الفصل التاسع

"لميس"
اجلس في كرسي امام شباك بيتنا الزجاجي، الحو بارد كالعادة، احمل في يدي كتاب وعلى المنضدة كوب من القهوة الساخن، كان كتاباً شكسبير، أود أن ابدأ الدراسة ولكن علي أن استجم  قليلاً أحماء ماقبل الدراسة، تذكرت فوز نور اليوم بالجائزة، كانت شجرة صفصاف جميلة، واتذكر صراخ قمر العالي وفرحتها، لقد فرحت ايضاً، جاء أبي بهدوء وجلس بجانبي سألني:
كيف حالك يا ابنتي؟
كان أبي اباً حنوناً ولكن أمي دائما ماكانت قرارتها المرضوخ لها في هذا المنزل، كثيرا ماكانت تتحجج بمرضها، وكان أبي مثقفاً ولكنه كان يتحملها كثيراً.
قلت :انا بخير جداً يا ابي.
_كيف دراستك وحال علاقاتك في المدرسة؟
_دراستي جيدة جداً، كانت لدينا مسابقة اليوم كنت منظمتها، لكن ارجوك لا تخبر أمي.
_هههه، حسنا لن أخبرها، هل كونت صداقات؟
فكرت قليلاً في ذهني هل لدي صديقات، كنت كثيراً ما أجلس مع قمر ونور، هل يمكنني أن اعتبرهما صديقاتي، يعجبني أن اضعهما في هذه الخانه.
قلت :نعم لدي قمر ونور.
أن يكون لدى المرء اصدقاء شعور رائع بالفعل، لدي الكثير  لأفعله معهم،،
نظر لي ابي وقال : تكوين الصداقات أمر مهم.
دائما ابي كان يريدني ان اختلط بالناس والا احصر نفسي في الدراسة فقط ولكن أمي كان اصرارها على عزلي اكبر، كانت تحصر النجاح فقط في الدراسة والتفوق فيها فقط.
ذهب ابي واكملت القراءة، لدي الكثير من الفروض التي علي أن انهيها، سأبدا بدراسة التاريخ، رتبت طاولة دراستي وضعت الاقلام يحب أن يكون كل شئ الى جانبي حتى لا اتحرك عندما أبدأ، وضعت الماء بعض المكسرات رتبت الاوراق فتحت الكتاب. بسم الله لنبدأ.
"قمر"
يوم الجمعة القادم سيكون افتتاح مطعمنا،انتهت أغلب التجهيزات، ارتديت ملابسي للذهاب الى المدرسة، امي ترتدي ملابسها الفوضوية كالعادة للنظافة، يمكنها ان تنفض من فوقك الغبار إن لم تنهض من المكان الذي تنظفه، كنت اجلس هناك واشرب الشاي بكل راحة ولكنني لمحت ملابسها هذه، هذا انذار خطر قريب جلست في غرفتي واكملت احتسائي للشاي، كان اخي اليوم نائما ولم يذهب للعمل على غير العادة، سألت أمي وقالت أنه يشعر بأنه مريض، ذهبت الى غرفته وقلت له :
اخي المسكين هل انت مريض بالفعل.
_اشعر بأنفلونزا حادة ارجو أن تعاملينني بقليل من الإحترام الى ان استعيد قوتي.
_انت مريض بالفعل اخي المسكين.
وضعت يدي على راسه، كانت حرارته مرتفعة حداً، جلبت له بعد المكمدات الباردة ومسكناً،
قال لي :اوه انك تهمتين بي ياللجمال.
_انها فترة مؤقتة فقط لا تسعد بها.
ذهبت الى امي وقلت:
_اخي حرارته مرتفعة.
_ سأذهب واعتني به، لقد وضعت له المكمدات صباحاً سأراه حالاً اذهبي الى مدرستك.
ذهبت وانا في الطريق كانت القطة البيضاء امام منزلنا، انها قطه غريبة تظل تتنقل ولا ترسو في مكان واحد، حملتها الى صدري ولعبت معاها قليلاً، كانت لطيفة، اليوم الجو ادفأ قليلا من البارحة.
"نور"
خرجنا انا ووالدتي ، قفلنا باب الشقة، البرودة حول شقتنا شديدة، أمي تجتهد دوماً من أجلي، تنهار كثيراً ولكنها سرعان ما تستعيد قوتها وتناضل دائماً من أجلي ، ركبت الحافلة المتوجهة الى عملها وركبت الحافلة الى المدرسة، كان في الحافلة رجل عجوز وامراته وهي مستلقية على كتفه، كم هو امر سعيد أن يكون الحب مستمرا، الشيب الأبيض هذا دليل على طوله المتماسك على مر السنين، اصوات السيارات وهي مسرعة،وهدوء الحافلة. من الداخل كان خليطاً معتاداً غريباً. وصلت المدرسة، درست البارحة. قليلاً، شعرت بأنني يحب علي أن ادرس، ستكون امتحانات نص السنة الدراسية قريباً لا أود أن استمر بعادات التسويف هذه، في الفصل كانت قمر مستلقية على الطاولة ولميس تكتب على دفترها، وكنت انا انتظر بدأ الدروس،،نظرت الى الجانب كانت برق تنظر الى قمر وتهمس مع صديقاتها، لا أعلم ما القصة الآن،، سرعان انقضت الدروس وحان وقت الإفطار، جلبت طعامي حساء خضار وبعض المعكرونة سريعة التحضير كانت ساخنة ابخرتها تتصاعد،أحب المعركونه جداً، جاءت لميس ومن بعدها قمر وكنا نتناقش في أمور الدراسة قالت لميس:
هل درستهم البارحة؟
قلت : درست قليلاً، على غير عادتي.
لميس:هل تدرسين ام لا تدرسين في العادة.
قلت : لا أدرس ههه.
قالت قمر: لم أدرس ولو قليلاً، اظن انني سأعاني إن لم اتدارك موقفي الدراسي الخامل، في الحقيقة. لم ادرس لانه كانت هنالك بعض التجهيزات كنت أوديها مع أمي لفتح مطعمنا، يوم الجمعة القادم سيكون الأفتتاح، اتمنى ان تأتوا.
قلت متعجبة : ستفتحون مطعما!! هذا جميل.
قالت لميس :ما نوع المطعم، هل هو مختص بشيء.
قالت قمر :انه مطعماً للمؤكلات البحرية تعالوا ولن تندمواا ههه.
_سأتي انا احب المؤكلات البحرية.
اردفت لميس: انا ايضاً سأحاول أن اتي قدر المستطاع.
كانت قمر سعيدة وهي تدعونا الى مطعمهم.
"لميس"
عدت الى المنزل وكانت مع أمي صديقاتها يتحدثن بتلك الفوقية كالعادة، نادتني واحدة منهن :
تعالي يا أبنتي لميس.
كانت أمي تنظر إلي حتى لا أظهر عدم حبي لهم،
قالت :لقد كبرتي واصبحتي فتاة جميلة يالميس كانت تمسك يدي وتقول:
طفلتي الحلوه، تبتسم لي ابتسامة مصطنعة، اشعر بالقرف، انها تفعل هذا من أجل التودد من أمي التي تفوقهم في المكانة الإجتماعية، العالم اصبح مخيف، لا يمكنني الفرز بين ماهو حقيقي وما هو غير حقيقي لشدة ما يبدوان متشابهان، ذهبت الى غرفتي واستلقيت وفكرت كيف سأخبر أمي أنني سأذهب لإفتتاح المطعم يوم الجمعة، جعلت افكاري تتساقط من عقلي رويداً رويداً واستقرقت في نوم عميق.
"قمر ":
اليوم الجمعة، استيقظت باكراً صليت صلاة الصبح، كانت المصلاة دافئة واسدال الصلاة فضفاضة وتشعرني بالراحة. توجهت بعد ذلك مع أمي الى المطعم، كانت هي وأبي يقومان بتقطيع الخضروات وسلق وتجهيز بقية الأطعمة البحرية، لم يكن البحر متجمداً ولكنه كان لا يتحرك هادئاً وعميقاً جداً،
كانت تناديني أمي :قمر أجلبي لي المصفاة بسرعة.
لا ألبث ان اعطيها اياها حتى يناديني أبي، لقد تقاعد أبي قبل سنتين، والآن هو. يبدوا انه استجمع طاقاته ليبدأ في العمل في هذا المطعم، اتمنى ان ينجح لأنهما تعبا كثيراً من أجله، بدأت الشمس بالشروق كانت تظهر ببطء خلف البحر، وضعنا زهور على جنبات المطعم، كانت الاضاءة لطيفة، وهادئة، جاء اخي معنا تعافى قليلاً، كانت رائحة الطعام تنتشر في ارجاء المطعم، الطعام البخري المنعش، سيقوم والداي وانا واخي اليوم بتقديم الطعام للجميع، ولكن في مقبل الأيام سيحتاج المطعم أن نجلب له نادلين للتقديم،قال لي اخي :
علينا أن نسرع سيحين وقت الإفتتاح قريباً.
وضعنا لافتة قبل أيام بموعد الإفتتاح، وتولى اخي مهمة تشر بعض الملصقات على المارة في الشوراع من اجل الترويج، اتمنى ان يأتي العديد من الناس، أكملنا العمل وافتتحنا المطعم على بركة الله، والآن نتتظر بعض الزبائن بدأت اشعر بالتوتر، وقفت امام المطعم رأيت من بعيد فتاتين قادمات، كانتا نور ولميس، شعرت بالسعادة، فالحقيقة شعرت بشعور لا يوصف، لم أتوقع انهما سيأتيان.
قالت لميس:قمرر، كيف حالك، لم ارك منذ زمن بعيد.
قلت وانا اضحك من زمن بعيد حقاً منذ البارحة.
قالت نور :المطعم يبدو جميلا حقا ًً.
كانت نور تحمل في يدها لوحة، قلته لها :ماذا تحملين في يديك؟
_ اوه إنها لوحة اريد أن اعطيك اياها لتعلقيها على المطعم ان اعجبتك.
شعرت بأنني أريد أن ابكي، حقيقة اريد أن ابكي، لانني شعرت بالخيبة قليلا لأنه لم يات أحد بعد، قدمتا في وقتهما، قلت لها:
اشكرك من قلبي اعجبتني بالفعل سأعلقها بلا ريب، حسناً يمكنكما الدخول، دخلتا والقيا التحايا علي أمي وابي وحسام، قلت لأمي وأبي وحسام : هاتان صديقتاي لميس ونور.
قالت أمي لهما تفضلا يا حبيبتاي بالجلوس لا تقفا سأجلب لكما بعض الطعام الساخن حالاً، جلسنا على الطوالة وجلبت لنا أمي بعض السلطعون الحار وبعض الاسماك المشوية وسلطة للجزر وبعض الحساء اللذيذ،
قالت نور:يبدو شهياااً، المنظر هنا ايضاً خلاب يممكني أن أحضر فرشاتي والواني في المرة القادمة،مكان ملهم.
اردفت لميس :مذاق الطعام رائع حقاً، ولكنني لا أري اي زبائن.
قلته لها بحزن وانا اطلق تنهيدة :لم يأت احد بعد أنتم أول الواصلين.
قالت لميس :لماذا يبدو الطعام شهياً والمكان ايضاً جميل،والطعام وبسعر رخيص لأنه الافتتاح، اظن انكم لم تروجوا للمكان بشكل صحيح، سألتني هل لديكم ملصقات؟
قلت :نعم لدينا بعض الملصقات،،، نهضت لميس فجأة بنشاط وقالت حسناً هيا الى العمل.
قالت نور لها: دعيني أكمل طعامي اولاً.
اردفت لميس :هيا لننطلق ليس هنالك وقت.
تستمران هاتين الفتاتين بإبهاري، كان أبي وامي يبدوا عليهما الحزن وكان أخي لا يعلم ماذا يفعل، ذهب معنا ايضاً لنشر الملصقات.،وقفنا على الطريق كان المارة مسرعون كنا نخطف اللحظات بسرعة من اجل أن نعطيها اياهم، كانت لميس تقول طعام على البحر مذاق مؤكلات بحرية  اتمنى أن تجربوه هذا يوم هو افتتاحه، كانت هنالك جماعة من الفتيات مررن بقربنا فقررن أن يذهبن الى المطعم بفضل نور، اخذهم اخي الى المطعم، ستكون أمي فرحة. ونشيطة لخدمة أول زبائن فعليين لديها، واصلنا نشر الملصقات، وكان هنالك العديد من الاشخاص الذين جاءو مباشرة معنا، كانتا نور ولميس  تعملان بهمه ونشاط وكنت انا في وسط هذه اللوحة السعيدة الفائزة الكبرى، وقفت وانا نظرت إليهما لبرهة روادني شعور جميل، اتممت عملي معهم بعد ذلك بنشاط وانا اصرخ :هياااا ههه.
بعد أن اكملنا نشر الملصقات عدنا الى المطعم كان اخي وامي يناولون الطعام، المطعم اصبح صاخباً،وكان أخي يقوم بتوصيل الطلبات لأبي وأبي واني يعدانها وهو يأخذها ليوصلها، جاءت أمي وقالت لنور ولميس، اجلساا لقد تعبتما كثيراً اشكركما على شئ ي حبياتي
قالت لميس:العفو لم نفعل شيئا يذكر يا خالتي.
اردفت أمي :حسناً اجلسا يجب أن تاكلان لم تأكلا جيداً قبل قليل.
سأضع لكم طعاماً ساخناً في الحال في الحال.
كانت أمي تبتسم مع أبي من بعيد يبدو مزاجهما قد تحسن كثيراً، كل الشكر لنور ولميس لولاهما لما جاء أخد :قلت لهما :
اشكركما من كل قلبي، سأرد لكم هذه قريباً.
قالت لميس : لا تحتاجين ان تردي شيئاِ فنحن صديقات أليس كذلك!؟
صمتت لبرهه وقلت:نعم صديقات، كان شعوراً رائعاً، كانت نور تأكل في صمت، ولكنتي أجزم انها موافقة على حديثنا، نور ليست ممن يعبرون عن مشاعرهم ولكن يمكنني قراءتها من وجهها وافعالها، كانت جلستنا للطعام هذه مختلفة عن سابقتها، الجميع مشغول ونحن الثلاثة مشغولون بالأكل، كان البحر هادئاً وقريباً،والازهار نضرة أما نحن فكنا هنا في المطعم اليوم سعداء.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي