الفصل الثالث والعشر

وصل معاذ للفيلا فاوقف سيارته وخرج منها يخطؤ ناحية باب الفيلا راي ساندي جالسه كعادتها مؤخرا في الحديقه نظر بإتجاهها فبادلته النظره ليتسنر في مكانه ينظر بداخل عينيها يستشف منها هل اخبرتها والدته ام لا ولكن هدوئها ذلك يدل علي عدم معرفتها بشئ اخفض بصره عنها واتجه للداخل يصعد درجات السلم بسرعة قصوي ووصل لغرفة والدته فوقف امام بابها يطرق عليها عدة مرات ولكنها لم تجيب حاول فتح الباب ولكنه موصدا من الداخل فتحدث يقول

(( امي هل انتي بالداخل هلا فتحت لي الباب لنتحدث قليلا امي ارجوكي .))


ترددت مني كثيرا ولكنها قررت عدم فتح الباب فجلست علي طرف الفراش واجهشت في البكاء بينما وقف هو يستند علي الباب بجبينه ينتظر منها ان تستمع لرجائه وتسمح له ان يدخل ويتحدث معها وعندما يأس وعلم بأنها مازالت غاضبة منه وبشده فتحرك مغادرا بإتجاه غرفته فتح الباب وارتمي بملابسه علي الفراش ووضع ذراعه علي عينيه شعر بوجودها في الغرفة فرفع ذراعه من علي عينيه ونظر لها ليجده واقفة امامه مكتفة ذراعيه علي صدره تنظره له بحسره وتحدثت برجاء قائله


(( اريد ان اطلب منك طلبا واتمني منك ان توافقني عليه ارجوك فانا هموت في كل لحظة امضيها هنا .))


جلس نصف جلسة علي الفراش ثم وقف واقترب منها حاول احتضانها لتبتعد عنه وهي ترفع كفيها توقفه حتي لا يقترب منها فتحدث معاذ بنبرة قلقه

(( اؤمري وانا سأنفذ لكي ما تريدينه ))


قالت ساندي بحشرجه

(( اريد منك ان تطلق سراحي اريدك ان تطلقني .))


صعق معاذ ولفته الدهشة لما تطلبه منه فقال بتلعثم وهو يقترب منها

(( لما ))


تحدث ساندي وهي لا تستطيع التحكم في دموعها اكثر من ذلك قائله


(( حتي تستطيع ان تخونني كيفما تريد .))


امسكها من معصمها وضغط عليه بقوه وتحدث من بين اسنانه قائلا

(( من اخبرك بذلك وملئ راسك بتلك الافكار من ناحيتي فانا لم اخونك يوما .))


اجابته بقرف قائله

(( يا لك من كاذب وهل زواجك من دون علمي ليست خيانه لي .))

صدم معاذ هل كانت تعرف بزواجه من قبل ولم تتطرف للحديث معه في الامر نظر لها وهو يقول


(( منذ متي وانتي تعرفين ))


تحدثت بسخرية مريره تقول


(( من اول يوم زواج لك وانا علمت بانك قد فعلتها لقد كنت دائما تخبرني بانك تحب فتاة اخري وتخونني ولكنني لم اصدقك يوما كان لدي شعور بانك تكذب علي ولم تفعلها ولكن يومها شميت رائحتها العالقة في ملابسك مهما اخذت حماما كنت اشتم رائحتها وكم كانت تمزقني تلك الرائحة من داخلي ..))


اقترب معاذ وحاول التقرب منها حاول لمسها لتصرخ بقوه وهي تقول

(( اياك ان تقترب مني مجددا ))


حاول معاذ يسترضيها فقال

(( انا اسف صدقيني لم احب احدا في حياتي مثلما احببتك اعطيني فرصة ثانيه وسافعل ما تريدينه ))


ضحكت بقهر وقالت

(( اسفه لم اعد استطع فهناك شئ في داخلي قد كسر ولم تستطيع اصلاحه .))

علا صوت انفاسه وتحدث بغضب وصوت مرتفع بعض الشئ يقول


(( وانا لن اتركك لن احررك ما دمت حيا اذا اردت حريتك اقتيلني .))


ثم غادر الغرفة وتركها لعلها تفكر وتقرر اعطائه فرصة ثانيه .



في منزل يارا كانت غاضبه من معاذ بشده فهو ما ان خرجت والدته حتي خرج خلفها ورفض التحدث معها او معاملتها كزوجين اكتفي بالبقاء لبعض الوقت من اجل ان يطمئن علي والده ثم غادر تحدث عمها ينتشلها من افكارها قائلا

(( ما بكي يا يارا هل تشاجرتي مع معاذ بسبب قدوم والدته إلي هنا ))


قالت ببؤس

(( لا لم اتشاجر معه ولكنه ما ان اطمئن عليك غادر دون ان يوجه إلي اي حديث وكأنني من ضغطت عليه ليتزوجني ))


احتضنها عمها وهو ينتهد بضيق ثم قال


(( اهدي عزيزتي يكفي بكاءا من اجل ذلك الطفل الذي تحملين به ومازلتي تخفين الامر علي والده اخبرتك اكثر من مره بانك لو اخبرتيه لفرح بذلك الخبر وتمسك بكي اكثر لانك ستنجبين له طفلا .))


تحدثت يارا بتوتر

(( عمي ارجوك لا اريد اخباره الان ولقد وعدتني بانك لن تقول له شيئا وستنتظر حتي اخبره انا بذلك الامر.))


اومأ لها عمها ولكنه غير راضي عما تفكر به وظل جالسا في مكانه مكتفيا بتلك الايماءه منتظرا ليري ما سيحدث في الايام القادمه ..




جلبت له قهوته فوضعتها علي المنضدة بجوار الفراش وهي تقول بإستياء

(( قهوتك ))

ما ان التفتت لتخطؤ فمسكها من شعرها بعنف رفعت وجهها تنظر له بالم شفق عليها وقد المه قلبه ولكنه حاول الا يظهر اي تعاطف معها فقال بصوت قوي

(( لا تكرريها مجددا عندما اطلب منكي شيئا تجلبيه وتنتظري لاسمح لكي بالمغادره هل فهمتي ))

هزت راسها بالايجاب وقد بدات العبرات بالتساقط من عينيها من قوة الالم الذي تشعر به نظر لها بنظرات متملكه والشهوة قد اظلمت عينيه ليدفعها ببطء ناحية الفراش لتقع عليه متسطحة فمال عليها حازم حاول ان يكون رقيقا معها وينسيها ما حدث من قليل نظرت له وكأنها تساله هل لديك انفصام في الشخصيه ولكنه لم يعير حيرتها او تسألها اي اهتمام وقد قرر ان يقتنص الحب والمشاعر في تلك اللحظات ولا يدع مكانا بداخله لشئ اخر مثل الانتقام ..


ابتعد عنها وهو ينظر لها بإزدراء فمالت تجلب ما طالته يدها من ملابس مرتميه علي الارض لتستر بها جسدها فرمقها بنظرة مستاءه وهو يراها تخفي جسدها عنه وكأنها لم تكن بين يديه منذ قليل مسلمة له مفاتيح حصونها جلس يتابعها وهي ترتدي قميص نومها الشفاف الذي يظهر اكثر مما يخفي لو تقصد إغراءه لم تكن تفعل هذا وجدها تهم للوقوف فمد قبضته وامسك بمعصمها ليسحبها للفراش من جديد لتستلقي علي الفراش فاستلقي هو ايضا وطوقها بذراعيه بقوه يحتضنها لصدره وسرعان ما سقط في النوم ظلت ترسم ملامحه وتتامله وقد خانتها دموعها وهي تتحسس وجهه وكم تمنت ان تعيش معه حياة هادئه مثل اي زوجين طبيعيين ..


خرجت حنان من الفيلا ذاهبة لمقابله عامر فاستقلت سيارتها واشغلت محركها وتركت العنان لها لتذهب لوجهتها من حين الاخر تقف علي جانب الطريق وتنظر خلفها تخشي ان يكون كمال مراقبها ويعرف بما بينها وبين عامر ما ان اطمئن قلبها شغلت محرك سيارتها واكملت طريقها حيث منزل عامر فلا تعرف لما هو مصرا هذه المرة علي مقابلته لها في منزله وصلت حنان امام منزل عامر فترجلت من السيارة بهدوء واغلقت بابها خلفها ووقفت تنظر حولها وقد استمد بها القلق ثم تحركت تخطؤ بإتجاه منزله وقفت امام الباب تضغط علي الجرس فتح لها عامر الباب وهو يشير لها بالدخول نظر خلفها يتاكد بانه ليس هناك من يتبعها ثم اغلق الباب وذهب نحوها وقف خلفها وحاول التقرب منها ولمسها ولكنها ابتعدت كمن لسعها عقرب ورفعت ابهامها تحذره من التمادي معها فتحدثت تقول


(( لن اسمحك لك ان تتقترب مني وتفعلها فانا لن اكون زوجة خائنه لا انكر بانني احمل لكي الكثير من المشاعر واتمني ان ياتي اليوم الذي سنجتمع معا فيه ولكن ليس بتلك الطريقه بعد ان انفصل عن كمال بعدما نكون اخذت منه كل ما نريده ..))

تنهد عامر وهو يستمع لحديثها فمنذ ان عرفها وهي ترفض ان تجعله يقترب منها وتتعامل معه بجفاء وفي حدود العمل فقط جالس علي المقعد تحدث وهو يرجع ظهره ليستند علي ظهر مقعده وتحدث يقول

(( هناك ثفقة مهمه اريد الحصول عليها وكمال ايضا قد دخلها فنسبة حصولي عليها ضئيلة جدا في وجود كمال اريد منك ان تعرفي كل المعلومات الخاصة بها واخبريني اياها ..))


اجابته حنان بثقه قائله

(( نتفق اولا كم ستكون نسبتي بتعمل بجد .))

غمز لها عامر بطرف عينيه وهو يقول

(( انا كلي ملكك فاطلبي ما تريدينه ))

ضحكت حنان ضحكة صاخبه واتجهت وجلست بجواره ليتفقوا علي ما سيكون عليها فعله وكيف ستجعل امر يحصل علي الثفقة دون ان يشك بها كمال ..



امسكت مني بهاتفها وضغطت علي زر الاتصال وانتظرت ان تجيبها ابنتها فهي لم تحدثها منذ ان تزوجت لا تعلم اذا ما كانت تخشئ ان تحدثها وتعرف بمعاناتها ام انها تعمدت ذلك حتي لا تغضب من اجلها


كانت مازالت نائمة في احضانه تتامله فوجدت رنين هاتفها يتصاعد مدت يدها وامسكت به من علي المنضدة بجوار الفراش لتجد والدتها هي من تتصل بها فضغطت علي زر الايجاب وتحدثت تقول


(( مرحبا يا امي هل مازلتي تتذكري بان لديك ابنة اسمها اسيل ))


قالت والدتها ودموعها تملئ وجنتيها

((انا اسفه اعتذر منكي فانا قد انشغلت في شئ اخر ساخبرك به لاحقا ولكن طمئنيني عنك كيف حالك انتي .))


اخذت نفسا قويا تملئ به رئتيها وهي تقول


(( انا بخير يا امي فلا تقلقي علي كل شئ علي ما يرام ))


تحدثت والدتها بنيرة قلقه


(( هل انتي متأكده يا ابنتي هل تخبريني الحقيقة ))


اجابتها اسيل بلامبالاه قائله

(( اجل متاكدة لا تقلقي من اجلي فانا بخير وزوجي يعاملني معاملة حسنه فلن يفكر ان يأخذ بثائر احيه من امراة لا حول لها ولا قوه فكوني مطمئنه .))


انهت حديثها مع والدتها ومدت كفها تتحسس وجه ثم مالت تطبع قبله رقيقة علي وجنتة وترجلت من الفراش ذاهبة للمرحاض لتاخذ حماما وتبدل ثيابها ...


ما ان اشتم لصوت انغلاق باب المرحاض فتح عينيه وقد قست ملامحه فهو لم يكن يريد ان يعاملها بتلك الطريقة ولكن والده هو من اخبره وبكل وضوح ان يعاملها بهذه المعاملة فلم يستطيع ان يفعل غير ذلك والده قد قرر ان يعذب رافت بإبنته ..



وصل رافت للمنزل هو وفراس بعد يوم شيق ومتعب قد امضاه في العمل فجلس علي اول مقعد قابله ليجد ساندي ووعد واياد يجلسون يشاهدون شئ علي التلفاز فما ان جلس حتي اغلقوه ليسأل ساندي عن مني

اجابته ساندي قائله

(( انها بغرفتها فهي ترفض الخروج منها ))


فما ان هم ليقف ويذهب ليري ما بها اوقفته ذراع ساندي وهي تمسك بكفه وتقول


(( عمي هلا جلست قليلا اريد اخبارك بشئ هام ))


جلس رافت وهو ينظر للجميع يحاول ان يعرف منهم اذا ما كانوا علي علم بما تريد ساندي اخباره به ام ليس لديهم علم بشئ ، اجلت صوتها وتحدث بحشرجه تقول

(( عمي انا قررت الانفصال عن معاذ ولكنه يرفض فارجوك اطلب من ولدك ان يعطيني حريتي ويطلق سراحي ))


تحدث رافت بعدم استيعاب لما تقوله

(( لما يا بنتي تريدين الانفصال اذا كان قصر معك في شي او تطاول عليكي اخبريني وانا ساجلب لكي حقك منه .))


قالت ساندي

(( ارجوك يا عمي لا داعي لتقع ذلك فانا قد اتخذت قراري لم اريد ان اخرج من المنزل مثلما حدث من قبل لانني صرت اخشاه واخشي ان يؤذيني فانا لم انسي ما حدث من قبل .))


قال رافت بغضب وقد بدا صبره ينفذ

(( اريد ان اعرف سببا مقنعا يجعلك تطلبين الانفصال ))


تحدث ساندي بغضب هي الاخري وقد علا صوتها قائله

(( ابنك المحترم قد تزوج علي وعندما اكتشفت وطلبت الطلاق رفض .))

شهقت وعد وجحظت عيناها فوضعت كفها تكتم صوت شهقتها بينما رافت نظر لها بعينين زائغتين لا يصدق بأن معاذ قد يفعلها دون علمه فلطلما كان معاذ اقرب اليه من فراس ويخبره بكل شئ يحدث معه فكيف استطاع ان يخفي شيئا كهذا فارتمي علي مقعده وهو لا يعرف ماذا يقول لها هل يوافقها فيما تطلبه ام يطلب منها ان تعطيه فرصة ثانيه الما هو متمسكا بها ..


كان فراس يتابع ما يحدث وكانه يشاهدا فيلما فهو لا يعرف اي شئ عن عائلته يوجد الكثير من الاسرار لدي كلا منهم سرا يخفيه عن الاخر ..


قطع عليهم وصلة تفكيرهم دخول معاذ للمنزل فاقترب منهم وهو يلقي التحية عليهم فوقف رافت امامه ورفع كفه ليصفعه بقوه وهو يقول

(( لما فعلت ذلك لما الم تفكر في زوجتك في والدتك في عائلتك ككل ما الذي قصرت معك فيه زوجتك لتفعل ما فعلته .))


تحدث معاذ بغضب مستتر قائلا

(( لما انت غاضبا هكذا هل لانني لست ابنك ومن صلبك فانت لم تغضب من فراس بتلك الطريقه ولم تتطاول بالايد عليه .))

ازدرد رافت ريقه لاعترافه امام الجميع بذلك الامر وكانه امرا عاديا ولكنه راي بانهم لم يتفاجاوا فيبدو بان الجميع كان علي علم بالامر مسكه رافت من كيفيه واخذ يهزه وهو يقول

(( تطاولت عليك بالايد لانك لطلما كنت الاقرب لدي من فراس كنت تعرف كل شيء يحدث معي علي محمل شخصي وعملي لم اشعر ليوم واحد بانك لم تكن من صلبي او لم تكن ولدي فانت ابني انا .))
نزلت دمعة من طرف عين معاذ واقترب من رافت يلثم كف يده وهو يقول


(( انا اسف يا ابي ارجوك سامحني .))


تحدث رافت وهو يربط علي راسه قائلا

(( ساسامحك ولكن لدي شرط ))


رفع معاذ بصره ينظر لوالده وامأ له براسه بان يكمل

ليكمل والده حديثه قائلا


(( طلق ساندي اعطيها حريتها عقابا لك علي ما اقترفته في حقها فانت لم تستحق فتاة مثلها ))


تبادل النظرات بين والده وساندي واخد يهز راسه نفيا ثم قال بحشرجة

(( سامحني ولكني لن استطيع فانا لم احب احدا بقدر ما احببتها ))

هدر والده بصوت مرتفع قائلا


(( وهل من يحب احدا يجرحه ويفعل ما فعلته ))


لم يعير حديث والده اي اعتبار والتفت ينظر إلي ساندي وقال

(( انا لن اطلقك ولن اسمح لكي بمغادرة المنزل ولو فعلتيها دون علمي فكوني علي استعداد بما سالحقه بكي وقتها ..))

خرج معاذ من الفيلا واستقل سيارته ذاهبا لمنزل يارا فما ان وصل وفتح الباب ودخل لداخل المنزل راها مقبلة عليه وركضت ناحيته تتعلق بعنقه فاخذ نفسا قويا وهو يبعدها عنه بالقوه ليقول


(( انتي طالق منذ اليوم ستكونين ابنه عمي فقط ))
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي