الفصل السابع:

"قمر"
كتبت:
اليوم: ١١/٥/٢٠١٣
ذهبنا سوياً لإكمال الإعداد لإفتتاح مطعمنا لم يتبقى الكثير أنه يوم سعيد جداً، قد تعب والدي من احل اكمال النفقات لفتحه، ستجرى المسابقة في المدرسة بعد يومين لن أشارك بالطبع لأنني لا أعلم ماهي هوايتي فعلاً، شعرت بالحزن جداً حينما عرضت  جميع الطالبات مايمكنهم فعله، لا أعرف حقاً م يمكنني فعله، لا أحب الدراسة ولا شئ يعجبني على وجه الخصوص، تعجبت حقاً من نور أمكنها الرسم ولكنها لن تشارك، افكر في ماذا يجب أن اكتب عليك اليوم ايضاً لكن ليس لدي ما أقوله غير أن غدا يوم جديد لإكتشافي.

"لميس ":
كان صوت المنبه يرن عالياً استيقظت وانا اشعر بالكسل الشديد، عدت من نادي الكتب متأخرة، كانت تود أمي توبيخي لكنتي قلت أنني كنت أدرس، الدراسة دائماً ما تجعلها هادئة من ناحيتي، لكنني في الحقيقة بعد أن من النادي شعرت بأنتي لدي الكثير من الفروض علي أن اؤديها، شعرت بالندم قليلاً لذاهبي لنادي الكتب، ولكنني لم أجعل ذلك الشعور يتملكتي كثيراً حتى بدأت في الدراسة بسرعة، درست حتى وقت متأخر وها انا اشعر بالتعب الشديد لم أخذ كفايتي من النوم، كانت غرفتي كبيرة جداً، فيها حمام كبير، المقعد داخلها في وسطه ومن حوله فضاء فارغ كبير،لطالما احببت البيوت الصغيرة لأنها تشعرني بالدفء اما مع هذه الغرفة الكبيرة لطالما اجتاحتني الوحدة الشديدة،فرشت اسناني بكسل ارتديت ملابسي بكسل وجاءت أمي واعطتني مشروب، المشروب الصباحي، فالحقيقة انه مشروب مغزز لم استطع شربه أول ايام ولكنني اعتدته، اتذكر نفسي وكنت اريد ان أتقيأ في أول تلك الأيام المشؤومة ولكنني الآن امسكه منها بكسل ايضاً واشربة رشفة واحدة، مع هذا المثال البسيط علمت تماماً كيف يمكن للإنسان أن يعتاد كل شئ إن كان مفروضاً عليه، وإن كان من فرضه دكتاتورياً مثل أمي مثلاً،كانت أمي تبتسم لي في كل مرة اشرب فيها هذا المشروب انا في المرحلة الثانوية وكل مرة تشعرني وأن صغيرة اظن لأنني طفلتها الوحيدة، اذا كنت ملتزمة بقواعدها يمكنني العيش بسعادة، غير ذلك يجب أن استعد لكل شئ مثلما كانت تقول لي، فأنا ومن صغري تعودت، ولم استطع يوماً أن اخالفها، إرتديت ملابسي واخذت معي مظلة لأنه قد يتساقط الثلج، فتح لي سائق السيارة الباب ركبت السيارة وكانت أمي تلوح لي كالعادة من بعيد، كنت أريد أن اذهب بالحافلة لكن أمي لم تسمح فركبت السيارة.
في المدرسة كان جميع من في الفصل يتحدثون بصوت عال وكانت هنالك فتاة تمضغ العلكة بصوت اشعرني بالإشمئزاز، شعرت أن كثير من الأصوات بداخلي، اصوات احتكاك الأدراج بالأرض وصوت مضغ العلكة اصوات الصراخ، مسكت رأسي ثم تحركت إلى امام الفصل
وصرخت:
هدوووء من فضلكن!!
كانت هنالك فتاة تسرح شعر أخرى في آخر الفصل اوقعت المشط بيدها شعرت بالفزع من صراخي،
اتممت :
يجب عليكن الهدوء وعلى كل واحدة أن تعود الى كرسيها والتحدث بصوت منخفض الى أن تبدأ الدروس.
عم الهدوء المكان اخيراً، كان مزاجي ليس جيداً، انا اعرف نفسي يمكن لمزاجي السيء أن ينعكس على كل شيء، لم اشعر بأنني اريد الحديث مع أي شخص، تتملكني مثل هذه النوبات من وقت لآخر ولا أستطيع التعامل معاها، اشعر بأنني دائما كما أنني في قفص،،كانت قمر تنظر إلي، كنت أود أن اقول لها الا تنظر،لأنني شعرت وانها اكتشفت أنني لست في مزاج جيد، بدأت الدروس دخل علينا معلم الرياضة، وقال للجميع أن نخرج الى ساحة الرياضة، ستقام المسابقة غداً ويجب علينا أن نتعلم بعض الحركات الرياضية التي سنؤديها لإستقبال بقية المدارس في بداية الحدث،سرنا كصفوف منتظمة الى الساحة، وبدأنا بفعل بعض حركات الأيدي والأرجل بطريقة رياضية منتظمة جداً، كان معلم الرياضة يهدف بهذه الرياضة في مقدمة الإستقبال للفت الجميع الى اهمية الرياضة،،في الحقيقة بعد إكمال التمرينات شعرت بالطاقة تسري بجسدي، شعرت تماماً بالمفعول السحري للرياضة، تنفست عميقاً واخرجت انفاسي ببطء شديد،أردت أن أشعر بجمال الكون بداخلي بقوة في هذه اللحظات كنت جالسة في الأرض رافعة رأسي للأعلى وانا مغمضة عيناي شعرت ببعض الظلام، فتحت عيناي ووحدت قمر تنظر إلي من أعلى،
قالت :ماذا تفعلين!
_استنشق كل هذا الهواء حولي.
_حسناً سأستنشق معك ايضاً.
جلست قمر بجانبي رفعت رأسها واغمضت عيناها ايضاً وبدأت تملأ رئتيها بالهواء، شهيق زفيير، شهيق زفير، كان الأمر مضحكاً َكانت تسايرني بكل جدية، قال لينا المعلم أن نعود الى الفصول الآن، إلتفت الى قمر وابتسمت، بفعلها البسيط هذا، انها جلست الى جانبي في مزاجي العكر هكذا كان شيئا جميلاً، دائما ما شعرت أن الله يرسل لي في كثير من الأحيان اشخاص او اشياء سعيدة في كل مرة شعرت فيها بالحزن،لم ألبث أن أجلس في مقعدي حتى جاءت المعلمة ونتدتني، أخبرتني أنه يجب أن اشرف وأن اختار فتيات معي من فصلنا للأشراف على المسابقة غداً، عدت الى الفصل وقلت:
_سأكون من ضمن فريق تنظيم المسابقة من يريد الأنضمام،
رفعت ثلاثة فتيات ايديهن كن من ضمنهن فتاة تسمى إيثار كانت فتاة يظهر عليها الذكاء، وقمر ايضاً كانت من ضمنهن، وهكذا شكلنا فريق للتنظيم من فصلنا من خمسة فتيات، كان الأمر أختياري ولم يكن احداً مجبراً على ذلك من ضمنهم أنا ايضاً، ولكنني قبلت أن أنظم لأنني اخترت ألا اشارك في المسابقة، لم اشعر بأنني اريد المشاركة، كم هذا ممتع يمكنني أن أختار أن أشارك او لا، أمي ليست هنا، لم تعلم بعد بأمر هذه المسابقة، ستستشيظ غضباً عندما تعلم أمرها، بعد فوات الأوان طبعاً لأنني لن أشارك، اتمنى لاتعلم سأستمتع ببعض الحرية الآن حتى وإن كانت لوقت قليل هه.

"نور"
استيقظت كنت ارتقب الثلج أن يهطل رغم أنها تمطر كثيراً مؤخراً ولكنني كنت ارتقبه دائماً، كان بخار الشاي يتصاعد من كؤوسنا أنا وأمي، تشرب معي الشاي في هدوئها المعتاد، ودعتها وذهبت الى المدرسة مشياً لحسن الحظ جلبت معي مظلتي لأنها بدأت تمطر بغزارة، كانت القطرات تتدحرج من على مظلتي بقوة وتهبط مسرعة وهي تتبع بعضها للأرض، كان هنالك شلال يحفني بغزارة، وصلت الى باب المدرسة، دخلت الى الفصل مباشرة، مع هذا الجو الغي الطابور الصباحي، جلست على مقعدي بالقرب من النافذة كان المطر يجعل الزجاج رطباً وبارداً امكنني رسم قلب و وجه مبتسم، كنت قد اكملت رسمة الصفصاف لأشارك في المسابقة،اتمنى ان تعطي الآخرين شعوراً دافئاً،،مع انشغالي بالمطر اخرجتني ضوضاء الفصل، كان الفصل مزعحاً جداً، فجأة نهضت لميس وصرخت عالياً، شكرتها في داخلي جداً، جاءت ايضاً اليوم وطلبت الإنضمام لفريق التنظيم لكني لم أود ذلك حقاً لا أهتم، رن جرس الفطور الصباحي، الأجواء باردة جداً الحساء الساخن جداً ضروري الآن، وقفت في الصف كالعادة واخذت حساءاً ورزاً وبعض البيض، وعصير، وجلست في مكاني المعتاد بالقرب من النافذة، جلسن قمر ولميس كنا يتناقشن في أمور التنظيم، وددت الجلوس معهم، راودني شعور غريب بالإنضمام إليهن، فنهضت وجلست بقربهم، كان شيئا غريباً بالفعل حتى أنني استعجب نفسي على فعلتي هذه،صمتن عندما جلست، فقلت :
هل ازعجتكما يمكنني أن اعود.
قالت قمر: لا لا لقد كنا نتحدث تنظيم المسابقة وكيف سيتم الأمر مع بعضنا ولقد انتهينا الآن.
قلت :حسناً.
قالت لميس : المسابقة غداً ألا تودين حقاً المشاركة.
قلت:في الحقيقة لقد فكرت في الأمر و وددت أن اشارك ليس هنالك شيئاً اخسره.
قالت قمر بفرح :خبر سعيد، يمكنك ان تشاركي من أجل الجمال فقط الجماال لا غير.
ضحكت انا ولميس، اكلمنا طعامنا، وكانت الراحة تنعبث من وجههنا جميعاً، لا أعلم متى بدأت اعتادهم حقاً وسيكون أمراً مجنوناً إن قلت أنني اعتدت اشخاصاً بعد اسبوع فقط ولكن هذا ما شعرت به في جلستنا هذه.
قالت قمر: اجلبي رسمتك غداً مبكراً حتى نضعها مع جميع الرسومات المشاركة.
قلت :حسناً.
سألت لميس : ألن تشاركي في المسابقة
_لا لن أشارك. سأكون من فريق التنظيم.
_أوه حسناً.
عدنا الى الفصل وكانت حصة العلوم هي التالية، كانت معلمك العلوم ظريفة جداً ولكنها تتسم بالجدية ايضاً، كانت الحصة اليوم عن دورة حياة الضفادع وكانت الدورة تحتوي على ثلاثة مراحل البيض، ومرحلة ابو ذنيبة أو اليرقة، ابوذنيبة الأسم مضحك لأن الضفدع في هذه المرحله تحمل ذنباً طويلاً  ومن ثم أخر مرحلة مرحلة الضفدع الكامل، في الحقيقة الدرس ليس ممتعاً جداً ولكن معلمة العلوم كانت تفصل لنا بأشياء مثيرة في العلوم، قالت لنا هل تعلمون لماذا سمي كوكب المريخ بالكوكب الأحمر  بهذا الأسم، كانت جميع الفتيات يتسألن ولم تعرف احداهن الإجابة، قالت لأنه يوجد على سطحه وعلى غلافة غبار أكسيد الحديد(الصدأ) والصدأ معروف بلونه الأحمر، انا لم أعلم حتى انه يطلق عليه الكوكب الأحمر كم الأمر مضحك هه.
انتهت الدروس لليوم، يوم متعب آخر انتهى من قاموس حياتي، الأيام تتستمر بالإنتهاء، كثيرً ما أتسائل داخلي هل التعب الذي اتعبه يومي كافٍ اذا تم قياسه بأنه يوم يمضي من عمري ولن يعود مرة أخرى، لا أظن أنني افعل ما بوسعي،،حملت مظلتي وكانت حقيبة ظهري خفيفة، الهواء بارد جداً، خرجت من باب المدرسة وكانت قمر ايضاً تهب للخروج، سارت معي حتى موقف الحافلات، ومن ثم قلت ليها :اين تسكنين
_بالقرب من هنا سأمشي بأقدامي.
_انا ايضاً منزلي قريب من هنا ولكنني افضل ركوب الحافلة.
_هل تدرسين، انا لدي العديد من الدراسة المؤجلة؟
_أود القول أنني ادرس ولكن في الحقيقة أنا أيضا لا أدرس.
_افعلي مابوسعك.
_افعلي مابوسعك انت ايضاً.
فارقت احدانا الأخرى، ركبت الحافلة وواصلت هي مشياً لمنزلها،. كان هنالك طفلاً صغيرا تحمله امه ينظر إلي لم يبعد نظره عني حقاً كنت ألعب معه، أخرج له لساني واغمز له، ولكنه لم يعرني أي اهتما كانت نظرته واحده لم تتغير حقاً، اجفلني هههه،وصلت الى المنزل ادرت مفاتيحي لأفتح الباب ونظرت من بعيد لمحت الجدة العجوز قادمة ناحيتي، في هذه اللحظة شعرت أنني أود أن ينكسر هذا الباب لأدخل، لم يمكنني أن ادخل بسرعة بعد ذلك.. ولأنها رأتني سيكون مخجلاً أن ادخل،القالت الجدة سعاد:
كيف حالك يا أبنتي.
_بخير يا جده سعاد.
_هل أمك موجودة؟
_لا إنها في العمل لم تأت بعد.
_حسناً اخبريها أن تتصل على أريدها في أمر ضروري.
_سأخبرها.
كانت تنظر إلي نظرت أنها تريد أن تكمل الحديث.
قلت :حسنا ي جده سأدخل، هل تدخلين؟
قالت :لا سأعود مرة اخرى، فقط أخبريها لا تنسي.
_لا لا لن أنسى.
عادت ادراجها دخلت الى غرفتي واستلقيت على فراشي. ونظرت الى شجرة الصفاف إلى جانبي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي