الفصل الرابع عشر أنانية

"شجاراتك سخيفة هذه تقوم بتشويه سمعتنا ميلانو! أن لم تفكري في نفسك فكري في صورة والدك على الأقل! ابنته البكر تتشاجر مع أستاذ وتقلل من شأنه لمجرد أنه أيقاظها من نومها في منتصف محاضرته!" كنت أستمع إلى توبيخ أمي بملامح ضجرة.

أوقفتني في منتصف الرواق حينما كنت متجهة إلى غرفتي ثم باشرت في توبيخي بينما ساكا الصغير المصاب بالحمى كان يسترق نظر لنا من خلف باب غرفته.

"كيف تنامين في منتصف المحاضرة؟ هل تظنين أن الجامعة هي غرفتك؟ هل تذهبين هناك للدراسة أو من أجل أفساد صورتنا؟ أنتِ تصبينني بالجنون! ليس أستاذ الشخص الوحيد الذي سيصاب بأزمة قلبية بسببك على ما يبدو."

بعثرت شعرها بعصبية ثم كانت تستدير إلى جانب الأخر تضع يدها على خصرها وهي تتنفس بقوة تحاول أن تهدأ من روعها.

"أنا حتى قمت بترك الإجتماع بسببك! ألا يمكنك تفكير ولو قليلا في شكلي أمام الموظفين؟" أضافت من جديد بعد أن هدأت قليلا ألا أنها اثارت أعصابي.

"لم تكوني مضطرة لفعل ذلك! أنا لم أطلب منك! كما أنني راشدة بالفعل وأعرف كيف أتصرف بما يناسبني ولست بحاجة لك! توقفي عن معاملتي كطفلة صغيرة لم تتجاوز العشرة من عمرها!" رددت عليها بوقاحة مما جعل ملامحها تنزعج مجددا.

"بما أن لقب عائلة والكر ملتصق بكَ فمن حقي تدخل في شؤونك رغم عن أنفك أيتها الراشدة!" تحدثت بنبرة محذرة.

"أخبرتك عديد المرات ألا تعامليني وكأني موظفة عندك! هذه هي المشكلة الحقيقية هنا. أنك تتصرفين معي وكأنك مديرة مع أحد الذين يعملون عندك وليس كأم!" أعترضتها فور حتى أنبهها على النبرة المحذرة التي كانت تتحدث بها معي.

"أجبيني ميلانو ما هو هدفك من مثل هذه التصرفات؟ هل تريدين بذلك إعلان العصيان لمجرد أنك بلغت العشرين؟ الإعتراض على قرار حضورك الجامعة؟" تجاهلتني تماما وهي تسألني بذات اللكنة الحادة.

لا أصدق هذا!

هي تقوم بمخاطبتي بمفردات عصيان واعتراض وكأني قمت بأرتكاب جريمة ما! وكأنها الحاكمة وأنا العامية التي يجب أن تنساق وراء أوامرها ورغباتها.

عضضت باطن خدي وأنا احدق بها بغضب.

هي تريد العودة إلى سياسة السيطرة التي كانت تستعملها معي حينما كنت سادسة عشر. والتي بسببها قد تدمرت مراهقتي تماما.

"أنت لم تفكري يوما برغباتي أو صحتي النفسية! كل ما تستمرين بفعله هو التسلط وتحكم بحياتي كأني عبدة عندك." رددت عليها بذات نبرتها الحادة أحدق بها بتحد مما جعلها تعقد حاجبيها بتشتت حينما أدركت أخيراً الأسلوب التي كانت تتحدث به معي.

"أنا أريد مصلحتك ميلانو." ردت وهي تدعي الهدوء لكنها فرك لعنقها باستمرار وكأنها تشعر بالاختناق كشف توترها.

وها قد عادت ميليسا والكر لأغنية كل أب وأم حينما ينهزمان في حوار ضد أولادهم وحتى يبينا أنهما على حق وأننا نحن على خطأ ينهون النقاش بثلاثة كلمات: أنا أريد مصلحتك.

لكن هذه اللعبة لن تنطلي عليا من جديد. لأني سئمت من كل شيء يخصها.

ابتسمت ساخرة وأنا أعقد ذراعي ناحية صدري.

"بل ترغبين بتسيري مثل دمية. لكني لست دمية ماما أنا ابنتك!"

"إذا للتصرفي مثل ابنة صالحة وتوقفي عن إثارة الفوضى." صرخت أمي بنبرة عالية وساخطة غير معهودة منها مما جعلني أرمش عديد المرات بعدم تصديق.

"أنتِ لست أم مثالية لأتصرف معك كابنة صالحة." أكتفيت بقول تلك الكلمات بهدوء وبرود شديد جعل من عيون أمي تفتح على وسعهما؛ .

هي لم تمنعني ولم توقفني حينما بدأت أسير ناحية غرفتي وكأنها بذلك قد أعلنت أنسحابها من العراك.

كان هذا الخلاف من أعنف الخلافات التي خضتها مع ماما قط. خصوصا أنني لمست جزء حساس لدى كل امرأة. الأمومة.

لكني لم أهتم ولم أشعر بالذنب لأني كنت على حق.

وقبل أن أغلق الباب ألقيت نظرة خاطفة عليها حيث كانت لا تزال متجمدة في مكانها بصدمة بينما ساكا الصغير قد أقترب منها وعلامات التوتر واضحة على وجهه ثم قام بأحتضان قدمها.

.

.

.

"سأكون حريصة على أقتلاع عيون أركان ما أن أقابله من جديد." حدثت باغيير وأنا أقوم بتحنيط ضفدعة، كنت قد سرقتها قبل ساعات من غرفة أخي ساكا والذي وجدها في حديقة منزلنا ووضعها في قفص زجاجي بعد أن قرر تزويجها لأوسكار.

طفل أحمق ذات تفكير سخيف.

من أين جاء بفكرة تزويج فضدعة من سحلية تنين؟

هل كنت بهذا الغباء حينما كنت طفلة؟ لا أظن.

حينما كنت أقوم بتشريح جثتها تخيلت أركان مكانها. تخيلت أنني أقوم بفتح معدته وأخراج أحشاءه كما فعلت معها.

"ميلا! أعيدي لي نوف في الحال!" صاح أخي ساكا من خلف باب غرفتي بنبرة باكية لكني تجاهلته مجددا.

أوساكا كان واقفا خلف الباب منذ ما يقارب ساعة. يصرخ ويطرق الباب بعنف وبلا توقف حتى أعيد له الفضدعة. بينما ميامي الصغيرة كانت معه تحاول أبعاده وإعادته للغرفة لأنه كان مصاب بالحمى وأمي قد تركتها تهتم به لأنها مشغولة.

"أختي." صرخ وقد أجهش بالبكاء من جديد لكن صوته هذه المرة كان أعلى.

أردت وضع سماعات على أذني وتشغيل أغاني بصوت عال حتى لا أسمع صوت بكاءه المزعج لكني توقفت فور أن سمعت صوت خطوات أخرى تقترب من غرفتي.

هل هو بابا؟

تبا. نهايتي حتما ستكون اليوم.

لكن أسترخيت فور أن سمعت صوت المزعج فرانسيس.

"ساكا اللطيف. مالذي تفعله هنا؟ أليس من مفترض أن تكون بغرفتك؟ أنت مريض ويجب أن تبقى فيها إلى أن تشفى أهذا مفهوم؟" تساءل يدعي اللطافة ألا أنني في أعماقي كنت أعرف أنه يزيف ذلك. لأنه أناني وأحمق لا يفكر سوى في نفسه.

أقتربت من الباب حتى أتنصت عليهم. كنت أسير بخطوات خفيفة حتى لا أصدر أي صوت.

"ميلانو قد أخذت مني نوف." رد عليه باكيا.

"من هي نوف؟"

"ضفدعة قد وجدها صباحا هو وأمي في حديقة منزلنا حينما قاما بتوديع الطبيب. حملها وأراد تربيتها لكن ميلانو تسللت إلى غرفته وأخذتها دون أذنه ولا نعلم بعد مالذي فعلته بها." تحدثت ميامي الواشية بنبرة ضجرة.

عقدت ذراعي ناحية صدري وأنا أرفع حاجبي بتوعد.

هكذا إذا ميامي.

سأريك كيف تقفين بجانب المزعج فرانسيس ضدي.

"تلك الطفلة المدللة عديمة المشاعر! ألا تريد أن تنضج حتى بعد دخولها الجامعة؟" سمعت همس فرانسيس الخافت من خلف الباب بينما ساكا الصغير كان يصدر صوت مقزز بواسطة أنفه.

"ميلانو أفتحي الباب في الحال!" صاح فرانسيس يثقب طبلة أذني وهو يطرق على الباب بعنف.

"أعلم أنكِ خلف الباب وتتنصتين علينا. من أفضل لكِ أن تفتحي في الحال!" صرخ مجددا وهو يركل الباب بقدمه بقوة.

كيف علم هذا الخسيس أنني أتنصت عليهم؟

أشك في بعض الأحيان أن توأمي في واقع هو مخلوق فضائي أو روح شريرة تمتلك قدرات تفوق الطبيعة لذلك هو قد تفوق في حياته العملية ولي عمر صغير للغاية.

"أن لم تفتحي الباب سأتصل ببابا فورا وأخبره بما حدث مع ساكا وبجميع الفوضى التي أحدثتها في الجامعة! أبتدأ من الفتاة التي تنمرت عليها إلى الأستاذ الذي كدت أن تكوني سبب في أزمته القلبية!" هددني يستمر بصراخ من خلف الباب.

أمي لم لا تستطيع أخفاء شيء عنه؟

في نهاية هو ليس رجل البيت!

هو ليس رجل أساسا!

زفرت الهواء بضجر وأنا أفتح لهم الباب.

"ماذا تريد؟" تساءلت ببرود وأنا أتكئ على إطار الباب بذراعين معقودتين ناحية صدري بضجر.

"توقعت ذلك." تحدث ساخرا وهو يرسم ابتسامة جانبية ممتعضة.

"قد سألتك ماذا تريد؟" كررت سؤالي وأنا أحملق بهم بفتور.

"مما أنت مخلوقة تحديدا ميلانو؟" تحدث من بين أسنانه بعصبية ثم كان يدفعني يتقدم إلى الأمام.

مباشرة استيقظت باغيير من غفوتها واستقامة جالسة تراقب فرانسيس بحذر وهي مستعدة للأنقضاض عليه في أي لحظة. لا تحبه ببساطة لأني لا أفعل.

"هاي! أنت! ماذا تظن نفسك بفاعل؟" صحت به ما أن اقتحم غرفتي بهمجية.

"ما هذه الرائحة الكرهية؟" همس من أسفل أنفاسه بأشمئزاز وهو يقوم بتلويح أمام أنفه حتى يقوم بأبعاد الرائحة.

"أنها رائحة كلور أيها الجاهل." أجبته أستند بذراعي على الإطار.

"أخرج من غرفتي في الحالا." حدثته بنبرة محذرة ومئات فكرة شيطانية قد تراقصت في عقلي الآن.

"ليس قبل أن تعيدي الفضدعة لساكا." رد عليا بجدة يبدأ بتفتيش غرفتي. 

"حتى أنت أيها الطفل الساذج؟" تمتمت حينما تسلسل ساكا من أسفل ذراعي إلى الداخل.

"أنت في ورطة." قالت ميامي بعد أن دفعت ذراعي بفضاضة تقتحم غرفتي هي الأخرى.

أنا لا أمتلك أي سلطة أخوية كبرى عليهم. أشعر أنني صغيرة هذا المنزل وليس هم.

رفعت حاجبي بسخرية حينما بدأو في تفتيش غرفتي.

"كان عليكم أخباري سابقا أنكم تريدون خوض رحلة استكاشفية في غرفتي حتى أستعد وأقوم بترتيبها."

"مالذي قد يجعلنا نرغب بالدخول إلى غرفة سوداء اللون مملوءة بالحيوانات المحنطة؟ أنها أشبه بمقبرة." تحدثت ميامي ساخرة وهي تقوم بتفقد الحيوانات المتراصفة بانتظام على جدار غرفتي.

ساكا أنحنى إلى الأسفل يبحث عن ضفدعته وهو يستمر بمنادتها باسم نوف.

لمحت بزاوية عيني هيئة فرانسيس تقترب من مكتبي المتواجد عليه جثة الفضدع.

فتح عينيه بتفاجئ وهو يقوم باشمئزاز: "ما القرف؟"

"هل وجدتها؟" تساءل ساكا بعد أن أعتدل في مكانه وأتجاه نحو المكتب.

"كلا." نفى الامر سريعا وهو يقف أمام المكتب حاجبا الفضدعة لكن قد فات الأوان لأن ساكا قد لمحها ما أن قفز فوق سريري.

"نوف." قال ذلك بصدمة يستوعب ما حدث لها للحظات قليلة من الزمن قبل أن يجهش بالبكاء.

"لقد قتلتها؟" تساءلت ميامي بصدمة بعد أن اتجهت لساكا تحتضنه حتى تحجب عنه مشهد الفضدعة المشرحة.

"بل شرحتها." صححت لها أعتدل واقفة ومن ثم أقتربت منهم.

أطلقت فرانسيس صوتا هازئا وهو يقلب عينيه في فضاء كمان يحاول كبت غضبه.

ظللت واقفة دون أي حركة إلى أن وقعت عيون فرانسيس عليا جعلتني أرفع له حاجبي بتحد.

"أنا سأشي بك بابا وستحاسبين على ما فعلته حتما!" هددني فرانسيس يقترب مني بخطوات بطيئة. 

"لن يفعل بي أي شيئ. ببساطة سأخبره أن فعلت ذلك من أجل لدراستي." استهزئت به ما أن وقف أمامي وعلى وجهه علامات الانزعاج.

"قولي أنك ستكذبين وتلعبين دور الضحية أمام بابا مثل العادة."

"كما تفعل أنت تماما مع ماما فرانسيس."

"ألم تجدي غيرها لتجاربك السخيفة؟ كان يمكنك أمر براد بجلب العشرات منها لك! لم أخذتي خاصة شقيقك الأصغر؟ هل تحبين دوما أخذ ما هو ليس لك؟"

"لا شأن لك بما أفعل فرانسيس."

"بل لي شأن. تصرفاتك هذه تؤثر علينا بالسلب! أنتِ أنانية كما كنت في السابق تماما!"

عيونه كانت تلتمع بغضب أثناء تفوهه بذلك.

أغمضت جفوني أتنفس بقوة حتى أتمالك أعصابي ولا انفجر به. خاصة أن فرانسيس لا يحق له أبدا أن يتهم شخص بالأناني وهو الأنانية بذاتها!

فتحت عيوني ونظرت له بكره دفين يعلم سبب جيدا.

"أخرجوا جميعا من غرفتي! لا يحق لكم أقتحامها بهذ…" 

"أنت شقيقة سيئة و أنانية!" صاح ساكا فجأة يقاطعني بعد أن أبتعد من حضن ميامي التي ظلت تنظر لنا بتفاجئ.

"وابنة سيئة أيضا لانك تجعلين ماما دوما حزينة وغاضبة! أنا أحب جميعا أشقائي سواك! لو لم تكوني شقيقتنا لكان كل شيء على ما يرام."

هذا الطفل الوقح الذي جاء بعدي بعشر سنوات كيف له أن يتجرأ على جعلي أنا الطفيلية ومصدر كل المشاكل في منزل!

شددت على قبضتي بقوة وأنا أصك على أسناني بقهر.

لقد تجاهلت وجود ساكا طويلا، لقد تجاهلت كون له دور في تدمير حياتي فيما مضى. تغضيت عن كل شيء. لكن الآن لن أستطيع التحمل أكثر من ذلك.

"كان كل شيء سيكون على ما يرام؟ ماذا تفهم أنت أيها الواشي؟ مالذي تجيد فعله سوى البكاء وصنع المقالب السخيفة؟ ألا تعلم أن مراهقتي تدمرت بسببك وبسبب أمك وشقيقك؟" أنفجرت به ساخطة أخذ بضع خطوات نحوه.

"أنت هو العنصر الدخيل بيننا! فلو لم تولد أنت لم يكن ليحدث لي أي مما حدث بالسابق! لكانت حياتي أفضل وعائلتي أسعد. لكنت أنا أكثر راحة في حياتي ودخلت الاختصاص الذي أحبه ولم كنت لأصاب بالاكتئاب بسببكم!"

"ميلانو لا تحملي شخص أخر نتيجة أخياراتك الخاطئة." تدخل فرانسيس بنبرته الحادة التي تثير غثياني في كل مرة يتحدث بها.

"أخرس أنت! أنت أيضا السبب! كنت دوما تراقب بصمت ما يحدث لي من تنمر من رفاقك! حتى أنك لم تشهد في صفي في المحكمة وشهدت في صالح حبيبتك الخائنة ضدي! جميعكم رمز للأنانينة والسوء! لو لم تولد أنت وساكا لكانت حياتي أفضل." 

"متى ستفهمين أني فعلت ذلك لصالحك وصالح العائلة؟" صرخ بي هو أيضاً بعصبية.

كانت أصواتنا عالية للحد الذي جعل سيدة ليدي تصعد العلية مسرعة.

"كل ما تفعليه هو أفساد صورة عائلتنا المثالية أمام العامة!"

"أنظر كيف تتحدث مثل ماما الآن؟ أتقول أنك فعلت ذلك لصالحنا؟ أنت كاذب! أنت فعلت ذلك حتى لا يذكر اسمك في قضية حتى لاتضرر في دراستك. أنت أناني مثلك مثل ماما!" صرخت به بهستيرية أضرب على صدره بقوة حتى يبتعد عني.

ظل ينظر لي بملامح جامدة على عكس ميامي المتفاجئة وساكا الذي لم يكف لدقيقة عن البكاء

"أخرجوا جميعا!" صحت من جديد بعصبية وأنا أرمي قطعة زجاجية قد وضعتها لزينة أحطمها.

تنفست بقوة وأنا أشعر بالغضب يتأجج في داخلي.

راقبت سيدة ليدي التي هرعت ناحية ساكا تحتضنه وتخرجه من المكان.

نظر لي فرانسيسكو للحظات من الزمن بلوم قاطعتها ميامي التي سحبته رغم عنه للخارج.

فور أن أغلقوا الباب صرخت بأقوى ما لدي وأنا أضري الأرض من السفلي بقوة. كنت أشعر بالوجع يحتل صدري.

ثم دخلت في نوبة من الغضب أستيقظت منها سوى حينما وجدت نفسي قد حطمت جميع الكائنات المحنطة.

نظرت إلى المكان مدمر لثواني معدودة بفارغ قبل أنحني بجانب باغيير محتضنة إياها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي