الفصل الرابع

قلت متعجبة
_كيف يمكنها أن تكون فرصة جيدة لي؟.
أردفت لميس:
أقصد أنه يمكنك أن تفوزي في المسابقة.
قلت:حسناً وماذا سأستفيد إن فزت، لا أحب اقحام نفسي لا تهمني حقاً، الفوز الخسارة وكل هذه العبارات لاتهمني في الحقيقة، أحب أن يتسم رسمي بالهدوء كذلك والا أحرك أناملي بالرسم من أجل مقاصد كهذه.
لم تتكلم لميس مجدداً وتابعت أكلها بهدوء وكأن عقلها مشغولاً بالتفكير.
نظرت إلي قمر وقالت :
اظن أن رسوماتك قد لا تحدث لك فرقاً إن نشرتيها ولكن أنت لا تعلمين يمكنها التأثير في شخص آخر وأن تشعره بالجمال في قلبه عميقاً،،الفوز والخسارة وكل هذا غير مهم في الحقيقة، ولكن يمكنك أن تستخدمي هذه المسابقة لنشر هذا الجمال لأكبر قدر ممكن من الناس، أن تمكنيهم من رؤية الحياة بعينيك.
لم أعرف ماذا أقول لها لم أفكر مطلقاً في هذا الجانب من قبل،
أنتهى هذا اليوم بسرعة وكنت أفكر هل فكرت يوماً في أحدٍ أخر، كان هذا الجانب مني مظلماً، وكانت قمر بحديثها اليوم أنارت لي جزء منه، كنت أتجنب النقاشات ولا أصادق وأفعل كل شئ لراحتي، أعتقد انه قد فاتني الكثير من المعاني وأنا التف على نفسي.
عند باب الخروج من المدرسة جاءت لميس وأعطتني دفاتري التي كان وقد اخذتها مني، شكرتني ثم ذهبت وركبت سيارة جميلة جداً،،أعتقد أن لميس من الأغنياء لم يبد عليها هذا الشي، كانت متواضعة.
المنزل أردت مفاتيحي لأفتح باب الشقة، شقتنا في مبنى لا توجد فيه حياة، البرد والوحشة يفوح من جنباته دائماً، سمعت ضوضاء أتت من الداخل كانت تجلس مع أمي جارتنا محاسن هي امرأة عجوز، تتلقي أمي وتحاول اقناعها دائما بأن تتزوج وتبدأ في ترشيح الكثير لها، هذا لديه طفلان فقط، وهذا مطلق، أمي تشعر بالأستياء كلما تزورنا، وفي الحقيقة أنا ايضاً، تظل أمي تبتسم وتردد لها اشربي الشاي يا خالتي، أتمنى أن يخرسها هذا الشاي لمدة من الوقت، تظل تردد:
_لماذا لا تعطين نفسك فرصة هنالك حياة أخرى يمكنك عيشها
تقول أمي لها:
يا خالتي أظن أنني اكتفي بأبنتي ولست مهتمة بالزواج مجدداً
كانت الخالة تنزعج كلما تقول لها أمي هذا وتعاود المحاولة مجدداً في المرة القادمة، من غير يأس، المتطفلون في كل مكان. رغم تعدد نواياهم ولكن تطفلهم مزعج.
دخلت إلى غرفتي لم أود الجلوس معها لأن ذلك سيجعلني اشعر بأنها ستتطفل علي، اظن انها قد تقترح لي عريساً للزواج أيضا، يالسخرية.
أستلقيت بكسل على السرير، لم أخلع حذائي حتى،  وتذكرت أن غداً عطلة نهاية الأسبوع وبدأت أفكر ماذا علي أن أفعل، الدراسة أمر غير وارد وموعد  الأمتحان ليس بقريب ولست في الحقيقة ممن يدرسون دروسهم مبكراً، لا أعتقد أن هذا جيد، ولكن العادة دائماً تنتصر، تذكرت رسمة شجرة الصفصاف على الطاولة ذهبت لجلبها،كانت نظرات الجدة محاسن تلاحقني وكأنها تريد أن تقول شيئا، اظن أنها يئست من أمي وبدأت في التفتيش عن فريسة أخرى هه، لم اسألها ماذا تريد لن أجعل الأمر سهلاً لها لتتحدث، لأنني لا اود الحديث أياً كان ما تود قوله، جلبتها بسرعة وعدت الى غرفتي.
أردت أن اكمل رسمها وضعتها على لوحي الخشبي بالقرب من السرير وجلست على مقعد ذو أرجل طويلة، كان حامل الاقلام بجانبي والكثير من الألوان، لا أحب التلوين في العادة، أحب لون الورقة الأبيض ولون قلمي الأسود، كانت شجرة الصفصاف لها أوراق كثيفة تتدلى للأسفل، حينما كنت أقف بقربها، كنت أقف داخلها في الحقيقة، ستنظر للسماء لتجد أوراق الصفصاف تتدلى للأسفل من كل الجهات،ستشعر أنها تحيط بك وتملأ السماء فوقك.
بدأت أكمل هذه الرسمة لأشارك في تلك المسابقة في المدرسة، أظن ان الأخرين سيحبون هذه الشجرة كما أحببتها، قد يشعرون أنها تتحدث معهم أيضاً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي