيموت "

أتسعت عينى " ندا " بصدمة وكأن ما كانت تخشى حدوثه قد حدث بالفعل ، لتُصاب " ندا " بكثير من الفزع والزعر ، لتصيح وكأنها فقدت صوابها رادفة بلهفة :

" أنتى بتقولى أيه يا زيزى!! ، عز حصله أيه ؟! "

أضافت " زيزى " مُفسرة لها الأمر رادفة بخوف وزعر :

" أنتحر يا ندا ، عز أنتحر عشان أنتى مش عايزه تسامحيه ومعدتيش بتحبيه ، عز بيروح مننا يا ندا "

وضعت " ندا " يدها على فمها بصدمة وأخذت تحرك رأسها بالنفى بعدم إستعاب لما تقوله " زيزى " وقد تهاوت دموعها ، وأخذت تلقى باذنب على نفسها رادفة بأنهيار :

" مكنتش عايزه نوصل لكده ، مكنتش متخيله أنه يعمل كده فى نفسه ، أنا السبب "

أنهارت " ندا " وظلت تبكى بشدة على ما تسببت فى حدوثه وهى لا تصدق ما حدث ، أيُعقل أن يكون حقا فعل ذلك الشيء بنفسِه!! ، ايُمكن ان يكون بهذا الغباء!! لتنتشلها " زيزى " من إنهيارها رادفة بتنيه :

: مش وقت عياط دلوقتى يا ندا ، تعالى معايا نشوف الدكتور هيقول أيه!! "

أسرعت " ندا " بالذهاب بصحبة " زيزى " نحو تلك الغرفة الموجود بها " عز " ، كادت " ندا " أن تدلف الغرفة ليوقفها " أنس " الذى كان يقف على باب الغرفة رادفا بحدة :

" أستنوا أستنوا أنتوا رايحين فين؟! ، الممرضة قالت محدش يدخل دلوقتى غير لما تطلع هى تسمحلنا بدخول "

كادت " ندا " أن تسأله عما حدث ولكن قاطعها خروج الممرضة من غرفة " عز " ، فأسرعت " ندا " فى التوجه نحوها مستفسرة عن حالة " عز " رادفة بلهفة :

" طمنينى بالله عليكى هو عامل ايه دلوقتى ؟! "

تنهدت الممرضه رادفة بأسئ :

" متقلقيش هو بقى أحسن دلوقتى ، بس للاسف حاله الأنتحار كانت مُحكمه جدا ، واضح انه كان عايز يموت نفسه فعلا مش مجرد تهويش وخلاص ، لانه قطع شريان مهم موصول بالقلب مباشرة وده خلى وضعه صعب جدا "

شعرت " ندا " بالندم الشديد على ما تسببت به من أذية ل " عز " وأنها هى من أوله لهذا بسبب غبائها وذلك الكلام الذى قالته له منذ قليل ، لتلعن نفسها لتزداد شهقاتها وهى توجه حديثها نحو الممرضة رادفة بأستفسار :

" طب هو أنا ممكن أدخله ؟! "

أومأت الممرضة برأسها موافقة على طلب " ندا " رادفة بتحذير :

" ممكن بس المفروض شخص واحد بس اللى مسموح انه يدخل بشرط عدم التسبب للمريض فى أى ضغط نفسى أو توتر ، لازم ميتعصبش أو ينفعل "

أومأت لها " ندا " بالموافقة ودموعها مازالت تترقرق فى عينيها رادفة بلهفة :

" حاضر والله مش هعمل حاجه ، هطمن عليه بس "

سمحت لها الممرضه بالدخول رادفة بأستسلام :

" تمام أتفضلى "

أسرعت " ندا " فى الدخول إلى الغرفة الموجود بها " عز " ، لتبحث بنظرها لتجد " عز " مُستلقِا على الفراش ويبدو وكأنه نائما ويده اليسرى مُمتليئه بأثار الدماء ومُلتف حولها شريط طيبى ، تقدمت " ندا " نحوه وهى تشعر بكثير من الألم بمجرد النظر إليه ، جلست " ندا " على ذلك الكرسى بجانبه وأخذت تبكى على ما أوصلته إليه وأخذت تتمنى لو لم تقل له هذا الكلام ولكن بعد ماذا ؟!..

______

أحتضنت " زيزى " تلك الممرضة شاكرة إياها رادفة بإمتنان :

" شكرا جدا يا مى ، بجد مش هنسالك الخدمة دى أبدا "

بأدلتها " مى " العناق رادفة بأبتسامة :

" شكرا على أيه يا بنتى أحنا أخوات وبعدين أخوكى والبنت شكلهم بيحبوا بعض اوى وكان لازم أساعدهم بعد اللى حكتهولى ده ، أهم حاجه متنسوش تعزمونى فى الفرح "

أبتسمت لها " زيزى " بحب رادفة تأكيد :

" طبعا يا مى ، أنتى مش محتاجه عزمه يا حبيبتى "

بأدلتها " مى " الأبتسامه رادفة بحب

" تسلميلى يا حبيبة قلبى ، يلا هسيبكم أنا وأروح أشوف شغلى ، مطولوش بقى ها "

أومأت لها " زيزى " بالموافقة رادفة بهدوء :

" تمام يا حبيبتى "

ذهبت " مى " تاركة " زيزى " بصحبة " أنس " الذى بمجرد أن رحلت " مى " ، حتى ظل ينظر إليها بكثير من الهيمنة ، لتعلو الأبتسامة ثغرة رادفا بمدح :

" لا بجد طلعتى ممثلة عظيمة ، ودى مش تريقه على فكرة "

شعرت " زيزى " بالحرج الشديد من نظراته تلك مُحاوله التهرب بالحديث رادفة بمراوغة :

" ممثلة أيه بس ، الخطة دى لو منفعتش ندا هتنفخنى وهتنفخ عز ومش بعيد تنفخك أنت كمان معانا "

ضحك " أنس " بخفة ورفع كتفيه بلا مبلاة رادفا بمرح :

" وتنفخنى ليه أنا مالى ، أخوكى هو صاحب الفكرة دى وهو اللى عمل فيها عبقرى وقال هتنفع "

فلاش باك ••

" أنا عايز طريقة أقدر أتكلم بيها مع ندا وأخليها تسامحنى ، انا ممكن أموت لو فضلت بعدانى عنها أكتر من كده ، عندى أستعداد أموت نفسى بس تسامحنى "

ضحك " أنس " بسخرية على غباء تفكير صديقه رادفا بأستهزاء :

" عندك حق هى وقتها بس هتسامحك ، وانت ساعتها هتكون بتتحاسب بقى وهى هتقول الله يرحمك يا حبيبى انا خلاص سامحتك "

لأحظ " عز " تلك النبرة الساخرة فى حديث صديقه ليصيح بغضب رادفا بحدة :

" أنت بتتريق عليا ، على فكرة أه لو ده اللى هيخليها تسامحنى هعملها يا أنس و.... "

توقف " عز " من تلقائه نفسه عندما أتته تلك الفكرة المجنونة رادفا بحماس :

" طب والله فكرة كويسه جدا ، فعلا دى الطريقه الوحيده اللى تخليها تسامحنى وتسمع قلبها وتعترف انها لسه بتحبنى وتدينى فرصه تانيه "

فتح " أنس " عينيه بصدمة من جنان صديقه رادفا بأستفسار :

" أيه هتموت نفسك بجد ؟! "

لم ينتبه " عز " لسؤال " أنس " ليضيف باسرار :

" مفيش غير الطريقه دى بس اللى تخليها تسامحنى وتعترف إنها لسه بتحبنى وموفقه تتجوزنى "

ضيق " أنس " ما بين حاجبيه بعدم إستعاب رادفا بأستفسار :

" أيه أللى فى دماغك يا عز!! ، فهمنى عشان أبقى معاك على الخط ؟! "

أبتسم " عز " بمكر رادفا بحماس :

" هقولك بس أنت اللى هتساعدنى "

أنتبه " أنس " إلى حديث " عز " مستمعا إليه ليقص عليه " عز " ما يفكر به رادفا بسلاسة :

" بص يا عم أنا هحاول أتقرب من ندا وأكلمها طبعا هى هتصدنى كالعاده ، انا هبينلها إنى خلاص تعبت وجبت أخرى وفقدت الأمل وهقولها إنى مش هخليها تشوف وشى تانى وبعدها هختفى من قدمها ، فى الوقت ده تكون انت و زيزى أتكلمتوا مع ممرضة وتدوها فلوس وتخلوها تساعدنا وتتفقوا معاها انها تعملى ربطه على أيدى ودم والكلام ده ونتفق معاها تقول ل ندا إنى كنت هموت نفسى وإنى مش لازم أتعرض لأى نوع من أنواع العصبيه والكلام ده ، بعد ما نعمل كل ده تروح زيزى براحه لندا وتقولها إنها عايزها فى حاجه وتاخدها بعيد عن العيلة عشان الموضوع ميكبرش ، وتقولها على أللى أنا عملته فى نفسى وإنى أنتحرت عشان هى مش راضيه تدينى فرصة تانية ولما تدخل عندى لازم أخليها تعترف انها لسه بتحبنى وأخليها ترجعلى تانى ومش هخسرها تانى أبدا "

رفع " أنس " يده ماسحا على جبينه وهو يشعر بالقلق من فشل ذلك المخطط رادفا بتردد :

" بص هى الفكره حلوة ومجنونة ، بس أنا خايف تقلب بنتيجه عكسيه معاها يا حبيبى وتبقى كملت لو قفشت عليك "

هز " عز " برأسه نهيا عن حدوث هذا الأمر رادفا باصرار :

" لا مش هسمحلها تبعد تانى أبدا "

ذهب " عز " لأحضار " زيزى " وأخبرها بما أتفق عليه مع " أنس " وما هو دورها فى خطته ، لتتحمس " زيزى " جدا ، ولكنها سريعا ما شعرت بالقلق عندما تخيلت رد فعل " ندا " إذا أكتشفت الأمر ، لتعقب رادفة بتحذير :

" الفكره جامده جدا بس خلى بالك لازم تخليها تسامحك وإلا هطبل على دماغى ودماغك "

تنهد " عز " براحة رادفا بثقة :

" متقلقيش ، خير إن شاء الله "

ذهب " عز " للبدأ بتنفيذ خطته ، وذهب كلا من " أنس " و" زيزى " لتنفيد الجزء الخاص بهم ...

باااك •••

أبتسمت " زيزى " بأمتنان لحظها اليوم رادفة بلهفة :

" من حسن حظنا إنى لقيت مى ممرضه هنا ، لولاها كان زمان الموضوع بقى صعب أوى "

أبتسم " أنس " رادفا بمرح :

" كله ده عشان أحوكى والسندريلا بتاعته "

ضحكت " زيزى " بخفوت رادفة بمرح :

" انا عندى اخ ينفع يالف كتب ورويات والله ، ده بنى أدم مش طبيعى "

ضحك " أنس " هو الأخر بسبب أعجابه بضحكتها رادفا بمشاكسة :

" ويديكى البطوله فى كل روياته وأفلامه "

أدركت " زيزى " أن " أنس " يقوم بأستفزازها لتردف بأستهزاء :

" دمك مش خفيف على فكرة "

_______

كانت " ندا " جالسة بجانب " عز " ومازالت تبكى على ما أوصلته له بسببِها وبسبب عنادهِا وغضبِها منه ، لم يكن عليها أن تُعاقبه بتلك الطريقة فهو الأن يضيع بسببها ، قطع شرودها أستيقاظ " عز " الذى أكتفى بهذا القدر من بكائها فهو لا يستطيع أن يراى هذا الألماس يتساقط من تلك العيون التى أعشقها وبات مُتيماً بها ، ليصيح " عز " بتوهانّ مُصطنع رادفا برجاء :

" اااه.. ندا ، لا يا ندا متسبنيش ، أنا مقدرش أعيش من غيرك ، سامحينى يا ندا "

أقتربت " ندا " من " عز " وأخذت تربط على صدره لتُهدأ من روعته وهى لا تسطيع التوقف عن البكاء ، رادفة بتأكيد :

" مش هسيبك يا عز عمرى ما هسيبك أبدا ، ومسمحاك على أى حاجه حصلت ، بس أنت قوم وانا مش هسيبك تانى ولا هبعد عندك مهما حصل "

فتح " عز " عينيه بتعب وإرهاق مصطنع وهو يشعر وكأن قلبه سيخرج من ضلوعه من ساعدة رادفا بأستفسار :

" يعنى بجد مش هتسبينى ولا هتبعدى عنى تانى يا ندا ؟! "

صاحت " ندا " من بين شهقاتها رادفة ببكاء :

" لا يا قلب ندا ، عمرى ما هسيبك ولا هبعد عنك تانى أبدا "

أمسك " عز " يد " ندا " بيده اليُمنى ليعقب بكثير من الندم والأستياء مما فعله ومن غبائه رادفا بأعتذار :

" انا اسف يا ندا والله العظيم غصب عنى ، بنت الكلب دى اللى أسمها مريم هى والحقير أللى أسمه حازم حبكوها عليا وخططوا لكل حاجه صح وانا غصب عنى مقدرتش أحكم علقى ، والله يا ندا فى الاول مصدقتش بس اللى وقعنى فى الغلط وجود حازم وأمه والحيوانه دى قالتلى أنهم موجودين ، متخيلتش إن ممكن تكون الكميه دى من القذاره فى بنى أدمين وانا غلطان انى موجهتكيش بالكلام ده ، كان زمانى منعت كل ده قبل ما يحصل ، سامحينى يا ندا عشان خاطرى ، لوعدك عمرى ما هكررها تانى وعمرى ما هسمح لشك انه يدخل بينا تانى ، أنا بحبك يا ندا "

أحتضنت " ندا " يد " عز " بحب وأشتياق رادفة ببكاء :

" وانا كمان يا عز بحبك أوى ، أنا عمرى ما كرهتك يا عز أنا بس كنت موجوعه ومكسوره منك عشان موثقتش فيا ، عشان صدقت عنى الكلام ده من غير حتى متسألنى ، بس انا لما عرفت اللى حصل عذرتك ، بس غصب عنى جرحى منك كان كبير اوى وهو اللى منعنى عنك كل ده ، بس أستريحت اوى من اللى عملته فى حازم ، حسيت بحبك ليا وغضبك منه أنه فرق بينى وبينك وقتها سامحتك يا عز ، سمحتك على قد الحب والندم اللى شوفته فى عيونك يوميها ، ندمك على اللى وصلنا ليه ، بس فى نفس الوفت حبيت أعلمك درس متنسهوش أبدا ، وهو انك تحافظ على الحاجه اللى فى ايدك ومش أى حاجه تصدقها قبل ما تتاكد منها ، بس شكلى كده كنت غلطانة يا عز ، مكنش قصدى نوصل لكده وتعمل فى نفسك كده انا أسفة ، أسفه أوى يا عز ، أنا بحبك أوى ، متسبنيش أبدا "

أزدادت " ندا " فى بكائها ، ليجذبها " عز " إلى صدره مُحاولا تهديها ، مُصطضيفا بحب ومصدقية رادفا بعاطفة :

" انا لو أطول اموت نفسى عشان تسامحينى هموت نفسى وانا أسعد إنسان فى الدنيا يا ندا ، أنا مقدرش اعيش من غيرك أنتى الحياة بالنسبالى ، أنتى كل حاجه يا ندا "

تشبثت " ندا " بعنقه كثيرا رادفة بحب :

" مسمحاك يا عز ، وعمرى ما هبعد عنك تانى أبدا "

أخرج " عز " رأس " ندا " من صدره موجها نظره داخل عينيها رادفا بحب :

" أتجوزينى يا ندا ، أنا بحبك أوى ومش هتقدر تفضل بعيده عنى اكتر من كده "

شعرت " ندا " بكثير من الخجل والحرج ، ولكنها سريعا ما أومأت له برأسها موافقة على طلب " عز " رادفة بحب :

" موفقة يا عز "

شعر " عز " بكثير من السعادة والفرحة التى أخذت عقله وضم " ندا " إلى صدره بكلتا يده بعشق وأشتياق ، لأحظت " ندا " تحرك يد " عز " المصابة بشكل طبيعى وبدون أى ألم ، نظرت " ندا " نحو " عز " بنظرات حادة تعلن عن معرفتها بأنه يخدعها وأن يديهِ سليمة ولم يفعل بها شيئا

لأحظ " عز " حدة نظرت " ندا " وسريعا ما أنتبه لمعرفتها بالأمر ، ليعقب " عز " بتوتر من ردة فعلها رادفا بتفسير :

" هشرحلك وهفهمك كل حاجه والله "

لكزته " ندا " فى صدره وأخذت تصيح به وهى تضربه رادفة بغضب :

" تفهمنى ايه!! ، كنت هتوقف قلبى وتقولى أفهمك ، تعالى بقى انا أللى هفهمك كل حاجه "

أخذت " ندا " تضربه بالوسادة وهى تُفرغ كل ما بداخلها من غضبا ورعب عليه ...

______

كان " أنس " و " زيزى " يقفان معا أمام الغرفة ليستغل " أنس " الموقف ، ليصيح بدون أية مُقدمات موجها حديثه نحو " زيزى " رأدفا بلهفة :

" تتجوزينى؟! "

توسعت عينى " زيزى " بصدمة من ذلك السؤال غير مستوعبة لما تفوه به " أنس " لترفع له أحد حاجبيها رادفة بأستفسار :

" نعم!! "

أرد " أنس " أن يُراوغها قليلا ليبتسم بخبث رادفا بمكر :

" بقول زمان عز بيقول ل ندا تتجوزينى ؟! "

حمحمت " زيزى " بحرج وخيبة أمل ، فقد ظنت أنه يعرض عليها الزواج ، نعم هى باتت متأكدة أنها تحمل له الكثير من الحب بداخلها ، ولكن يبدو أن هذا الأمر مُقتصرا عليها هى فقط ، لتردف بتوتر :

" أه طبعا ولازم ميضيعش الفرصة دى من أيده أبدا "

طالعها " أنس " بكثير من الحب مُتفحصا إياها رادفا بمكر :

" أكيد عندك حق الواحد لازم يستغل الفرصة "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي