الفصل التاسع دخيلة

"هل أنا مجبر على ذلك؟" رد بنبرة مختلفة عن البارحة. هادئة وكسولة غير مناسبة للموقف.

"إذ كنت لا تريد مني أن أثير فوضى. فأجل. أنتَ مجبر على ذلك." رددت عليه بثقة.

أمال رأسه قليلا ينظر لي من خلف كتفه ببرود.

"واجهني أركان."

رفعت حاجبي بتحد ليحدق بي باستياء.

"هاي! أركان! أنهض!" تكلم الذي بجانبه يقوم بوكزه في بطنه بمرفقه.

"من تكون هذه المرأة أركان؟"

لكن يبدو أن لوسيو لم يهمه ما يحدث بقدر ما كان مهتما بمعرفة هويتي.

"هيا أركان." تحدث الذي على يساره يقوم بدفعه من على كرسيه برفقة المتواجد على يمنه معه يحاولان أبعاده من مكانه.

تم دفعه بقوة بعيد عن مجلسه.

ابتسم ساخرا يعتدل واقفا باستقامة حتى يواجهني.

"ماذا تريدين أيتها المدللة؟"

رفعت له حاجبي بتهديد.

"أنتَ في وضعية لا تسمح لكَ بالتطاول أو سخرية مني أركان كالليلة السابقة." حذرت العملاق الذي كان يحجب ملامح وجهه أيضاً.

"الجميع إلى الخارج."

فور إنهائي لكلامي بدأ الجميع بالتدافع إلى بالخارج هاربين من مكان تاركين آل ملقى على الأرض خلفهم.

لوسيو لم يكن يرغب بإدخال نفسه لكنه في ذات الوقت أراد مشاهدة ما يحدث  من بعيد إلا أن رفيقه قد سحبه بعنف من معصمه يجره بقوة ناحية الخارج وهما يتهامسان مع بعضهم البعض.

"لقد بقيي لوحدنا." حدثته بابتسامة ساخرة أنزع قلنسوة ومن ثم الكمامة حتى أظهر له وجهي.

"ماذا تريدين مني يا ابنة الجنرال؟" تساءل بعد أن أزاح قلنسوته من على رأسه.

"باغيير." فور أن قال لها أركان ذلك مبتسم عيونها لمعت وخلال أقل من لحظة كانت تزمجر وكأنها على أستعاد للهجوم.

"باغيير ما الخطب؟" سألتها أحاول تهدئتها حينما لمحت ذيلها يتحرك يمينا ويسار وكأنها تستعد لانقضاض عليه.

"أخبرتكِ أنهم ليسوا بطعام باغيير!" حذرتها حينما فهمت رغبتها.

ورغم ذلك اندفعت ناحية أركان بقوة تتجاهل كلامي.

لكن ما حدث للتو لن أنساه ما حييت.

فتحت فاهي بدهشة أقوم بمراقبة باغيير التي كانت تحتك بود بأركان المبتسم باتساع.

كانت تبدو كقطة حقيقية صغيرة مدللة أثناء تصرفه معه بذلك الشكل. كانت تعضه بلطافة ومن ثم تقوم بلعق مكانها مرة. وفي أخرى كانت تستند بقدميها الأمامية على صدره تمرر وجهها على كلا من رقبته ووجهه بينما هو كان يقهقه بلطف بينما يلاعبها.

ازدادت العقدة بين حاجباي أكثر وأنا أشاهد ذلك القرف بعيناي التي وددت انتزاعهما في هذه اللحظة.

"ماذا تظنان نفسكما بفاعلين؟ أبتعد عنها في الحال." صحت به بغضب أقترب منهما بعجلة.

"قطتكِ هي من التصقت بي." رد علي ساخر  يرفع يديه عاليا في الهواء. لكن تلك المحتالة لم تبتعد عنه بل ظلت متمسكة برقبته تحتك به.

رمشت عديد المرات بعدم تصديق.

هذه المرة لم أهتم بمعرفة هوية أركان، لم أهتم بكشف الحقيقة وراء خروجه من منزلنا كل ليلة بقدر اهتمامي بعلاقة التي تجمعه بباغيير. بكيفية توددها له.

"هل تخونينني الآن باغيير؟ أنا صديقتكِ منذ الطفولة! أنا ملكتكَ! كيف تفعلين هذا بي؟"

"لا تتصرفي معها بهذا الشكل أو أنها لن تقترب منكِ من جديد وستبغضك!" نبهني حينما أرتفع صوتي أثناء حادثي يجعل باغيير تتوقف عما كانت تفعله.

حدقت له بحنق.

كل ما حدث بسببه وهو الآن يقوم بلومي؟

"من تظن نفسك لتأمرني بذلك؟ هل صدقت دور البطل المغاور الذي لعبته معي سابقا؟ كنت تحت تأثير الصدمة ولو كنت في واعي الكامل لكسرت لكَ يدك القذرة التي تجرأت على لمسي! "

"أنتِ تتحدثين كثيراً على عكس ما يروج عنك." أضاف بذات الهدوء وهو يستمر بملاعبة باغيير.

"من سمح لك بلمس قطتي!" صحت عليه أدفع يده بعيدا عن رأسها.

كيف أنقلبت الأدوار بهذا الشكل؟

"أنتَ..."

أتسعت عيوني بصدمة وأبتلعت جل كلماتي حينما أقترب مني يتجاوز بذلك مساحتي الشخصية.

مالذي يريده هذا النذل مني؟

من سمح له بتجاوز حدوده معي؟

"ماذا تظن نفسك فاعلا؟ ألم أحذرك من الأقتراب مني؟" تحدثت بتوتر أتراجع إلى الخلف بخطوات مترددة، بينما خطواته عكسي،كانت واثقة وثابتة.

نظر داخل عيوني بتحدي.

"أبتعد عني حالا أو أنني سأصرخ!" حاولت أن أحافظ على ثباتي ونبرتي الحادة ما أن أصطدمت بالجدار. لكن كل شيئا قد تلاشى وأنا أنظر داخل مقليته. كان ينظر لي مثل حيوان كاسر على وشك الأصطياد.

أساسا لمن ستصرخين ميلانو طلبا للمساعدة؟

أراهن أن الكل قد هرب من مكان فور صعودي حتى الرجل الذي أمرته بالمكوث أمام الباب لا بدا أنه في منزله وقد أقسم أن لا يعاود إلى هذا المكان من جديد بعد أن تم أقتحامه من قبل نمر أسود.

تجمدت الدماء في عروقي فور أن أسند كلتا يديه قرب رأسي، يحاصرني بين بين ذراعيه.

أهذا هو شعور بالتهديد من قبل شخص أقوى منك؟

أنا لم أشعر به قط، بل كنت أستمتع بإذاقته لناس من حولي بما أنني ابنة جنرال ولا أحد سيجرأ على الوقوف في وجهي. لكني لأول مرة في حياتي أشعر أن لقبي بلا قيمة خاصة وأنا محاصرة أمام شخص عملاق في محل للقمار.

هل أركان يتصرف هكذا لغرض الاستمتاع؟

ما أن أظهر له معالم الخوف سيشعر بالرضا ويرحل حتما مثلما كنت أفعل أنا؟

حينما أرضي رغبتي بالسيطرة وسلطة كنت أنسحب مباشرة.

لكن الوضعية هنا مختلفة.

أنا لست عامية ساذجة بل أنا ابنة الجنرال والكر. ميلانو والكر التي لم تقم بأذلال نفسها أمام أحد قط، هي حتى لم تعرف معنى الخوف من أحدهم سوى مرة.

طباع عائلة والكر المتسلطة والواثقة المغروسة في داخلي كانت تقتل أي مشاعر أخرى وتدفنها عميقا.

"باغيير ساعديني!" طلبت النجدة منها لكني صعقت حينما وجدتها جالسة لا تتحرك من مكانها.

"باغيير لا تستمعي لها!" أمرها أركان لتنزل أذانيها بطاعة تنظر لنا بهدوء دون أن تتحرك.

هذا الخسيس!

"توقف عن ألقاء الأوامر علي وعلى قطتي! ألم أحذرك سابقا؟"

"صديقها الجديد ربما؟ كما أنها لا تمانع ذلك. لا تعترض على أوامري وتنفذها بطاعة ليس كصاحبتها المتمردة التي ترغب بتضخيم الأشياء وتعقيدها."

"أنتَ كيف..."

"ألا تظنين أنكِ تثرثرين كثيرا؟" تساءل بخفوت تزامن مع أخفاض رأسه الذي بات أمام وجهي مباشرة.

حاولت جاهدة أبعاد وجهي عن خاصته لكني قد وصلت لآخر حد بالفعل. وهو على ما يبدو لا يملك أي نية للتراجع.

أنفاسه الساخنة كانت تصدم بوجهي، وعيونه الواسعة كانت تحدق داخل خاصتي وكأنه يقوم بقراءة أفكاري ومشاعري.

بلعت ريقي بتوتر حينما أدركت أنني شردت مطولا في عينيه.

"سأضعك في سجن يا هذا إن لم تبتعد عني في الحال! أنا ابنة والكر! أنا أستطيع دفنك في القاع!"

"وتهديدين كثير أيضاً."

رفع حاجه لي بتهديد يبتسم جانبية مما جعلني ارتبك أكثر.

"أنتِ تثيرين أعصابي وتسببين لي الصداع! ما رأيكِ بالتوقف عن لحاقي واعتباري غير موجود في حياتك؟ لأنكِ كل ما تفعلينه لي هو جلب المصائب."

"أنتَ الذي لا تريد طلب العفو عما بدر منك ليلة البارحة!"

مرر لسانه على شفته السفلية ثم عضها يحاول جاهد مقاومة ابتسامه من ظهور.

هل هو مستمتع بما يحدث الآن؟

رمشت عديد المرات ببرود أحاول ادعاء القوة أمامه رغم أن ملامحي كشفت توتري بوضوح.

لكن تخيل أن تقع الجميلة أمام الوحش؟

"طلب العفو؟ من من؟ منكِ؟ ولم قد أفعل ذلك؟ لا تضحكيني يا فتاة! هل تظنين نفسك ملكة أما ماذا؟"

"كلا. أنا أفضل من ذلك. أنا ابنة الجنرال والكر. وذلك يكفي لجعلك تقوم بتقبيلي قدمي."

كنت وقحة جدا معه مما جعله يرفع حاجبع بتعجب من كلامي.

"لقب والكر سيصابكِ بجنون العظمة ولا بدا أنكِ تعلمين مصير المصابين بهذا المرض جيدا أيتها البرجوازية المتعفنة!"

"أنا أتصرف معك بهذا الشكل فقط لكونك مجرما!"

عيونه لمعت بغضب بسبب تعليقي المنزعج. كان يبدو ثابت وهادئا لكن خط فكه البارز كان يكشف مقدر سخطه بسبب كلمة مجرم.

"أجل أنا مجرم." تحدث من بين اسنانه بغيظ يجعلني أتزحلق على جدار ناحية الأسفل حتى أفر منه. أظن أنني أشعلت فتيلا من نار في علبة بنزين.

شهقت بتفاحئ حينما أمسكني من معصمني وسحبني إلى الأعلى من جديد يجعلني أقابله رغم عني.

"إذ أجيبني الآن. مالذي يدفع فتاة أستقراطية من عائلة مرموقة وغنية لتعقب مجرم منحط من العامية كل ليلة؟"

"لأنه يخرج كل ليلة من منزلنا." رددت عليه بمنطقة رافعة حواجبي بتحد له.

لنرى الآن إذ كان سيستطيع قلب الطاولة لصالحه أما لا.

أغمض عينيه ثم بدأ بالتنفس بقوة.

"ألم أخبرك أن لا تعودي إلى هذا المكان؟" تساءل هامسا وهو يعود لفتح عيونه التي باتت قاتمة على نحو غريب.

" أنه ليس ملككَ!"

"بل هو كذلك!"

"إذ سأشتريه."

كنت أتحداه بنظراتي وكلامي.

"ليس كل شيء يمكنكِ شراءه بنقود والدك يا حلوة!"

"أستطيع شراء كل شيء بنقود أبي حتى أنه بأمكاني شرائك أنتَ!"

انكمشت حول نفسي بخوف ما أن قام صفع الجدار من جانبي.

"أنتِ وقحة للغاية ميلانو والكر وذلك لا يتناسب مع شخص مثلي. أكره الوقحين والمدللين. كما يستفزني وجود فتاة بتفكير عقيم مثلك على سطح هذا الكوكب."

"إذ أخبرني من تكون حتى لا أكون فتاة عقيمة الفكر معكَ."

"مجرم كما قلتِ."

ابتسم في وجهي بزيف يتراجع إلى خلف ثم أبعد يديه يفك حصاره عني.

تنفست الصعداء وأنا أراه يبتعد منحا ظهره لي.

"لم تخبرني بعد من تكون؟ ومالذي تفعله في منزلنا بعد منتصف الليل؟"

كنت لا أزال مصرة على معرفة الحقيقة لذلك نظرت له بثبات أبقى جامدة في مكاني أخذا حذري منه.

حتى باغيير التي جلبتها لتقف في صفي وتنتقم لي قد خانتني.

لكن كيف؟

هي كانت تبدو وكأنها على معرفة مسبقة به، هو أيضاً يبدو كذلك، حينما ناداها بودية ودافع عنها. خاصة أنه لم يفزع مثل البقية حينما شاهدها لأول مرة.

"غير معقول!" همست حينما بدأت بأستيعاب الأمر أخيراً.

"ما هو غير معقول ميلانو؟ لحاقكِ المستمر برجل لا تعرفينه؟ أو دخولك إلى مكان خاص بقمار بدون مرافق؟ أخبريني ما هو غير معقول؟" كان يصرخ فجأة مما جعلني أعود للأنكماش على نفسي بتوتر.

هذا الوغد!

لا يزال يتصرف بتلك الطريقة اللئيمة معي!

"أنتَ من تخرج من منزلنا وتعبث به في منتصف الليالي! هل ترى هذا شيئا طبيعيا؟ أهو معقول بالنسبة لك؟ أنا أعيش في ذلك المنزل، هو مأمني ومنطقة راحتي! كيف تود مني إذ ألا أتبع المتطفل الذي يعتدي على خصوصياتي؟"

"أنتِ أيضاً متطفلة على خصوصياتي!"

"أي عقل بشري ما أن يستماع إلى ما تقوله سيراه غير منطقي على الإطلاق!"

تنهد ثم أغلق جفونه يدلك ما بينهما بتعب.

"أي كنت وأي ما فعلته في منزلك فهذا لا يبرر خروجك مع نمرة لا تمتلكين السيطرة المطلقة عليها! لقد رأيت بعينيك أنها لم تستمع لكِ ما أن أمرتها بالتراجع! هي خارج سلطتك!" تحدث فور أقتربت منه باغيير وجلست قرب أقدامه.

"ماذا أن حدثت جريمة؟ ماذا أن قتلت أحدهم في طريق أو في بيت القمار؟ ما ذنبه هو في فضولك؟" تحدث يفتح جفونه يعود بذلك إلى هدوئه.

ألتزمت الصمت.

كلا.

أنا المحقة هنا.

لكن...

تنفست بقوة أقوم بتنظيم أفكاري.

يجب أن أكون هادئة وثابتة في تعامل معه أيضاً حتى أحل الأمر بهدوء.

"أنتَ عامل لدينا أليس كذلك؟"

"أجل أنا عامل لديكم. ماذا؟ هل ذلك يمنحك الحق في تتبعي مثل ظلي في أي مكان أذهب إليه؟"

ابتسمت ساخرة.

أيسخر مني الآن أما ماذا؟

"كان يمكنك توضيح ذلك لي منذ البارحة."

"وكان بأمكانك أيضاً أنتظار الصباح لسؤال والدتكِ عني لا أن تتعاملي مع الأمر مثل الجواسيس!"

"لكنكَ..."

"هل لا زلتِ تبررين لنفسك بعد كل ما حدث؟ ما هو توقعك لكيفية التصرف في حين أن هنالك شخصا كان يود التهجم عليكِ؟ أيمكنك العثور على إجابة منطقية حتى على سؤال كهذا؟"

شددت على قبضتي باستياء.

"لا يحق لكِ الأعتراض يا ابنة والكر!" تحدث مهدد وهو يرفع سبابته في وجهي ما أن رغبت بالرد عليه.

"ولا يحق لك التصرف معي بهذا الشكل الفض!"

"أهذا كل ما يهمك في الأمر؟ كبرياؤك؟ ألا تنوين الأعتراف بأخطائك؟!"

لم يبدو منفعل لهذا الحد؟

لم يتصرف وكأنه يهتم بي؟

"أنا لا أفهمك." همست أقطب حاجباي له بحيرة حينما أدركت سبب تصرفه بهذه الطريقة معي.

"لأنكِ لا تفكرين." سخر مني مجددا وهو يقوم بترتيب هندامه.

نظرت له بجفاء لأني لم أكن أنوي الشجار معه.

"ما هو عملك السابق عندنا؟"

"لم أنتِ مهتمة؟"

"لأنك مهتم."

ظل ثابت في مكانه لثوان قليلة بينما يحدق في ملامحي الباردة بلا أي مشاعر.

"من تكون؟" كررت سؤالي برجاء هذه المرة.

"لم قد تعمل لدى عائلة جنرال ثم تذهب مساء لأماكن غير قانونية؟ هل أنت تابع لماما أم تمتلك ضغينة ضد أبي؟"

"توقفي عن مشاهدة المسلسلات الرخيصة وارحلي من هذا المكان." تحدث يعود لتغطية رأسه بالقلنسوة.

"لن أذهب قبل أن تجيبني! أنتَ كاذب! أنت تعرفنا لكن لا تعمل عندنا! لم يسبق لي لمح وجهك قط في المنزل، لم أرك من ذي قبل مع رجال ماما أو بابا. أنتَ مجرد دخيل! أنتَ مجبر على أخباري بالسر الذي تخفيه! "

أطلق صوتا هازئا وهو يرفع ياقة رقبته إلى حد شفتيه يخفي جزءا من ملامحه.

"يبدو أنكِ لا تفهمين." قال بخفوت وهو يقترب مني.

"ويبدو أنك لص. سأقول إذ لبابا عنك وعن هذا المكان القذر."

"لا تحاولي التفكير بذلك حتى." هددني وهو يقف أمامي مباشرة يغطيني بظله.

"وإلا ماذا سيحدث؟ ها؟" رددت عليه بسخرية أنظر له داخل عيونه بتحد.

"وإلا سرك الصغير سيكشف." أجابني بتهديد مماثل.

"ما هذا السر..."

تمت مقاطعتي من قبل الباب الذي فتح فجأة.

استدرت له برفقة أركان في نفس الوقت حينها اتسعت عيوني مباشرة برعب حينما عثرت على فوهة مسدس مسددة ناحية رأسي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي