الفصل الثالث عشر

خرج فراس من المشفي واتجه لمنزل عائلته نظرت له وعد بإرتباك وخوف فهي تعلم بأنها ستجد صعوبة في العيش معهم وفي تقبلهم لها خرجت من السيارة وخرج هو ايضا اقترب منها ممسكا بكفها ثم توجه للداخل ..


ما ان دخلت للفيلا جالت بنظرها بذهول تنظر لكل شئ حولها بإعجاب انتشلها من شرودها يقول

(( سأصعد لغرفتي ))


صعد للاعلي وتركها جالسه بمفردها مع عائلته تتربص بها العيون ينظرون إليها بنظرات مبهمه ثم تحدثت والدته قائله

(( ساذهب واطلب منهم تجهيز الطعام ))


ما ان تركتهم حتي اقتربت ساندي تجلس علي مقربة منها تتعرف عليها وكم احبتها واعجبت بها وجدت من يدلف راكضا بإتجاه ساندي .


وقف اياد امام ساندي وهو يسألها قائلا

(( هل عاد والدي ))


اجابته ساندي وهي تجلسه علي قدميها وتلثم وجنته بقبله رقيقة قائله


(( نعم لقد عاد ولكنه صعد للاعلي ليرتاح سينزل بعد قليل ))



بينما هي ما ان رات طفله الصغير اتسعت عيناها وصدمت كليا ثبتت نظرها عليه لا تعرف كيف تتعامل معه تفكر هل زوجته هنا ايضا شعرت بغصة في حلقها وهي تناظر ذلك الصغير وامتلئت عيناها بالدموع وكادت ان تزرفها ولكنها تماسكت وتحدثت إبتسامة هادئه قائله


(( اريد ان اصعد حيث فراس هل اخبرتني اين غرفته ))


انزلت ساندي اياد من علي قدميه واستقامت واقفه وهي تشير إليها ان تتبعها لتعرفها علي المنزل ومن ثم تذهب لفراس ..



كان منكبا علي عمله فشرد قليلا يتذكر تلك الفتاة التي اصطدم بها بالامس كم كانت مجنونه ولكنها غاية في الانوثه والجمال فتاة ببشرة بيضاء ذات شعر اسود طويل وشفاه منتفخه ووجنتين حمراوين .

يتمني لو يقابلها مجددا وتعطيه مجالا للتعرف عليها وقف يجمع بعض الاوراق واتجه ناية مكتب والده وقف يطرق علي باب غرفة مكتبه إلي ان استمع لصوت والده يأذن اه بالدخول فما ان دخل حتي استمع لصوت تصاعد رنات هاتفه .

اخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط علي زر الايجاب تحدث الطرف الاخر قائلا

(( سيدي توصلت لشئ جديد عن السيدة حنان ))

تحدث حازم بتوجس وهو يدس كفيه في جيبه قائلا

(( ما هو ))


اجابه ذلك الرجل الذي يقوم بمراقبة زوجة ابيه قائلا

(( لا استطيع اخبارك علي الهاتف ))


اخذ يفكر في ما هو ذلك الشئ الذي لا يستطيع ان يخبره اياه علي الهاتف ثم قال

(( حسنا انا في الشركة مر عليا في الحال ))

ثم انهي المكالمة فنظر له والده ينتظر ان يطلعه عن مضمون هذه المكالمة عندما وجد كمال ابنه صامتا ولم يتطرف ويخبره عن سبب المكالمة فتحدث يقول

(( ما الامر هل تلك المكالمة بخصوص حنان ))

اوما له حازم بالايجاب ثم تحدث قائلا


(( اخبرني بانه توصل لشئ هام وعندما طلبت منه ان يتحدث اخبرني بانه لا يستطيع ان يخبرني علي الهاتف ))


نظر له والده بغضب وهو يفكر فيما يكون ذلك الشئ الهام الذي لا يستطيع قوله علي الهاتف اطبق قبضة يده بتوعد لزوجته فقد شعر بشعور سئ منذ ان اخبره ولده بما قاله له ذلك الرجل واخذ عقله يرسم الاف السيناريوهات امام بصره .


وقف امام ذلك المنزل البسيط يأخذ نفسا قويا يملئ به رئتيه قبل الدخول إليه ومؤاجهة من به تحرك علي مضض يمشئ للامام ناحيه ذلك المنزل ووقف يتطلع بجرس الباب ثم رفع كفه يضغط عليه ليتصاعد رنينه بدا مترددا وتمني لو يستطيع الفرار ، لم يفتح احدا الباب فالتفت يغادر يريد ان يخرج من هنا الان فقد بدأ يشعر بالاختناق ما ان استدار حتي استمع لصوت فتح الباب ضغط علي عينيه بقوة والتفت ينظر للفتاة الواقفة متمسكة بجانب الباب فتاة جميله ذو جسد متناسق ولا هو بالنحيف المثالي ولا هو بالممتلئ متناسق القوام تنحنح معاذ واخفض بصره عنها قائلا

(( هل السيد عادل موجود ))


اجابته قائله

(( من تكون وفيما تريده ))


تحدث معاذ وهو يزفر انفاسه بصوت مرتفع قائلا

(( انا اكون من اقاربه اريده في شئ خاص ))


اشارت له تحثه علي الدخول للمنزل وهي تبتعد عن الباب حتي يستطيع المرور تنحنح معاذ من جديد ودخل للمنزل ينظر لاثاثه البسيط والمتهالك فوقف في محله لا يعرف ماذا يفعل او الي اين يتجه فتحدثت يارا قائله

(( انتظر قليلا لاخبر عمي ))

ثم اختفت من امام مرأ عينه في داخل غرفة واغلقت بابها خرجت بعد قليل تسند رجلا كبيرا في السن قد اضناه المرض وظهرت علامات الكبر علي وجهه يغلق عينيها قليلا اجلسته علي المقعد مقابلا لمعاذ بينما كان كان ينظر إليه بذهول وعلامات الصدمة مرتسمة علي وجهه هل ذلك هو الرجل المعني بالامر هل هذا ما اخبرته عنه والدته بأنه شخص اناني اراد قتل ولده والتخلص منه .


تحدث عادل بصوت منخفض قائلا

(( من انت وفيما تريدني ))


اجابه معاذ قائلا

(( اتيت لاراك واتعرف عليك ))


تحدث والده بتوجس قائلا

(( هل تعرفني ))


اجابه معاذ بإبتسامة هادئه وتحدث ببرود قائلا

(( اعرفك عز المعرفه ))

كعمش وجهه وهو يطالعه يحاول ان يدقق النظر فيه ليعرف إذا ما كان قابله من قبل ام لا

اكمل معاذ حديثه قائلا


(( انا اكون ابنك للاسف ))

ارتجف كفيه وهو يطالعه بغير تصديق فكيفف لذلك الشاب الوسيم ان يكون ولده فهو ليس عنده ابناء فتحدث بتلعثم قائلا

(( لو لم يكن يظهر عليك الثراء لقلت بأنك شخص كاذب ))


ابتسم معاذ وحاول التماسك اكثر واظهار برودة اعصابه التفت ينظر لتلك الفتاة التي كانت واقفة تتابع الامر منذ البدايه شعر بتشتتها ونظرة عينيها الزائغه فهي تجد شابا ثريا يخبرهم بان ذلك الشخص يكون والده استمع لصوت عادل وهو يقول

(( من تكون والدتك ))

ازدادات ابتسامة معاذ اتساعا فذلك الشخص لا يعرف كم عدد الفتيات التي تعرف عليهم ليساله من تكون والدته يبدو بانه عرف الكثير فقال بلامبالاة

(( انا ابن مني الاباصيري ))


ازدادات ملامحه تجهما عندك استمع لصوته يخبره بانه ابن مني فعندما خرج من السجن حث عنها كثيرا ولكنه لم يستطيع الاثر عليها وقد اخبره البعض بانها هربت ما ان انفصل عنها بحث كثيرا عنها وحاول ان يغير من نفسه ويعيش من اجلها وهو يتمني من داخله بألا تكون قد استمعت لحديثه واجهضت الطفل فكم كان قاسيا عندما اخبرها برغبته في اجهاضه والتخلي عنها إذا لم تفعل ثم هددها وانفصل عنها ليجعلها ترضخ لطلبه نظر لمعاذ وهو يفكر بأنها لم تفعل وتمسكت بجنينها حتي احضرته للحياة وصار شابا يجلس امامه يخبره بكل هدوء ورزانه بأنه يكون والده .


نزلت دمعاته وهو يطالع ملامحه يحفظها عن ظهر قلب ثم ردد قائلا

(( انت ابني من مني ))

اومأ له معتز ثم قال بإستياء

(( لقد اخبرتني والده بكل شي منذ ان اردت التخلص مني إلي ان ارتمت في الشارع .))


هز راسه بالنفي يرفض ما يقوله فهو لم يكن ليطردها ولكنها من هربت وتركته بعد ان انفصل عنها كان يهددها فقط ومن ثم سيعود إليها ولكنها هربت ولم يستطيع العثور إليها


انتبهوا لصوت تلك الفتاة تقول

(( هل هذه هي المراه التي اخبرتني عنها يا عمي ))


اجابه عمها بتوهان قائلا

((نعم هي ))




كانت جالسة بجوار المسبح تفكر فيما اخبرها به زوجها هل ستستطيع ان تكمل حياتها مع شخص تعرف بان والده مجرم هل ستتحمل ان يكون والد اطفالها يحمل جينات مجرم لا تعرف مايتوجب عليها فعله تفكر بان اخواته سيعرفون بامر سره عاجلا ام اجلا ومن بعده الجميع هل ستستطيع تحمل تلك الاخبار وهي تشاع بين الناس اتبقي معه وتظل بجواره ام تتخلي عنه وتبعد عن كل ما سيواجهه في الفترة القادمة نزلت دموعها علي حظها العاثر وهي تفكر بذلك الشكل فقررت ان تظل بجواره وتتمسك به لاخر يوم في حياته فهو من احبت ونبض القلب من اجله .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي