الفصل الثامن عشر

كان معاذ جالسا بجوار الماذون هو ويارا ووالده يعقد قرانه عليها دون حفل زفاف فكما قال لها زواجهم سيكون في السر سيقتصر عليهم فقط حتي لا تعرف عائلته او زوجته استمع للمأذون وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .



كان يقود سيارته تجلس بجواره يارا وفي المقعد الخلفي والده كان عقله مشغولا بساندي وعائلته ولو عرفوا ما فعله هل سيتقبلوه مثلما تقبلوا فراس وزواجه من امراة اكبر منه ام لم يتقبلوه ، بالطبع لا لن يتقبلوا زواجي من يارا لانني متزوج من ساندي عكس فراس الذي يكون زواجه من وعد اول زواج له لن اتطرف لمنطقة انني لست ابن رافت الحقيقي فهو لم يشعرني بذلك يوما ولكن سيكون العائق في عدم تقبلهم هو زواجي من ساندي فماذا افعل ..


زفر معاذ انفاسه بيأس لانه لم يتوصل لقرار بينما كانت هي تختلس النظرات إليه وجدته يوقف السيارة امام عمارة كبيره في منطقة راقيه وهو يخبرهم بأن ينزلوا من السياره نزلت يارا تنظر حولها بذهول وقد ارتسمت إبتسامة سعيده علي وجهها ليتحدث والده قائلا

(( اعدني انا لمنزلي وابق انت مع عروسك هنا لبضعه ايام . ))


اقترب من باب السيارة ناحيه والده يخبره بأن ينزل وانه لن يكون هنا دائما وعليه ان يكون مع يارا حتي لا تبقي في المنزل بمفردها فلن يكون مطمئن عليهم إلا لو ظلوا معا .


اوما له والده فتحرك معاذ امامهم يرشدهم للشقه وصل إلي الشقة المعنيه ووقف يفتح بابها بالمفتاح ما ان فتح الباب وراتها يارا حتي شهقت بصوت مرتفع بذهول وهي تضع كفها علي فمها تحركت تتجول في الشقة وكم اعجبتها واعجبت بذوقها واثنت علي اثاثها ..

دخل والده لغرفة قد اتخذها له وتركهم معا فهي اصبحت زوجته ولا يريد ان يكون عزولا .


بعد مرور ساعتان كان معاذ نائما علي الفراش عاري الصدر ينظر لمن تنام بجانبه ممغمضة الجفنين تنعم بنوم هادئ عكس ما يمر به هو فهو الان يندم علي ما حدث ويري بانها خطوة متهوره فعلها دون شعور منه فساندي لا تستحق منه ان يتزوج عليها وياذيها بتلك الطريقة وقف عن الفراش واتجه ناحية المرحاض لياخذ حماما ويبدل ملابسه ويغادر فيكفي ذلك حتي يتعود علي ذلك الامر .

خرج من المرحاض وجدها جالسة علي الفراش تضع حول جسدها ملاءه لتستر ما انكشف منه توجه ناحيه المراه يهندم ملابسه وتحدث يقول

(( ساذهب الان وكما اتفقنا لا مكالمات ولا لقاءات الا لو انا اتصلت او اتيت مفهوم ))

هزت راسها بحزن وهي تقول

(( ابقي قليلا معي مازال اليوم طويلا ارجوك ))


تحدث معاذ قائلا


(( سأعوضك في المرة القادمة ))

ومال عليها يلثم جبينها بقبله رقيقة ثم تحرك مغادرا للفيلا.



ذهبت تبحث عنه ليتناول الطعام علها تتقرب منه وتهتم به وتتخذه ولدا لها وجدته يجلس في غرفته بمفرده منعزلا عن الجميع طفلا حزينا ما ان تنظر في عينيه تقرأ الالم المرتسم علي وجهه اقتربت وعد وجلست بجواره والتفتت تنظر له وهي تقول


(( لما تجلس هنا بمفردك ))


هز كتفه ببرائه ثم قال


(( فضلت الجلوس بغرفتي حتي لا ازعج احدا بالعابي ))


امسكت خصلات شعره باناملها وهي تقول وبحب


(( لن ينزعج احدا منك او من العابك ، اخبرني متي تريد اللعب بالعابك وانا العب معك او اذا اردت الذهاب واللعب في الحديقه ساذهب معك .))


قال الطفل ببراءه


(( والدتي كانت تقول لي هذا ولكنها تركتني بمفردي ووالدي ايضا بعدما اختفت والدتي اخبرني بالا الحزن وانه سيكون بجواري ويلعب معي ولكنه تركني هو الاخر ثم فراس فلم يعد يهتم بي مثل الاول فمنذ ان تزوجك وهو ابتعد عني والان ساندي ستتزوج وتذهب لبيت زوجها وتتركني فلما الجميع يكرهني ولا يريد المكونث معي او ان يكونوا بجواري .))


ما ان انتهي من حديثه حتي اجهش في بكاء عنيف حاولت وعد ان تهديه ولكنها لم تستطيع قازداد صوت بكاء الطفل ليأتي علي اثره مني لتفتح الباب بخوف وتدخل مسرعة لتري ما به اياد لتجد وعد معه تحتضنه وقد خيل لها بأنها سبب بكاءه فاقتربت منها وسحبت الصغير من بين ذراعيها بغضب وهي تقول


(( ابتعدي عنه ولا تقتربي منه مجددا ))


ارادت وعد التحدث واخبارها بأنها لم تفعل له شيئا ولكن مني لم تعطيها فرصة للتحدث ..



بينما كان فراس في عمله يشتعل غضب من تلك الاخبار التي تنتشر اليوم في وسائل الاعلام عنه وعن زواجه من فتاة تكبره كان كالاسد الحبيس يريد اطلع العنان لنفسه ليخرج ويقابل رجال الصحافة في الخارج ويخبرهم بان ذلك صحيحا وانه حرا في اختياره ولكنه يحاول التماسك حتي لا يخرب او يضر صوره والده امام الجميع فتح الباب ودخل والده وعلامات البؤس مرتسمة علي وجهه ليقول


(( هل اعجبك ما يحدث ))


تنهد فراس وهو يتحرك يشد علي خصلاته بغضب فما شأن الناس بهم لما لا يتركوه يتزوجمن يريد ويفعل ما يراه يناسبه تابعه والده وراي حالته وغضبه الشديز فقلق عليه فاقتربت منه وهو يقول

(( اذهب للفيلا وكون بجوار زوجتك فعندما تستمع لما يقال ستغضب وتشعر بالالم .))

نظر لوالده كثيرا ثم هز راسه بالايجاب وتحرك مغادرا من الباب الخلفي للشركة حتي لا يتقابل مع الصحافة في الخارج .



بعد القليل من الوقت خرج رافت وبدا يتحدث مع الصحافة برزانه لينهي ذلك الامر .


وصل فراس للمنزل في وقت قياسي فدخل من باب الفيلا وهو ينادي بصوت مرتفع علي وعد لتخبره والدتهبانها في غرفتها فقد استمعت لما يقال عليها فصعدت للاعلي اتجه ناحية غرفته يفتح بابها بقوه ليجدها نائمه علي الفراش تلك بغزاره ووجهها ممتلئ بالدموع ليقول وهو يحتضنها

(( لا تبكي حبيبتي يكفي بانني اعلم بان كل ما يقولونه ليس حقيقيا .))


تحدثت من بين اسنانها بغضب قائله

(( ولكن الناس تقول بانني اكبرك بالكثير واوقعت بك وتزوجتك من اجل ثروتك وما لديك من اموال..))


وضع اناملها تحت ذقنها ليجعلها تنظر إليه وهو يقول


(( هل الناس ما تعنيك ام انا ))


تحدثت بإبتسامة رقيقة قائله

(( انت ولكن الناس ))

قاطعها يتحدث بجديه قائلا


((لا اريد ان استمع لبقية حديثك سأكتفي بالكلمة الاولي ))


اقترب منها اكثر يحتضنها بقوه يريد ان يدخلها بداخل صدره حتي لا يمسها احد بسوء .


اوقف حازم سيارته امام الملهي كعادته مؤخرا يجتمع مع اصدقائه يلهو ويشرب ما حرمه الله ويستمتع مع اصدقاء السوء ثم يعود للمنزل دخل للملهي واقترب من الطاولة التي يجتمع عليها اصدقائه وجلس معهم يستمتعوا بما حوله ويتمعن في وجوه جميع الفتيات يبحث عنها لعله يراها صدفة للمرة الثالثة لا يعلم لما شغلت حيزا من تفكيره ودائما ما ينظر حوله لعله يجدها في اي مكان .


زفر حازم بيأس من عدم مقابلتها فجلست فتاة بجواره ومالت عليه تتحدث معه وهي تمسك بكفه تلفها حولها وتجعله يتحسس جسدها وقد وافقها حازم وانغمس معها يجاريها فيما تريده ليستمع لصوت كأس يرتطم بالارض بقوه ليتحول لاشلاء ابتعد قليلا عن الفتاه ليجدها علي مقربة منه تنظر له بغل وحقد وكأنها حبيبته وقد امسكت به متلبسا وهو يخونها .


تحرج حازم وانتفض بعيدا عن الفتاة وقرر الاقتراب منها ولكنها ابتعدت عنه وتحركت مسرعة للخارج .


لحق بها حازم وهي تصعد لسيارتها فوقف امامها وهو يلتقط انفاسه وصوت وتيرته مرتفعه يستند بذراعيه علي باب السيارة بمنعها من ان تستقلها وجد من يسحبه من الخلف من ملابسه وهو يقول


(( لقد انتظرت قدومك طويلا ))


ثم وجه له لكمة قويه حاول حازم ان يدافع عن نفسه ولكن القدرة تغلب الشجاعه فذلك الشاب كان معه عدد مهول من اصدقائه وحازم بمفرده فاصدقائه بالداخل لم يعرفوا بما يحدث معه بينما بتلك الفتاة صرخت كثيرا لعل احدا يسمعها وينقذه ولكن لم يستجيب احدا لصرخاتها بكت عندما راته علي تلك الهيئة وجهه ملطخا بالدماء مجسي علي الارض هولاء الشباب وقفوا يهددونه بالا يقترب منهم مجددا فاقتربت منها ذلك الشاب الذي تسبب في الشجار في المرة السابقة ورفع انامله يلمس خصلة من شعرها وهو يقول

(( سأمررها لكي هذه المره ولكن انتبهي في المرة القادمه ))


اومأت فراشها بالايجاب خوفا منه ومن من معه وجدته يتحرك مغادرا فاسرعت تقترب منه وقد تساقطت دموعها حاولت مساعدته لتجعله يقف علي قدميه حاولت كثيرا إلي ان نجحت وساعدته لتجلسه في سيارته ثم جلست في مقعد السائق تطلق العنان للسيارة ذاهبه باتجاه المشفي .









وصلت للمشفي وطلبت المساعده من الممرضين الموجودين بالمشفي اخذوه لقسم الطواري وتم الكشف عليها ليكتشفوا بأنه ليس هناك شئ سيئا فكل ما في الامر انه بعض الرضوض والكدمات وتم مداواتها ذلك ما اخبرها به الطبيب الذي اشرف عليه دخلت له بعد قليل لتجده مستلقي علي الفراش ينظر لسقف الغرفة يضع ذراعه علي جبينه ما ان راها حتي اغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث معه منذ قليل امام عينيهالقد راته وهو يتعرض للضرب من مجموعة شباب بطريقة مهينه توعد لذلك الشاب بانه لن يتركه حتي يرض له الضربه ضربتين فهمت ما يفكر به فاقتربت منه وجلست علي مقعد بجوار الفراش ثم تلعثمت وهي تقول

((كيف حالك هل انت بخير ))


اوما لها بهدوء ولم يتحدث فقالت هي لتنتشله مما يفكر به

(( هولاء الشباب غدارين ضربوك علي خوانه .))


التفت ينظر لها بغضب وهو يسحق اسنانه يريد ان يصفعها علي ما تفوهت به ولكنه تملك نفسه فاكملت قائله


(( انا ادعي اسيل فما هو اسمك ))


تحدث بهدوء وهو يزفر انفاسه قائلا


(( حازم ))



ظلت معه في المشفي إلي ان خرج من المشفي فعرضت عليه ان توصله لمنزله وافق حازم فهو لن يستطيع الذهاب بمفرده وهو في تلك الحاله وصل بعد قليل امام منزل جميله فطلب منها التوقف وقفت تنظر للمنزل وهي تنظر له بتوجس قائله


(( هل تعيش هنا ))


تحدث حازم بإبتسامة هادئه قائلا

(( لا لقد اتيت لهنا حتي لا يقلق والدي عندما يري حالتي تلك فذلك منزل قد اشتريته لعيش به بعد الزواج ))


ظلت تتحدث معه كثيرا وقد عرفت عنه اشياء اكثر ولكنها لم تساله عن من تكون عائلته او ابن من وهو ايضا لم يسالها عن اي شيء اكتفي بالحديث عنها وعنه والتقرب من بعضهم البعض فرب صدفة خير من الف لقاء ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي