الفصل العشرون

خرج معاذ علي عجلة من امره من الشركة يستقل سيارته متجها للمنزل ليري لما يارا لا تجيب علي الهاتف وصل للمنزل فاوقف السيارة وترجل منها يصعد درجات السلم سريعا الي ان وقف امام الباب ليطرق عليه بقوه فلم يجيب احد لطرقاته تذكر بانه يحمل معه مفتاحا ولكن توتره هو من جعله ينسي اخرج المفتاح وفتح الباب ودخل الشقة ينادي عليها بصوت مرتفع وهو يبحث في جميع الغرف ولكنه لم يجد احد فتاكله القلق وخرج يطرق علي الجيران لتفتح له تلك الجاره وهي تساله عما يريده ليسالها معاذ عن عائلته لتخبره بأن والده قد تعرض لازمة صحية وزوجته طلبت له سيارة اسعاف ..


تحرك معاذ ينزل درجات السلم وهو يفكر إلي اي مشفي قد تذهب به زوجته بفكر بأن سيارة الاسعاف ستذهب به لاقرب مشفي في المنطقه ..

وصل معاذ المشفي ووقف يسأل في الاستقبال عن اسم والده حتي اخبره موظف الاستقبال برقم الغرفة المتواجد فيها والده تحرك يخطؤ ناحية الغرفه وقلبه يكاد يخرج من محله فتح باب الغرفة ليجد والده مستلقي علي الفراش عاري الصدر وتلك الخراطيم موصلة بجسده تعطي إشارات لا يفهم ماهي نظر ناحية يارا التي تجلس علي مقعد في زاوية الغرفه وعلامات الحزن مرتسمه علي محياها واثار البكاء ما زالت علي وجنتها وجدها تشيح ببصرها بعيدا عنه فأقترب منها وسحبها من مرفقها لتقف فما ان وقفت حتي احتضنها بقوه ليبثها الامان ويطمئنها بأنه بجانبها ولكن هي ما ان حضنها حتي بكت بكاءا شديد وهي تخبره بما حدث معهافقالت يارا

(( اتصلت بك كثيرا ولكنك لم تجيب لم اعرف ماذا افعل او كيف اتصرف وانا بمفردي ))


ربط معاذ علي ظهرها وهو يعتذر منها ليقول

(( انا اسف ولكني كنت في اجتماع هام ولم استطيع ان اجيب علي مكالمتك .))

ما ان انهي حديثه حتي ابعدها عنه قليلا ينظر في داخل عينيها وهو يسألها قائلا

(( كيف حاله ))

اجابته يارا من بين شهقاتها قائله

(( اخبرني الطبيب بأنه بخير الان لقد كدت ان اموت وانا اره يختنق ولا يستطيع التنفس ومن ثم فقد الوعي )))


سحبها معاذ لحضنه من جديد يحاول تهدئتها وهو يعتذر منها ويوعدها بأنها لن تتكرر مجددا ..


كان رافت جالسا مع فراس يخبره عن معاذ ويعترف له بان معاذ ليس ابنه ولا من دمه لينصدم فراس مما يقوله والده ليتحدث رافت قائلا

(( اسمعني جيدا يا فراس لا اريد ان تخبر احدا بهذا فلقد اخبرتك لانني اريد منك ان تعرف عنه كل شئ إلي اين يذهب ومع من ولما كل شئ يا فراس فأنا اشعر بانه يخفي سرا كبيرا عني ))


نظر له فراس بغير فهم وهو يفكر هل ما فهمه من والده صحيح هل اخباره بان معاذ ليس اخيه الشقيق فلم يتخطئ الصدمة ليخبره بأنه يريد مراقبته فما الامر ما الذي يحدث مع والده ..

تنهد فراس بتعب واومأ لوالده ووقف يغادر مكتبه وهو يفكر في معاذ وكيف استطاع تحمل خبر كهذا ..



استأذنت وعد من مني واخذت اياد وذهبت للتسوق وشراء الملابس الجديده لاياد لتحاول التقرب منه فلقد تحسن علاقتها بمني كثيرا في الايام الماضيه لحد ما تم تقبلها من قبل عائلة فراس كانت تمشئ في رواق المول تنظر لكل شئ من حولها ممسكة بكف اياد بين كفها لتصطدم في احدا ما رفعت بصرها تنظر إليه وهي تعتذر ليبادلها النظرة بنظرة لم تفهمها فتحركت تغادر من امامه وهي تسحب الصغير معها بينما ذلك الشاب قد سحر بنظرة عيناها واخذ يتتبعها أينما ذهبت وقف يراقبها وهي تضحك وتتحدث مع اياد إلي ان انتهت من التسوق وذهبت للمطعم لتحظي بطعام الغداء مع اياد بمفردهم لتتفاجأ بمن يجلس علي المقعد بجوارها وهو يمد كفه يعرفها عن نفسه قائلا

(( مرحبا ادعي جاسم ))


تبادلت وعد النظرات بين كفه الممدوده وبين وجهه ثم قالت بهدوء عكس ما في قلبها

(( اذا سمحت غادر حتي لا اخبر الامن وتتسبب في مشكله ))


هز راسه بالنفي وقد ظهر علي وجهه بأنه مصرا علي الجلوس والتعرف عليها عنوه لتقف وهي تمسك كف اياد وتضع المال علي الطاوله وغادرت وهي تعتذر من اياد وتوعده بانها ستعوضه في مرة اخري .


ما ان غادرت وعد واستقلت سيارتها اتبعها ذلك الشاب حتي عرف عنوانها ثم غادر هو الاخر ...



بعد مرور عدة ايام تم عقد قران حازم واسيل وحفل الزفاف في المساء كانت اسيل تجهز نفسها لذلك الحفل طوال اليوم وهي حزينه تفكر بأنها منذ اليوم صارت زوجة لشاب لم تراه يوما ستتفاجئ به في المساء فكر كيف سيكون وكيف سيعاملها هل سيكون مولعا بالانتقام ام سيفكر بانها زوجته وسيتعامل معها علي ذلك الامر ..

دخلت والدتها غرفتها وطلبت ممن معها تركها بمفردها مع ابنتها لتتحدث معها قليلا خرج الجميع ولم يتبق في الغرفة غيرها هي ووالدتها لتقترب منها والدتها وتجلس بجوارها وهي تربط علي كفها وقد ترقرقت عيناها بالدموع لتقول بصوت متحشرش

(( سامحيني يا ابنتي واعلمي بانني احبك كما احب ابنائي جميعا .))


تساقطت دمعاتها فرفعت يدها تمحيها وهي تكمل قائله

(( لقد اخبرتك ان تفكري من قبل وانتي من اخترتي وقررتي الزواج لن انسي لك ما فعلتيه من اجل انقاذ حياة اخيكي ولكن ما اريد قوله بأنك لا تصمتي علي اي شئ لا تريدينه .))


ثم مالت علي جبينها لتلثمها بقبله حنونه ووقفت تلتفت عنها وهي تخطؤ لخارج غرفة ابنتها حتي لاتري دموعها التي لم تستطع التحكم فيها اكثر من ذلك ..



كانت وعد في غرفتها تحضر نفسها لحفل زفاف اسيل فاقترب منها فراس وهو يثني علي ذوقها فيما ترتديه فكم اعمله ذوقها ومال يطبع قبلة رقيقة علي شفتيها لتبتعد عنه برقه وهي تقول

(( الوقت قد تاخر هيا اذهب واغتسل فلقد جهزت لك ملابسك .))

نظر حيث تشير غيري ملابسه موضوعة علي الفراش فالتفت لها وهو يميل عليها يحتضنها ويخفض راسه في عنقها قائلا

(( ما زال الوقت مبكرا فانتم من تحتاجون ليوم كامل لتجهزوا وليس نحن .))


تجهمت ملامحها وهي تنظر له بغضب تحاول ابعاده عنها ولكنها لم تستطيع لتتنهد وهي تطلب منه الابتعاد قائله

(( هلا ابتعدت حتي استطيع الانتهاء ))


هز راسه بالنفي لتتحدث برجاء قائله

(( فراس ارجوك ابتعد قليلا واترك لي مجالا لافعل ما اريده .))

ما ان استمع لرجائها ابتعد عنها ولم ينطق بحرف وجلس علي طرف الفراش يتابعها بعينيه بحب وهي تضع زينتها ..


صعد إليها والدها ليحضرها فقد وصل العريس وعائلته وعليها ان تنزل الان طرق علي بابها وفتح فما ان رائها تقف امامه ترتدي فستان الزفاف دمعت عينيه وهو يقترب منها واحتضن وجهها وطبع قبلة علي جبينها يتمني لها حياة سعيده ثم امسك بذراعها يضعها في ذراعه وتحرك يخطؤ ناحية الاسفل ..


وصلوا لحديقة الفيلا حيث اقيم الحفل لتستمع لصوت الموسيقي الهادئه ليلتفت الجميع ينظروا إليها لتشعر بالحرج والخوف يضرب قلبها لتجد شابا يقترب منهم فما ان اقترب حتي تعرفت عليه انه ذلك الشاب الذي قابلته اكثر من مرة صدفة انه حازم وقف امامها ينظر إليها بتوجس ليقولوا في صوت واحد (( انت ، انتي ))


سلمها والدها له وتحرك خطوتين بعيدا عنهم لتنظر له بصدمة فلم يكن حاله احسن منها فهو ايضا يشعر بالصدمة والذهول هل هذه هي الفتاة التي لطلما وعد نفسه بانه سينتقم منها وسيأخذ بثائر اخيه منها همس لنفسه قائلا لا لا انت تحلم يا حازم اذا كانت هي نفس الفتاه فكيف ستستطيع الانتقام منها رفع كفه يمسح علي عنقه بتوتر وهو يفكر ماذا سيتوجب عليه ان يفعل الان وقد ترك له والده زمام الامور ليتعامل معها كما يريد فلم يخبره إذا كان يعاملها علي اساس انها حق مكتسب لانهاء الثائر ويعاملها بجفاء وكره ام العكس سيترك لنفسه العنان ويحاول ان يتعامل معها بتلقائيه وليري كيف سيتعامل معها وكيف سينتهي الامر به في تلك الحرب ...



انتهي الزفاف علي خير واصطحبها حازم لمنزله الذي اوصلته له من قبل دخلت للمنزل تنظر حولها بفزع لا تنكر بانها ارتاحت قليلا لمعرفتها بان حازم هو زوجها فهي تعرفه من قبل حتي ولو كانت معرفة سطحيه ولكن يكفي بانها تعرف ولو القليل عنه انتشلها من شرودها كفها التي وضعها علي كتفها لتستدير تنظر له بخوف فتحرك يجلس علي المقعد مقابلا لها وهو يقول بجدية طاغيه

(( اسيل كيف اتعامل معكي هل اطلق العنان للوحش الثائر بداخلي ليقتنص من اخيكي فيكي ام احاول ان انسي واتعايش معكي وكأن شئ لم يكن .))


لم تجيبه بل ظلت تنظر له بخوف وقد بدا كفيها ترتجف بخوف منه ليقف عن مقعده ويقترب منها وهو يقول


(( لا اريدك خائفة هكذا اريدك شجاعة مثلما رايتك لاول مره.))

تحدثت اسيل وهي ترفع كفها تحاول ابعاده عنها قائله

(( حازم ارجوك هل يمكننا التحدث بهدوء والوصول لحل يرضينا نحن الاثنان ..))

ضم شفتيه للامام مدعي التفكير ثم قال وهو يضع كفيه في جيبه ويميل للامام اتجاهها

(( هل هذه الليلة خلقت للتفكير هناك اشياء اخرى اريد اخبارك بها .))

تمعن في ملامحها وخوفها الزائد منه وارتعاش جسدها كله فاقترب منه وهو يقول

(( اهدي ساحاول بأن لا اؤذيكي .))


ثم مال عليها يحملها بين ذراعيه وتوجه بها ناحية غرفة النوم ليجعلها تستلقي علي الفراش ويميل عليها يقتنص منها قبلات متفرقة بينما هي استسلمت كليا له لا تعرف خوفا منه بانها حتي ولو رفضت سياخذ ما يريده ام رغبة فيه نفضت افكارها وحاولت ان توليه تركيزها كله فلا تعرف لما تشعر بإنقباض في قلبها تشعر بانه لن يدوم كثيرا علي معاملته تلك لها ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي