الفصل السادس

بعدما خرج من الغرفة أطلقت العنان لدموعها لتنتحب وتشهق بقوة فهو يعيش حياته و لا يعنيه ما قد تشعر به يتحدث مع طفله أمامها دون أية مراعاة لمشاعرها أزداد تدفق دمعاتها فرفعت اناملها تمحيها ووقفت عن الفراش لتذهب حيث يكون فراس ..




وقفت تنظر إليه وهو يعطيها ظهره يصب كل تركيزه علي ما يفعله ظلت واقفة تراقبه إلي أن شعر بها وأستدار ينظر إليها رأي الآلم والحزن يملئ وجنتيها فأدار بصره عنها يدعي إنشغاله بتجهيز الطعام فأقتربت منه ووقفت علي مقربة منه تبتلع غصة في حلقها تريد أن تتشدق بالكثير ولكنها تمنع نفسها بصعوبة قصوي للإفصاح بما يعتلج قلبها تشعر بأنها سيلقي حتفها لو بقيت هكذا إزداردت ريقها عده مرات وقد قررت التمسك بتلك الفرصة ونيل كل ما تريده ستكون انانية لمرة واحدة في حياتها وتقتنص بعضا من السعادة حتي لو كانت سعادة مؤقته ..





تحركت خطوتين لتقف خلفه مباشرة بينما هو يشعر بها وقد بدأ يفقد رزانته ويشتعل جسده رغبة بها فأنفاسها التي تلفح جسده تزيد من رغبته فيريد الانقضاض عليها كما ينقض الاسد علي فريسته ولكنه يصبر نفسه بأن لكل ذا وقتا وقته حاول أن يبدو متماسكا أكثر وجدها تلف ذراعيها حوله عند هذا الحد ويكفي فلم يستطيع السيطرة علي نفسه اكثر و لجم جموحه اكثر من ذلك فأستدار إليها فجأة واقترب منها فلم يفصل بينهما شيئا مال وجهه يلامس بشفتيه وجنتيها تتحرك عدة خطوات للخلف وهو علي حاله إلي أن أصطدم ظهرها بالحائط ليثبتها عليه ويقتنص منها عدة قبلات علي سائر وجهها فهدر من بين قبلاته قائلا



(( كم أحبك يا وعد لقد أنتظرتك طويلا وافقي علي زواجك مني فليس لديك حل أخر اعلم بانك تبادليني مشاعري ولكنك خائفه من تلك الفوارق بيننا وأعلم ايضا بأنكي لن تقوي علي البعاد عني فاتركيني أقترب وأسري في عروقك مسري الدماء .))



خرجت كلماته بصوت اجش من الرغبة بل كانت رغبتة وحبه أضنتاه وجعلانه كالمدمن المغيب عن ما حوله فأنقض علي شفتيها بقبله شغوفه وكفيه تتحسس سائر جسدها فقدت شعورها بما حولها لثواني وأخذت تبادله قبلته تتعلق برقبته وكف يدها يتخلل خصلات شعره ثم فاقت وحاولت الابتعاد عنه فلم تستطيع أن تزيحه قيد أنمله فدفعته بعنف ليبتعد قليلا فتحدثت قائله



(( اتركني يا فراس لاعود لمنزلي وبعدها ساعطيك فرصة لنكون معا ))


امتعض فراس مما تتفوه به فقال



(( والدك يبحث عنكي في كل مكان لقتلك لانه يعتقد بأنك هربتي مع حبيبك كما يذاع بين الجميع ))




هتفت بإنفعال وقهر قائله

((لقد خدعتني وخطفتني فانا لست موافقة علي ما فعلته ))



قرب وجهه منها يقول بصوت خافت أثار الجرفة في أوصالها

((نعم خدعتك لتكوني لي فلو لم اكن قلت لكي قابليني وسارحل بعدها لم تكوني لتأتي إلي فنعم اعترف بانني خدعتك ))



شعر بكل خلية فيها تنتفض ضعفا وحزنا فاقترب منها أكثر يشدد من عناقه يفكر بأن عليه أن يبثها عشقه الجارف فعليه أن يشعرها ويريها بأن ما يكنه لها ليست مجرد رغبة وشهوة وتملك..





حاول والده الاتصال به اكثر من مره ولكنه لا يجيب فاتصل علي الحراسة التي يكلفها ان تبقي معه وبجواره دائما أجابه احد الحراس وهو يجيب علي الهاتف قائلا

((نعم سيدي ))


تحدث رافت بقلق قائلا

((أين فراس لما لا يجيب علي الهاتف ))


تحدث الحارس بإحترام قائلا


(( السيد فراس بخير هو الان في شقته ونحن ننتظره ليخرج ))


تحدث والده وقد أطمئن قليلا فما ان أتصل به ولم يجيب عليه قلق وشعر بالخوف عليه فلا يعرف لمتي سيبقي يعيش في ذلك الذعر حاول إفهام نشأت اكثر من مره بأنه ليس له أية صلة لا من قريب ولا من بعيد في قتل إبنه فلا يعرف من أوقع به وأخبر نشأت بتلك الكذبه ليصدقها ويريد الثأر والقصاص لولده من ولدي ذهب إليه أكثر من مرة يحاول أن يفهمه بأنه لم يفعلها وأن إبنه كان بمثابة فراس له وليس لديه علم عن من فعلها ولكنه يرفض أن يصدقه ويطرده من مكتبه ..





كانت بغرفتها تجلس علي طرف الفراش تنتحب بشدة تمسك بين أناملها إختبارا للحمل تنظر إليه غير مصدقة ما يحدث معها فلطلما تمنت أن يكون لديها عدة أطفال من زوجها وحبيبها معاذ ولكن الان بعد أن تغير معها واعترف بحبه لفتاة اخري بل وخيانتها فلا تعرف إذا ما زالت تريد ذلك أم لا ظلت تتذكر او لقاء جمع بينهم عندما ذهبت لتعمل لديه ورأته فوقعت في عشقه ومنذ ذلك اليوم وهي لم تري غيره فلما تلقي منه تلك المعاملة هل جزاء حبها خيانته لها ..


أخذت تكمل ذرف دموعهاوهي تمسد بكفها علي أسفل بطنها وقد أتخذت قرارها وما عليها إلا التنفيذ إذا كان لا يريدها فهي أيضا لا تريده لن تتمسك بشخص لا يريدها عليها أن تعيش لنفسها ولطفلها فوقفت من مكانها واتجهت نحو خزانة الملابس فأمسكت حقيبتها وأفرغت جميع ملابسها بداخلها ووقفت تجمع باقي أشيائها الخاصه وأمسكت بورقة وقلم واخذت تخطؤ عدة كلمات عليها ثم وضعتها بجانب الفراش وأتجهت تخرج من الغرفة وهي تتسحب علي طراطيف أناملها حتي لا يراها أحد .


كانت قد وصلت للحديقة فوقفت أمام سيارتها ووضعت بداخلها حقيبتها ثم أتجهت لتجلس في مقعد السائق وأطلقت العنان لها ولدموعها فما أصعب الفراق دون رغبتك ولكن عليها ذلك حفاظا لكرامتها ..


بعدما إبتعدت قليلا عن محيط الفيلا اوقفت السيارة وأستندت علي عجلة القيادة تبكي بمرارة ثم توقفت تحاول السيطرة علي نفسها أكثر ورفعت أناملها تمحي أثار دموعها العالقة برموشها وفتحت باب السيارة ووقفت علي جانب الطريق تنتظر أن تجد سيارة أجره ..



أوقفت سيارة أجره ونقلت بها أشيائها وأملت عليه العنوان التي ترغب بالذهاب إليه وقف بعد قليل أمام البنك فخرجت وقد طلبت منه أن ينتظرها قليلا خرجت بعد قليل وقد سحبت كل أموالها التي كان معاذ يضعها بإسمها في البنك والتي كانت تزيد عن إحتياجها فتحتفظ بها في حسابها الشخصي ..


استقلت السيارة من جديد وطلبت من السائق أن يتحرك أخفضت بصرها تنظر للحقيبة التي تضعها علي وركيها تفكر بأن تلك الأموال هي كل ما خرجت به من زواجها من معاذ ولكنها تذكرت طفلها فاخذت تمسد عليه وكأنها تستمد منه طاقتها فتحدثت معه وكأنها يستمع إليه ويفهم ما تقوله

(( والدك سيعتقد بأن والدتك سارقه عندما يكتشف بأنني سحبت الاموال دفعت واحدة ))


خرجت مما تفكر به علي صوت السائق يخبرها بأنه وصل لوجهته رفعت بصرها تنظر من زجاج السيارة فوجدت أنها قد وصلت لغايتها اخيرا

نزلت من السيارة وساعدها السائق بإخراج حقائبها فوقفت تنظر من حولها للمكان تتذكر ذلك المنزل القديم التي كانت تعيش فيه مع والديها قبل أن تنتقل لبيت اكبر في المدينه صعدت الدرج ووقفت امام الباب واخرجت مفتاحا وفتحته وقفت علي الباب تنظر للبيت تراه مثلما كان وكأنها لم تغادره منذ زمن توجهت للداخل فوضعت حقائبها علي الارض وجلست علي الاريكة تحتضن وجهها وجدت سيدة كبيره في العمر تقف أمامها تسألها عن من تكون

(( من انتي وكيف دخلتي لهنا ))



تحدثت ساندي بتعب قائله


((أنا صاحبة المنزل ))


نظرت لها تلك السيدة بنظرات متفحصة تحاول فهم ما تقصده فوضحت أمامها الرؤيه لتتحدث قائله


(( هل انتي ابنه المنشاوي))


اجابتها ساندي بخفوت وكأنها لا تستطيع إخراج الكلام قائله

((نعم وانتي تلك السيدة التي ترك لكي والدي المنزل منذ زمن لتعيشي فيه وتتخذيه بيتا بعد أن تخلي عنك إبناءك ))



نظرت لها السيدة سعاد بحزن لتذكرها أبناءها وما فعلوه معها


فتحدثت ساندي وقد لاحظت الحزن البادي لي ملامحها قائله

(( لم أتي لاخذ منكي المنزل بل كل ما في الامر بانني اريد غرفة واحدة لا بقي بداخلها فهلا اعتبرتيني ضيفة ابقيتيني في بيتك .))


اردفت سعاد سريعا قائله

(( بالطبع فالبيت بيتك لولا والدك رحمة الله ومعروفه معي لبقيت ف الشارع .))

أومات لها ساندي ثم تسطحت علي الاريكة واغمضت عيناها تتنهد بصوت مرتفع بينما تقف سعاد تراقبها وهي تشعر بأن تلك الفتاة وراها سر كبير ...



وصل للفيلا فقد قرر التحدث معها وإيضاح كل شئ سيعترف بأنه لا يحب غيرها ولكنها باردة قلبها محيط بقشرة ثلجيه لا تعبر عما تحمله بداخلها من حب فصعد الرج سريعا واتجه لغرفته يفتح بابها بقوه ينظر. داخلها فلم يجدها اقترب واخذ يطرق علي باب المرحاض فلم يستحي احد لطرقاته فأمسك مقبضه وفتحه فلم يجد احدا بداخله استدار يتحرك للطابق الاسفل مرة اخري ظل يبحث عنها بعينيها فلم يجدها فخرج بإتجاه الحديقة لعلها تجلس علي الارجوحه وقف ينظر من حوله فلم يجد سيارته ظل يفكر إلي اين ذهبت دون إخباره فإتجه عائدا لغرفته مرة اخري ومحادثتها لمعرفه مكانها ..


ما ان دخل الغرفة استلقي علي الفراش وامسك بالهاتف يتصل بها ولكنه وجده مغلقا ظن بأنه قد يكون فرغ شاحنه او أي شئ اخر فما ان اطمئن قلبه بأن إغلاق هاتفها شئ وارد فغاص في نوم عميق فلا يعلم بان الايام القادمة لا يستطيع ان يغلق جفنيه بسلام.



كانت بالغرفة تدور ذهابا وايابا تفكر في حل للخروج من هنا فهي لن ترضخ له وتوافقه علي ما يريده ستقف أمامه وتعارضه حتي يمل منها ويتركه ولكن بداخلها تتمني أن يظل متمسكا بها وان توافقه علي ما يريده كم تتمني أن تكون زوجته وتنعم بأحضانه شردت تتذكر ما حدث بينهما منذ قليل وكيف فقدت توازنها وبادلته قبلته بأخري اخذت تفكر اين هو فمنذ ما حدث بالمطبخ وقد تركته وعادت للغرفة لم تراه من وقتها تسحبت بهدوء ووصلت أمام الله تقتحه وهي ببطء تحاول ألا يصدر صوتا ثم أكملت خطواتها بهدوء تدور ببصرها تبحث عنه إلي أن وجدته ممددا علي الاريكة يبدوا بانه نائم استدارات لتعود ادراجها ولكنها قررت المضي إليه فأخذت تقترب منه وارتكزت علي ركبتيها امام الاريكة بجواره فرفعت اناملها بتردد ثم وضعتها علي وجهه وأخذت تتحسسه بخفة حتي لا توقظه لا تعلم بأنه مستيقظ ومستمتع بمبادارتها تلك فحبس أنفاسه يحاول الا يصدر منه شيئا قد يظهر بأنه مستيقظ ..


نزلت دمعاتها فأخذت تكتم شهقاتها بكف يدها ثم استقامت واقفه وغادرت مسرعة للتطلق العنان لشهقاتها فما ان شعر بها تغادر واستمع لصوت انغلاق بابها فتح عينيه وتنهد بصوت مرتفع ثم رفع ذراعه يضعها علي عينيه وهو يهمس قائلا

(( لما تعذبيننا ياوعد أخبرتك أكثر من مرة بأنه لا يعنيني تلك الفوارق لا العمرية ولا الاجتماعيه فلما ما زالتي ترفضين الارتباط بي هل ما زالتي ترينني لست راجلا كاملا لانك تكبريني في العمر .))




في مكان اخر نزوره لاول مرة نجده يتراس طاولة الاجتماعات يتحدث بعمليه قطع عليهم إجتماعهم دخول شخص ذو جسد رياضي وعضلات بارزة فاقترب منهم ومال علي اذنه يخبره بشئ ما فأدار بصره ينظر إليه غير مصدق ما قاله فأمر الجميع بالمغادرة وأستكمال الاجتماع في وقت اخر ..

ما ان خرج الجميع تحدث كمال قائلا


(( هل انت متأكد بانه هناك الان أطلب منهم أن ينتظروه ليخرج وينفذوا الامر أريده ميتا الليله .))

أومأ له حازم واخرج هاتفه يخبر رجاله بتفيذ ما طلبه منهم الليله استمع لصوت احد رجاله فتحدث قائلا


((أنهي الامر الليله يكفي علي رافت ما عاشه مع ولده لعبة باعصابه بما يكفي الليله اريد أن اسمع خبر وفاته .))

ثم اغلق الهاتف وجلس بجوار والده ينظر إليه بنظرات قلقه فلن يرتاح إلا عندما يخبره رجاله بموت فراس ليرتاح اخيه في قبره فلقد تأخر علي اخذ ثائرة لعشرة سنوات حتي يكون رجلا ويحرق قلب رافت عليه فهو إبنه الوحيد يعلم بأن معاذ لا يحمل دمائه ..


أستيقظ من النوم فزعا فلقد حلم بكابوس بشع فأستقام جالسا علي الفراش يدعك وجهه بكفه واخذ يهدي أنفاسه المرتفعه ثم أستقام واقفا يغادر الفراش اقترب من خزينه ملابسه ليجلب ملابس نظيفة له ويذهب للمرحاض ينعم بحمام دافئ ويبدل ملابسه فتح الخزانه واخرج ما يريده وهم بإغلاقها ولكنه لمح الناحية الاخري من الخزانة مفتوحة نصف فتحة تظهر بانها فارغه فتحها بقوة ووقف ينظر إليها بذهول غير مصدق بأنها قد تفعلها وتترك المنزل أمسك هاتفه وحاول مكالماتها عدة مرات ولكنه لا يستطيع الوصول إليها فهاتفها مازال مغلقا فرفع اناملها يشدد علي خصلات شعره وهو يزفر بغضب ويتوعد لها فكيف يمكنها تركه بتلك الطريقه تذكر الحرس فخرج مسرعا يقفز درجات السلم لينزل سريعا ثم خرج من الفيلا وذهب للحرس الواقف علي البواية الحديديه فما ان وقف امامهم تحدث وهو يجلي صوته حتي لا يظهر قلقه وخوفه أمامهم قائلا

(( هل راي أحدا منك زوجتي وهي تخرج ))

اجابه واحدا منهم قائلا

(( نعم رايتها لقد خرجت في الصباح ولكنها لم تعد بعد ))


اوما له معاذ ثم تحدث قائلا

(( هل كانت بمفردها ألم تري أي شيء معها ))


حاول التذكر ثم اخبره بانه لم يري اي شيء فكانت تجلس في السيارة ومرت من امامه ليفتح لها البوابة ثم غادرت ذهب معاذ منكسا راسه يأنب نفسه علي معاملته لها في الفترة الاخيره فقد صدقت بانه لا يحبها وعلي علاقة بغيرها لتخرج من حياته وتتركه ليحظي بالسعادة مع من اختارها ولكنها لا تعلم بانها هي من اختار أن يعيش عمره معها وبجوارها خانته دموعه لتتساقط علي وجنتيه فمحها سريعا فليس هو من يسمح لدموعه بالهطول فأمسك هاتفه يضغط عليه يطلب من صديقا له أن يعرف له خط سير سيارة زوجته فاملاه رقمها وأنتظر ليتصل به ويخبره بما توصل إليه ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي