الفصل التاسع عشر

وصل معاذ للمنزل فجلس في سيارته متوترا وقلقا من ان يلاحظ أي احد تغير عليه يأنب نفسه علي ما فعله يفكر بأنه لو كان اخبر الجميع قبل ان يقبل علي هذا لكان ارتاح ولم يكن ليشعر بأنه خائن أمسك بهاتفه وضغط علي زر الاتصال ينتظر أن تجيبه سمع صوته وهي تتحدث بنعومه قائله

(( ما الامر هل انت بخير لما تتصل الان ))

تنهد معاذ وهو يجيبها قائلا

(( لا شئ اردت الاطمئنان عليكما قبل ان دخل للمنزل هل كل شئ علي ما يرام ))


اردفت يارا بهدوء قائله

(( نعم كل شئ علي مايرام معاذ لا تقلق لن اتصل بك واسبب لك مشاكل مع زوجتك ولكني سأنتظر ان تأتي أو تحدثني علي احر من الجمر ))


اجابها معاذ قائلا

(( حسنا تصبحين علي خير ))


ثم انهي المكالمه وتحرك مغادرا للسيارة بينما كانت ساندي واقفه في الشرفة تنتظره وما ان رأت سيارته ارتاحت كثيرا ولكنها لا تنكر بأنها تشعر بشعور شئ فهناك شئ ما يخفيه عنها وقفت تتابعه وهو يخطؤ ناحتة باب الفيلا فتحركت لداخل غرفتها تغلق باب الشرفة وتحركت للداخل الغرفة ناحية الفراش لتستلقي عليه وتغمض عينيها ..


فتح الباب ودخل وقف يطالعها وهي نائمه مغمضة العينين نائمة كالملاك اخذ يقترب منها وجلس بجوارها علي الفراش فمال يطبع قبلة علي وجنتها ثم تركها وتحرك ناحية المرحاض لياخذ حماماويبدل ملابسه ما ان اغلق باب المرحاض تساقطت دمعة حبيسة في عينيها لم تستطيع حبسها اكثر من ذلك ...

بعد دقائق معدودهخرج من المرحاض واتجه للجانب الاخر من الفراش ليستلقي عليه ومد يده يجذبها لتستقر في في داخل احضانه وسرعان ما اص في النوم ما ان شعرت بإنتظام انفاسه علمت بأنه قد نام لتفتح عينيها ببطء شديد وظلت تنظر إليه وهي تفكر في سبب شعورها السئ الذي تشعر به هذه الايام تشعر بان هناك سرا يخفيه عنها تنهدت ساندي ثم اغلقت عيناها لتنعم بنوم هادئ في داخل احضان حبيبها وزوجها ...


في الغرفة المجاوره كانت اسيل نائمة علي الفراش تنظر لسقف الغرفة تتذكر ذلك الشاب الذي قابلته لاكثر من مره صدفه تتذكر نظراته الذي كان يرمقها بها وهي توصله لمنزله وكم عرض عليها أن تصعد للمنزل معه ولكنها رفضت وقررت المغادره زفرت بغضب وهي تتذكر بأنها لم تحصل علي رقم هاتفه جلست نصف جلسة علي الفراش وهي تهمس كمن تتحدث مع نفسها قائله

(( لما لم تطلبي منه رقم هاتفه يا فتاه ))

لتجيب نفسها قائله

(( هل جننتي بالطبع لا لن اطلب منه شي كهذا فبعد ايام سأتزوج واذهب لبيت اخر .))


عند تذكرها لذكري زواجها وسبب إقبالها علي الزواج تساقطت دموعها وهي تفكر فيما ستكون نهايتها هل ستتزوج شخصا مولاعا بالانتقام ينتقم من عائلتها فيه او ستكون نهايتها ان تنتحر مما سيتسبب لها فيه أم سيكون شخصا امينا يحترمها ويعاملها كزوجة له ..


ظلت تفكر وتعصف بها الافكار إلي ان استمعت لصوت طرقات علي باب غرفتها سمحت لمن يطرق بالدخول وهي تراقب الباب لتري من سيزورها في موقت متأخر كهذا وجدت فراس هو من دخل من الباب واغلقه خلفه فأخذ يخطو خطواته ناحيتها وجلس بجوارها ممسكا بكفها بين كفيه ثم تحدث وهو ينظر بداخل عينيها قائلا


(( لما وافقتي علي الزواج من شخص لا تعرفينه ولم ترينه من قبل ))


نظرت إليه بتوتر ظاهر ثم تحاشت النظر إليه وهي تقول

(( والدي يعرفه جيدا وقد اخبرني بانه شابا صالحا))


ظل مثبت نظره عليها وتحدث بتوجس قائلا


(( هل أنتي مقتنعة بما تقولينه لم يكن ذلك حديثك من قبل عن الزواج وفارس احلامك فلما تخضعين لرأي والدك الان اريد معرفة كل شئ يا اسيل لا تخفي شيئا عني حتي ولو كان بسيطا .))


حاولت مدارة توترها وقلقها ثم تحدثت بشجاعة زائفة قائله


(( لا شئ صدقني كل ما في الامر بأنني وافقت والدي فيما قاله شاب ثري ويريدني ذلك كل ما في الامر فلما ارفض ))


اردف فراس بتأكيد قائلا

(( ولكنك لم تفكري يوما في زواج من شاب ثري بل كنتي تمقطين ذوات الدرجه المخملية وتكرهين بانكي واحدة منهم فما الذي تغير اشعر بأن هناك شئ تحاولون اخفائه عني .))


رفعت كلها الاخر ووضعته علي وجنته وهي تقول بثبات

(( كل شئ يتغير مع الايام وانا قد تغيرت كثيرا ))


اوما براسه وهو يحتضنها ثم قال

(( أتمني لكي السعادة من كل قلبي ))

ثم قبل اعلي راسها وابعدها عنه ووقف ليغادر غرفتها ما ان خرج تنهدت بصوت مسموع وهي تحاول التماسك حتي لا تبكي فتمددت علي الفراش وهي تسحب الغطاء فوقها لتدثر نفسها فلم يظهر منها شئ وتطلق العنان لدموعها لتتساقط براحة وهي متأكدة بان لا احد سيراها الان ..



تسحبت حنان من غرفة زوجها وذهبت للخارج وهي ممسكة بهاتفها لتجيب علي من يتصل بها فلم يكف عن الاتصال لاكثر من مره وهو يحاول لكي تجيب فضغطت زر الايجاب ووضعته علي اذنيها وهي تقول بنبرة غاضبه

(( ما الامر لما تتصل الان اخبرتك اكثر من مره بألا تتصل في الليل ))


تحدث عامر قائلا

(( اسمعيني انتي جيدا يا حنان هذه اخر مرة اتصل بك ولا تجيبي من اول اتصل ))


ضغطت علي اسنانها بقوه وتحدثت بغضب قائله

(( لا تملي علي ما أفعله فانا لا اعمل لديك هل فهمت ))



تحدث عامر وقد طفح به الكيل من تلك المغروره قائلا

(( لا تنسي بأنك شريكتي في مقتل ابن زوجك فكل منا كان لديه اسبابه لقعل ذلك ولكنك الان تحاولي البعاد عني وكأنني من فعلت كل شئ بمفردي فبعدما علمتي بان زوجك يشك بكي ويجعل من يراقبك ابتعدتي عني كليا وفضلتي عدم الحديث معي حتي لا ينكشف سرك امامه ولكن انا ماذا افعل عملي واقفا علي تلك المعلومات التي تبلغيني اياها لا حصل علي تلك الصفقات إن لم تفعلي ذلك سأخسر الكثير وسأكون معرضا للافلاس .))



اجابته وهي تهدي مت غضبها وتدعك بكفها جبينها لتخفف الصداع الذي يضرب راسها ما ان تستمع لحديثه وكأنه تهديد مباشر لها لتقول


(( حسنا غدا عندما يذهب للشركه سأحاول البحث عن ما تريده ستكون فرصة جيده فحازم لم يعد للمنزل اليوم وقد اخبر والده علي الهاتف بانه سافر مع مجموعة من اصدقائه قبل ان يدخل قفص الزوجيه ))


وافقها عامر وانهي المكالمة فما ان استدارات وجدت كمال في وجهها وقفت تنظر له بتوتر تحاول ان تستشف منه ما إذا كان قد استمع لشئ مما قالته ام لا وجدت تعابير وجهه مبهمة لا تظهر اي شيء ولكن للحظة فكرت بأنه لو أستمع إليها وعلم بأن لها يد في قتل ابنه لكان قتلها في الحال فشجعت نفسها واخذت تقترب منه وقفت امامه وتعلقت في ذراعه وهي تقول

(( لما استيقظت الان ))

اجابها بغموض قائلا

(( لم اشعر بك بجانبي فاستيقظت مع من تتحدثين في منتصف الليل ))


تحدثت حنان بتلعثم قائله


(( هذه صديقة معي في الجمعيه الخيريه تريد مني ان اذهب إليها في الغد لأمر ضروري ))


هز راسه بالايجاب والتفت متجها ناحية غرفة نومه من جديد لتزفر هي انفاسها عدة مرات لتخفي توترها ثم لحقت به للداخل ...




كان في منزله يجلس علي الاريكه يتابع التلفاز فبعدما اوصلته لمنزله اتصل بوالده واخبره بأنه لم يأتي وسيذهب لمدة يومين او اقصر مع اصدقائه ليغير جو لم يعترض والده علي شئ وتمني له رحلة سعيده وطلب منه ان يعود سريعا ليتم الزفاف في موعده اغلق عينيه بكره وحقد دفين علي تلك الفتاة التي سيتزوج منها لينسي ثائر احيه ويتعامل معها وكأن شئ لم يكن لن يستطيع ان يعاملها كزوجته سيريها النجوم في الظهيرة ظل يفكر ويخطط لما سيفعله معها وكيف سينتقم من عائلتها ويأخد حق اخيه منها فهي من وافقت بان تكون كبش فدا وعائلتها هي من رمت بها في الطوفان لتلقي مصيرها ..



تتاكلها الغيرة وهي تعلم بأن زوجها نائما في حضن أمراه اخري لما لا تفكر بأن المراه الاخري هي من احق بمعاذ منها فهي الزوجه الثانيه هي من سرقته من زوجته ووافقت ان تتزوجه في السر واخفاء الامر وكأنها معيوبه أو بها شئ يسيئها ظلت تفكر فكيف تحصل علي قلبه وتجعله لا يري غيرها ولا يستطيع البعد عنها للحظة واحده عليها اولا أن تخبر زوجته بأنه تزوج عليه ولكن لتضمن وجودها في حياته أولا عليها أن تضعه امام الامر الواقع وان تحمل طفله ثم ترسل رسائل لزوجته تشككها في زوجها ومن ثم تظهر هي وتخبرها كل شئ وان زوجها تزوج عليها وهي تحمل طفله لتنتظر قليلا بعد ثم كل شئ سيكون في صالحها ..



في صباح يوم جديد اجتمع الجميع على طاولة الطعام يتناولون طعامهم في هدوء ومن ثم يذهب كلا منهم إلي عمله ما ان ذهب الجميع وقفت مني وهي تحمل حقيبتها تستعد للخروج فاستقلت سيارتها وغادرت الفيلا ظلت شاردة طوال الطريق تفكر كيف تتعامل مع الامر أو ماذا تقول له وقفت السيارة في حي شعبي ليخبرها السائق بأنها قد وصلت لوجهتها ترجلت مني من السياره ووقفت تطالع المكان بعينين زائغتين خائفتين وقلقتين فرفعت ذقنها وهي تملئ رئتيها بالهواء ثم اتجهت ناحيه المنزل المقصود ووقفت تطرق علي الباب وتنتظر أن يفتح احدا لها ظلت واقفة لبضع دقائق ولم يستجيب احدا لطرقاتها فالتفتت تريد الانسحاب والمغادره لتجد باب الشقة المقابلة لتلك الشقة التي كانت تطرق عليها يفتح وتقف امراة كبيره في السن تسألها عن من تكون وماذا تريد أخبرتها مني عن ما تبحث عنه لتخبرها تلك السيده بأنهم غادروا النكز بالامس ولم يتكروا مكان اقامتهم الجديد ..


تحركت مني تنزل درجات السلم وهي تشعر بالتوهان والتخط عليها ان تجده وتطلب منه ان يبتعد عن ابنها منذ ان قابل معاذ والده وهو قد تغير كثيرا لم يعد معاذ الذي تعرفه وصلت للسياره ففتح لها السائق الخاص بها الباب فاستقلت السيارة وجلست في مقعدها ليسالها السائق قائلا


(( هل نذهب للفيلا ام ستذهبين لمكان اخر ))


لم تجيبه يشك بانها لم تسمعه من الاساس فتوجه في طريقه الفيلا...


جلست وعد تبحث في قنوات التلفاز ان اي اخبار جديده عنها فلم تجد لتقترب منها ساندي وهي تقول لقد اخبرني عمي بأنه هدد جميع قنوات الاعلام التي شهرت بعائلته ونشرت اخبارها علي الملا بانه سيرفع دعوة قضائيه عليهم ويقاضيهم أن لم يحذفو تلك الاخبار ويكفوا عن الحديث فيما لا يعنيهم نظرت لها وعد بحرج وهي تقول

(( لا اعلم كيف اشكره فذلك الامر كان يخيفني بشده وكنت اخشي ان يتسبب في فجوة بيني وبين فراس ))


نظرت لها ساندي بنظرة متفحصه فهي لم تجرب من قبل ان تتحدث معها او تقترب منها ولكنها ستحاول ان تبني صداقات وتعيش حياتها وتتركه يفعل ما يريده لن تعقب علي ما يفعله ستتركه علي راحته إلي ان يشعر بالذنب من تلقاء نفسه ويعود إليها ليخبرها بما اقترفه في حقها ارادت قول شئ ولكن دخول مني عليهم بتلك التعابير المرتسمة علي وجهها جعله تقطع حديثها مع وعد ووقفت من مكانه تقبل علي مني تمسك بكفها تساعدها علي السير لتقول مني


(( ساعديني يا ساندي لاصل لغرفتي ولا تخبري رافت باي شئ ان بخير ولكن اريد ان ارتاح قليلا ))


ساعدتها ساندي واوصلتها لغرفتها لتستلقي مني علي الفراش وتدثرها ساندي بالغطاء جيدا ثم تحركت للخارج وهي تغلق الباب خلفها بهدوء فما ان التفتت وجدت وعد تتمشي ذهابا وايابا امام غرفة مني وكانت تنتظرها فما ان راتها حتي ركضت ناحيتها تسألها


قالت وعد بقلق

(( ما الامر هل هي بخير هل نستعدي الطبيب ))


تحدثت ساندي بهدوء قائله

(( لا داعي هي بخير سترتاح قليلا وتكون بخير ))


ثم تحركت مغادره ولحقت بها وعد لتغادر هي الاخري .


كان معاذ في الشركه في اجتماع مهم بخصوص مناقصة يريد الحصول عليها فلو حصلت عليها شركتهم ستكون من اكبر الشركات في العالم وجدت رنين هاتفه يتصاعد فانهي المكالمه وهو يعتذر من العملاء الذي يحضرون الاجتماع معه ليجد الرنين يتكرر عدة مرات ليعتذر مجددا ويغلق الهاتف كليا وهو يتوعد لها فلقد اخبرها بالا تتصل به مهما يحدث معها تنظر مكالمته فقط اولي انتباهه لمن معه بينما والده يراقبه فهو ايضا يشعر بان هناك شئ يخفيه عنه وعليه ان يعرفه قبل ان يحدث شيئا قد يضر به نفسه بعد عدة ساعات انتهي الاجتماع علي خير وبدا الجميع بالمغادره ليقترب منه والده وهو يربط علي كتفه قائلا بجديه


((في المرة القادمة تغلق هاتفك قبل ان تبدا الاجتماع ))


اومأ لوالده بتوتر وهي يشعر بان والده يشك فيه إذا لم يكن علي علم بكل شئ فنظر له والده بنظرات ذات مخزي وتحرك تاركا أياه في دوامه من الافكار ...

ارتمي معاذ علي المقعد ومسك بهاتفه يديره بين انامله ثم فتحه وضغط علي زر الاتصال ليري لما كانت تتصل به وهو منبها عليها بالا تفعل استمع لصوت جرس المكالمة ولكنها لم تجيب عاود الاتصال بها ولكن ايضا لم تجيبه كور قبضه يده وهو يفكر بانها قاصدة ما يحدث فاتصل علي هاتف المنزل فايضا لم يجيب احد ليستمد به القلق فوقف في ما يحمل متعلقاته الشخصيه وقرر المغادره والذهاب اليها ليري ما يحدث معهم ولما لا يجيب احدا عليه ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي