الفصل التاسع

تنهدت دعاء و سجلت له قائلة :
_ حتي السعاده برضه بقيت مرتبطة بيك انا افتكرت ان وشي ده مش بيبتسم وبيضحك غير لما بتكلم معاك بجد والله يعني ربنا يخليك ليا و يسعدك زى ما بتسعدني .
اجابها اسعد باسما بنبرة مرتبكة و هو يشعل سيجارته :
_ انا تحت امر حضرتك في اي وقت والله .. يعني حضرتك انسانه غاليه عليا بجد ربنا يسعدك يا رب واكون دايما سبب ضحكة على وشك ده حاجه تفرحني .. ربنا يخليكي مش عارف اقول ايه يعني حضرتك تستاهلي تفرحي تستاهلي تضحكي واتمنى لك كل خير والله .
للمرة الثانية تهز ضحكتها كيانه و هي تقول بمداعبة :
_ حضرتي مش كده يعني تقول لي متقوليش حضرتك وانت تقول حضرتي طيب تمام هرجع لحضرتك تاني خلاص .
قهقه اسعد ضاحكا و نفث دخان سيجارته و قال :
_ لا خلاص يا دعاء انا اسفه هقول يا دعاء وتقولي اسعد وخلاص هنشتال الالقاب مش عارف هو تعود ولا ايه والله بس خرجت مني غصب عني معلش .
اومات دعاء براسه وقالت :
_ وانا موافقه طالما مافيش رسميات بينا احنا الاتنين .. انا مش هقول هترجع انت تقول حضرتك هقولها انا كمان .. اتفقنا .
اصبح صوتها يجعل قلبه ينتفض انتفاضة غريبة عليه .. فكتب لها مجيبا :
_ خلاص يا مدام كنت هغلط واقول مدام دعاء خلاص يا دعاء اتفقنا ما فيش بيننا رسميات ربنا يبارك فيكي يا رب .
انتظر ردها لوقت قليلا حتي وصله صوتها قائلا برقة :
_ هو انا ممكن ابقى ارجع اطمن عليك ؟!
اجابها اسعد قائلا بتاكيد :
_ اه طبعا تقدري تكلميني في اي وقت تقدري تبعتي رسايل في اي وقت عادي .
سالته دعاء بترقب حذر:
_ طب وده ممكن يخلي فرحه تضايق مني ان انا بتكلم معاك او كده ؟!
تطلع اسعد لباب غرفته المغلق و كتب بتنهيدة مقتضبة :
_ انا هتكلم معاكي بصراحه انا ما اعرفش ممكن رد فعل فرحة هيكون ايه خصوصا انا عمري ما اتكلمت مع حد يعني و مش بخبي عليها حاجه بس انا خبيت عليها الموضوع ده عشان انا لو هوضح لها كان من الاول خالص وطالما انا ما قلتش من الاول هي مش هتفهم انا ليه خبيت فهي دي المشكله بس مش اكتر .
قالت له دعاء بتفهم :
_ خلاص تمام انا طول الوقت قاعده لوحدي اسلام طول الوقت مش في البيت .. بيجي عالغدا و النوم بس .. في اي وقت انت تحب تبعتلي علشان انا ما ابعتش واعمل مشكله فحضرتك ابعتلي ويا ريت ما تطولش عشان ممكن اقلق عليك يعني بس مساء الخير صباح الخير .. اطمن على حضرتك سوري اطمن عليك وخلاص مش عايزه اكثر من كده .
سار اسعد بخطوات شاردة بالغرفة و قال :
_ خلاص ان شاء الله وانا كمان هبقى عاوزه اطمئن عليكي باذن الله في اي وقت اكون فاضي ابعتلك رساله واحاول اطمن عليكي ان شاء الله  .
دعاء خلاص ان شاء الله هستني حضرتك .
ضحك اسعد و كتب لها قائلا بمزاح :
_ بجد حضرتي تاني حضرتي تاني مش هنبطل الكلام ده شكلنا خلاص .
كتبت له دعاء قائلة :
_ خلاص هبطلوا و مش هقولها تاني ميرسي لذوقك يا اسعد انت حد جميل قوي بجد .
عاد اسعد لابتسامته الهادئة و رد عليها قائلا :
_ وانتي كمان .. ربنا يسعدك خلي بالك من نفسك اتفقنا  .
اومات دعاء براسها و قالت بانصياع :
_ حاضر هخلي بالي من نفسي وانت كمان خلي بالك من نفسك وطمني عليك 
_ ان شاء الله تصبح على خير يا دعاء .
_ وانت من اهل الخير باي .
اغلق اسعد الهاتف و اعاده لجيب بنطاله و هو يبتسم بشرود .. وصوت ضحكتها يعبث بعقله حتي اتاه صوت صراخ سليم هاتفا بسعادة :
_ جووول يا بابا تعالى بسرعة كسبنا الماتش .
عاد اسعد لارض الواقع مبتلعا ريقه و قال :
_ مين اللي جاب الجول يا سليم .
و خرج مسرعا و جلس بجوارهما متابعا المباراة بنصف عقل ..
بالجهة الاخرى قطعت دعاء غرفتها بسعادة و هي تبتسم ابتسلمة حالمة حتي وقفت امام مرآتها
وقفت تطالع نفسها و جمالها الذي لم تلحظه من قبل و كانها عادت تلك الفتاة الحالمة و التي لطالما بحثت عن الحب و لم تجده ليسالها عقلها عن معني الحب ..
حتي رات خياله امامها .. اسعد ..

...............................................................
.............

فتح اسلام باب شقته و دلف بجسد نهك .. اغلق ورائه الباب و بحث بعينيه عن دعاء فلم يجدها فصاح قائلا بارهاق :
_ يا دعاء انتي فين ؟!
اجابته دعاء من غرفتها قائلة :
_ انت جيت يا اسلام ؟!
نزع سترته و القاها علي الاريكة و قال بسخرية :
- لا لسه في الطريق و انتي بتكلمى عفريتي .. ايوه جيت انتي قاعدة عندك في الاوضه بتعملي ايه تعالى اخرجي بره .
خرجت دعاء من الغرفة قائلة بتذمر :
_ هكون بعمل ايه يعني قاعده مريحه ما فيش ورايا حاجه اقعد في الصاله اعمل ايه قاعده في الاوضه قدام التلفزيون .
رفع اسلام عينيه بملل و قال :
_ وما ينفعش تقولي عاوز ايه يا حبيبي وخلاص ما ينفعش تقولي حاضر لازم تكتري في الكلام ولما امد ايدي عليكي تزعلي .. ما تقولي حاضر جيت هتتعبي هتعيي .
رسمت دعاء ابتسامة سخيفة علي وجهها و قالت ببرود :
- خلاص انا اسفه ايوه انا جيت نورت البيت يا حبيبي اهلا وسهلا تحب احضر لك العشاء ولا هتحضره انت زي كل يوم لاني اكيد مش هقدر بايدي دى اعمل حاجة .
اشاح اسلام بيده في وجهها و قال بغضب :
_ انا مش عايز من وشك حاجه اصلا تصدقي انا غلطان اللي انا ندهتلك اتفضلي اقعدي على الكنبه ولا علي جنب .. اه هحضر العشاء لنفسي واكل نفسي والم مكاني بس بعيد عن وشك اللي شبه البومه ده .
جلست دعاء علي اقرب مقعد و قالت بسخرية حانقة و هي تعيد شعراتها بمعصميها للخلف :
_ انا قعدت اهه بجنب و مش هتكلم ومش هنطق .. لما تعوز حاجه ابقى قولي وانا اتكلم اديني الاذن قبل ما انطق كمان ده اللي ناقص علشان تبقي كملت .
اقترب منها اسلام مضيقا عينيه قالا بتعجب من طريقتها :
_ هو انتي في ايه النهارده مالك بالظبط .. ايه عايزه تتخانقي يعني عايزه اتعصب عليكي انا جاي اساسا مش طايق نفسي ولا شايف قدامي فسبيني في حالي لو سمحتي .
ما ان التفت مبتعدا حتي قالت له دعاء بسخرية لاذعة :
_ اه طبعا لازم تجي مش قادر ولا طايق نفسك كده .. يا ترى طاقتك كلها راحت فين او مع مين المره دي ..الموضوع بقى يقرف بجد .
التفت اليها  اسلام قائلا بابتسامة ساخرة :
_ و انتي قصدك ايه بقى ان شاء الله هاتي من الاخر بدل اللف والدوران بتاع الحريم ده اللي انا مبحبوش هاتي من الاخر انت قصدك ايه يا دعاء .
استندت علي ذراع المقعد بذراعيها و قالت بقوة و نظرات متحدية :
_ قصدي الريحه اللي انت داخل بيها دي مش دي حريمي برضه .ز ولا انام فاهمة غلط ولا عندى كرونا ولا ايه .. وانا مش عارفة بالظبط ايه اللي يخلي برفان حريمي يوصل هدومك ويبقى معلق فيك بالشكل ده يعني مش عايزه افسر بس عشان انا اعصابي تعبت اصلا ولا هياثر معايا اللي انت بتعمله ولا اللي هتعمله بس بعرفك اني انا فاهمه .
عقد اسلام ذراعيه امام صدره و طالعها من علو وبنظرات ثابتة و قال ببرود هادىء :
_ طيب وبعد ما فهمتي هتعملي ايه يعني هتنكدي هقوم انا منكد عليكي .. هتزعقي هقوم اكسرلك عظمك كله .. وباعدين ما انتي بقالك سنين عاميه اشمعنا النهارده يعني اللي مقرره تتكلمي ايه واخدة حقنة جراءة .
حركت دعاء ساقيها بلا مبالاة و قالت و هي ترمقه بنظرات استحقارية :
_ انا مش بتكلم ولا حاجه انا بقول لك انا فاهمه طاقتك راحت فين وجاي مش طايق نفسي ليه بس مش اكتر .. انما والله صدقني انا ولا فارق معايا ولا هيفرق معايا ولا كان فارق معايا زمان اعمل اللي انت عايزه براحتك خالص .
هز اسلام راسه بتفهم و قال :
_ يعني انتي مش بتحبيني ولا بتغيري عليا ولا فارق معاكي انا بعمل ايه من غيرك او معاكي او مع غيرك عادي كده .. هو انا ايه بالنسبه ليكي خيال مآته مش راجل مش جوزك .. ماليش حق انك تحسسيني انك بتغيري عليا وتقوليلي ايه اللي انت بتعمله ده مش من حقي يعني .
ضحكت  دعاء بهيستيرية و قالت :
_ اه طبعا من حقك ولو فكرت اتكلم او افتح بقى هتكسرلي عضمي زي ما قلت من شويه انت بنى ادم مريض انت معقد .. انت عايز ايه بالضبط لو انا اتكلمت هتاذيني لو ما تكلمتش ابقى زوجه بارده ومش بحس انت مجنون .
نزع اسلام ساعته و قال بحدة :
_ طب لمي لسانك بقى وخلي الليله دي تعدي على خير .. لمي لسانك واقعدي جنب انا ندهت عليكي عشان اطمئن عليكي مش علشان تحضريلي ادابة او محاضره تديهالي شوفي جنبك ده واقعدي فيه عشان انا مش ناقصك اصلا .
زمت دعاء شفتيها و قالت بامتعاض :
_ انا ساكته ماقلتش حاجه تعمل اللي انت عايزه واحد .. حضر لي لقمه معاك علشان انا من ساعه الغدا ما اكلتش اي حاجه و جوعت .
طالعها اسلام بنظرات شيطانية و قال بخبث ماكر ؛
_ ولا هحضرلك ولا هعبرك في الجزمه اصلا .. عايزه تقومي تاكلي نفسك قومي مش عايزه ان شاء الله تموتي من الجوع و اخلص منك .
عقدت  دعاء حاجبيها و قالت بتذمر :
_ وهحضر لنفسي ازاي بقا ان شاء الله برجليا ما تحطلي معاك اي لقمه ان شاء الله اي حاجه ساندويتش بجبنه اغسلي خيارة اي حاجه اكلها .. في ايه هغسل الخضار ازاي عشان ناكله بالجبس اللي في ايدي ده .. اتقي ربنا شويه هو ايه ما فيش احساس .
طالعها اسلام بغضب و قال:
_ اتقي ربنا في مين فيكي انتي ... لا خساره فيكي والله خساره فيكي ايوه يا ماما قومي كلي الخيار من غير غسيل ولا كلي تفاحة انا مش هاعمل لك حاجه حط بقى دماغك مكان رجلك او خشي نامي وانتي كده بجوعك ده خليني اخلص منك.
تركها و دلف للمطبخ اعد عشاؤه و نضف ورائه و دلف لغرفته و هي تتابعه بعينان ممتلئتان بالحقد و الكره .. حتى تذكرت كلمات اسعد الدافئة لها فابتسمت شفتاها براحة ...

.............................................................
.................

في الصباح قطع اسعد غرفة مكتبه ذهابا و ايابا و هو يضع سماعة هاتفه و يعيد تسجيلات دعاء الصوتي مرات و مرات بوجه مبتسم احيانا و مشفق احيان و حالم احيانا اخرى ..
كالمسحور بنبرتها شديدة الرقة و الدلال و الحزن الذى زادها بريقا جعله مفتتن بها ..
ظهر امامه علي شاشة الهاتف لة الان فطاوع قلبه و ارسل اليها رسالة فحواها :
_ صباح الخير يا دعاء اخبارك ايه النهارده انا لقيتك اون لاين ولقيت نفسي قاعد فاضي في المكتب فقلت اطمئن عليكي انتي كويسه ؟!
اتسعت ابتسامة دعاء و سيطرت علي رقصات قلبها و اجابته بمسجل كعادتها قائلة بصوت منهك :
_  ايوه كويسه الحمد لله .
 قطب اسعد حاجبيه و كتب لها مسرعا بقلق بعدما استشعر وهنها من صوتها :
_ في ايه مال صوتك .. حاسس صوتك مرهق كده مش قادره تتكلمي مالك يا دعاء ؟!
لملمت شعراتها خلف اذنها و قالت بضعف :
_  لا عادي ده لاني ما اكلتش في امبارح كله لما اجي بالليل وقلت له اعملي اي حاجه اكلها معاك رفض والله اكلت التفاحه من غير غسيل هي اللي عايشه عليها من امبارح .
اتسعت عيني اسعد و قال بصدمة :
_ انتي بتتكلمي ازاي طب قومي هاتي لقمه عيش و حته جبنه او اي حاجه انتي بتعاندى نفسك كده هتقعي والله .. كده غلط بطلي عناد و قومي اتفضلي فورا عالمطبخ وكلي اي حاجه علشان علاجك .
هزت دعاء راسها وقالت بضيق :
_ انا مش عايزه اكل اصلا حتى هو امبارح قال لي ما تكليش ممكن تموتي ويرتاح انا كمان والله لو في الموت راحه يا رب ارتاح لاني تعبت بجد .. تعبت مبقتش عارفه اعمل ايه معاه .. كل يوم يرجع بريحه برفان واحده شكل ما فيش اي حاجه او اعتبار لمشاعري ولا احاسيسي وانا كمان احاسيسي ومشاعري من ناحيته ماتت اصلا تيجي في الاخر تقول لي قومي كلي اجيب نفس منين للاكل .
زم اسعد شفتيه باشفاق علي حالتها و قال بتعقل :
_ معلش انتي في الهم ده بقالك سنين مجيتش على اليوم ده قومي يلا ادخلي المطبخ وانا معاكي هاتي لقمه عيش وخلي جنبها حته جبنه كليها كده بالشوكه بايدك باي حاجه قومي يلا .
تمسكت دعاء براسها و قالت بالم :
_ صدقني انا ما ليش نفس ومش عايزه اكل كرهت الدنيا كلها و الاكل وكرهت الشرب كرهت كل حاجه بجد .. مستسلمة للموت لو يجي بسرعه هيبقى احلى حاجه في الدنيا .
كلماتها اصابت قلبه مباشرة و شعر بالم رهيب و كان قبضة حديدية تتعتصر عنقه فسجل لها لاول مرة قائلا بتلهف قاتل :
_ بعد الشر عنك بطلي تقولي الكلام ده تاني .. بس اسمعي كلامي وقومي روحي المطبخ وانا معاكي يلا واسمعي الكلام والله هازعل منك بجد .
استمعت لصوته بشوق رهيب و هي تبتسم بجنون و لهفته اصابت كل مراكز الحس عندها فاصابتها بنشوة غريبة زرعت باوديتها سعادة تفتقرها بشدة .. سيطرت علي فرحتها و اجابته قائلة :
_ حاضر من عينيا علشان خاطرك بس والله اما انا عن نفسي مش عايزه اكل اي حاجه .
ذهبت للمطبخ و فتحت الثلاجة بصعوبة و اخرجت منها قطعة جبن و اغلقتها و سحبت رغيف خبز و وضعتهما علي الطاولة و جلست فسالها اسعد مسرعا :
_ قوليلي بقى طلعتي ايه من الثلاجه ؟!
اجابته دعاء قائلة :
_  ما فيش طلعت جبنه مثلثات وطلعت من الرف رغيف عيش و هاكل اي حاجه بقى وخلاص لان مش هاعرف احط الجبنه في العيش .. هاكل ده على ده كده وخلاص اي حاجه مالو بطن علشان خاطرك .
فكر اسعد قليلا ثم قال لها بحماس :
_ طب انا عندي فكره هو هيجي على الغداء ولا لا ؟!
لاكت دعاء ما في فمها و قالت بهدوء :
_ معتقدش انه هيجي بعد خناقة امبارح مع بعض هيبقى قاصد ان انا افضل جعانة .. فاكيد مش هيجي عشان ما يضطرش يحطلي اكل .
اوما اسعد براسه و ارسل اليها تسجيلا جديدا قال به :
_ طب تمام جدا هتتصلي دلوقتي باي مطعم تجيبي وجبه دليفري وتطلبيها تكون حاجه سهل انك تعرفي تاكليها مش لحمه عايزه تتقطع .. يعني مش ساندوتش محتاج انك تمسكيه بايدك كويس اي حاجه خفيفه بطاطس بيوريه بستا .. اي حاجه خفيفه هتطلبيها وتاكلي قبل ما هو يجي و ترمي اي اثر للاكل .
تنهدت دعاء بسعادة علي اهتمامه و قالت بانصياع :
_ حاضر هعمل كده ولو انا ما اعرفش مطاعم اطلب منها بصراحه بس هدور كده على النت واكيد هلاقي حاج واطلب منه غدا .
اسرع اسعد قائلا بحنو :
_ لا سيبي الموضوع عليا وانا توقيت الغدا هاطلب لك اوردر يكون كله حاجات خفيفه كده ويجيلك على البيت عايزاه على الساعه كام .
فكرت  دعاء قليلا وقالت :
_ يعني بعد العصر ان شاء الله على الساعه اربعه خمسه يبقى كويس جدا .
اجابها اسعد قائلا بتاكيد :
_ خلاص تمام ان شاء الله في التوقيت الاكل هيوصل واخليهم كمان يجيبولك معاه مشروب سخن كده اكيد ما ينفعش تعملي لنفسك ولا شاي ولا قهوه هخليهم يجيبوه مع الوجبة .
تركت دعاء الاكل من يدها و قالت بسعادة :
_ طب انا مش عارفه اشكرك ازاي .. خلاص كل كلمات الشكر اللي في الدنيا ماتوفيش اللي انا نفسي اقوله ليك .. شكرا بجد و ربنا يخليك ليا دي اكثر حاجه اقدر اقولها .. بجد انت انسان محترم واكثر حاجه بقت مفرحاني ان انت موجود في حياتي بجد ربنا يخليك لي تاني .
ابتسم اسعد و اجابها قائلا بحب :
_ يا ستي انا قلتلك قبل كده انا حاسس ان انتي بقيتي ملزومه مني والله ومش كلام وانا اول ما لقيتك اون لاين سالت عليكي ..اسمعي بقى اللي انا باقول لك عليه هقفل معاكي وتكملي فطارك كده بس لاخر النهار هيبقى الغدا جه اتغدى وبالليل لو احتاجتي اى حاجه كلميني اتفقنا .
شعرت دعاء بنخزة بقلبها من فكرة انه سيتركهت فقالت له دون وعي منها :
_ بس انا مش عاوزه اقفل معاك عايزه افضل اتكلم معاك شويه .. بحس ان انا مش متضايقه لما بتكلم معاك .. بخرج من كل حاجه وحشه حواليا و بنسى الهم والنكد وحرق الدم اللي عايشة فيه .
لامس هذا الجنب الطفولي بشخصيتها شغاف قلبه فارسل اليها قائلا :
_ والله انا لو ما فيش ورايا شغل كنت ما قفلتش معاكي وهفضل اتكلم معاكي من هنا لغايه ما اروح بس بجد عندي اجتماع كمان نصف ساعه ولازم اجهز كل حاجه فامضطر اسيبك ولو فضيت تاني خلال اليوم ولقيتك اون لاين هسيبلك ماسدج .
 _ وانا ما يهونش عليا اعطلك على شغلك خلص اللي وراك و لو لقيتني اون لاين او لا كلمني هو الفون واصله نت طول الوقت فسيبلي مسج انا هبقى مستنياك ولو ما فيتش خلاص عادي مش مشكله .
 تطلع اسعد بساعة معصمه و ارسل اليها قائلا :
_ تمام خلي بالك بس انتي من نفسك كده قومي لو عندك عصير في الثلاجه صبي في كوبايه كده شويه واشربيهم او لبن صبيه بالكوبايه واشربيه تمام .
اجابته دعاء بانصياع قائلة :
_  حاضر ما اتحرمش منك يلا اسيبك تشوف شغلك بقى سلام .
_ مع السلامه باي .
تنهد اسعد مطولا و ابتسم بجنون و اعاد هاتفه لجيب سترته و عاد لمكتبه و هو يطالع بعض الاوراق امامه و صوتها و طريقتها الطفولية تداعب روحه ..

..........................................................
................
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي