الفصل الخامس عشر

"نور"
اشعر بالراحة أكثر الآن، حينما رأيت قمر ولميس أمامي، عندما طلبا مني الحديث، شعرت بأن لدي حمل ثقيل أود أن اخففه، شعرت بالكلمات تخرج من فمي هاربة، شعور مريح، اتت أمي الآن، من ذلك اليوم الذي اتى فيه أبي وهي قلقة، قلقة قلق مرضي، اشعر انها ليست بخير، اخاف عليها كثيراً، عودة أبي تريد نزع الهدوء من حياتي، الهدوء الذي كافحنا ليعود إلينا، لا أعلم كيف ستكون ايامنا القادمة ولكنني أتمنى أن تتسم بالهدوء والخير الكثير.
"قمر "
الجو بارد اليوم، بارد جداً، حقاً لا أعلم لما نشعر بقدوم الصيف إلى الآن ايام قليلة شعرنا فيها به، ولكن اليوم شتاء حقيقي، ارتديت قفازتي،وسرت مشياً الى المدرسة، اشتريت كوباً من القهوة من مقهى قريب من منزلنا، اليوم ابي وامي في المطعم ذهبا باكراً وأخي كان لا يزال نائماً لا يعمل يومي الجمعة والسبت، البارحة جاء متاخراً الى المنزل جداً، اظنني سأكون من اولئك الذين عندما يحبون شخصاً سيقومون بإزعاجه كثيراً، لا أتمنى أن أكون كذلك،،وصلت المدرسة، الطابور الصباحي كالعادة، الصباح البارد، هذه الأياك تتشابه كثيراً، لا شئ مثير للأهتمام، يجب علينا فقط الدراسة للإمتحانات، واتمنى ان تكون نور بخير اليوم لتدرس ايضاً،
اليوم داخل الفصل كان درس التاريخ عن هتلر، لقد تفاجأت بأن هتلر كان يحب الرسم ويود وكان يريد الإلتحاق بكلية الفنون، ياللسخرية، ولكن كلية الفنون لم تقبله، اليس شيئاً غريباً، شخصاً دكتاتورياً مثله كان يحب شيئاً جميلاً كالرسم، كان دمويا مات بسببة الملايين، كان المعلم يقول ان هتلر كان الجميع يعتقد أنه أحمقاً وغبياً وفي مشاركته المرة الأولى في الإنتخابات لم تقبل به الا نسبة قليلة جداً، شئ لايذكر، ولكنه كافح مرات ومرات، حتى وصلت هذه النسبة الى اغلب الشعب الألماني، وبدأت حقبة زمنية تغيرت فيها خارطة العالم. اكره الدكتاتورين، والطغاة، ليس فقط الطغاة والدكتاتورين، ولكن المتسلطين في كل مكان،اكره من يستخدمون نفوذهم على من هو اضعف منهم بالقوة، ويشعرني هذا بالإشمئزاز، اشعر هذا في أعماق روحي،احساس مقرف، لا أعلم كيف يفكرون، وكيف يمكنهم وضع انفسهم في مكان يشعرهم بأن لديهم مكانه اكبر من الجميع من أعطاهم هذا النفوذ ولماذا يصدقهم الجميع، لقد علمت تماماً ان كل شيئاً يمكن أن يكون عادياً،اذا كان هنالك شخصاً متسلط، سيكرهه الجميع في البداية، ولكن ان كان قوياً سيرضخ له الجميع مع مرور الوقت، كيف لإنسان أن يعتقد أنه أفضل من أنسان لدرجة ان تتيح له نفسه قتل ملايين البشر، افكر دائماً اليس هذا الذي مات، هو انسان، يساوي عدد واحد كالذي قتله،لا يساوي ربعاً أو أقل، انه مثله تماماً، وافكر أنه اذا قتله اليس ذلك سيجعله يلاقي نفس المصير يوماً ما، حتى وان لم يلاقي نفس المصير، الن ترواده تلك الوجوه في منامه، وجوه تشبهه، لديها عينان مثله وانف وفم، تشبهه كثيراً، ولكنه بلاريب تجرد من إنسانيته،حزينة على كل شئ يحدث حولي، كان أبي كثيراً ما يجعلني أتابع أخبار العالم ولكنني توقفت، توقفت ولا أريد أن اعلم أي شئ، انا انسانة ضعيفة، لا أستطيع فعل شيء، اريد عيش حياة بسيطة، وأن ابتسم كل يوم، هذه لا تعتبر خيانة، هذا هدف الحياة، الأمل للجميع، واذا فقد الأمل من مكان ما يحب أن تستمر بقية الأمكان بلإشعاع، يجب على بقية الأماكن ان لا تتوقف أن الحياة،اذا فقد النور في مكان، على حميع الأرجاء ان تواصل الإضاءة لا أن تخفت هي ذاتها، فليس لهذا معنى، وسيجعل البؤس ينتشر كثيراً، ولن تكون هنالك نهاية له.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي