الفصل الثامن:

"قمر"
احمل حقيبتي متوجه الى المدرسة،الطرقات مليئة الأشخاص المسرعين، وقت العمل، صباح بارد، ارتدي قفاداتي والف وشاحاً سميكاً حول رقبتي، البخار يتصاعد من انفاسي، اليوم يوم المسابقة في المدرسة، لن تكون هنالك دروس، قد تحدث معي أبي في الصباح وقال لي وهو يبتسم ألن اشارك، قلت له أنه يجب أن يفخر بأن لديه أبنة مثلي، أبنة ستكون من فريق التنظيم، قال لي اظن انك لم تعلمي ماذا ستفعلين، ضحكت، انه مصيب بالفعل، لم اعرف ماذا افعل فأخترت أن انظم، ذلك أفضل من الجلوس والمراقبة فقط، أنظر حولي السيارات مسرعة في الطريق أيضاً، والأشخاص يبدون أنهم لديهم المثير من الأشياء خلفهم، وصلت الى المدرسة، وقفت في الطابور الصباحي قالت المعلمة:
اليوم يا فتيات سيكون يوم المسابقة التي ستقام في مدرستنا وستشارك فيها العديد من الفرق من مدراس اخرى. أتمنى من جميع الفتيات أن يعكسن حسن سلوكهن. كنا نقف بإنتظام شديد رؤوسنا متساوية لأننا نرتب حسب أطوالنا اقدامنا ايضا  على خطوط متساوية،،، ادينا التمارين الرياضية، وكان صوت معلم الرياضة يزاد شيئاً فشيئاً، دخلنا الى فصولنا، التقيت بلميس.
قالت لي هل اديت ما عليك البارحة.
قلت :نعم.
قد كان أن اقطع ورق للزينة بأشكال مختلفة من مهماتي، وايضاً اعطت قسماً للفتيات الأخريات ليفعلن نفس الشئ،وكانت هنالك ايضاً بعض الأوراق الكبيرة التي يجب أن نكتب فيها بخطوط عريضة عبارات ترحيب، وعلينا ايضاً ان نقوم بتشيكل ونجهز كل مكان من  أجل المسابقات المختلفة.
جلسنا على الأرض معنا إيثار وفتاتين اخريات وكنا نكتب ونتبادل الألوان ما بيننا، جاءت نور وجلست الى جانبنا، قلت لها:
اهلاً ومرحباً.
_كيف حالكن؟!
_الحمدلله بخير.
قالت لميس :اليوم نحن نضج بالألوان انظري الى يدي كم تلطخت.
واصلت نور الحديث مع لميس واخبرتها بشئ عليها أن تعدله في كتابتها فأخبرتها لميس ان تساعدها، جلست معنا نور على الأرض للكتابة، والتلوين ورسمت نور بعض الزهور على جنبات الأوراق،كانت زهور جميلة حمراء وبيضاء، كنا نجلس على مقربة من بعضنا البعض نتبادل الحديث، كنت ارى في نور ولميس في بعض المرات الحزن في عينيهما، ولكنني الآن اراهما وهم يلونان كأنهما يلونان العالم حولهم، سعيدتان جداً، يجول في خاطري أنه لن يفهمك شخص آخر مهما كانت قرابتكما بنقس المقدار، لأنني فالحقيقة في بعض المرات لا أستطيع حتى فهم نفسي، يمكنني رؤية الناس من حولي سعيدين وحزينين ولكنني لن استطيع فهم الأسباب من منظوري الصغير،
اكملنا الرسم والتلوين والكتابة، تبقى فقط أن نعلقهما على الممر بالقرب من فصلنا، بقية الفصول كلفت بنفس المهمات من اجل تزين فصلها وممراتها ايضاً، حملت بعض الأوراق بيدي وجلبت كرسياً لأقف عليه ولكن الكرسي فجأة كان يود السقط، ركضت نور وثبتته من تحت.
قلت وأنا اتنفس الصعداء: انقذتني يافتاة.
_كشكر لي في قادم الأيام سميني منقذتك،فقد انقذتك بالفعل.
ضحكت:حسناً سأسميك ما تريدين.
ذهبت نور وأصبحت تعلق أشياء آخرى.
اكملت انا تعليق عبارات الترحيب.
ستقام في الساحة مسابقة الرياضة مع مختلف الفرق من المدارس الاخرى، في فصلنا ستتم مسابقة العلوم وستكون هنالك مسابقة في الأدب والمعلومات الثقافية. والرسم كذلك.
سالت نور : هل جلبتي لوحتك وضعتيها على المرسم؟!
قالت :جلبتها منذ أن أتيت.
قالت لميس :انا متشوقة لرؤيتها سأذهب لأرى.
قلت وانا الحق لميس :انتظريني سأتي معك.
دخلنا الى المرسم كانت الرسومات تملأه في كل مكان، وكانت هنالك اوراق تصويت للوحة الفائزة أمام كل رسمة، كان على الرسمة توقيع الرسام على حافتها، كنت اجول بنظري أبحث عن لوحة نور، قالت انها كانت شجرة صفااف، فجأة لمحت شجرة كبيرة اوراقها صفراء، كانت تحمل الكثير من التفاصيل الدقيقة، كانت شجرة ضخمة جداً، فسيحة حداً، تتدلى اوراقها من كل الجهات، لم أتوقع أن تكون نور تجيد الرسم لهذه الدرجة، كان شيئا عظيماً، كان رسم الشجرة فيه شيء ضبابي، يوحى بالغموض ايضاً، كنت في الحقيقة اقف مذهولة امام هذه اللوحة كأنني داخلها، لم أشعر بلمبس وهي بجانبي، كانت تقف مذهولة ايضاً، أظن أن لميس تحب قراءة الكتب والأدب بشكل عام ستعجبها هذه اللوحة بلاريب، ستعطيها شعوراً ادبياً كما تحب، جاءت نور وقالت:
كيف هي لوحتي هل تعتقدون أنها جميلة.
قلت لها: يمكنني أن ادعوك بأي اسم تردينه، المنقذة أم الرسامة كل شئ يخطر ببالك يمككنني أن اسميك به يمكنني أن اجلب لك الطعام يومياً وادرسك أن كنت تريدين ايضاً.سأفعل ماتريدين.. انت موهوبة يا فتاة، بماذا كنت تشعرين عندما كنت لا تريدين المشاركة. ابتسمت نور بعد حديثي.
قالت لميس: في الحقيقة اللوحة جميلة جداً حقاً أتمنى لها الفوز من كل قلبي.
بدأت بقية الفرق المشاركة من المدارس الأخرى بالقدوم، كنا نرتدي انا ولميس دبياجات على ملابسنا تختص بفريق التنظيم، وقفت الفتيات بإنتظام لإستقبال جميع الفرق الأخرى، أستقر فريق الرياضة في الساحة، ودخلت بقية الفرق الى فصل من الفصول، اما الرسومات علينا نحن أن نحملها من فرق الرسم ونعقلها على المرسم مع رسومات مدرستنا، سيكون أمام كل لوحه علبه صغيرة سيتم بها وضع الأوراق للتصويت، وضعت علبة سوداء امام لوحة نور، كان لونها متناسق مع اللوحة، الآن سيحين وقت بدأ المسابقات في الفصول المختلفة، لا أعلم حقاً ماذا شاهد اظن أنني شأشاهد مسابقة العلوم، قد تكون ممتعة وأذهب للساحة ايضاً لرؤية مسابقة الرياضة، كانت الرياضة التي سيؤدونها هي التاكوندوا، رياضة التايكوندوا رياضة كورية الأصل، كنت قد بدأت اتدرب عليها سابقاً ولكنني لم أواصل،يلزمني تدريب مكثف للرجوع لها، كانت مسابقة العلوم فيها الكثير من الفتيات الاتي يرتدين النظرات هه، كانت روح  لميس تنتشر هنا، لأ اعلم اين هي الآن توقعت انها ستشاهدها، كانت هنالك خمس فرق كل فريق يتكون من خمسةاشخاص يتبارز كل فريقين ضد بعضهما والفريقين الاخرين ضد بعضهما وهكذا يتبقى فريقين للتبارز في النهاية مع بعضهما، كانت المعلمة تسأل اسئلة متتالية والفريق الذي يقرع جرس موضوع امامهما يبدأ بالاجابة، كانت تسأل كم تبعد الشمس من الأرض وهل تعتبر شمس أم كوكب، رن فريق الجرس اولاً، كانت الإجابة انها تبعد ٩٣مليون ميل من الارض وانها نجم وليست كوكب، استمرت المسابقة وتبادل الأسئلة ولكن فريق مدرستنا خرج من المسابقة، كانت المسابقة شرسة للغاية، كان مكان لتبادل المعلومات الدسمة، لا يستطيع عقلي حمل كل هذا الكم من المعلومات،كنت أتساءل من اين يدرسون، هل يدرسون اليوم كله أم انها هواية لديهم، قبل أن تنتهي هذه المسابقة وددت لأرى كيف تبلي التصويتات على مسابقة الرسم، دخلت المرسم، كان الاوراق والأقلام توضع على المنضدة بالقرب من باب المرسم، ادلى الكثير بأصواتهم، ورأيت من النافذة فرق التايكوندوا وهم يتنافسون كانت ضربتاهم سريعة، وقوية، الجميع كان يترقبهم بإهتمام.

"نور" :
رأيت البارحة أمي وهي تبكي في غرفتها بحرارة، كان امراً محزناً،من المحزن ان ارى هذا الكم من الحزن في داخلها ولا أستطيع أن افعل شيئاً لها، لكنها استيقظت اليوم واعدت الشتي كالعادة وكانت مبتسمة ، لم تكن في العادة تبتسم، ولكنني انني شعرت انها تريد أن تخفي حزنها لا غير، شعرت انني اريد ان احضنها، تقدمت نحوها وتعد الأفطار لي قبل اذهب للمدرسة وحضنتها بقوة من الخلف.
قالت:ماذا بك.
_أريد أن احضنك فقط.
_رأيت رسمتك انها رائعة،
_حقاً؟.
_نعم إنها جميلة جداً.
أخذت الرسمة وتوجهت للمدرسة، كان شعوراً مختلفاً ان أقحم. نفسي في مثل هذه المسابقات هذا ليس من طبعي، رأيت قمر ولميس وددت كالعادة ان انضم اليهما، لقد أعجبتهما لوحتي كانت تعابير وجههما وهي مليئة بالذهول وهما ينظران إليها كافية حتى إن لم يرى احداً آخر جمالاً فيها.لقد اشعرانني بالحب من خلال هذه الرسمة فقط.
كانت اجواء المدرسة صاخبة، ولم أعرف ماذا اختار لأشاهد من هذه المسابقات، لا اهتم حقاً بشئ، سأحول قليلاً فقط وسأذهب لأتناول بعض الطعام،وانا أمر على ممر المدرسة كانت هنالك الكثير من الزهور الجميلة المصفوفة بشكل انيق أعطتني شعوراً بالإنتعاش، أخذت أستنشق رائحتها، كان شعوراً رائعاً، كانت هنالك فتاة تبكي لأن فريق مدرستها لم يفز كانت من مدرسك النوراس كانت بالقرب من مدرستنا، حقاً لا افهم الفتيات بعض الأحيان، هل سيفيد البكاء، اظن انها تعبت حقاً، ولكنني هنا تذكرت كلمات قمر لو اعطينا لأنفسنا اهدافاً سامية تسمو بنا فوق الفوز والخسارة سيكون الأمر ممتعاً في كل الأحوال، لقد وضعت لوحتي للمسابقة ولكنني في الحقيقة لا أكترث بالنتيجة حقاً، فكرت أنني يجب ان أكل، اليوم سيكون الأكل متنوعاً، ذهبت الى المقصف وجلبت بعض الكيك والعصير وجلست وكان المقصف صاخب، ومذدحم، اليوم اكلت لوحدي لم تكن نور أو لميس هنا، اشعر بفراغ قليل هه، كثير في الحقيقة، جاءت قمر من بعيد مسرعة، قالت :
كيف امكنك ان تأكلي من دوني.
ابتسمت لم أعرف ماذا  أرد، لطالما اعتادت أن تتعامل بقرب اكثر من المعتاد.
جلبت بعض الطعام وجلست امامي
سألتني :ألم تشاهدي بعض المسابقات.
قلت :لم أشاهد شيئاً فضلت الجلوس هنا.
_لقد شاهدت مسابقك العلوم ولا يحب أن اشعر ان دماي فارغ سنة للأمام من كم المعلومات التي سمعتها.
-كانت مملة اليس كذلك.
_ليست مملة، اكذب إنها مملة، ولكن هنالك بعض الاسئلة الممتعة أيضاً.
تذكرت أمي أتمنى أن تكون صارت في وضع أفضل شردت وكانت قمر تتحدث معي ولكنني لم أنتبه،
قالت :نور هيا لنذهب ونرى ماذا حدث في المسابقات.
_حسناً لنذهب.
كانت هنالك مسابقة للتاريخ أيضاً اتعجب من الذين يشاركون في مسابقة للتاريخ انها اعتقد ان حفظ التواريخ صعب جداً هؤلاء اشخاص مميزون بالفعل.
فاز في مسابقة الرياضة فريق مدرسة النوارس، وفازت مدرستنا في مسابقة الأدب،، كانت لميس وقمر مع مجموعة من الفتيات يقمن بفرز اصوات اللوحات كانت المعلمة والكثير من الفتيات يقفن وينظرن بإهتمام شديد، فرز الاصوات، رفعها وقرائتها و وضعها يجعلني متوترة رغم أنني لا أهتم بالنتيجة، وقفت لميس اماماً في مقدمة الفصل وقالت:
حسناً الفائزة في مسابقة الرسم هي نور محمد من مدرسة الإمتياز.
ابتسمت، اعجبني الأمر، اعجبت لوحتي العديد من الأشخاص، شعور رائع، صاحت قمر: لقد فعلتها يانور، فزتييي، مبارك لك، وجاءت وحضتني بقوة، كما قلت انها تتعامل دائماً اقرب من المعتاد، حضنتها انا ايضاً ههه.. جاءت لميس وفتيات من المدرسة وهن يباركن لي الفوز.
قالت لميس :انتصر الجماال.
تصبح لميس بالتدريج نسخة من قمر ههه، قالت المعلمة أنها ستضع اللوحة في فصلنا، ويمكننا أن نضعها في اي مكان نريده، كانت الجائزة مبلغ مالي، اخذت قمر الرسمة لتعلقها على الفصل،
قالت :سأستمع وانا اضعها عالياً، وضعت الكثير من الاوراق على الحوائط اليوم، هذه ستكون الأخيرة والسعيدة بلا ريب.
علقتها على بالقرب من مدخل الفصل، لينظر الجميع لها عند الدخول، كانت قمر سعيدة وكأنها هي من فازت، مع مدتي القصيرة مع قمر يمكنني القول أن لديها قلباً ناصعاً كالنهار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي