صديقات الثلج الثلاثة

ريم مجدي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-07ضع على الرف
  • 19.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول :

الساعة الثامنة صباحاً،، أرتدي جواربي بسرعة حتى الحق بالمدرسة بالقرب من بيتنا،، هذا أول يوم لي في المدرسة الثانوية،، أتمنى أن يمضي بشكل جيد فأنا لست اجتماعية بشكل كبير،،
دخلت إلى الفصل الدراسي وكانت الفتيات يصرخن بأصوات عالية والأدراج الفصلية تحتك بالارض من كثرة الحركة والفوضى التي تعم الفصل،، اخترت لي مقعداً وجلست في هدوء،، اليوم الأول في كل شئ دائماً مزعج وغريب،، كانت هنالك في زاوية الفصل فتاةٌ  تنظر إلي بعينين متفحصتين، نظراتها أزعجتني،قد أبدو في الحقيقة هادئة ولكن في عقلي ابدأ في قتل الجميع وبوحشية،، وهذه الفتاة التي تنظر إلي اريد اتقدم إليها وابدأ في قتلها بهدوء وثقة ولكن في الحقيقة لا أفعل شئ،، أبدو هادئة طوال الوقت،، أشعر أني جئت الى حفنة من الحمقى،رأيت فتاة تدخل يدها في أنفها اقسم لكم وكانت تبدو بلهاء ولم تهمها نظرات غيرها لها،، الآن اود أن أهرب،،فجأة سقطت فتاة في كتفي وأخذتها أخرى من لياقة قميصها بعنف وبدأت بضربها مع نظرات الإنكار من الجميع حتى تلك الفتاة التي تدخل يدها في أنفها طوال الوقت بدت مشفقة عليها،، ولكن كان الجميع لا يتحرك ولم يقم أحد بفعل شئ،،يبدو أنني لم يجب أن آتي الى هنا.. لا يبدو أنه مكان للسليمين عقلياً،، اقسم لكم أنه ليس كذلك،،كانت لا تزال تضربها،،وأنا لم اتحرك أيضاً لا أريد أن اقحم نفسي مع هؤلاء الأطفال.. ولكن فجأة جاءت تلك التي كانت تتفحصني وطلبت من تلك المجنونه ان تتوقف،،
قالت لها بغضب : هل تريدين أن تموتي لا تتدخلي!!!
لم يبدو لها أنها تنصت كانت عيناها باردتان لا يحويان أي تعبير
وطلبت منها مرة أخرى أن تتوقف ولكن تلك المتنمرة ظلت تواصل ذلك ولم تكترث، فجأة مسكتها من قبضتها ورمتها جانباً.. بدت تصرخ تلك المجنونة وهجمت عليها لكن لم يكلف تلك الفتاة كثيراً أن تلقيها جانباً مرة أخرى،، كان العجز بادياً من ملامحها أظنها حقدت عليها،،في هذا المنظر العجيب  جاءت المعلمة وهي تصرخ وعاقبت الفتاتين، أظن أني سأشهد دراما يومية مثل هذه،،ذهبت المعلمة وأحضرت دلوين ماء كبيرين وطلبت منهما أن يجلسا على قدميهما ويحملان الدلوان طوال الدرس
ما كان للفتاة ذات الملامح الباردة الا أن تغضب
لماذا يجب أن أعاقب،، هذه الفتاة متنمرة
ردت عليها المعلمة: لأنك يجب ان تأتي وتخبريني فوراً  وألا تتدخلي في اي شئ من تلقاء نفسك.
_لا أظن ان هذا منصف.
_لا يهمني م تظنيه،، إذهبي الى الحائط.
وهكذا ذهبت الفتاتين وحملا الماء فوق رؤسهما وهما جالسان
صراحة لم يبد على ذات الملامح الباردة أنها تأثرت بهذا الشيء كثيراً وكأنها معتادة على مثل هذه حوارات.
بعد ذلك قالت المعلمة، و كانت تبدو عليها الجدية الشديدة،، وأظن أنه لولا أننا صدمناها من أول يوم لنا لكانت تبدو اكثر رأفة.
المعلمة : انا سوف أدرسكم دروس الأدب،، ويجب أن يعلم الجميع هنا أن كل الأساليب الفوضوية وغير المسؤولة ستواجه بالحسم الشديد وأن هذا إنذارٌ بسيط للكل،كانت ملامحها حادة جداً..
واصلت: التنمر، الشجارات، عدم الانضباط، الإهمال مرفوضين رفضاً باتاً،،اتمنى أن يكون هذا الفصل دافئاً وآمناً للجميع من غير استثناء وأن تكون تنمية روح التعاون والأخاء أول ماترجونه
كانت ملامح معلمة الادب تبدو قاسية جداً ومخيفة.. فكان جميع من بالفصل لاينظر لها في عينيها مباشرة،،وكانت نظارتها الكبيرة تعكس ضوءاً مخيفاً كالمحقق كونان عندما يكتشف شيئاً هه فجأة تغيرت ملامحها ونبرة صوتها وقالت مبتسمة:
حسنا لنتعرف ببعضنا البعض.
لنبدأ من هنا:
نهضت أول فتاة وتقدمت نحو المعلمة وقابلتنا وقالت :أنا سحر
عمري ١١ عاما،،أحب القراءة جداً وصمتت نظرت لها المعلمة لتكمل فلم يكن لديها إضافة فطلبت المعلمة أن نصفق لها وهكذا
استمر التعارف حتى جاء دوري،،
أنا: انا نور،، ١٢ عاماً،،أجيد الرسم وأقدس الهدوء ثم فكرت فلم يكن لدي شئ أقوله آخر، فأضفت:اتمنى أن نتفق معاً.
لم يكن في هذا التعارف شئ مهم فالكل يبدو عادي لا شئ مثير للأهتمام،،ولا أظن انني لدي فضول تجاه اي شئ في هذه الحياة وكذلك لست ذات فضول في تكوين الصداقات،، أتمني أن تمر فترة المدرسة هذه بوتيرة هادئة سريعة.
ثم لفترة من الزمن نسينا صاحبة النظرات الباردة والمتنمرة في الخلف،، فسمحت لهم المعلمة أن يعودوا وأن يعرفوا أنفسهم
قالت المقاتلة ضد التنمر: أنا قمر ١٢ عاماً ولم تضف أي شئ.. قالت لها المعلمة :ماهي هوايتك.
_لا أملك أيَّ هواية في الحقيقة.
قالت المعلمة :حسناً يمكنك العودة والجلوس.
جاء دور المتنمرة:
أنا برق ١٢ عاماً،، أحب الركض وركوب الدراجات،، أتمني أن اكون الممثلة لهذا الفصل. فجأة صفقن لها ثلاثة فتيات فقط هن صديقاتها.
قالت لها المعلمة اذا أحسنت السلوك يمكن ان تكوني،،
كان يدور بخاطري سؤال هل يمكن لأي متنمر أن تكون له أهدافٌ نبيلة،،بماذا يفكرون، وكيف يعطون لنفسهم سلطة من العدم، هل هنالك ماضٍ قاس ورائهم، تشوهات نفسية مثلاً، قد قلت سابقاً أنني لايتملكني الفضول تجاه شيء حتى وجدت نفسي أستمع لبرق هذه.
قالت المعلمة حسناً سأبدأ الدرس الآن، بدأت الحديث عن شكسبير واشعاره فخطر ببالي مقولة له "الذي لا تستطيع تجنبه عليك بمعانقته" وأظن أن هذا ما يجب علي فعله لأعيش بسلام في هذا الفصل.
أنتهى درس الأدب،، نسيت أن اقول أن أسم معلمة الأدب سارة،، أسمها سارة،،جاء من بعدها معلم العلوم وبدا فكاهياً جداً،، مظهره أوحى لي بذلك، لكن في الحقيقة أنه اتم الدرس للنهاية من غير نكتة واحدة،، حقاً إنني صامدة اليوم لم أنم ابداً، في العادة أستلقي على كل شئ وستجدني دائماً نائمة، النوم تتحلى فيه أقصي درجات الهدوء التي أريدها.
انتهى اليوم الأول في المدرسة الثانوية وقد كان درجة الهدوء فيه قليلة جداً،،كان صاخباً،،وقد أخذت في يوم واحد دروس كثيرة لا أعلم حقاً ان كان كل يوم بهذا المقدار يمكنني النجاح أم لا لأنني لا أدرس إلا متأخراً،،في باحة المدرسة كانت هناك فتاة تحمل زميلتها على ظهرها وتركض بها كان الأمر مضحكاً، كان النسيم عليلاً ولولهة شعرت بالحنين رغم كل هذا صخب
رأيت قمر بالقرب من باب المدرسة أوقفتني وسألتني: لماذا لم تقومي  بشئ حين كانت تضرب تلك الفتاة.
_لا دخل لي
_هل تعتقدين حقاً ان لا دخل لك، هل يعتقد جميع من في الفصل ان لا دخل لهم.
_نعم لا دخل لنا، وماذا جنيتي انت بعد ذلك، دلو ماء فوق رأسك طوال الدرس؟؟
غادرت مسرعة بعد ذلك وكانت غاضبة، كانت كلماتها ترن في رأسي أعتقد انني مجرد جبانة، أقدس راحتي ولا أقحم نفسي في أمورٍ لا تهمني،، كانت شجاعة ولم أكن لأتصرف مثلها،ولكن دائماً يبدو مني ما لا أبطنه.
الساعة الواحدة ظهراً:
اتجه نحو المنزل بخطى متثاقلة، أريد أدخال السماء في نفسي لأصبح اكثر هدوءاً واكثر زرقة، كانت حقيبة ظهري تجعلني أشعر بالضيق رغم أنها خفيفة، ولكن مزاجي اليوم بأول يوم في المدرسة معكر، حملت دلواً فوق راسي، ولو أنني لم ارد أن تشعر المعلمة بأنني فتاة غير جيدة السلوك لوددت أن أسكب الماء فوق رأسي، تأتيني مثل هذه الأفكار المجنونة، وأنا اسير كان هناك أطفال يلعبون بالورق على جانب الطريق، جلست معهم وصنعت لهم طائرات من الورق أسعدتهم جداً وأسعدتني، بالقرب من المنزل، جاء اخي وضربني على رأسي وقال:كيف كان يومك؟!
_لست في مزاج جيد.
_حسناً يبدو انه لم يكن جيد.. هل تشاجرت أم ماذا.
كيف له أن يعرف كل شئ
اضاف والمفاجاة تبدو من عينيه :
_هل أصبت!!!.
من ثم ضحك ضحكة مجلجلة
دفعته من أمامي ودخلت الى المنزل،
جاءت أمي بإتجاهي وهي تسأليني
:كيف كان يومك يا حبيبتي.
_لم يكن جيد.
جاء اخي وقال لها:
كالعادة إبنتك تتشاجر مع الجميع.
رمقته بنظرة فأعتذر هه.
لم أكن أريد الحديث فدخلت إلى غرفتي واستلقيت على سريري،ونظرت إلى السقف، وقلت في نفسي بداية مبشرة لك يا قمر حملتي دلواً في يوم لك، ولكنك لم تخطئي لذلك تستحقين اكلاً حاراً الآن،، فركضت خارج الغرفة وحضنت أمي وقلت لها هل تعلمي كم أنا جائعة ابنتك الصغيرة المقاتلة اللطيفة جائعة،
قالت أمي:
الطعام سيأتي في الحال للصغيرة واللطيفة أما المقاتلة عليها أن تهدأ في الحال!
كان أبي ينظر إلي من تحت نظارته وهو يقرأ كتاب ويبتسم لانه يعلم كم أن مزاجي يمكنه أن يتغير بسرعة.
وضعت أمي الطعام وجلست
حسام أخي: خذي هذه اللقمة مني.
_هذه الألاعيب مكشوفة بالنسبة لي، خذ مني انت هذه اللقمة، وحين يقترب أيُّ أحد من لقمة الآخر نعود بها لافواهنا ،لم يستطيع أبي وامي التعليق لرؤيتهما هذه الحماقة بشكل يومي
كانت رائحة الطعام وأجتماعنا على هذه المائدة كل يوم يبعث بالراحة ويمكنه أن يزيل التعب بلمحة البصر،،ضحكاتنا تمنحني دفء عظيم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي