الفصل الواحد والعشرون

أستيقظت من النوم لتجده ينظر لها بنظرات مستاءه وكأنه شخص اخر غير ذلك الشخص الذي كان معها بالامس فلقد كان يعاملها بطريقة حانيه وكأنه يخشئ عليها بأن يصيبها مكروه تحدث وهو يترجل من الفراش قائلا


(( اغتسلي وبدلي ملابسك لنذهب لمنزل عائلتي ))


حدجته بغضب ثم قالت وهي تكتف ذراعيها

(( لما سنذهب لمنزل عائلتك اليوم فما زلنا في اول يوم زواج ))


ضحك بتهكم وقال وهو يوليها ظهره

(( لقد تزوجتك بسبب الثائر فلا تفكري بغير ذلك ومن اليوم سأعاملك علي هذا الاساس ))

وتحرك يخطؤ لخارج الغرفه ولكنه توقف وهو يقول

(( ضيفي كل ما حدث من صدف بيننا للحساب فانا متأكد بان كل ذلك من تخطيطك انتي لتوقعي بي وتضمني عيشك معي في سلام .))


ما ان انتهي حتي غادر سريعا وكأنه يهرب منها فجلست هي علي طرف الفراش وهي تفكر ما الذي ينتظرها معه هل سينتقم منها ام ما قاله مجرد كلام فقط وقفت تأخذ ملابسها وتوجهت ناحيه الفراش لتنعم بحمام ينعش روحها ويجعلها تسترخي قليلا قبل ان تلاقي مصيرها ..


فكم فرحت بالامس عندما قابلته وتعرفت عليه لاول مره فهو من دق القلب من اجله منذ ان قابلته لاول مره وهي شعرت بشعور غريب اتجاهه ولكنها الان تخشئ من القادم فكيف ستعاملها عائلته وهل ستعود للمنزل هنا ام ستظل هناك في منزل عائلته ظلت تفكر كثيرا وتعصف بها افكارها إلي ان انتهت من حمامها ووقفت ترتدي ملابسها ما ان انتهت خرجت من المرحاض ووقفت امام المراه تضع زينتها وتمشط شعرها ثم خرجت من الغرفة تمشئ ببطء ودون ان تصدر صوتا لتجده جالسا علي الاريكة في الصاله يتحدث علي الهاتف فاستمعت له وهو يخبر من علي الهاتف بألا يقلق سيكون كل شئ تحت مسؤليته الشخصيه وكم قلقت من نبرته وجديته في الحديث اخرجها من شرودها وهو يقول

((هل ستظلي واقفة عندك طوال اليوم اذهبي واحضري لي قهوتي ثم بعدها نغادر ))


اجابته وهي تزدرد ريقها قائله


(( ولكني لم افعلها من قبل ))


شقت ابتسامة هادئه علي وجهه وهو يخبرها بأن مكينه اعداد القهوه موجوده في المطبخ لتنظر له بإزدراء وهي تطرق بقدمها في الارض ثم تحركت بإتجاه المطبخ ..



خرجت بعد قليل تحمل قدحا من القهوه بين كفيها ثم مالت ووضعته امامه علي الطاوله تابعها هو بعينيه ثم مد انامله ممسكا بالقوه وبدا يرتشف منها ليتغصن وجهه بالقرف وهو يبتلع ما في جوفه غصبا ثم وقف وهو ينظر لها بغضب قائلا


(( اتسمين هذه قهوه انها كالسم هيا لنذهب .))


ثم اقترب منها وهو يدفعها امامه لتتحرك لخارج المنزل كادت ان تسقط لاكثر من مره وهو يدفعها لتسرع خطاها ولكنها كانت تتماسك حتي لا يسخر منها ..


وصل امام سيارته وامرها بالصعود إليها ففتحت بابها وجلست بهدوء وهو ايضا جلس في مقعد خلف عجلة القيادة واطلق العنان لسيارته لتتوجه لمنزل عائلته استرق النظر إليه من لحظة للثانيه ليجدها تنظر من زجاج السيارة الشفاف وقد بدات دموعها بالتساقط ما ان راي هيئتها شعر بوغزه في قلبه ولكنه تماسك واكمل قيادة سيارته في هدوء تام .



بعد ما يقارب النصف ساعه اوقف السيارة امام منزل والده وترجل منها وهو يحدجها بنظره لتتحرك وتغادر ايضا خرجت من السيارة تنظر حولها لتلك الفيلا الجميله والحديقة الواسعه تتنسي نفسها قليلا وتستكشف كل شئ حولها لتجده يتحدث قائلا بسخريه

(( هل تسمرتي في مكانك انا انتظر هيا لندخل يازوجتي ))



دخل للمنزل ليجد والده وحنان يجلسون علي مائدة الطعام يتناولوا طعامهم في هدوء تام ليقطع هو ذلك الهدوء وهو يلقي عليهم تحية الصباح ثم سحب مقعدا له وجلس عليه ولم يعيرها اي اهتمام ظلت واقفة مكانها فالتفتت حنان تنظر لها بإستياء وهي تقول

(( مبارك يا عروس اقتربي وشاركينا فطورنا .))


اخذت اسيل تقترب منهم والخوف والقلق يغزو قلبها لترفع بصرها تنظر لحازم تستنجد به ولكنه اخفض بصره يدعي انشغاله بتناول طعامه وقفت اسيل علي مقربة منهم فأشارت لها حنان ان تجلس جلست اسيل بتوتر تضعك اناملها في بعضهم البعض بقلق تابع كمال كل حركة منها ولم يعجبه الامر اراد ارهابها اكثر واخذ ثائر ولده من حياتها هي وخوفها اين نظرات الخوف في عيناها تبدو فتاه خائفة مرتبكة ومتوتره ولكن ليس خوفا منهم بل من تلك التجربة الجديدة عليها استدار ينظر لحازم قبل ان يقف يستعد للغادره وقال


(( انتهي من فطورك والحق بي في غرفة مكتبي .))


اومأ له حازم ليتحرك والده يخطؤ بغضب بإتجاه غرفة مكتبه بينما نظر حازم لاسيل ووقف عن مقعده وهو ينبه عليها بألا تتحرك من مكانها ...


طرق علي ياب غرفة والده وفتح الباب ودخل ليجد والده جالسا علي مقعد مكتبه ينظر له بغضب والشرار يتطاير من عينيه وهو يقول


(( يا حسرة قلبي عليك لقد زوجتك من الفتاه لتنتقم منها لا ان تحبها وتعاملها برفق ولين اريد ثائر والدي من رافت وابنه في تلك الفتاه وانت من ستأخذه لي ))


تنهد حازم وهو يقول

(( اهدي يا ابي ولا تغضب نفسك فأنت مريض لا تقلق من تلك الناحيه سأفعل ما تريده بها واكثر ..))


بينما ظلت هي جالسه فس مكانها بتوتر وحنان تتابعها وتنظر لها بلامبالاه ثم قالت


(( انتي حقا جميلة وبريئه ولا تعرفين ما يخططه لكي زوجك وحماك العزيز ))


قلقت اسيل من نبرتها التي تعني الكثير ولكنها قررت بألا ثق بها او بأي احد هنا ..






في مكان اخر نزوره لاول مره نجد جاسم يترأس مكتب والده مدير شركة من اكبر الشركات للاستيراد والتصدير ولمح مجلة موضوعه علي المكتب فأمسك بها واخذ يتفحصها ليصدم مما يراه انها تلك الفتاة وذلك الشاب الذي ابرحه ضربا منذ عده ايام ظل ينظر إليهم مطولا ويقرا ذلك الخبر الذي نزل كصفحة اولي في المجلات والجرايد فامسك بهاتفه وكتب اسمائهم عليه ليبحث عنهم ويعرف كل شئ عن عائلتهما ، بعدما انتهي من البحثوضع هاتفه علي المكتب وهو يزفر بغضب فتلك الفتاة التي تدعي اسيل والدها رجل ذو سلطة في البلد والاف من يريد ان يجامله في اي شئ ضعك جبينه وهو ينظر لصورتها و ابتسامتها الجميله التي تزين وجهها وقد قرر ان يحاول مقابلتها باي شكل والاعتذار منها علي ما فعله معها من قبل ...


فتح والده باب غرفة المكتب ودخل ليقف جاسم من علي المقعد ليسمح لوالده بالجلوس فما ان جلس وقع بصره علي تلك المجلة وما تحتويه ليتنهد بغضب ويرمي بها بعيدا عنه وهو يقول لجاسم


(( تلك الفتاة لطلما اردت تزوجيك منها ولكنني كنت اؤجل ان مفاتحه والدها واقول انها مازالت صغيرة علي الارتباط لاتفاجئ بالامر بخبر عقد قرانها وحفل زفافها علي حازم كمال لا اعرف كيف اتفقوا معا من جديد ووافق رافت علي تزويج ابنته من ابن كمال فذلك الامر يشغلني بشده .))


نظر له جاسم بغير فهم فهو لا يعرف ما بين كمال ورافت واذا كان هناك مشاكل بينهما فلما وافق علي ارتباط ابنته بابن عدوا له هل هو الحب لقد راي الفتاة معه اكثر من مره فهل ذلك هو السبب ..


في فيلا رافت كان الجميع يجلسون معا ولكن كلا منهم في واد غير الاخر فلقد خيم الحزن والهم علي جميع من فيها حتي فراس الذي لا يعرف سببه ولكن اعتقد بأنهم يشعرون بالحزن لعدم وجود اسيل معهم تحدث يقول لوالده


(( الم يتصل احدا باسيل ليطمئن عليها حتي موعد الزياره ))


تحدث والده يحاول مداراة حزنه والتحدث بنبرة يحاول اخراجها طبيعيه قائلا

(( لا لم نتصل بعد فهي عروس ويجب ان تركهم قليلا بعد و بالنسبه لزيارة والدتك لها فلا والدتك لن تذهب لها من اول يوم اترك اختك تتعود علي الوضع الجديد .))

اومأ لوالده وهو يشعر بالقلق بأن هناك شئ يخفوه عنه هو فقط والجميع علي علم به ليستمع لمعتذ وهو يقف ويستأذن للمغادره


خرج معاذ واستقل سيارته وهو يمس بهاتفه يضغط علي ازراره وانتظر لتجيب فسرعان ما اجابت وهي تقول


(( حبيبي كيف حالك هل ستأتي اليوم انا اشتاق اليك ))


شعر معاذ بالانتشاء من حديثها فقال بثقل

(( الان سأذهب للعمل ولكني سأمر عليكي في نهاية اليوم كيف حال والدي الان ))



اجابته يارا بحب قائله

((سأنتظرك في اي وقت عمي بخير لا تقلق عليه ولكن اشتاق إليك ايضا فهو لم يراك منذ ايام ))


ما ان انهي المكالمة حتي ضحك معاذ بعلو صوته فهو منذ ان تزوج بيارا وكل شئ قد تغير صار معاذ اخر يضحك ويمرح مثلما يريد فلم يعد معاذ المتزمت الذي يعيش من اجل اسيل فقط فاسيل تغيرت كثيرا ولم تعد اسيل الذي احبها صارت منعزلة عن الجميع لا تتحدث مع احد حتي هو ولكن فيها شئ قد تغير عادت لارتداء تلك الملابس التي كانت ترتديها قبل زواجه بها كلاب طويله لا تظهر منها شيئا لا يعرف سبب تغيرت ذلك ولكنه افضل بكثير ...





في منزل والد وعد كان والدها يتحدث مع زوجته يخبرها عن ذلك الزفاف الاسطور الذي حضره بالامس يخبرها كم تلك العائله غنيه ثم صمت لثواني وهو يتمني من قلبه ان تكون ابنته واعيه وعلي قدر من الذكاء وتتمسك بذلك الشاب والا تكون مثل والدتها وتنساق خلف اي شئ اخر وتهمل بيتها وزوجها حتي ينفر منها وينفصل عنها .


انتشلته من شروده زوجته وهي تقول بإستياء

(( كل ذلك الثراء تعيش فيه ابنتك ولا يعجبها عجبت لك يا زمن .))


قال زوجها بغضب

(( الفتاة لم تفعل شيئا لتقولي بأنه لا يعجبها تي ابنتي وشأنها ))


تحدثت زوجته بسخرية قائله

(( وهل انا ممسكة بها انتظر فقط وستري ابنتك وهي تقلد والدتها فكل ما فعلته فالفتاة مثل والدتها ))


نظر لها بغضب واستياء مما تفوهت به ليقف وهو يزعق ويهددها يشير إليها بسبابته قائلا


(( لا اريد ان استمع لكلمة واحده في حق ابنتي هل تفهمين .))


ثم انسحب مغادرا منزله ذاهبا لعمله لتبقي هي بمفردها وهي تشعر بالغيرة تنهش قلبها من تلك الفتاة التي وقعت علي كنز وهي تري بانها لا تستحقه ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي