الفصل السادس

الساعة ١٠ صباحاً :
"قمر"
اليوم الجمعة :
الأيام تزاد بردودة، أعتقد أن النوم أفضل ما أنعم به الأنسان، خصلات شعري فوضوية، أستيقظت قبل حوالي نصف ساعة ولكني مستلقية بلا هدف، أنظر الى السقف، يمكنني أن اظل هكذا اليوم كله بلا كلل أو ملل، تقدمت بضع خطوات نحو المرأة لأصطبح بهيئتي، كانت هيئة. جميلة، تخبرني أنه سيكون لدي يوم جميل، جاءت أمي وهي تحمل المكنسة بيدها مرتدية ملابس متعددة الألوان، مأزر المطبخ مربوط على خصرها، وبنطال فضفاض صوفي، كان المنظر كارثي، اصبحت تنظف في غرفتي وتقول :
_قمر أيتها الكسول ادخلي الى الحمام وراءانا الكثير من العمل
أنا واخطي متكاسلة الى الحمام :
_حسناً أمي
أعتقد أن أمي تعجبت مني لاني لم أتحدث كثيرا، اليوم مزاجي ليس جيداً، بالرغم من ان اليوم مهم بالنسبة لنا، اليوم سيكون اليوم قبل أفتتاح مطعمنا، يجب أن أكون سعيدة، اظن أنني بعد الأستحمام سأكون جيدة، أنه عدم الأستحمام الى هذا الوقت الذي يجعل مزاجي سيئاً، سأحاول الأستحمام بسعادة هه، لدينا الكثير من الترتيبات اليوم، يحب أن أشحذ همتي.
عندما خرجت من الحمام كنت منتعشة، دخلت غرفتي ربطت طرحة على رأسي مثل مقاتلين الساموراي، وصرخت :
_فتاة المهمات الصعبة قااااادمة.
أجفلت أمي وكانت تتذمر:
أخفضي صوتك الجيران سينزعجون.
قلت لها حسنا بماذا نبدأ؟
قالت :علينا ان نذهب الآن الى مطعم لتركيب الأضاءة والأهتمام بالترتيب والزينة لذا انزعي هذه القطعة من راسك والبسي دعينا نذهب..لقد اضحكني الأمر لان أمي كان منظرها أسوء مني، كان علينا تخلع جميع ملابسها وليس قطعة فقط هه.
في الطريق الى المطعم، وأخي وأبي حسام تقدمان علينا، في الطريق التقينا بجارنا موسى انه رجل عجوز لطيف، تمنى لنا التوفيق ولم يوقفنا كثيراً، كنا نحمل أنا وأمي اكياساً فيها أنوراً وأشياء اخرى للزينة، وصلنا مطعمنا الحبيب، لقد موقعه استراتيجي، كان بالقرب من البحر، قد كافح أمي وأبي كثيراً من أجل أن يفتتحا هذا المطعم، وتأجير مكان بالقرب من البحر لم تكن نقوده بالأمر الهين، لذا سأكون سعيدة وأنا أعمل معهم عليه، حينما وصلنا كنت أود أن ارى أمواج البحر ولكن هذا الشتاء، البحر متجمد، ودرجة الحرارة اليوم ٣ تحت الصفر، كنا بالكاد نستطيع الوصول الي المطعم من شدة البرد، كانت قبعتي تلف  وكذلك أمي ومعاطفنا كبيرة، نحمل اثقالاً كبيرة، أحب أن أرتدي بوط ذو عنق طويل وارتدي جوربين بداخله، كنت مغطية بالكامل.
دخلنا المطعم كانت ابوابه من زجاج، كان كله من زجاج، هذا سيجعل الزبائن يستمتعون برؤية البحر وأمواجه، وضعت الأغراض على الطوالة، أبي وحسام  قبل أيام طلوا الجدران بطلاء لونه رمادي، ستكون الأضاءة رمالية خافتة وزرقاء، سنشعرهم وكأنهم داخل البحر، فهو مطعم للمؤكلات البحيرة، أبي يحب المؤكلات البحرية، منذ الصغر كان يطهيها لنا ومن بعدها أحبتها أمي، ونحن تربينا على حبها، البحر والمؤكلات البحرية يشعرانني بالحنين فأمواج البحر تجعلني في تناغم مع الحياة، وطعم المؤكلات البحرية يشعرني بالنقاء الشديد، وقفت بالقرب من أخي وهو يرتب المعدات في المطبخ، وكان أبي يرتب الطاولات، سأضع بعض الأشجار الصغيرة على جانبي المطعم، وسأجلب بعض الازهار ايضاً، هنالك بعض التماثيل لحيوانات من البحر ايضاً سنضعها على بعض الطاولات الجانبية ، سيتم الأفتتاح بعد أسبوع من الآن، جاءو بعض جيراننا من الحي ليساعدونا، كنت أشعر بالأمتنان لأهل حينا، كانو دائماً يساندون بعضهم البعض، ضج المطعم بأصوات الضحكات، كانت أمي لا تتوقف من الحديث مع جاراتنا، أخذت كرسياً وجلست أمام باب المطعم وكنت انظر للبحر المتجمد، المساحات فيه تبدو اقرب وهو جليد، حينما كان أمواجه تتحرك، كنت انظر وكأنه الى ما لا نهاية، عيناي لا ترى له حد، بعيد جداً.
جاء وقت الظهر وحان موعد العودة للمنزل، لقد انتهينا من اشياء كثيرة، سنكمل في قادم الأيام.
في طريق العودة ترك أخي ابي وامي يتحدثان عن باقي التجهيزات وجاء وتحدث معي:
_هل تعتقدين أن هذا المطعم سينجح
_حقاً لا أعلم ولكننا سنبذل جهدنا.
_اتمنى أن ينجح نجاحاً خارقاً.
_اتمنى ذلك.
_اتمنى ذلك بقوة.
_اتمنى ذلك بقوتين.
_اتمنى ذلك بثلاث قوة.
وظللنا نواصل هذه السماجة الي أن وصلنا الي المنزل هه، في باب المنزل، كان هنالك قطة صغيرة، وتوقفت حملتها كانت لطيفة جداً، عيناها بريئتان،لونها ابيض ناعم، حضنتها الي صدري، اظنها تشعر بالبرد، ادخلتها معي الي الداخل ووضعتها على بطانية طويتها بشكل صغير، وغطيتها بأخرى ، ووضعتها بالقرب من المدفئة، نامت بعد ذلك بهدوء، كان يوماً متعباً، ذهب الى غرفتي واستلقيت، وكنت افكر في يوم غد، سأعود للمدرسة من بعد عطلة استمرت ليوم واحد، كانت رائحة الطعام تنبعث، الطعام دائماً ما اشعر بالطاقة بمجرد التفكير بأنني سأكل، أمي طباخة ماهرة.
أجتمعنا على المائدة، بقرب كل منا وعاء حساء، حساءً بالخضار، كانت حبات الخضار المقطعة صغيراً تطفو على السطح،أخذت رشفة على عجل وقلت:
_يال هذه النعمة،نعمة الطعام ونعمة أمي الماهرة.
ضحكت أمي وقالت:
_يالك من ماكرة.
انقضى يوم آخر وانا في كنف نعمٍ كثيرة، ويحيطني الحنين، ذهب أبي بعد الطعام ليشاهد الأخبار، تابعت أمي أعمال المنزل، وذهبت الى غرفتي، كان لدي دفتر صغير، غلافه باللون الأبيض  مرسومك عليه زهور كثيرة وكانت هذه الزهور بارزة للخارج، كان يشعرني بالعصر الفكتوري، كان ثمين بالنسبة لي، اسجل فيه بعض ما أمر به.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي